الرعاية التلطيفية في أمراض القلب الحَرِجَة: ضرورة غائبة أم ركيزة أساسية؟

تمنح المريض الكرامة وجودة الحياة

الرعاية التلطيفية في أمراض القلب الحَرِجَة: ضرورة غائبة أم ركيزة أساسية؟
TT

الرعاية التلطيفية في أمراض القلب الحَرِجَة: ضرورة غائبة أم ركيزة أساسية؟

الرعاية التلطيفية في أمراض القلب الحَرِجَة: ضرورة غائبة أم ركيزة أساسية؟

تشهد وحدات العناية القلبية المركزة تحولات ديموغرافية كبيرة؛ حيث أصبحت تستقبل أعداداً متزايدة من المرضى المصابين بأمراض قلبية مزمنة أو نهائية، بالإضافة إلى حالات مصاحبة معقدة، مثل الفشل الكلوي والدماغي والالتهابات المتقدمة. وفي ظل التقدم التقني في العلاجات، تظل نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى يعانون آلاماً جسدية ونفسية شديدة، مع معدلات وفاة مرتفعة.

عالمياً، تمثل الأمراض القلبية الوعائية (CVD) السبب الرئيسي للوفاة، وتتميَّز في مراحلها المتقدمة بمسار غير متوقع من التدهور الحاد، مما يُصعِّب عملية التنبؤ بالمآلات، ويعقِّد اتخاذ القرارات العلاجية. وفي ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة الماسة للرعاية التلطيفية، وهي رعاية طبية متخصصة تهدف إلى تخفيف المعاناة وتحسين جودة الحياة، وتُعد استجابة ضرورية وشاملة لهذه التحديات؛ إذ لا تهدف إلى تخفيف الأعراض الجسدية والمعاناة النفسية فقط؛ بل تتضمن أيضاً الدعم الروحي والاجتماعي، وتعزيز القرارات الطبية.

الرعاية التلطيفية لمرضى القلب

للحديث حول مهمات الرعاية التلطيفية لأمراض القلب الحَرِجَة، التقت «صحتك» الدكتور حسان شمسي باشا، زميل الكليات الملكية للأطباء في لندن وغلاسكو وآيرلندا، وزميل الجمعية الأميركية لأمراض القلب، واستشاري أمراض القلب في المركز الأوروبي الطبي بجدة؛ بصفته أحد الأطباء المتخصصين البارزين في هذا المجال، للحديث حول هذا الجانب الطبي المهم في حياة فئة خاصة من مرضى القلب، فأوضح أنه في الوقت الذي تتقدَّم فيه العلوم الطبية والتكنولوجية في علاج أمراض القلب، لا تزال الرعاية التلطيفية تمثل الركنَ المنسي في كثير من ممارسات العناية القلبية، رغم أنها حجر أساس في تحسين جودة حياة المرضى المصابين بأمراضٍ قلبية في مراحل متقدمة أو حرِجة. ويمكن للرعاية التلطيفية أن تحسِّن نوعية حياتهم، وتساعد في اتخاذ قرارات طبية متوافقة مع قيمهم، وتخفف العبء عن أسرهم.

الدكتور حسان شمسي باشا

وأشار الدكتور باشا إلى أحدث بيان علمي نشرته «جمعية القلب الأميركية» في 15 مايو (أيار) 2025، دعت فيه الجمعية إلى دمج الرعاية التلطيفية بشكل فعَّال ضمن وحدات العناية القلبية المركزة (CICU)، مؤكدة أن هذا الدمج ليس فقط ضرورة أخلاقية؛ بل أيضاً ركيزة علمية ذات نتائج مثبَتة.

• ما هي الرعاية التلطيفية؟

هي نهج طبي شامل من الرعاية الطبية المتخصصة التي تُقدَّم للمرضى المصابين بأمراض مزمنة خطيرة أو مهددة للحياة. وتهدف هذه الرعاية إلى تخفيف الألم والمعاناة الجسدية والنفسية والروحية، وتحسين جودة الحياة لكل من المريض وأسرته. ويتم تقديمها بواسطة فريق متعدد التخصصات، من أطباء وممرضين واختصاصيين اجتماعيين، ومرشدين روحيين، وغيرهم، من خلال:

- تخفيف الألم والأعراض الجسدية.

- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والعاطفي والروحي.

- توضيح الخيارات العلاجية والتخطيط المستقبلي، ودعم اتخاذ القرار الطبي.

- إشراك العائلة ومقدمي الرعاية في العملية العلاجية.

ولا تقتصر الرعاية التلطيفية على المرضى في مراحلهم الأخيرة؛ بل يمكن إدراجها بالتوازي مع العلاجات التقليدية الفعالة، ويفضل تقديمها مبكراً منذ تشخيص المرض، وخلال المراحل المتقدمة منه، وحتى لحظة الوفاة.

• لماذا يحتاج مرضى القلب في الحالات المتقدمة من المرض إلى هذا النوع من الرعاية؟

تشير البيانات إلى أن ما يصل إلى 30 في المائة من مرضى القلب في مراحلهم النهائية يفارقون الحياة خلال وجودهم في المستشفى، وغالباً ما يعانون أعراضاً مزعجة. ورغم أن الرعاية التلطيفية أصبحت معياراً في مجالات أخرى مثل الأورام، فإنها لا تزال مدمجة بشكل محدود في علاج أمراض القلب؛ خصوصاً داخل وحدات العناية القلبية المركزة (CICU) ويرجع ذلك إلى طبيعة الأمراض القلبية التي تتصف بتقلبات غير متوقعة، إضافة إلى نقص التدريب لدى مقدمي الرعاية على المفاهيم التلطيفية، وغياب البروتوكولات الموحدة للإحالة إلى فرق الرعاية التلطيفية المتخصصة.

ويؤكد الدكتور حسان شمسي باشا أنه على الرغم من التقدُّم في علاج أمراض القلب، فإن بعض المصابين بمراحل متقدمة من المرض القلبي يعانون أعراضاً مزمنة منهكة، كضيق النفس، والإرهاق، والاكتئاب. ثم إن تقلُّب الحالة الصحية عند المريض، وعدم القدرة على التنبؤ بمسار المرض يعقِّدان اتخاذ القرارات الطبية. وفي المقابل، فإن الرعاية التلطيفية تسهم في تقليل الألم، وتحسين جودة الحياة، وتخفيف الأعباء النفسية والاجتماعية على المريض وأسرته.

• التحديات الحالية

يقول الدكتور باشا إنه رغم الحاجة الملحة، فإن الرعاية التلطيفية لا تزال غير مدمجة بشكل كافٍ في رعاية أمراض القلب في الولايات المتحدة، ويُعزى ذلك إلى:

- نقص التدريب في هذا المجال بين أطباء القلب؛ إذ تشير الاستطلاعات إلى أن أقل من 10 في المائة من أطباء القلب تلقُّوا تدريباً رسمياً في هذا المجال.

- نقص الموارد البشرية: هناك نقص في عدد المتخصصين في الرعاية التلطيفية؛ خصوصاً في المستشفيات المجتمعية.

- التصور الخاطئ بأن الرعاية التلطيفية تعني «الاستسلام للمرض».

- طبيعة المرض المتقلبة: يصعب التنبؤ بمآلات الأمراض القلبية، على عكس الأورام، ما يؤخر إدخال الرعاية التلطيفية.

نماذج الرعاية التلطيفية الناجحة

• متى يجب التفكير في الرعاية التلطيفية؟ يجيب الدكتور باشا بأن البيان العلمي لجمعية القلب الأميركية يوصي بتفعيل الرعاية التلطيفية في الحالات التالية:

- وجود أعراض شديدة غير مسيطَر عليها.

- قبل أو في أثناء اتخاذ قرارات بشأن إجراءات طبية عالية الخطورة.

- وجود ضغوط أسرية أو اجتماعية معقدة.

- معاناة المريض من اضطرابات نفسية أو معنوية مرتبطة بالمرض.

