إحياء حديقة الأزبكية لاستعادة رونق «القاهرة الخديوية»

خطط لتطوير حدائق تراثية تُعيد رونق القاهرة الخديوية (وزارة الإسكان)
خطط لتطوير حدائق تراثية تُعيد رونق القاهرة الخديوية (وزارة الإسكان)
TT

إحياء حديقة الأزبكية لاستعادة رونق «القاهرة الخديوية»

خطط لتطوير حدائق تراثية تُعيد رونق القاهرة الخديوية (وزارة الإسكان)
خطط لتطوير حدائق تراثية تُعيد رونق القاهرة الخديوية (وزارة الإسكان)

تسعى مصر لاستعادة رونق «القاهرة التاريخية» وكذلك «القاهرة الخديوية» عبر مشروعات عدّة لتطوير أماكن متعددة، من بينها قصور تاريخية مثل «زينب خاتون» و«السكاكيني»، وحدائق مثل تلال الفسطاط، وإعادة إحياء حديقة الأزبكية.

فقد أعلنت وزارة الإسكان المصرية عن تنفيذ مشروعات في مجال ترميم الآثار، من بينها تجديد وتطوير مسجد السيدة زينب، رضي الله عنها، في حين تشمل المشروعات الجاري العمل بها: مشروع حفائر الفسطاط ومنزل السيدة زينب خاتون، ومشروع إعادة إحياء حديقة الأزبكية التراثية في محافظة القاهرة، الذي يستهدف إعادة إحياء هذه الحديقة العريقة، وذلك ضمن جهود الدولة لإعادة الرونق الحضاري للعديد من مناطق القاهرة التاريخية المختلفة، وتجديد الروح والدَّور الثقافي والتاريخي لهذه المناطق، وتعزيز الأهمية التاريخية السياحية لها، وفق بيان للوزارة، الاثنين.

وأنشئت حديقة الأزبكية ضمن مشروع «القاهرة الخديوية» الذي بدأه الخديو إسماعيل نحو 1869 وتولى تخطيط الحديقة، وفق كتاب «شوارع لها تاريخ» للكاتب عباس الطرابيلي، المهندس الفرنسي جان بيار بارييه دي شان، الذي أنشأ غابة بولونيا الشهيرة في العاصمة الفرنسية باريس، بمساحة 20 فداناً على نمط مونسو، وهو نمط الغابة السوداء نفسها في بولونيا بباريس.

وتعود تسمية حديقة الأزبكية إلى القرن الـ15 الميلادي، في العصر المملوكي، نسبة إلى الأمير سيف الدين أزبك، وكانت عبارة عن بركة (بحيرة) كبيرة جذبت قناصل أجانب كثيرين وتجاراً كباراً للسكن حولها، وبناء قصورهم فيها.

وأوضح الأكاديمي المتخصص في التاريخ الحديث والمعاصر، الدكتور أحمد غباشي، أن هذه الحديقة لها قصة تتمثل فيما تعرضت له من إهمال على مرّ الزمن إلى أن جاء الخديو إسماعيل وقرّر بناء القاهرة الخديوية على الطراز الفرنسي، وبدأ التخطيط لمشروعه من هذه المنطقة باعتبارها منطقة مركزية.

جانب من مشروع تطوير الحدائق في القاهرة الخديوية (وزارة الإسكان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «طلب الخديو إسماعيل من المهندس الفرنسي هوسمان أن تجمع حديقة الأزبكية بين جمال غابة بولونيا ومنطقة أوبرا باريس بأحيائها التجارية، وبالفعل نفذ في المنطقة دار الأوبرا الخديوية التي بُني مكانها حالياً مرأب الأوبرا، ويعيد إحياء المجمع العلمي الذي أنشأه بونابرت، لكن الأزمة المالية حالت دون تنفيذ المخطط بالكامل، بيد أنه تمكن من ردم البركة وصمّم مكانها حديقة افتُتحت عام 1872 كانت تضم أكثر الأشجار ندرة، وأطلق على إحدى الأشجار اسم أوجينيا نسبة للإمبراطورة الفرنسية أوجيني، وشجرة أخرى أسماها واشنطن تكريماً للرئيس الأميركي جورج واشنطن».

