ما الأطعمة التي ترفع مستويات الطاقة وتحارب التعب؟

شخص مجهد (أرشيفية - رويترز)
شخص مجهد (أرشيفية - رويترز)
TT

ما الأطعمة التي ترفع مستويات الطاقة وتحارب التعب؟

شخص مجهد (أرشيفية - رويترز)
شخص مجهد (أرشيفية - رويترز)

تستمد أجسامنا الطاقة من الطعام الذي نتناوله، وأفضل طريقة للحصول على أقصى طاقة من طعامك هي التأكد من تناول أفضل ما يمكن من الطعام، وقد تُسهم بعض عادات الأكل أيضاً في الشعور بالإرهاق.

وقال موقع «هيلث لاين» إنك قد تشعر بالخمول بعد تناول وجبة دسمة، هذا لأن جسمك يستخدم طاقته لهضم الوجبة الكبيرة بدلاً من إمداد باقي أجزاء الجسم بالطاقة.

وينصح الموقع بتناول عدة وجبات صغيرة على مدار اليوم والمشي لمسافة قصيرة بعد الأكل للمساعدة في الهضم ومنع الخمول.

شابة مجهدة (رويترز)

وقدم أطعمة وصفها بأنها تساعد على التغلب على التعب.

الأطعمة غير المُصنّعة

قد يساعدك اختيار الأطعمة غير المُصنّعة على الشعور بمزيد من النشاط لفترات أطول.

وتحتوي الأطعمة المُصنّعة بشكل كبير على مكونات مثل المواد الحافظة، والمواد المضافة، والصوديوم، والسكريات المُضافة، ومع مرور الوقت، تُقلل هذه المكونات من العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن اللازمة للعمل بكفاءة.

وقد تُسبب مكونات الأطعمة فائقة المعالجة أيضاً المزيد من الالتهابات، مما قد يؤدي في النهاية إلى أمراض قد تُبطئ عمل الجسم وتُسبب الإرهاق.

الأطعمة الفائقة المعالَجة لها آثار صحية ضارة (رويترز)

وينصح الموقع بالتفكيّر في استبدال بتلك الأطعمة غيرها تكون غير مُعالجة، مثل: الفواكه والخضراوات والبروتينات قليلة الدهون ومنتجات الألبان قليلة الدسم والبقوليات والفاصوليا والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة.

الفواكه والخضراوات

تعد غنية بالفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأساسية التي تساعد على مكافحة التعب وتحسين الوظائف البدنية، كما تساعد هذه العناصر الغذائية جسمك على العمل بأقصى أداء، مما يساعد على مكافحة التعب.

وتوصي منظمات الرعاية الصحية، مثل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية، وهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، بتناول 5 حصص على الأقل، من الفواكه والخضراوات يومياً سواءً في موسمها أو مُجمدة.

وعلى الرغم من بعض الادعاءات بأن الفواكه والخضراوات المُجمدة ليست بنفس قيمة الفواكه والخضراوات الطازجة، فإن الأبحاث تُشير إلى أنها سهلة الاستخدام وبأسعار معقولة وغنية بالعناصر الغذائية.

المشروبات الخالية من الكافيين

يعد الكافيين مقبولاً باعتدال، وتشير بعض الأبحاث إلى أنه قد يُعزز الطاقة على المدى القصير، وأن خصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات قد تُساعد على مكافحة الأمراض المزمنة، ومع ذلك، قد يؤدي الإفراط في تناول الكافيين إلى إرهاق شديد، وصداع، ومشكلات في النوم.

القهوة والشاي (جمعية القلب الأميركية)

وتوصي جمعية القلب الأميركية بالحفاظ على تناول الكافيين بما يعادل كوبين من القهوة.

وقد يكون شرب الماء، والقهوة السوداء منزوعة الكافيين، والشاي غير المُحلى أفضل الخيارات للوقاية من الإرهاق.

البروتينات قليلة الدهون

تُعد البروتينات قليلة الدهون جزءاً أساسياً من النظام الغذائي المتوازن، وقد تساعد على مكافحة التعب من خلال: الحفاظ على كتلة العضلات، والوقاية من سوء التغذية، وإبطاء عملية الهضم والشعور بالشبع لفترة أطول، ومنع ارتفاع وانخفاض مستوى الغلوكوز في الدم.

