أدوية إنقاص الوزن قد تُسبب تغيرات دماغية مرتبطة بالاكتئاب

أقلام دواء السكري «أوزيمبيك» موضوعة على خط إنتاج لتعبئتها بموقع شركة «نوفو نورديسك» الدنماركية في هيليرود (رويترز)
أقلام دواء السكري «أوزيمبيك» موضوعة على خط إنتاج لتعبئتها بموقع شركة «نوفو نورديسك» الدنماركية في هيليرود (رويترز)
TT

أدوية إنقاص الوزن قد تُسبب تغيرات دماغية مرتبطة بالاكتئاب

أقلام دواء السكري «أوزيمبيك» موضوعة على خط إنتاج لتعبئتها بموقع شركة «نوفو نورديسك» الدنماركية في هيليرود (رويترز)
أقلام دواء السكري «أوزيمبيك» موضوعة على خط إنتاج لتعبئتها بموقع شركة «نوفو نورديسك» الدنماركية في هيليرود (رويترز)

قد تكون أدوية إنقاص الوزن الرائجة، مثل أوزيمبيك وويغوفي، فعّالة جداً في معالجة السمنة، لكن هل تحمل أيضاً آثاراً جانبية أكثر خطورة على المدى الطويل؟ أظهرت دراسة جديدة أن هذه الأدوية قد تُسبب تغيرات دماغية مرتبطة بالاكتئاب.

ويُعرَف كلٌّ من أوزيمبيك وويغوفي باسم مُنشِّطات مستقبِلات الببتيد-1، الشبيهة بالجلوكاجون (أدوية جي-إل-بي-1)، وقد سُمّيا بهذا الاسم لأنهما يُحاكيان هرمون «جي-إل-بي-1» الطبيعي الموجود في الدماغ والأمعاء والبنكرياس. ويساعد هذا الهرمون على التحكم في نسبة السكر بالدم والشهية، تماماً مثل الهرمون الطبيعي.

وتؤثر أدوية «جي-إل-بي-1» على أجزاء من الدماغ غنية بالدوبامين؛ وهي مادة كيميائية أساسية في الشعور بالمتعة والمكافأة، ويُنظَر إليها بالفعل بوصفها طرقاً لعلاج إدمان الكحول والمخدرات، بالإضافة إلى السمنة وداء السكري.

وفي هذه الورقة البحثية المنشورة حديثاً، ربط فريق دولي من الباحثين اضطراب الدوبامين الناتج عن أدوية «جي-إل-بي-1» باحتمالية الإصابة بالاكتئاب والتفكير في الانتحار لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لنقص الدوبامين، أي انخفاض وظيفة الدوبامين.

وفي هذا الصدد، يقول الطبيب النفسي مارك جولد، من كلية الطب بجامعة واشنطن: «تقدم هذه الورقة البحثية أدلة حاسمة لإعادة تقييم الاستخدام الواسع النطاق لأدوية (جي-إل-بي-1)». وتابع أنه ينبغي على إدارة الغذاء والدواء الأميركية «إف دي إيه» والهيئات التنظيمية الأخرى دراسة نتائجنا بعناية عند تصنيف هذه الأدوية ومراقبتها.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة تعتمد على النمذجة الحاسوبية: لم تُجرَ أي اختبارات معملية أو تجارب سريرية. وبدلاً من ذلك، أجرى الباحثون تحليلاً للمسارات الجينية لدواء «جي-إل-بي-1» المرتبطة بالاكتئاب وخطر الانتحار.

ووجدوا تفاعلاً مع نشاط جينات معينة، بما في ذلك DRD3، وBDNF، وCREB1، وCRH، وIL6، وDPP4. وتتحقق هذه الجينات في أمرين، فهي مرتبطة بإشارات الدوبامين والمزاج، ويمكن لأدوية «جي-إل-بي-1» أن تؤثر على سلوكهم.

وهذه ليست المرة الأولى التي يُربط فيها هذا الأمر، إذ تُجري وكالة الأدوية الأوروبية تحقيقاً بالفعل في كيفية زيادة أفكار الانتحار وإيذاء النفس لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية بها هرمون «جي-إل-بي-1»، وذلك بناءً على تقارير من اختصاصيي الرعاية الصحية في أيسلندا، وفق موقع «ساينس أليرت».

وفي عام 2024، وجدت مراجعة للآثار الجانبية لأدوية «جي-إل-بي-1» أن 1.2 في المائة منها كانت آثاراً نفسية سلبية، وكان الاكتئاب هو الأكثر شيوعاً، يليه القلق والأفكار الانتحارية.

ولا تزال هذه العلاجات حديثة العهد نسبياً، ومع كل بحث جديد يحاول العلماء فهم كيفية تأثير استخدام أدوية إنقاص الوزن على الصحة على المدى الطويل، سواءً من حيث قدرتها على الحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام أم تقديم فوائد صحية للقلب والأوعية الدموية.