وتقوم الدولة بإعادة إحياء القاهرة الخديوية والقاهرة التاريخية في خطين متوازيين؛ لتصبحا منطقتي جذب سياحي، ومن بين المشروعات التي تُنفّذ ترميم سور القاهرة الشمالي ومواقع عدّة في القاهرة التاريخية الفاطمية، إلى جانب تطوير المباني ذات الطرز المعمارية المميزة والطابع التراثي في القاهرة الخديوية وإعادة استخدامها بطريقة تُلائم طابعها التراثي، لاستعادة رونق القاهرة، ضمن خطة يُشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري.

وأشار غباشي إلى أن «حديقة الأزبكية كانت تُستخدم للتنزه، وكانت تقام فيها حفلات ثقافية وفنية»، لافتاً إلى «ضرورة استغلال هذه المنطقة بعد تطويرها وتأهيلها لتدخل ضمن البرامج السياحية لزيارة معالم وسط القاهرة، ليشاهد السائح مزيجاً بين التاريخ والآثار والفن والعمارة ودراسة المجتمع المصري في فترات متتالية»، مؤكداً أن الدولة لديها مشروع طموح لـ«تأصيل الهوية»، لكن لا بد مع تأصيل الهوية التوظيف الجيد للمكان سياحياً.


مقالات ذات صلة

انتقادات لمؤثرة سورية تعيد الجدل حول شخصية «فرعون موسى»

يوميات الشرق المتحف الكبير في مرحلة الافتتاح التجريبي (الشرق الأوسط)

انتقادات لمؤثرة سورية تعيد الجدل حول شخصية «فرعون موسى»

أعادت انتقادات وجهها متابعون سوشياليون لمؤثرة سورية الجدل حول شخصية «فرعون موسى»، بعدما نشرت مقطع فيديو للملك رمسيس الثاني من داخل المتحف المصري الكبير.

عصام فضل (القاهرة )
ثقافة وفنون صورة جوية لبئر الماء المكتشفة والدَّرَج المؤدي إلى القاع (كونا)

اكتشاف بئر ماء أثرية في «فيلكا» الكويتية تعود إلى ما قبل 1400 عام

أعلن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، الأحد، اكتشاف بئر ماء أثرية في جزيرة فيلكا تعود لفترة ما قبل الإسلام وبداية العهد الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
يوميات الشرق الأطفال أكثر الدفنات الموجودة بجبانة كانت ورشة للفخار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني في سوهاج

البعثة الأثرية المصرية - الأميركية من جامعة بنسلفانيا عثرت على المقبرة الملكية بجبانة «جبل أنوبيس» بأبيدوس في سوهاج.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق تعابيرها الحيّة مخيفة (مطبعة جامعة كمبردج)

دمى «مُخيفة وتكاد تتحرّك» من 2400 عام في السلفادور

اكتشف علماء آثار في أميركا الوسطى دمى طينية غريبة يعود تاريخها إلى 2400 عام، خلال عمليات تنقيب في موقع غير متوقَّع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)

الكشف عن أقدم حفرية وجه جزئي معروفة لأحد أسلاف الإنسان بغرب أوروبا

أكد علماء آثار اليوم (الأربعاء) أنهم عثروا على أحفورة وجه جزئي لأحد أسلاف الإنسان هي الأقدم في أوروبا الغربية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

«طلعت حرب» يعيد التلفزيون المصري إلى ساحة الإنتاج الدرامي

مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)
مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

«طلعت حرب» يعيد التلفزيون المصري إلى ساحة الإنتاج الدرامي

مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)
مؤلف المسلسل خلال لقائه مع المسلماني في القاهرة (الهيئة الوطنية للإعلام)

يعود التلفزيون المصري للإنتاج الدرامي من خلال تقديم مسلسل «طلعت حرب»، الذي يتناول سيرة «رائد الاقتصاد المصري» محمد طلعت حرب، والمقرر عرضه في رمضان 2026، ليكون المشروع الذي يستأنف التلفزيون المصري من خلاله مسار الإنتاج الدرامي بعد 10 سنوات من التوقف، وفق بيان للهيئة الوطنية للإعلام، الأربعاء.

وأعلن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، الاتفاق مع مدينة الإنتاج الإعلامي، التي تُعد الهيئة المالك الأكبر لها، على إنتاج المسلسل وبدء الاتفاق على تفاصيله قريباً، مؤكداً خلال لقائه مؤلف العمل محمد السيد عيد، الاتفاق على تواصل التحضيرات للمشروع.