وبعض البروتينات قليلة الدهون التي يُمكن إضافتها إلى نظامك الغذائي قد تشمل: البروتينات الحيوانية؛ مثل الدجاج والبيض والديك الرومي والأسماك الدهنية. والبروتينات النباتية؛ مثل البقوليات ومنتجات الصويا.

الحبوب الكاملة والكربوهيدرات المعقدة

تعد الكربوهيدرات من المغذيات الكبرى المهمة لأنها المصدر الرئيسي للطاقة لجسمك.

ومع ذلك، من المهم اختيار الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة والكربوهيدرات المعقدة، فهي غنية بالألياف المفيدة، ويهضمها الجسم ببطء، مما يوفر طاقة طويلة الأمد.

خضراوات وفواكه (جامعة هارفارد)

أما الكربوهيدرات المكررة، من ناحية أخرى، فهي سريعة الهضم، وقد تؤدي إلى انخفاض سريع في الطاقة.

ويُنصح باختيار الكربوهيدرات المعقدة، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، بدلاً من الخبز الأبيض والمعكرونة والكعك والمشروبات المحلاة بالسكر.

المكسرات

تُعد المكسرات مصدراً غذائياً رائعاً للمساعدة في محاربة الجوع، والتحكم في وزن الجسم، ومنع التعب.

ويُنصح بإضافة المكسرات التالية إلى نظامك الغذائي: اللوز والكاجو والبندق والجوز، واختيار الأنواع النيئة وغير المملحة لوجبة خفيفة مثالية في منتصف النهار.

الماء

شرب الماء ضروري، فعلى الرغم من أن الماء لا يوفر الطاقة على شكل سعرات حرارية، فإنه يُسهّل عمليات الطاقة في الجسم، وهو ما يُعزز الطاقة في حد ذاته.

وتوصي أكاديمية التغذية وعلم التغذية بشرب 15.5 كوب (3.7 لتر) من الماء يومياً للذكور البالغين، و11.5 كوب (2.7 لتر) للإناث البالغات.

كوب من الماء (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويُنصح بشرب الماء على مدار اليوم أو استبدال كوب من الماء بالمشروبات الغازية والقهوة والمشروبات الأخرى.

الفيتامينات والمكملات الغذائية

يُعد نقص الفيتامينات سبباً شائعاً للإرهاق، ويُنصح باستشارة طبيب إذا كنت تعتقد أنك تعاني من نقص الفيتامينات، حيث يُمكنه تقديم تشخيص دقيق والتوصية بالمكملات الغذائية المناسبة والفيتامينات اليومية، إذا لزم الأمر.

الموز

قارنت دراسة أُجريت عام 2012 الموز بمشروبات الطاقة الرياضية الغنية بالكربوهيدرات لدى راكبي الدراجات الذين يحتاجون إلى طاقة مستدامة لرحلاتهم الطويلة، ووجد الباحثون أن الموز يُزوّد ​​الدراجين بالطاقة نفسها التي يُزوّدهم بها المشروب.

موز (رويترز)

فالموز غني بالبوتاسيوم والألياف والفيتامينات والكربوهيدرات، مما يُعطي دفعة كبيرة من الطاقة الطبيعية.

الشوفان

يحتوي الشوفان على كمية كبيرة من الألياف، وحتى القليل من البروتين، مما قد يُوفر طاقة طويلة الأمد ويمنع التعب كما أنه مفيد للأشخاص الذين يُعانون من ارتفاع وانخفاض مُعدلات السكر في الدم مع تناول حبوب الإفطار المُصنّعة الأخرى، ويمكنك بعد ذلك التحكم في ما تُضيفه إليه، مثل الحليب، وقليل من العسل.

البذور

مثل المكسرات، تُوفّر البذور مصدراً مُناسباً للطاقة طويلة الأمد بفضل احتوائها على الكربوهيدرات، والدهون الصحية، والألياف.

كما وجدت دراسة أُجريت عام 2020 أن بذور الكتان ساعدت على تقليل التعب الذهني لدى الأطفال والمراهقين المصابين بالسمنة مقارنةً بحبوب القمح المنفوخ.

ولزيادة مستويات طاقتك، يُنصح بـإضافة بذور الشيا والكتان إلى العصائر والسلطات والزبادي.