• نماذج سريرية ناجحة في التطبيق

أظهر البيان العلمي للجمعية فوائد ملموسة عند تطبيق الرعاية التلطيفية في أمراض مثل:

- فشل القلب الشديد: يُعد من أبرز الحالات التي تستفيد من الرعاية التلطيفية، إذ ظهر تحسنٌ في الأعراض، وانخفاض في دخول المستشفى، وتوفير في التكاليف.

- مرض الشريان التاجي الشديد: الذي يؤدي إلى قيود شديدة على النشاط اليومي والاكتئاب، فكان هناك تخفيف للآلام المزمنة وتحسين في الحالة النفسية.

- اضطرابات نظم القلب الخطيرة؛ حيث يعاني المرضى الذين يتعرضون لصدمات من أجهزة إزالة الرجفان من صدمات نفسية شديدة، تحتاج إلى مناقشة خيارات أخرى في خطة الرعاية، فكان هناك تقليل من الآثار النفسية الناتجة عن صدمات أجهزة إزالة الرجفان البطيني.

• الرعاية التلطيفية بعد الخروج من المستشفى

ينبغي أن تمتد الرعاية إلى ما بعد الخروج من وحدة العناية القلبية المركزة (CICU)، سواء عبر العيادات التخصصية أو الزيارات المنزلية؛ حيث يُعد هذا التمدد مهماً؛ لأن كثيراً من المرضى يواصلون المعاناة من أعراض مزمنة وتأثيرات نفسية، بعد النجاة من الحالات الحرجة.

• قضايا أخلاقية

من أبرز المحاور والقضايا الأخلاقية:

- إيقاف أجهزة دعم الحياة.

- تعطيل أجهزة إزالة الرجفان.

- تقديم التهدئة التلطيفية.

يُوصى بإجراء حوارات مفتوحة وشفافة مع أفراد أسرة المريض بشأن الأهداف العلاجية، وتوثيق التفضيلات في وقت مبكر من مسار المرض.

للحالات الشديدة من عجز أو اضطرابات نظم القلب ومرض الشريان التاجي

توصيات جمعية القلب الأميركية

• التوصيات العامة:

- دمج الرعاية التلطيفية في تدريب أطباء القلب بشكل رسمي ومنهجي.

- توفير أدوات تقييم معيارية لتحديد المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية التلطيفية.

- تعزيز التعاون بين الفرق الطبية متعددة التخصصات.

- نشر الوعي المجتمعي بأن الرعاية التلطيفية هي مرافقة إنسانية وطبية للمريض في الحالات المتقدمة من المرض.

كما تدعو جمعية القلب الأميركية إلى دمج التدريب التلطيفي في مناهج الزمالة القلبية وبرامج العناية المركزة. ويشمل ذلك: إدارة الأعراض، ومهارات التواصل، والرعاية متعددة التخصصات، والاعتبارات الثقافية والدينية.

كما تشمل توصيات الجمعية:

• وضع نموذج مقترح للرعاية التلطيفية المتكاملة في وحدات العناية القلبية المركزة (CICU). ولضمان التكامل بين فرق الرعاية القلبية والتلطيفية، تقترح الدراسة نموذجاً يعتمد على:

- الفرز المبكر: لاكتشاف المرضى ذوي الاحتياج للرعاية التلطيفية عند الدخول.

- عقد اجتماعات منتظمة مع العائلة: لمناقشة الأهداف والتطورات.

- تقييم دوري للأعراض: باستخدام أدوات لتقييم نمط الآلام مثل (Behavioral Pain Scale، CAM-ICU).

- إشراك فرق الرعاية التلطيفية عند وجود محفزات: مثل حدوث تدهور مفاجئ، أو معاناة شديدة، أو تضارب في الرؤية بين الأطباء والأُسْرة.

نستخلص من هذا أن «جمعية القلب الأميركية» تقدم دعوة واضحة لتكامل الرعاية التلطيفية مع الرعاية التقليدية في الحالات القلبية الحرجة.

