سيكون عملٌ لمؤلّفة المسرحيات المتطرّفة المخرجة الإسبانية أنجيليكا ليدل محور افتتاح مهرجان «أفينيون» الذي يخصّص حيزاً كبيراً للغة الإسبانية، وتحتضن خشباته نساء من أوكرانيا وبيلاروس.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مديره تياغو رودريغز قوله إنّ الدورة الـ78 التي ستُقام في جنوب فرنسا بين 29 يونيو (حزيران) و21 يوليو (تموز) لهذا الحدث الذي يُعدّ من أكبر فعاليات المسرح والأداء الحيّ في العالم، تتضمّن «في نصف عروضها اكتشافات» لأسماء جديدة، و«في النصف الآخر لقاءات متجدّدة» مع أسماء معروفة.
ستقدّم أنجليكا ليدل للمرّة الأولى في قاعة الشرف بقصر البابوات، عرضاً بعنوان «إل فونيرال دي بيرغمان» لا يُنصح بمشاهدته لمَن تقل أعمارهم عن 16 عاماً بسبب بعض المشاهد «المزعجة»، وهو غوص في عالم السينمائي السويدي الشهير إينغمار بيرغمان الذي تصوّر وكتَبَ مراسم تشييعه الخاصة.
وتشتهر المخرجة بعروضها التي توصف بالمزعجة، بينها عرض قُدّم في عام 2021 تضمّن عمليات تشويه ذاتي على المسرح.
بالنسبة إلى تياغو رودريغيز، فإنّ الاستعانة بهذه الفنانة «ذات الدراماتورجيا القوية والراديكالية»، «أمر مُلحّ جداً، في وقت نرى فيه كثيراً من التعدّيات على حرية التعبير والحرية الفنية».
وأضاف: «كما أنّ ذلك يدعم الخطابات الفنية والجمالية التي يمكن أن تُحرّك مشاعرنا وتهزّنا، ولكننا نرى ضرورة في مشاركتها مع الجمهور».
كذلك، يعود البولندي كريشتوف فارليكوفسكي، أحد أساتذة المسرح الأوروبي، وصاحب أعمال قد تكون صادمة أيضاً، بعد 10 سنوات من الغياب، مع «إليزابيث كوستيلو، 7 دروس و5 حكايات أخلاقية»، مع اقتباسات من كتابات جي إم كوتزي، الحائز جائزة «نوبل» في الآداب عام 2003.
ومع مسرحية «أمهات... أغنية من أجل زمن الحرب»، تستعين المخرجة البولندية الشابة مارتا غورنيكا خلال المهرجان بجوقة نسائية من أوكرانيا وبولندا وبيلاروس.
وقال تياغو رودريغيز إنّ عضواتها «يغنين ويتحدّثن عن المنفى والحرب»، و«يقلن لنا: (انظروا إلينا، لا تنظروا إلى مكان آخر)».
وبعد الإنجليزية العام الماضي، يضيء المهرجان بنسخته هذا العام على الإنتاجات باللغة الإسبانية (30 في المائة من البرمجة).
فبالإضافة إلى أنجيليكا ليدل، سيحضر الحفل الأرجنتينيون ماريانو بينسوتي ولولا أرياس وتيزيانو كروز، والأوروغواياني غابرييل كالديرون، والسويسري الإسباني لا ريبوت (رقص معاصر)، وتشيلا دي فيراري من البيرو التي تعمل مع فنانين من ذوي الإعاقة البصرية. وستختتمه المغنّية سيلفيا بيريز كروز.
كما يقدّم مدير المهرجان نفسه مسرحيته الجديدة المستوحاة من تراجيديا يوربيدس اليونانية، التي أُنتجت مع 7 ممثلين من المسرح الوطني الفرنسي، من بينهم دوني بوداليديس.
ويوضح رودريغيز أنّ العمل يشكل إعادة كتابة «لقصة هيكوبا ممزوجة بحياة ممثلة، مستوحاة من حالات حقيقية لإساءة معاملة الأطفال وشكاوى مقدَّمة إلى المحكمة».
وأيضاً، سيقدّم الراقص بوريس شارماتز الذي يرأس مسرح «تانزثياتر فوبرتال بينا باوش»، عملاً بعنوان «فوريفر» (إلى الأبد)، وهو انغماس لـ7 ساعات في أعمال مصمّمة الرقصات الألمانية الشهيرة بينا باوش، بالإضافة إلى فعالية بعنوان «دوائر»، وهي ورشة عمل في الهواء الطلق لنقل الرقصات في دوائر إلى 200 شخص من المحترفين والهواة.
إلى ذلك، سيعيد عرض مسرحية «Liberte cathedrale» التي قدّمها العام الماضي، ليس في كنيسة هذه المرة بل على العشب.
ويبدأ المهرجان قبل موعده الاعتيادي بأسبوع، للتكيُّف مع برمجة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس التي تبدأ في 26 يوليو، وتتطلب تعبئة واسعة النطاق لقوات الأمن.
ومع ذلك، يتضمّن جدول هذا العام يومين إضافيين مقارنة بنسخة 2023. ويقدّم عروضاً أقل قليلاً من النسخ السابقة، لكن مدّة الأعمال ستكون أطول. «يسمح ذلك للفنانين بتحسين إنتاجيتهم»، كما «يوفر مزيداً من الأماكن، ويسهم في تعميم الوصول» إلى المهرجان على أوسع نطاق، وفق مديره.
ويأمل المنظّمون، الذين يطرحون للبيع 120 ألف تذكرة، في جذب ما لا يقلّ عن 5 آلاف شاب، مثل العام الماضي، بفضل مبادرة تحمل عنوان «أوّل مرة».
كما يُقدَّم عرضٌ بلغة الإشارة، بعنوان «لاكريما» لكارولين جويلا نغوين، مديرة المسرح الوطني في ستراسبورغ.