مقالات ذات صلة

ماذا يحدث لجسمك عند تناول الأفوكادو مع البيض يومياً؟

صحتك الأفوكادو والبيض يُوفران معاً دهوناً صحية (بيكسيلز)

ماذا يحدث لجسمك عند تناول الأفوكادو مع البيض يومياً؟

يُعتبر الأفوكادو والبيض غذاءين مهمين بحد ذاتهما. فمزجهما لا يُضفي على الطعام مذاقاً لذيذاً فحسب، بل يُزودك أيضاً بالدهون الصحية والبروتين والمغذيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شخص يعمل في مصنع لزيت الزيتون بجنوب فرنسا (إ.ب.أ)

زيت جوز الهند أم زيت الزيتون: أيهما أفضل لصحة قلبك؟

يُعدّ زيت الزيتون أكثر صحة من زيت جوز الهند لاحتوائه على مستويات أعلى من الدهون الأحادية غير المشبعة وفوائده الصحية للقلب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول كمية بسيطة من زيت الزيتون على معدة فارغة قد يساعد على تخفيف الإمساك (بكسلز)

هل تناول جرعة من زيت الزيتون يومياً هو السر لتحسين الصحة؟

قال موقع «هيلث» إن الأنظمة الغذائية الغنية بزيت الزيتون رُبطت بعمر أطول وأكثر صحة وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن تناوله كجرعة يومية ليس ضرورياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مع وجود حالات صحية مثل داء السكري من الضروري ممارسة الرياضة بانتظام (رويترز)

وسط المخاطر المرتفعة... كيف يحمي مرضى السكري قلوبهم؟

يتعرض الشخص المُصاب بداء السكري لخطر كبير للإصابة بأمراض القلب، لأن ارتفاع مستويات السكر في الدم يُمكن أن يُلحق الضرر بالأوعية الدموية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك بعض أنواع العلكة تضم كميات صغيرة من مكونات مثيرة للجدل (بيكسيلز)

مضغ العلكة... هل يؤثر سلباً أم إيجاباً على صحتك؟

يمضغ الناس العلكة بأشكال مختلفة منذ آلاف السنين - وصُنعت العلكة الأولى من عصارة الأشجار، مثل التنوب أو مانيلكارا شيكل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

7 نصائح للتغلب على اكتئاب الشتاء

اكتئاب الشتاء  يتميز بانخفاض الحالة المزاجية وتقلبات الشهية (بيكسيلز)
اكتئاب الشتاء يتميز بانخفاض الحالة المزاجية وتقلبات الشهية (بيكسيلز)
TT

7 نصائح للتغلب على اكتئاب الشتاء

اكتئاب الشتاء  يتميز بانخفاض الحالة المزاجية وتقلبات الشهية (بيكسيلز)
اكتئاب الشتاء يتميز بانخفاض الحالة المزاجية وتقلبات الشهية (بيكسيلز)

مع تغيير التوقيت وحلول الظلام باكراً في كثير من المناطق حول العالم، يضطر الكثير منا للذهاب إلى العمل والعودة منه في عتمة الليل، مما قد يسبب انزعاجاً ومزاجاً سيئاً.

قد نشعر بتعب أكثر من المعتاد، أو نفتقر إلى الطاقة، أو نواجه صعوبة في التركيز، خصوصاً مع بداية فصل الشتاء.

يمكن أن يُصيب الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، أو «اكتئاب الشتاء»، أي شخص. تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا من يجدون صعوبة في ممارسة أنشطتهم اليومية المعتادة بالتواصل مع طبيبهم العام.

واكتئاب الشتاء، هو شكل من أشكال الاكتئاب ويتميز بانخفاض الحالة المزاجية وتقلبات الشهية ومشاكل النوم، ويبلغ ذروته في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من كل عام.

بالنسبة لمن يعانون من أعراض خفيفة، هناك طرق للمساعدة على إدارة الأيام الأكثر ظلمة، بل وحتى تقبّلها.

ما أبرز طرق محاربة اكتئاب الشتاء؟

1- ممارسة الرياضة

أبسط وسيلة للتغلب على كآبة الشتاء هي إجبار نفسك على ممارسة النشاط، حتى في الظلام والبرد. أظهرت الأبحاث أن المشي لمدة 15 دقيقة في منتصف النهار يكفي لزيادة النواقل العصبية الأساسية، مثل الدوبامين والنورأدرينالين، التي تساعد على تنشيط الدماغ وتنظيم الساعة البيولوجية. إذا استطعت ممارسة الرياضة في وقت مبكر من اليوم، مع امتصاص ضوء النهار الطبيعي خلال ساعتين من الاستيقاظ، فسوف يكون ذلك أكثر فائدة، بحسب صحيفة «الغارديان».