لم يعد كافياً أن تركز الرعاية الطبية على إطالة الحياة فقط؛ بل يجب أن تتسع لتشمل تخفيف المعاناة وتحقيق أهداف المريض الشخصية. أن تبَنِّي هذا النهج لا يعزز فقط كرامة المريض؛ بل يدعم عائلته والطواقم الطبية في تقديم رعاية أكثر إنسانية وفعالية.

ويختتم الدكتور حسان شمسي باشا حديثه بتأكيده أن الأوان قد آن كي ننظر إلى الرعاية التلطيفية؛ ليس بوصفها خياراً إضافياً؛ بل بوصفها جزءاً جوهرياً من رعاية مريض القلب في المراحل المتقدمة والحرجة من المرض. فبينما تُعالج الأجهزة الأعراضَ، تُلامس الرعاية التلطيفية قلبَ الإنسان وألمه ومعاناته، وتمنحه وأسرَتَه الكرامة، والراحة، والتواصل الإنساني.

* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

صحتك انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)

أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

طوّر باحثون في معهد «دانا فاربر» للسرطان بالولايات المتحدة أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقدير احتمالية انتشار سرطان الحلق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)

«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

من الصلصات الاحتفالية إلى العصائر ذات الألوان الزاهية، لطالما كان التوت البري عنصراً مميزاً يضفي شكلاً وطعماً غير عاديين على الأطباق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فرش الأسنان الكهربائية تُزيل البلاك بفعالية أكبر من تلك اليدوية (بيكسلز)

فرشاة الأسنان الكهربائية أم العادية... أيهما الأفضل لصحة فمك؟

تُقدم فرش الأسنان الكهربائية العديد من المزايا مقارنةً بالفرش اليدوية، فهي توفر أداءً تنظيفياً فائقاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك من الآثار الجانبية لبعض مضادات الاكتئاب زيادة الوزن (بيكسلز)

9 أسباب قد تكون وراء الزيادة المفاجئة بوزنك

يلاحظ الأشخاص، عند تناولهم سعرات حرارية أكثر من المعتاد أو حال تقليلهم لممارسة الرياضة، ارتفاعاً ملحوظاً في الوزن، وهو أمر طبيعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
TT

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً، خاصةً إذا لم تكن من محبي الرياضة. لكن الخبر السار هو أنه من الممكن إنقاص الوزن في الشتاء دون الحاجة إلى الذهاب إلى النادي الرياضي. فالتغييرات البسيطة في نمط الحياة والنظام الغذائي تُحدث فرقاً كبيراً.

إليك بعض النصائح الفعّالة لإنقاص الوزن بدون رياضة:

1- ركّز على الوجبات الدافئة المطبوخة منزلياً

خلال فصل الشتاء، نميل عادةً إلى تناول الأطعمة المريحة. لذا، يُنصح بتناول الأطعمة الدافئة المطبوخة منزلياً بدلاً من الأطعمة المقلية أو الحلوة. تُعدّ الشوربات، والعدس، والخضار، واليخنات خيارات صحية ومغذية. احرص على أن تكون وجباتك متوازنة، مع تناول كميات وفيرة من الخضراوات والبروتين، حتى لا تشعر بالجوع بين الوجبات.

2- تحكم في حجم الحصص

لستَ مضطراً للتخلي عن أطعمتك المفضلة، بل تناولها باعتدال. استخدم أطباقاً أصغر، وامضغ الطعام ببطء، وتوقف عندما تشعر بالشبع. قد يؤدي الجوع في الشتاء إلى الإفراط في الأكل، ولذلك يُعدّ تناول الطعام بوعي محوراً أساسياً للتحكم في الوزن.

3- اشرب كمية كافية من الماء (حتى لو لم تشعر بالعطش)

يقل استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء لعدم شعورهم بالعطش، مما قد يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع. اشرب الماء الدافئ أو شاي الأعشاب أو ماء الكمون طوال اليوم. حافظ على الترطيب واشرب الكثير من الماء للهضم وتجنب الإفراط في الأكل.

