4 طرق لتحسين الرعاية الصحية بواسطة الذكاء الاصطناعي

استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي للكشف عن كسور بالعظام قد يغفل عنها الإنسان (أ.ف.ب)
استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي للكشف عن كسور بالعظام قد يغفل عنها الإنسان (أ.ف.ب)
TT

4 طرق لتحسين الرعاية الصحية بواسطة الذكاء الاصطناعي

استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي للكشف عن كسور بالعظام قد يغفل عنها الإنسان (أ.ف.ب)
استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي للكشف عن كسور بالعظام قد يغفل عنها الإنسان (أ.ف.ب)

يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على تحقيق ثورة في الرعاية الصحية العالمية، خصوصاً مع وجود 4.5 مليار شخص لا يستطيعون الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية، بالإضافة إلى نقص في العاملين بالمجال الطبي يتوقع أن يصل إلى 10 ملايين بحلول عام 2030.

وبينما تتطور التكنولوجيا بسرعة، فإن الحاجة إلى الإشراف البشري، والتشريعات، على الدرجة نفسها من الأهمية.

وقالت ستيلا كيرياكيديس، المفوضة الأوروبية للصحة وسلامة الأغذية، في قمة «منتدى دافوس الاقتصادي العالمي» بداية هذا العام: «أعتقد أنه يمكننا أن نمتلك كل الإمكانات التي يقدمها لنا الذكاء الاصطناعي، وأن نضع طرق الحماية اللازمة».

وتوضح مادلين نورث في مقال بموقع المنتدى الاقتصادي العالمي، أن هناك أربع طرق يغير بها الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية:

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكتشف كسور العظام أكثر من البشر

كثيراً ما يغفل أطباء الرعاية الطبية العاجلة عن وجود كسور في العظام فيما يصل إلى 10 في المائة من الحالات. إضافة إلى ذلك، هناك نقص في فنيي أشعة إكس، والعاملون بهذا المجال يعانون ضغط العمل.

لذلك؛ استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي مستقبلاً إلى تجنب الكشف غير الضروري بأشعة إكس وإغفال وجود كسور في العظام.

ويرى المعهد الوطني البريطاني للصحة والرعاية (NICE)، أن هذه التقنية آمنة وموثوقة، ويمكن أن تقلل من الحاجة إلى مواعيد متابعة.

لكن هناك مخاوف حول الدمج السريع للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.

وقالت كارولين غرين، من معهد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بجامعة أوكسفورد لـ«بي بي سي»: «من المهم أن يتم تدريب الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوات بشكل جيد؛ حتى يفهموا ويعرفوا كيفية تقليل المخاطر الناتجة من محدودية التكنولوجيا، مثل إمكانية تقديم معلومات خاطئة».

تقييم المرضى في الإسعاف باستخدام الذكاء الاصطناعي

في المملكة المتحدة، يتم نقل نحو 350 ألف شخص بواسطة سيارات الإسعاف إلى المستشفيات كل شهر. ويكون على عاتق فرق الإسعاف اتخاذ قرار بشأن من يحتاج أو لا يحتاج إلى الذهاب للمستشفى، مع الوضع في الحسبان عدد الأسرّة المتاحة.

وأظهرت دراسة أُجريت في يوركشاير شمال إنجلترا أن الذكاء الاصطناعي يستطيع توقع المرضى الذين يحتاجون إلى نقلهم إلى مستشفى بشكل صحيح في 80 في المائة من الحالات.

تم تدريب هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي على الكثير من العوامل، مثل قدرة المريض على الحركة ونبض القلب ومستوى الأكسجين في الدم وألم الصدر. ومع ذلك، حذّر المعهد الوطني البريطاني للصحة والرعاية من أنه قبل استخدام هذا النموذج على نطاق أوسع، يجب إعطاء مشغلّيه المزيد من التدريب.

اكتشاف علامات المرض المبكرة لأكثر من 1000 مرض

أعلنت شركة «أسترازينكا» عن نموذج جديد من الذكاء الاصطناعي يعمل بطريقة تعلم الآلة يمكنه كشف وجود بعض الأمراض قبل أن يشعر المريض بأي أعراض.

وبعد استخدام بيانات طبية من 500 ألف شخص مسجلين لدى وزارة الصحة في المملكة المتحدة، كان النموذج قادراً على «التنبؤ بثقة عالية بتشخيص مرض سوف يظهر بعد سنوات عدّة».

وقال سلافي بتروفسكي، الذي قاد البحث، لقناة «سكاي نيوز»: «بالنسبة إلى كثير من هذه الأمراض، بحلول الوقت الذي تظهر فيه علامات المرض سريرياً ويذهب المريض إلى الطبيب بسبب شكوى، فإن ذلك يكون متأخراً جداً عن الوقت الذي بدأ فيه المرض».

وتابع: «يمكننا التقاط علامات في شخص ما تشير بقوة إلى إصابته بأمراض مثل ألزهايمر، والانسداد الرئوي المزمن، وأمراض الكلى وغيرها الكثير».

روبوتات لتوجيه القرارات الصحية

يجب على الأطباء اتخاذ قرارات طبية مستنيرة وسريعة، والذكاء الاصطناعي يمكن أن يسرّع من هذه القرارات، لكنه قد يقدم أيضاً معلومات غير موثوقة أو متحيزة.