2- امتلك العقلية الصحيحة

تتبنى الدول الاسكندنافية، مثل الدنمارك، التي تعاني من بعض أطول وأقسى فصول الشتاء على وجه الأرض، مفهوم «هيجي» الذي يُناقش كثيراً. يقوم هذا المفهوم على عدّ الشتاء وقتاً للتهدئة والاستمتاع بالبقاء في المنزل وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة. يمكنك أيضاً تحسين مزاجك من خلال استغلال هذا الوقت للتخطيط لأشياء تتطلع إليها لاحقاً في العام. وقد وجدت الدراسات أن كثيراً من الأشخاص الذين يستمتعون بالسفر يجدون متعة أكبر في انتظار العطلة أكثر من الرحلة نفسها.

3- تناول الكربوهيدرات المعقدة

تمنحك الكربوهيدرات الدهنية والمكررة، مثل البيتزا وخبز الثوم، متعةً مؤقتة، لكنها ستجعلك تشعر بالخمول خلال أشهر الشتاء. أما الكربوهيدرات الأكثر تعقيداً، مثل البروكلي والسبانخ والكوسا والعدس، فتستغرق وقتاً أطول في الهضم، مما يعني أنها لا تسبب ارتفاعاً مفاجئاً في سكر الدم قد يؤثر سلباً على مزاجك.

4- تناول مكملات زيت السمك وفيتامين (د)

يلعب فيتامين (د) دوراً في تنظيم المزاج، والحفاظ على مستويات مثالية لسكر الدم، وتعزيز جهاز المناعة، لكن أحد المصادر الطبيعية الرئيسية لفيتامين (د) هو ضوء الشمس. هذا يعني أن نسبة كبيرة من سكان المملكة المتحدة يعانون من نقص فيتامين (د) خلال أشهر الشتاء. وجدت إحدى الدراسات أن البالغين الذين يعانون من كآبة الشتاء والذين تناولوا 400 - 800 وحدة دولية من فيتامين (د3) يومياً، تحسن مزاجهم بشكل ملحوظ.

قد تكون مكملات أوميغا 3 مفيدة أيضاً. تُعد آيسلندا من أقصى دول العالم شمالاً، لكنها الأقل إصابة بكآبة الشتاء. يُعتقد أن أحد أسباب ذلك هو استهلاكهم المفرط للأسماك، مثل أسماك السلمون وأسماك القد، الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية المتعددة غير المشبعة. يُعتقد أن أحماض أوميغا 3 لها تأثير مضاد للاكتئاب من خلال تحسين وظائف خلايا الدماغ والدم.

5- التأمل

يؤمن الدكتور نورمان روزنتال، الطبيب النفسي الذي بدأ البحث في ظاهرة كآبة الشتاء، إيماناً راسخاً بالتأمل التجاوزي بوصفه وسيلة لعلاج هذه الحالة. وقد أشارت الدراسات إلى أن استرخاء الجسم والعقل من خلال تحفيز إفراز هرمون الميلاتونين، يمكن أن يؤدي إلى زيادة نشاط القشرة الجبهية اليسرى، وهي جزء من الدماغ يرتبط بالسعادة، وانخفاض نشاط مناطق الدماغ المرتبطة بالتوتر.

6- العلاج بالضوء

أظهرت الأبحاث أن ما بين 50 في المائة و80 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من كآبة الشتاء يمكنهم الحصول على راحة جزئية أو كاملة من العلاج بالضوء الساطع، الذي يُطبّق بالجلوس بالقرب من صندوق ضوئي لمدة نصف ساعة يومياً خلال فصلي الخريف والشتاء.

من المهم استخدام وحدات إضاءة مُفلترة بالأشعة فوق البنفسجية، إذ قد يكون استخدام الضوء العادي بهذه الطريقة ضاراً.

7- تناول مُكملات التربتوفان

يمكن تعزيز فاعلية العلاج بالضوء بدمجه مع مُكمل التربتوفان، وهو حمض أميني يتحول إلى السيروتونين في الجسم. السيروتونين هو ناقل عصبي يُنظم السعادة والمزاج، ويُعتقد عادةً أن مستوياته تنخفض لدى الأشخاص الذين يُعانون من كآبة الشتاء.