4- أضف البروتين إلى كل وجبة

يساعد البروتين على كبح الجوع والشعور بالشبع. تناول أطعمة مثل البيض، والجبن، والزبادي، والعدس، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، والدجاج أو السمك. يُخفف النظام الغذائي الغني بالبروتين من الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويساعد على إنقاص الوزن بطريقة صحية دون الحاجة إلى ممارسة الرياضة.

5- تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل

الليالي طويلة، وخلال فصل الشتاء، قد تشعر المرء برغبة شديدة في تناول وجبة خفيفة أثناء مشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف. يُعدّ الإفراط في تناول الطعام ليلاً من الأسباب الشائعة لزيادة الوزن. حاول تناول العشاء قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل من موعد النوم. في حال شعرت بالجوع لاحقاً، يمكنك تناول مشروب دافئ مثل شاي الأعشاب أو حليب الكركم.

6- احصل على قسط كافٍ من النوم

يؤثر نقص النوم على هرمونات الجوع والشبع، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. احرص على الحصول على 7-8 ساعات من النوم الجيد ليلاً. يُساعد النوم جسمك على حرق السعرات الحرارية بشكل أفضل ويُقلل من الرغبة في تناول الأطعمة الشهية وغير الصحية.

7- حافظ على نشاطك اليومي

حتى وإن لم تكن تمارس الرياضة، يجب ألا تجلس لفترات طويلة. شارك في أنشطة يومية بسيطة ومنتظمة، مثل الأعمال المنزلية، وتمارين التمدد الخفيفة، والمشي أثناء المكالمات الهاتفية، أو أخذ فترات راحة قصيرة للحركة. تُساعد هذه الحركات البسيطة على حرق السعرات الحرارية والحفاظ على مستوى التمثيل الغذائي.

8- قلل من تناول السكر والأطعمة المصنعة

تُعدّ منتجات المخابز، وحلويات الشتاء، والوجبات الخفيفة المُغلّفة مصادر سهلة لإضافة سعرات حرارية. قلل من تناول الحلويات، والبسكويت، ورقائق البطاطس، والمشروبات المُحلّاة. بدلاً من ذلك، تناول الفواكه، والمكسرات المحمصة، أو الوجبات الخفيفة المنزلية.

9- تحكّم بمستويات التوتر

قد يُؤدي التوتر إلى زيادة الأكل العاطفي وزيادة الوزن. ستساعدك طرق بسيطة مثل التنفس العميق، والتأمل، وقضاء الوقت مع من تُحب على التحكم بمستويات التوتر وتجنّب الإفراط في تناول الطعام.


أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
TT

أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)

طوّر باحثون في معهد «دانا فاربر» للسرطان بالولايات المتحدة أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتقدير احتمالية انتشار سرطان الحلق؛ أحد أنواع سرطانات الرأس والعنق، بطريقة غير جراحية.

وأوضح الباحثون أن الهدف من هذه الأداة هو مساعدة الأطباء في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاجات مكثفة، ومن يمكنهم الاستفادة من تقليل شدة العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، بدورية «Journal of Clinical Oncology».

ويصيب سرطان الحلق الجزء الأوسط من الحلق، بما في ذلك اللوزتان وقاعدة اللسان والحنك الرخو. وغالباً ما يرتبط بسرطان الخلايا الحرشفية، وقد يكون مرتبطاً بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، أو عوامل أخرى مثل التدخين وتعاطي الكحول. وتظهر أعراضه عادةً على شكل ألم أو صعوبة في البلع، وبحة في الصوت، أو تورم في الرقبة نتيجة تضخم العقد اللمفاوية.

ويختلف العلاج وفقاً لمرحلة المرض ومدى انتشاره، ويشمل عادةً الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، وقد تكون صعبة التحمل وتترك آثاراً طويلة المدى، لذلك يركز الباحثون على تقليل الانتكاسات وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.

ويُعد انتشار السرطان خارج العقدة اللمفاوية أحد المؤشرات المهمة لتحديد شدة العلاج، ويحدث هذا عندما تنتشر خلايا السرطان من العقدة إلى الأنسجة المحيطة، وعادةً ما يُشخّص عن طريق إزالة العقدة جراحياً وفحصها.

