«متلازمة ويتزلسوكت»... تلف للدماغ يتسبب في إدمان النكات السخيفة
يمكن أن يتسبب تلف الدماغ في إدمان المرضى للنكات السخيفة أو الطفولية (رويترز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
«متلازمة ويتزلسوكت»... تلف للدماغ يتسبب في إدمان النكات السخيفة
يمكن أن يتسبب تلف الدماغ في إدمان المرضى للنكات السخيفة أو الطفولية (رويترز)
يمكن أن يتسبب تلف الدماغ في حدوث تغييرات كبيرة في الشخصية، وفي بعض الحالات النادرة قد يتسبب في إدمان المرضى للنكات السخيفة أو الطفولية، حيث يصبحون غير قادرين على قمع الرغبة في إلقاء هذه النكات حتى في المواقف غير المناسبة.
وبحسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فسبق أن وصفت دراسة بارزة أجريت في عام 2016 حالة رجل يبلغ من العمر 69 عاماً أصيب بسكتة دماغية وتطورت حالته فيما بعد ليصاب بإدمان النكات السخيفة.
وقال الباحثون إن رغبة المريض في إلقاء النكات كانت كبيرة جداً، لدرجة أنه كان غالباً ما يوقظ زوجته أثناء الليل فقط ليخبرها بإحدى نكاته. لذلك طلبت منه زوجته بلطف أن يكتبها بدلاً من ذلك.
وعندما التقى المريض لأول مرة بفريق من أطباء الأعصاب، أحضر الرجل معه «نحو 50 ورقة مليئة بنكاته، والتي كانت معظمها إما نكات تافهة أو نكات سخيفة ذات محتوى جنسي أو بذيء».
وتم تشخيص الرجل بما يعرف بـ«اضطراب ويتزلسوكت Witzelsucht»، وهو اضطراب عصبي يتميز برغبة مفرطة ومستمرة في الفكاهة، وإلقاء النكات التي تكون سخيفة أو بذيئة على الأرجح أو تلقى في توقيت غير مناسب.
وتم تقديم مصطلح ويتزلسوكت (وهو مزيج من الكلمتين الألمانيتين «نكتة» و«إدمان») لأول مرة في عام 1890 من قبل طبيب أعصاب ألماني يدعى هيرمان أوبنهايم، والذي لاحظ أن الضرر الذي يلحق بالفص الجبهي الأيمن بالدماغ، إما بسبب الإصابة أو المرض، يؤدي أحياناً إلى سلوك فكاهي مفرط لدى مرضاه.
وفي عام 1929، كان جراح الأعصاب الألماني أوتفريد فورستر يجري جراحة في المخ على مريض مستيقظ، وعندما حث جزءاً معيناً من المخ تسبب في بدء المريض فجأة في إطلاق نكات باللاتينية واليونانية والعبرية والألمانية.
وقد ساعد هذا علماء الأعصاب في تضييق نطاق المنطقة المعنية بالفكاهة بالمخ، ولكن في كل العقود التي مرت منذ هذا الاكتشاف، لا يزال من غير الواضح تماماً مدى تكرار حدوث اضطراب ويتزلسوكت، أو كيف يمكن علاجه.
لكن اليوم، يعرف العلماء أن اضطراب ويتزلسوكت يمكن أن يوجد غالباً جنباً إلى جنب أو يتداخل مع مجموعة أخرى من الأعراض العصبية تسمى موريا، والتي تتميز بالدوار المرضي.
وترتبط كلتا الحالتين بتلف الدائرة المدارية الجبهية، والتي تشارك في عملية اتخاذ القرار والتي يمكن أن ترتبط بعدم اللباقة عند تلفها.
وفي حين لا يوجد علاج قياسي لمتلازمة ويتزلسوكت أو موريا، اقترح عالم الأعصاب ماريو مينديز وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس أن الأطباء قد يبدأون بوصف الأدوية المضادة للصرع أو مضادات الذهان غير التقليدية للمرضى.