يقول الطبيب النفسي إيغور إلمان، من جامعة هارفارد: «في حين أن أدوية إنقاص الوزن واعدة في علاج الاضطرابات الإدمانية والسلوكية، يجب أن نبقى متيقظين بشأن أضرارها المحتملة». ويضيف: «لا تهدف هذه الدراسة إلى تبديد آمالنا، بل إلى زيادة الحيطة والحذر في وصفها بشكل مفرط». ونُشر البحث في مجلة «Current Neuropharmacology».


مقالات ذات صلة

علماء يكشفون عن بديل سهل للصيام المتقطع

صحتك هناك طريقة سهلة يمكن أن تساعد الأشخاص على الحصول على فوائد الصيام المتقطع (د.ب.أ)

علماء يكشفون عن بديل سهل للصيام المتقطع

توصلت دراسة جديدة إلى أن هناك طريقة أخرى أسهل يمكن أن تساعد الأشخاص على الحصول على الفوائد الأيضية للصيام المتقطع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المراهقون الذين يعانون دهوناً زائدة بمنطقة البطن قد يواجهون مشاكل في التعلم والذاكرة (رويترز)

دهون البطن تُضعف التعلم والذاكرة لدى المراهقين

توصلت دراسة جديدة إلى أن المراهقين الذين يعانون دهوناً زائدة بمنطقة البطن قد يواجهون مشاكل في التعلم والذاكرة والتحكم بالمشاعر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك عبوات من دوائي «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

دراسة: حُقن إنقاص الوزن تحسِّن المزاج والصحة النفسية

كشفت دراسة جديدة أن حقن إنقاص الوزن قد تكون مفيدة للصحة النفسية؛ حيث إنها تُحسِّن المزاج والرفاهية وجودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

حقن «أوزمبيك» و«ويغوفي» قد تتصدى لأمراض الكبد الخطيرة

كشفت مجموعة من العلماء عن أن حقن سيماغلوتيد «semaglutide» لعلاج السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، التي تسوَّق باسم «أوزمبيك» و«ويغوفي» قد تتصدى لأمراض الكبد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك من أدوية السمنة الشائعة «ويجوفي» و«زيب باوند» (رويترز)

«الصحة العالمية» ستدعم استخدام عقاقير إنقاص الوزن عالمياً

أظهرت مذكرة أن منظمة الصحة العالمية تعتزم دعم استخدام أدوية إنقاص الوزن لعلاج السمنة لدى البالغين رسمياً للمرة الأولى.

«الشرق الأوسط» (لندن)

باحثون: غسل الملابس في المنزل لا يعقِّم ملابس الأطباء

أظهر بحث حديث أن الغسالات المنزلية غالباً ما تفشل في تعقيم الملابس (موقع بيكسلز)
أظهر بحث حديث أن الغسالات المنزلية غالباً ما تفشل في تعقيم الملابس (موقع بيكسلز)
TT

باحثون: غسل الملابس في المنزل لا يعقِّم ملابس الأطباء

أظهر بحث حديث أن الغسالات المنزلية غالباً ما تفشل في تعقيم الملابس (موقع بيكسلز)
أظهر بحث حديث أن الغسالات المنزلية غالباً ما تفشل في تعقيم الملابس (موقع بيكسلز)

حذَّر باحثون من أن العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يغسلون ملابس العمل في المنزل، ربما يساهمون دون قصد في انتشار حالات العدوى المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات.

ولتقييم ما إذا كانت الغسالات المنزلية قادرة على تعقيم ملابس العاملين في مجال الرعاية الصحية، غسل الباحثون عينات من القماش الملوث بالماء الساخن في 6 غسالات مختلفة مخصصة للمستهلكين، باستخدام دورات تنظيف سريعة وعادية.

ووجدوا في تقرير نُشر في دورية «بلوس وان»، أن نصف هذه الغسالات لم يتمكن من تطهير الملابس في أثناء الدورة السريعة، في حين فشل ثلثها في التنظيف بشكل كافٍ خلال الدورة العادية، وفقاً لوكالة «رويترز».

وبعد كل عملية غسل، كشف تسلسل الحمض النووي لعينات الأغشية الحيوية من داخل تلك الآلات عن وجود بكتيريا قد تكون مسببة للأمراض، وجينات مقاومة للمضادات الحيوية.

وقال معدو التقرير، في بيان: «أظهر بحثنا أن الغسالات المنزلية غالباً ما تفشل في تعقيم الملابس، ما يسمح للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بالبقاء على قيد الحياة».

ووجد الباحثون أيضاً أن البكتيريا يمكن أن تطور مقاوَمة للمنظفات المنزلية، وهو ما يرفع أيضاً مقاومتها لبعض المضادات الحيوية.

واقترح الباحثون تعديل إرشادات الغسيل المقدمة للعاملين في مجال الرعاية الصحية، لضمان تنظيف الغسالات المنزلية للملابس بشكل فعال.

وقال الباحثون: «إذا كنا جادين بشأن انتقال الأمراض المعدية عبر الملابس، والتعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات، فيجب علينا إعادة التفكير في كيفية غسل ما يرتديه العاملون في مجال الرعاية الصحية».