روتين بسيط يخفف آلام الظهر ويزيد التركيز في العمل

الجلوس لساعات طويلة في الأعمال المكتبية يعد أحد أبرز العوامل المسببة لآلام أسفل الظهر والإجهاد (جامعة غريفيث)
الجلوس لساعات طويلة في الأعمال المكتبية يعد أحد أبرز العوامل المسببة لآلام أسفل الظهر والإجهاد (جامعة غريفيث)
TT

روتين بسيط يخفف آلام الظهر ويزيد التركيز في العمل

الجلوس لساعات طويلة في الأعمال المكتبية يعد أحد أبرز العوامل المسببة لآلام أسفل الظهر والإجهاد (جامعة غريفيث)
الجلوس لساعات طويلة في الأعمال المكتبية يعد أحد أبرز العوامل المسببة لآلام أسفل الظهر والإجهاد (جامعة غريفيث)

كشفت دراسة أسترالية أن اعتماد روتين بسيط يقوم على الجلوس لمدة 30 دقيقة ثم الوقوف لمدة 15 دقيقة يمكن أن يُشكّل حلاً فعّالاً لتحسين صحة الموظفين المكتبيين، وزيادة إنتاجيتهم في بيئة العمل.

وأوضح الباحثون من جامعة غريفيث بالتعاون مع جامعة كوينزلاند أن الدراسة تقدم دليلاً عملياً مبنياً على تجربة ميدانية يمكن تطبيقها بسهولة في المكاتب، دون الحاجة إلى تجهيزات إضافية أو تغييرات كبيرة في بيئة العمل، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية (Applied Ergonomics).

ويُعد الجلوس لساعات طويلة في الأعمال المكتبية أحد أبرز العوامل المسببة لآلام أسفل الظهر والإجهاد العضلي وقلة التركيز الذهني، ما يضر بالصحة الجسدية والنفسية على المدى الطويل. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن قلة الحركة خلال ساعات العمل لا تؤثر فقط على العمود الفقري والعضلات، بل ترتبط أيضاً بزيادة مستويات التوتر وانخفاض الإنتاجية.

ووفق الباحثين، تعد هذه الدراسة من أوائل الأبحاث التي تختبر فاعلية ما يُعرف بنسبة الجلوس إلى الوقوف (30:15) مقارنة بنسب يحددها الموظفون وفقاً لراحتهم الشخصية.

وشملت الدراسة موظفين مكتبيين عانوا من آلام أسفل الظهر خلال الشهر السابق للدراسة، وكانوا يستخدمون مكاتب قابلة لتبديل الوضع بين الجلوس والوقوف.

وتمت مقارنة مجموعتين، الأولى التزمت بنسبة ثابتة 30 دقيقة بالجلوس مقابل 15 دقيقة بالوقوف، بينما اختارت المجموعة الثانية نسبها الخاصة وفقاً للراحة الشخصية.

تحسين ملحوظ

وأظهرت النتائج أن الالتزام بهذه النسبة الثابتة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في تحسين صحة الموظفين المكتبيين، خصوصاً الذين يعانون من آلام أسفل الظهر الناتجة عن الجلوس الطويل.

كما سجل المشاركون الذين اتبعوا الجدول الثابت انخفاضاً ملحوظاً في شدة آلام أسفل الظهر مقارنة بالمجموعة المرنة، وظهر تحسن في التركيز والانتباه خلال ساعات العمل، ما انعكس بشكل مباشر على جودة الأداء والإنتاجية.

كما أسهم النظام الثابت في خفض مستويات التوتر والإجهاد النفسي وفقاً لاستبانات المشاركين، بينما حققت المجموعة المرنة نتائج أقل بسبب ضعف الالتزام.

وأرجع الباحثون ذلك إلى أن وضوح النسبة وسهولة تذكرها (30:15) ساعدا على الالتزام المنتظم وجعل الروتين أكثر استدامة، في حين أدى النظام المرن إلى انخفاض في انتظام التطبيق، وبالتالي نتائج أقل وضوحاً.

وأشار الباحثون إلى أن هذا الروتين البسيط يمكن أن يكون تدخلاً عملياً ومنخفض التكلفة لتحسين صحة الموظفين في بيئات العمل التي تتطلب الجلوس الطويل، كما يمكن أن يسهم في رفع الإنتاجية والرضا الوظيفي على المدى الطويل.