ولكن في حين يبدو أن هذه الأدوية تخفف من نوبات الضحك لدى بعض الأفراد، فمن الصعب على المرضى التخلص نهائياً من الرغبة في إلقاء النكات، بحسب الخبراء.
نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة
خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق
بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟https://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/5099130-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF-%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF-%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D8%A9-%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89%D8%9F
تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.
وذكرت أن قبل خمس سنوات، سمع العالم التقارير الأولى عن مرض غامض يشبه الإنفلونزا ظهر في مدينة ووهان الصينية، والمعروف الآن باسم «كوفيد - 19».
وتسبب الوباء الذي أعقب ذلك في وفاة أكثر من 14 مليون شخص، وأصيب نحو 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لفترة طويلة، وكذلك في صدمة للاقتصاد العالمي، وأدرك زعماء العالم أن السؤال عن جائحة أخرى ليس «ماذا إذا ظهرت الجائحة؟»، بل «متى ستظهر؟»، ووعدوا بالعمل معاً لتعزيز أنظمة الصحة العالمية، لكن المفاوضات تعثرت في عام 2024، حتى مع رصد المزيد من التهديدات والطوارئ الصحية العامة العالمية.
وإذا ظهر تهديد وبائي جديد في عام 2025، فإن الخبراء ليسوا مقتنعين بأننا سنتعامل معه بشكل أفضل من الأخير، وفقاً للصحيفة.
ما التهديدات؟
في حين يتفق الخبراء على أن جائحة أخرى أمر لا مفر منه، فمن المستحيل التنبؤ بما سيحدث، وأين سيحدث، ومتى سيحدث.
وتظهر تهديدات صحية جديدة بشكل متكرر، وأعلن مسؤولو منظمة الصحة العالمية تفشي مرض الملاريا في أفريقيا، كحالة طوارئ صحية عامة دولية في عام 2024. ومع نهاية العام، كانت فرق من المتخصصين تستكشف تفشي مرض غير معروف محتمل في منطقة نائية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويعتقد الآن أنه حالات من الملاريا الشديدة وأمراض أخرى تفاقمت بسبب سوء التغذية الحاد.
وتشعر القائمة بأعمال مدير إدارة التأهب للأوبئة والوقاية منها في منظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيرخوف، بالقلق إزاء وضع إنفلونزا الطيور، فالفيروس لا ينتشر من إنسان إلى إنسان، ولكن كان هناك عدد متزايد من الإصابات البشرية في العام الماضي.
وقالت إنه في حين أن هناك نظام مراقبة دولياً يركز بشكل خاص على الإنفلونزا، فإن المراقبة في قطاعات مثل التجارة والزراعة، حيث يختلط البشر والحيوانات، ليست شاملة بما فيه الكفاية.
وتؤكد أن القدرة على تقييم المخاطر بشكل صحيح «تعتمد على الكشف والتسلسل وشفافية البلدان في مشاركة هذه العينات».
وتقول إن جائحة «كوفيد - 19» تركت أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم «مهتزة حقاً»، وتبعتها قائمة طويلة من الأزمات الصحية الأخرى.
وأضافت: «بدأت الإنفلونزا الموسمية في الانتشار، وواجهنا الكوليرا، والزلازل، والفيضانات، والحصبة، وحمى الضنك. إن أنظمة الرعاية الصحية تنهار تحت وطأة العبء، وتعرضت القوى العاملة الصحية لدينا على مستوى العالم لضربة شديدة، ويعاني الكثيرون من اضطراب ما بعد الصدمة. ومات الكثيرون».
وقالت إن العالم لم يكن في وضع أفضل من أي وقت مضى عندما يتعلق الأمر بالخبرة والتكنولوجيا وأنظمة البيانات للكشف السريع عن التهديد.
وتضيف أن توسيع قدرات التسلسل الجينومي في معظم البلدان في جميع أنحاء العالم، وتحسين الوصول إلى الأكسجين الطبي والوقاية من العدوى ومكافحتها، تظل «مكاسب كبيرة حقاً» بعد جائحة «كوفيد - 19». وهذا يعني أن إجابتها عمّا إذا كان العالم مستعداً للوباء التالي هي: «نعم ولا».
