أكد اليوم السابع من فعاليات الدورة الـ28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، حرص المنظّمين على أن تكون هذه التظاهرة مناسبة للتشجيع على القراءة والكتابة، عبر إطلاق مبادرات ثقافية وفكرية وفنية وتربوية، أو استقطاب دُور نشر من بلدان مختلفة تضع القارئ المغربي أمام عرض ثقافي غني يتضمّن عناوين أدبية وعلمية ودينية وتاريخية متنوعة.
وشكلت التجربة الروائية للأديبة المالية دجنيبا موموني تراوري، محور لقاء مفتوح أضاء على روايتها «بصمة الحب» الفائزة بجائزة الاتحاد الأوروبي لعام 2022.
وأثبتت تراوري، العاشقة للأدب منذ بداياتها، التزاماً تجاه القضايا المتعلقة بالمرأة والقيم الجوهرية للمجتمع.
وتدور «بصمة الحب»، وهي رواية من ثلاثة أجزاء، حول رحلة ثلاث شابات اخترن العمل في مجال الموضة، ليجدن أنفسهن في مواجهة مجتمع محافظ تطغى عليه سلطة أبوية.
ويتناول الجزء الأول الاختلافات بين جيلين يكافحان لفهم بعضهما البعض، إذ تدور أحداثها حول الطموح والإحباط والحب والخيانة والأحلام، والرغبة في تحقيق الذات.
في هذا السياق، دعت تراوري، التي تناولت العنف الجسدي ضد المرأة من بين الموضوعات الرئيسية في الرواية، إلى التصدّي بشتى الوسائل لحالات العنف هذه، وتحطيم الصور النمطية حيال النساء، مضيفة أنها تسعى إلى التحدّث باسمهنّ وتوضيح خياراتهنّ.
إلا أنّ حديثها لم يخلُ من التشديد على الدور المحوري للرجل، وخصوصاً الأب داخل الأسرة، معتبرة أن «المرأة تعاني من دون دعمه»، ووجوده يجعلها تنفتح على الحياة خارج فرض الخيارات أو الضغط عليها.
على صعيد آخر، أُعلن عن الفائزين بجائزة مسابقة الكتابة في نسختها الأولى، خلال حفل خُصص لتوزيع جوائز تتويج الفائزين الثلاثة الأوائل بهذه المسابقة التي نظّمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة، بالتعاون مع معهد «كونيكت إنستيتوت»، وبحضور عائلات الفائزين ومهتمين بالكتابة والأدب.
ونال الجائزة الأولى زكريا بيشلفن، والثانية هاجر عطيف، بينما فازت بالجائزة الثالثة أميمة زيلا. وشارك في المسابقة، التي أطلقتها الوزارة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، 99 متبارياً، اختارت منهم لجنة تحكيم متخصّصة ثلاثة فائزين.
وتهدف المسابقة إلى تشجيع الشباب على الكتابة؛ إحدى الأدوات الرئيسية للتعبير عن الأفكار والمشاعر ونقل المعارف، كما تشكّل فرصة لهم لتطوير مهاراتهم الكتابية والتعبيرية، وتحفيزهم على الإنتاج الأدبي والثقافي.
وضمن الفعاليات، شكّل تقديم الترجمة العربية لرواية «أخي الشبح» للفنان التشكيلي والكاتب المغربي ماحي بنبين، فرصة لاستعراض تجربته الروائية، والإشكالات والهواجس التي تثيرها الترجمة من لغة إلى أخرى.
في هذا الإطار، قال مترجم الرواية من الفرنسية إلى العربية توفيق سخان، إنّ التحدّي الأكبر في مواجهة المترجمين هو كيفية نقل الرونق الذي يميز النص الأصلي، مشيراً إلى أنّ «للغة العربية قدرة هائلة على نقل المحكي والشفهي بشكل يضمن للنص المترجم انسيابه وروحه المرحة».
من جهته، استعاد بنبين طفولته ومساره التعليمي خلالها، وكيف أمكن لمحيطه العائلي أن يقترح عليه حكايات وشخصيات، منها ما يصلح لأن يُجمَع في رواية، على غرار شخصية «كامل» في رواية «أخي الشبح»، الصادرة عن دار «لو فينيك»، وهي تنقل القارئ إلى عوالم المدينة القديمة لمراكش، من خلال قصة شخصيتين تتعايشان داخل جسد واحد، فتتصارعان وتتجادلان.