وقال مؤلف المسلسل إن «المشروع كُتب بالفعل قبل عدة سنوات بمبادرة لتقديم عمل درامي يرصد رحلة طلعت حرب ومسيرته، بدعم من بنك مصر، الذي قام بتأسيسه، على أن تتولى مدينة الإنتاج الإعلامي مسؤولية إنتاجه، لكن المشروع تأجل خروجه للنور».

وأضاف عيد لـ«الشرق الأوسط» أن «العمل مكتوب في 30 حلقة، وتم الانتهاء منه بشكل كامل، وأُعيد إحياؤه مجدداً في الأيام الماضية»، لافتاً إلى أن «المشروع يلقى دعماً كبيراً من (الهيئة الوطنية للإعلام)، مع رغبة في تقديمه بصورة جيدة وبشكل يناسب القيمة التاريخية لطلعت حرب.

وجاء الإعلان عن المشروع بعد أيام من حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن أهمية الدراما وضرورة مناقشتها لقضايا تعزز القيم الاجتماعية، وعلى أثر ذلك أعلنت «الوطنية للإعلام» تنظيم مؤتمر حول «مستقبل الدراما» الشهر المقبل، بجانب إعلان الشركة «المتحدة» تشكيل لجنة متخصصة للمحتوى الدرامي، ضمن الاستراتيجية القائمة على تحقيق التوازن بين الإبداع والمسؤولية الاجتماعية.

وأكد رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، عبد الفتاح الجبالي، لـ«الشرق الأوسط»، اعتزامهم إقامة مؤتمر صحافي موسع بعد إجازة عيد الفطر، من أجل الكشف عن تفاصيل مسلسل «طلعت حرب» بشكل كامل والإعلان عن فريق العمل.

تسهم الهيئة الوطنية للإعلام بالحصة الكبرى في ملكية مدينة الإنتاج الإعلامي (مدينة الإنتاج الإعلامي)

وحسب محمد السيد عيد، فإن المسلسل يرصد، من خلال حياة طلعت حرب وسيرته، الفترة التي عاش فيها، عبر استعراض كثير من الأحداث التاريخية المهمة التي عاصرها.

ويشكل المسلسل الجديد عودة للتلفزيون المصري لساحة الإنتاج الدرامي، بعد 10 سنوات من توقفه بشكل كامل عن الإنتاج منذ عام 2015، بعدما قدم مسلسل «دنيا جديدة» للمخرج عصام شعبان، بسبب تراكم المديونيات على الأعمال التي أنتجها، وعدم القدرة على سدادها.

ويشيد الناقد الفني محمود قاسم بخطوة عودة التلفزيون للإنتاج الدرامي، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن اختيار سيناريو «طلعت حرب» ليكون أول عمل، خطوة تبدو موفقة في ظل سابقة أعمال مؤلفه التاريخية المميزة، على غرار (مشرفة... رجل لهذا الزمان» و«علي مبارك».

وأضاف قاسم أن «التليفزيون قدّم، على مدى عقود، روائع درامية بكوادر لا يزال بعضها موجوداً في الوقت الحالي، وأن توقفه خلال السنوات الماضية لم يكن قراراً صائباً، باعتبار أن الأعمال التي يقدمها من الصعب إنتاجها عبر القطاع الخاص، إلى جانب طبيعة القضايا التي يطرحها، مما يستلزم ضرورة التشجيع على الاستمرارية وزيادة الأعمال التي يجري إنتاجها».

وتعد شركة «صوت القاهرة»، التي أسسها الفنان محمد فوزي عام 1959، من أذرع التلفزيون الإنتاجية في الدراما التلفزيونية، والمتوقفة عن تقديم أعمال جديدة منذ سنوات، في وقت يعمل فيه القائمون على الشركة للعودة والانخراط في تقديم أعمال جديدة قريباً، حسب رئيسة الشركة الإعلامية نادية مبروك.

وقالت مبروك لـ«الشرق الأوسط» إن «الشركة لديها بالفعل كثير من السيناريوهات الدرامية الجيدة التي يمكن تقديمها، لكن هناك مشكلات مالية يجري العمل على معالجتها من أجل إعادة الشركة كجهة منتجة للأعمال الدرامية»، مشيرةً إلى أن هدفهم هو العودة لتقديم أعمال جيدة درامياً، لا سيما أن نجاح الدراما اليوم لم يعد مرتبطاً بوجود النجوم بقدر ما يعتمد على الفكرة التي يقدمها العمل».