وأكد الفريق أن «التحرك المنتظم خلال اليوم ليس رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على صحة الظهر والعقل معاً»، داعين المؤسسات إلى تبني هذا الأسلوب بوصفه جزءاً من ثقافة العمل الصحي.


ارتفاع معدلات ضغط الدم بين الأطفال

الباحثون يؤكدون أهمية الفحص المبكر لاكتشاف ضغط الدم المرتفع لدى الأطفال (جامعة ميامي)
الباحثون يؤكدون أهمية الفحص المبكر لاكتشاف ضغط الدم المرتفع لدى الأطفال (جامعة ميامي)
TT

ارتفاع معدلات ضغط الدم بين الأطفال

الباحثون يؤكدون أهمية الفحص المبكر لاكتشاف ضغط الدم المرتفع لدى الأطفال (جامعة ميامي)
الباحثون يؤكدون أهمية الفحص المبكر لاكتشاف ضغط الدم المرتفع لدى الأطفال (جامعة ميامي)

حذّرت دراسة عالمية كبرى من أن حالات ارتفاع ضغط الدم بين الأطفال والمراهقين دون سن 19 عاماً قد تضاعفت تقريباً خلال العقدين الماضيين.

وأوضح الباحثون بقيادة جامعة إدنبرة البريطانية أن الحالات ارتفعت من نحو 3 في المائة عام 2000 إلى أكثر من 6 في المائة عام 2020، مما يعكس تزايداً مقلقاً في هذه المشكلة الصحية الصامتة على مستوى العالم، ونشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «The Lancet Child & Adolescent Health».

وضغط الدم المرتفع هو حالة صحية تحدث عندما تكون قوة الدم على جدران الشرايين مرتفعة بشكل مستمر، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى والسكتات الدماغية على المدى الطويل.

ويمكن أن يكون سبب ارتفاع ضغط الدم مرتبطاً بالعوامل الوراثية، وزيادة الوزن، وقلة النشاط البدني، والتغذية غير الصحية، والتغيرات الهرمونية، خصوصاً في مرحلة المراهقة.

وغالباً ما يكون ضغط الدم المرتفع صامتاً، ولا تظهر أعراض واضحة، مما يجعل الفحص الدوري والقياسات المنتظمة أمراً ضرورياً للكشف المبكر والوقاية من المضاعفات الصحية المستقبلية. واعتمدت الدراسة على تحليل شمل بيانات أكثر من 443 ألف طفل من 21 دولة، استُخلصت من 96 دراسة كبيرة.

وأظهرت النتائج أن معدلات ارتفاع ضغط الدم بين الأطفال والمراهقين دون سن 19 عاماً تضاعفت تقريباً بين عامَي 2000 و2020، لترتفع من نحو 3 في المائة لأكثر من 6 في المائة خلال عقدين فقط.

ووفقاً للنتائج، فإن عدد الأطفال والمراهقين المصابين بارتفاع ضغط الدم حول العالم تجاوز 114 مليوناً، في وقت تُظهر فيه البيانات أن السمنة تمثل العامل الأبرز وراء هذا الارتفاع المقلق.

وقد تبين أن نحو 19 في المائة من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة مصابون بارتفاع ضغط الدم، مقابل أقل من 3 في المائة بين مَن يتمتعون بوزن صحي.

ووجد الباحثون أن 8.2 في المائة من الأطفال والمراهقين لديهم «ما قبل ارتفاع ضغط الدم»، وهي مرحلة تحذيرية يمكن أن تتطور إلى ارتفاع ضغط دم فعلي. وتزداد هذه الحالة بشكل واضح في مرحلة المراهقة، إذ تصل النسبة إلى نحو 11.8 في المائة بين المراهقين، مقارنة بـ7 في المائة بين الأطفال الأصغر سناً، مع ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم عند سن الرابعة عشرة، خصوصاً بين الذكور.

وتشير النتائج إلى أن ارتفاع ضغط الدم لم يعد مشكلة تخص البالغين فقط، بل أصبح تهديداً صحياً متزايداً بين الأطفال والمراهقين حول العالم.

ويؤكد الباحثون أن الفحص المبكر، ونمط الحياة الصحي، والحد من السمنة هي مفاتيح أساسية لحماية الأجيال المقبلة من أمراض القلب والكلى مستقبلاً، مضيفين أن هناك أيضاً دعوة لتثقيف الأطباء والأهالي وصناع القرار، ودمج رصد ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال ضمن استراتيجيات الوقاية من الأمراض غير المعدية.