ولتحسين معدلات العلاج، استخدم الفريق بيانات الأشعة المقطعية لتطوير أداة ذكاء اصطناعي قادرة على التنبؤ بعدد العقد اللمفاوية المصابة، وهو مؤشر يعكس شدة المرض واحتمالية استفادة المريض من العلاج المكثف. وعند تطبيق الأداة على بيانات الأشعة المقطعية لـ1733 مريضاً، تمكنت من التنبؤ بالانتشار غير المتحكم فيه للسرطان ورصد انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة.

كما أدى دمج تقييم الأداة مع مؤشرات المخاطر السريرية الحالية إلى تحسين تصنيف المرضى وفقاً لخطورة المرض، مما عزَّز دقة التنبؤ بمعدل البقاء على قيد الحياة وانتشار السرطان لكل مريض على حدة.

وأكد الباحثون أن هذه الأداة الذكية تُمكن الأطباء من اختيار المستوى الأمثل للعلاج لكل مريض، سواء عبر تكثيف العلاج للمرضى الأكثر خطورة، أم تخفيف العلاج لتقليل الآثار الجانبية للمرضى الذين يحتاجون إلى تدخل أقل، وهذه القدرة تساعد على تخصيص العلاج بشكل شخصي لكل حالة، مما يعزز فاعلية العلاج ويحسّن تجربة المرضى.

وأضاف الفريق أن التنبؤ بالمرضى الأكثر عرضة للانتشار غير المتحكم فيه يسمح بتوجيه علاجات مكثفة لهم، ما يزيد فرص التحكم بالمرض ويحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة. وتسهم هذه الأداة في جعل خطة العلاج أكثر ذكاءً وفاعلية، مع التركيز على النتائج طويلة الأمد.

وأشار الباحثون إلى إمكانية استخدام الأداة في التجارب السريرية لتقييم المرضى بشكل أفضل، واختيار المشاركين المناسبين لتجارب العلاج المناعي أو الاستراتيجيات العلاجية المكثفة، مما يعزز البحث العلمي ويتيح تطوير علاجات أكثر دقة وفاعلية في المستقبل.


«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
TT

«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)

من الصلصات الاحتفالية إلى العصائر ذات الألوان الزاهية، لطالما كان التوت البري عنصراً مميزاً يضفي شكلاً وطعماً غير عاديين على الأطباق. فإلى جانب مذاقه اللاذع وجاذبيته الموسمية، يُوصف هذا التوت الأحمر غالباً بأنه «غذاء خارق» لما له من فوائد صحية محتملة عديدة، بحسب صحيفة «الإندبندنت».

تُسوَّق مكملات التوت البري كطريقة سهلة للحصول على هذه الفوائد دون سكر أو طعم العصير اللاذع. فماذا يقول العلم فعلاً عن هذه الفاكهة؟

الوقاية من التهابات المسالك البولية

يُعرف التوت البري بدوره في المساعدة على الوقاية من التهابات المسالك البولية. تحتوي هذه الثمرة على مركبات تُسمى البروانثوسيانيدينات. ويبدو أن هذه المركبات تمنع البكتيريا، مثل الإشريكية القولونية، من الالتصاق بجدار المسالك البولية، وهي إحدى الخطوات الأولى في تطور العدوى. وهذا يُفسر سبب مساعدة منتجات التوت البري في الوقاية من التهابات المسالك البولية، مع العلم أنها لا تُعالج العدوى بعد أن تلتصق البكتيريا وتتكاثر.

تدعم الأبحاث دور التوت البري الوقائي لدى النساء اللواتي يعانين من التهابات متكررة ولدى الأطفال، مع أن النتائج تختلف بين الدراسات. وجدت إحدى الدراسات أن عصير التوت البري وأقراصه يقللان من معدلات التهاب المسالك البولية لدى النساء، لكن الأقراص كانت أكثر فعالية وأقل تكلفة. كما قلل كلا الشكلين من استخدام المضادات الحيوية مقارنةً بالدواء الوهمي.