وتقول: «من ناحية أخرى، أعتقد أن الصعوبات والصدمة التي مررنا بها جميعاً مع (كوفيد) ومع أمراض أخرى، في سياق الحرب وتغير المناخ والأزمات الاقتصادية والسياسية، لسنا مستعدين على الإطلاق للتعامل مع جائحة أخرى، ولا يريد العالم أن يسمعني على شاشة التلفزيون أقول إن الأزمة التالية تلوح في الأفق».
وتقول إن عالم الصحة العامة «يكافح من أجل الاهتمام السياسي، والمالي، والاستثمار، بدلاً من أن تعمل الدول على البقاء في حالة ثابتة من الاستعداد».
وذكرت أن الحل الطويل الأجل «يتعلق بالحصول على هذا المستوى من الاستثمار الصحيح، والتأكد من أن النظام ليس هشاً».
هل الأموال متاحة للاستعداد للوباء؟
وجد وزير الصحة الرواندي الدكتور سابين نسانزيمانا نفسه يتعامل مع تفشي مرضين رئيسيين في عام 2024: حالة الطوارئ الصحية العامة في أفريقيا، و66 حالة إصابة بفيروس «ماربورغ» في بلاده.
ويشارك في رئاسة مجلس إدارة صندوق الأوبئة، الذي أُنشئ في 2022 كآلية تمويل لمساعدة البلدان الأكثر فقراً على الاستعداد للتهديدات الوبائية الناشئة.
ويحذر نسانزيمانا مما إذا وصل الوباء التالي في عام 2025 بقوله: «للأسف، لا، العالم ليس مستعداً، ومنذ انتهاء حالة الطوارئ الصحية العامة بسبب (كوفيد) العام الماضي، حوّل العديد من القادة السياسيين انتباههم ومواردهم نحو تحديات أخرى، ونحن ندخل مرة أخرى ما نسميه دورة الإهمال، حيث ينسى الناس مدى تكلفة الوباء على الأرواح البشرية والاقتصادات ويفشلون في الانتباه إلى دروسه».
وقال إن صندوق الأوبئة «يحتاج بشكل عاجل إلى المزيد من الموارد للوفاء بمهمته»،
وفي عام 2022، بدأت منظمة الصحة العالمية مفاوضات بشأن اتفاق جديد بشأن الجائحة من شأنه أن يوفر أساساً قوياً للتعاون الدولي في المستقبل، لكن المحادثات فشلت في التوصل إلى نتيجة بحلول الموعد النهائي الأولي للجمعية العالمية للصحة السنوية في 2024، ويهدف المفاوضون الآن إلى تحديد موعد نهائي لاجتماع هذا العام.
وتقول الدكتورة كلير وينهام، من قسم السياسة الصحية في كلية لندن للاقتصاد: «حتى الآن، أدت المحادثات في الواقع إلى تفاقم مستويات الثقة بين البلدان»، ولا يوجد اتفاق حول «الوصول إلى مسببات الأمراض وتقاسم الفوائد»، وكذلك الضمانات التي تُمنح للدول الأكثر فقراً بأنها ستتمكن من الوصول إلى العلاجات واللقاحات ضد مرض وبائي مستقبلي، في مقابل تقديم عينات وبيانات تسمح بإنشاء هذه العلاجات».
وتشير الأبحاث إلى أن المزيد من المساواة في الوصول إلى اللقاحات في أثناء جائحة «كوفيد - 19» كان من الممكن أن ينقذ أكثر من مليون حياة.
وذكرت وينهام: «الحكومات متباعدة للغاية، ولا أحد على استعداد حقاً للتراجع».
وقالت آن كلير أمبرو، الرئيسة المشاركة لهيئة التفاوض الحكومية الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية: «نحن بحاجة إلى اتفاق بشأن الجائحة يكون ذا معنى».