11 سبتمبر... ماضٍ أدمى العراق وحاضر يهدد أفغانستان

قصة لقاء فاشل استخدم لتبرير غزو بغداد... ونذر استعادة لتجربة تورا بورا

فشلت محاولتا التواصل بين نظام صدام وبن لادن لكن اتهامات التعاون طاردت العراق (أ.ف.ب)
فشلت محاولتا التواصل بين نظام صدام وبن لادن لكن اتهامات التعاون طاردت العراق (أ.ف.ب)
TT

11 سبتمبر... ماضٍ أدمى العراق وحاضر يهدد أفغانستان

فشلت محاولتا التواصل بين نظام صدام وبن لادن لكن اتهامات التعاون طاردت العراق (أ.ف.ب)
فشلت محاولتا التواصل بين نظام صدام وبن لادن لكن اتهامات التعاون طاردت العراق (أ.ف.ب)

فقدت ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة، أهميتها مع مرور السنين، لكن آثارها لا تزال حية في منطقة الشرق الأوسط وجوارها.

من دفاتر الماضي، تستعيد «الشرق الأوسط» قصة لقاء «فاشل» استخدمه الرئيس الأميركي جورج بوش في تبرير غزو العراق. اللقاء كان في الخرطوم بين أسامة بن لادن، زعيم تنظيم «القاعدة»، وفاروق حجازي، رئيس العمليات الخارجية في مخابرات الرئيس العراقي صدام حسين، وبوساطة من القيادي الإسلامي السوداني حسن الترابي.

قبله بشهور، دخل الجناح السوري لـ«الإخوان المسلمين» على خط وساطة مشابهة، انتهت إلى «تكفير» بن لادن نظام «البعث» العراقي. صحيح أن موقفه في اللقاء مع حجازي لم يكن بالحدة ذاتها، لكن محاوره استنتج صعوبة «إدارة» علاقة مع رجل بطباع بن لادن، ونقل ذلك إلى صدام في بغداد، لينتهي المسعى. غير أن ذلك لم يمنع انضمام اللقاء إلى قائمة ذرائع الغزو الأميركي.

ومن وقائع الحاضر، ترصد «الشرق الأوسط» نذر تكرار لتجربة «القاعدة» في جبال تورا بورا بأفغانستان، في ظل النسخة الثانية من حكم حركة «طالبان». صحيح أن التنظيم يبدو عاجزاً عن شن هجمات ضخمة بحجم «غزوتي نيويورك وواشنطن»، أو الإعلان عن هوية زعيمه الجديد خلفاً لأيمن الظواهري، رغم مرور أكثر من سنتين على مقتله، لكن تقارير أممية حديثة تؤكد أن التنظيم يقوم حالياً بإعادة بناء صفوفه بعدما أقام سلسلة معسكرات تدريب ومدارس دينية في أفغانستان، مما يشكل تهديداً جديداً للبلاد.


مقالات ذات صلة

معسكرات أفغانية تثير مخاوف من «عودة القاعدة»

خاص مقاتلون مع حركة «طالبان» في ولاية بادخشان شمال البلاد 1 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

معسكرات أفغانية تثير مخاوف من «عودة القاعدة»

مع حلول ذكرى هجمات 11 سبتمبر، يبدو تنظيم «القاعدة» عازماً على إعادة بناء صفوفه وإنشاء معسكرات ومدارس دينية في أفغانستان، وهو أمر يثير قلقاً أممياً واضحاً.

كميل الطويل (لندن)
خاص فشلت محاولتا التواصل بين نظام صدام وبن لادن لكن اتهامات التعاون طاردت العراق (أ.ف.ب) play-circle 10:40

خاص بن لادن استقبل مبعوث صدام حسين فارتبط غزو العراق بهجمات 11 سبتمبر

قصة لقاء فاشل استخدمه جورج بوش للربط بين صدام حسين وأسامة بن لادن وتبرير غزو العراق.

غسان شربل (لندن)

يوم هزّت «أيلول الأسود» شباك «أولمبياد ميونيخ»


أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)
أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)
TT

يوم هزّت «أيلول الأسود» شباك «أولمبياد ميونيخ»


أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)
أحد منفّذي عملية ميونيخ يطلّ من مقر البعثة الإسرائيلية في القرية الأولمبية (غيتي)

تفتتح، غداً، في باريس دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024، وسط إجراءات استثنائية صارمة استدعتها المخاوف الأمنية وذكريات المجزرة التي شهدتها القرية الأولمبية في دورة ميونيخ عام 1972، إثر محاولة لاحتجاز رهائن إسرائيليين نفذتها مجموعة «أيلول الأسود» الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» تعيد تسليط الضوء على تلك «الكارثة الأولمبية» انطلاقاً من أسئلة طرحتها على العقلين المدبرين للعملية. ولدت فكرة الهجوم في لقاء عُقد في مقهى بروما وضم صلاح خلف «أبو إياد» عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ومساعده فخري العمري ومحمد داود عودة «أبو داود» عضو «المجلس الثوري» لـ«فتح». جاءت الفكرة من العمري وتبناها «أبو إياد» وأوكل التنفيذ إلى «أبو داود».

وتكشف رواية «أبو داود» عن أنه نجح في استطلاع مقر البعثة الإسرائيلية، وأن «أبو إياد» تولى شخصياً إحضار الأسلحة برفقة «زوجته» اللبنانية المزيفة التي سُميت جولييت. وشاءت الصدفة أن يسهم رياضيون أميركيون عائدون من سهرة عامرة في مساعدة الفريق الفلسطيني المهاجم في تسلق السياج ومن دون معرفة غرض الفريق ومحتوى الحقائب التي يحملها.

وتؤكد الرواية أن ياسر عرفات كان على علم بالعملية وأن الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس (مسؤول المالية آنذاك) صرف للفريق المبلغ اللازم لتنفيذها. وانتهت العملية بمقتل 11 إسرائيلياً وخمسة من المهاجمين حين اختلط الرصاص الألماني بالرصاص الفلسطيني.