حماية القلب

وتمت أيضاً دراسة تأثير التوت البري على صحة القلب. فهو غني بمضادات الأكسدة مثل الأنثوسيانين والبروانثوسيانيدين والكيرسيتين. تساعد مضادات الأكسدة على حماية الخلايا من التلف الناتج عن جزيئات غير مستقرة تُسمى الجذور الحرة. وتشير الأبحاث إلى أن عصير التوت البري أو مستخلصاته يمكن أن يُحسّن العديد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.

تشمل هذه الفوائد رفع مستويات الكولسترول الجيد (HDL)، الذي يُطلق عليه غالباً اسم الكولسترول النافع لأنه يُساعد على إزالة الكولسترول الزائد من مجرى الدم، وخفض مستويات الكولسترول الضار (LDL) لدى مرضى السكري. يُوصف الكولسترول الضار أحياناً بأنه كولسترول سيئ، لأن ارتفاع مستوياته قد يؤدي إلى تراكمه في جدران الشرايين، ويصبح أكثر ضرراً عند تأكسده. يميل الكولسترول الضار المؤكسد إلى الالتصاق بجدران الشرايين، ما يُغذي الالتهاب ويُساهم في تكوّن اللويحات.

قد تُساعد مضادات الأكسدة الموجودة في التوت البري على إبطاء هذه العملية. كما قد تُحسّن مرونة الأوعية الدموية، وتُخفّض ضغط الدم، وتُقلّل من مستوى الهوموسيستين، وهو حمض أميني مرتبط بالالتهاب عند ارتفاع مستوياته. مع ذلك، لا تُشير جميع الدراسات إلى النتائج نفسها، لذا تبقى الأدلة غير مكتملة.

التوت البري يدعم جهاز المناعة (بيكسلز)

إبطاء السرطان

يدرس الباحثون أيضاً التوت البري لدوره المُحتمل في الوقاية من السرطان. تُشير الدراسات المخبرية والحيوانية إلى أن مركبات التوت البري، بما في ذلك حمض الأورسوليك، قد تُبطئ نمو الخلايا السرطانية. تتمتع بعض هذه المركبات بتأثيرات مضادة للالتهابات، وهو أمر مهم لأن الالتهاب المزمن قد يُساهم في تطور السرطان. أظهرت تجربة سريرية أن عصير التوت البري قد يُساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة عن طريق منع بكتيريا الملوية البوابية (H. pylori)، وهي بكتيريا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا النوع من السرطان، من الالتصاق ببطانة المعدة.

وقد انخفضت معدلات الإصابة لدى البالغين الذين تناولوا ما يُقارب كوبين من عصير التوت البري. وتشير الدراسات المخبرية والحيوانية إلى تأثيرات أخرى مُحتملة مُضادة للسرطان، وستُحدد الأبحاث القادمة ما إذا كانت هذه النتائج المخبرية قابلة للتطبيق على البشر.

تعزيز صحة الدماغ

تُساهم خصائص التوت البري المُضادة للأكسدة والالتهابات في دعم صحة الدماغ. فقد وجدت دراسة أُجريت عام 2022 أن البالغين الذين تناولوا مسحوق التوت البري المُجفف يومياً، والذي يُعادل حوالي 100 غرام من التوت البري الطازج، أظهروا ذاكرة أفضل للمهام اليومية وتحسناً في تدفق الدم إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن التعلم. كما انخفض لديهم مستوى الكولسترول الضار (LDL). يُمكن أن يُساهم ارتفاع مستوى الكولسترول الضار في تصلب الشرايين، مما يُؤثر على الدورة الدموية.

دعم جهاز المناعة

قد يدعم التوت البري جهاز المناعة أيضاً. تشير الدراسات إلى أن مركباته الطبيعية قد تقلل من احتمالية الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا. يُعد التوت البري مصدراً غنياً بفيتامين سي، وفيتامين هـ، والكاروتينات، والحديد، وكلها عناصر تساهم في وظيفة المناعة الطبيعية.