وجدت دراسة أميركية أن النماذج اللغوية (LLMs) مثل «تشات جي بي تي» ChatGPT أو «كلود» أو «جيميني» لم تتمكن من تقديم إجابات ذات صلة أو مبنية على الأدلة بخصوص الأسئلة الطبية. لكن نظام «ChatRWD»، الذي يعتمد على تقنية الجيل المعزز للاسترجاع (RAG)، والذي يجمع بين النماذج اللغوية الكبيرة وأنظمة الاسترجاع لتحسين الناتج، تمكن من إعطاء إجابات مفيدة لـ58 في المائة من الأسئلة (مقارنة بنسبة 2 في المائة - 10 في المائة للنماذج اللغوية الكبيرة).

في تقرير صدر، في يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو جزء من مبادرة التحول الرقمي للرعاية الصحية التابعة لمنتدى الاقتصاد العالمي، توقع مستقبلاً قد تغير فيه التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة «بشكل دراماتيكي تجربة المريض»، فيمكن للأشخاص الأصحاء استخدام أجهزة مراقبة لتحسين صحتهم النفسية والجسدية، بينما سيتمكن المرضى من الوصول إلى مجموعة واسعة من الحلول الرقمية.


مقالات ذات صلة

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد جوال ذكي مع شعار «إنفيديا» معروض على لوحة للكومبيوتر (رويترز)

نتائج «إنفيديا» في دائرة الضوء مع تركيز المستثمرين على قطاع التكنولوجيا

قد توجه نتائج شركة «إنفيديا كورب» في الأسبوع المقبل سوق الأسهم الأميركية إلى مسارها التالي حيث يحول المستثمرون تركيزهم إلى قطاع التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد عرض تقديمي في إحدى الفعاليات التقنية التي أقيمت بالعاصمة السعودية الرياض (واس)

رئيس «سكاي»: الذكاء الاصطناعي يعزز مستقبل الاقتصاد السعودي

تتصدر الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) مسيرة بناء منظومة تقنية عالمية المستوى ما يمهد الطريق لتحقيق نمو اقتصادي مدفوع بالذكاء الاصطناعي

آيات نور (الرياض)
علوم ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة

ذكاء اصطناعي «شديد الحساسية للرائحة» يكتشف المصنوعات المقلَّدة

يستعيض مستشعر بالذكاء الاصطناعي عن اختبارات الشم والفحص البصري البشرية لتمييز الأصالة.

جيسوس دياز (واشنطن)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)

قرص يومي يزيد طول الأطفال المصابين بالتقزم

التقزم حالة وراثية تتسم بقصر القامة نتيجة خلل في نمو العظام (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا)
التقزم حالة وراثية تتسم بقصر القامة نتيجة خلل في نمو العظام (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا)
TT

قرص يومي يزيد طول الأطفال المصابين بالتقزم

التقزم حالة وراثية تتسم بقصر القامة نتيجة خلل في نمو العظام (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا)
التقزم حالة وراثية تتسم بقصر القامة نتيجة خلل في نمو العظام (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا)

أكدت دراسة أسترالية فاعلية عقار جديد يُسمى «إنفيجراتينيب (Infigratinib)» في تحسين الطول ونسب نمو الأطراف لدى الأطفال المصابين بالتقزم.

وأوضح الباحثون في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال أن هذا العلاج قد يشكل بديلاً للحقن اليومية الحالية المستخدمة لتعزيز النمو، ونُشرت الدراسة، الاثنين، بدورية «New England Journal of Medicine».

يذكر أن التقزم هو حالة وراثية تتسم بقصر القامة نتيجة خلل في نمو العظام، ويُعد خلل التنسج العظمي الغضروفي الشكل الأكثر شيوعاً؛ حيث يؤثر على طفل واحد من بين كل 20 ألف مولود في أستراليا.

وتسبب هذه الحالة نمواً غير متناسب للجسم، ما يؤدي إلى مضاعفات طبية تشمل انضغاط الحبل الشوكي، وتوقف التنفس أثناء النوم، واعوجاج الساقين، والتهابات الأذن المتكررة، إلى جانب تحديات نفسية واجتماعية. وتشير الإحصاءات إلى أن الأطفال المصابين بالتقزم أكثر عرضة للوفاة قبل سن الخامسة بـ50 مرة مقارنة بأقرانهم، وفق الباحثين.

وأوضح الفريق أن العلاج الحالي المعتمد لهذه الحالة في أستراليا هو «فوسوريتايد (Vosoritide)»، الذي يُعطى عن طريق حقن يومية. ويُعد معهد مردوخ أحد أكبر المراكز العالمية لإجراء التجارب السريرية على هذا العقار.

وشملت الدراسة الجديدة 72 طفلاً من أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وكندا، وأكدت أن الآثار الجانبية لعقار «إنفيجراتينيب» كانت طفيفة، مع عدم تسجيل أي ردود فعل خطيرة.

وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و11 عاماً حققوا زيادة في معدل النمو السنوي بمقدار 2.5 سم على مدى 18 شهراً. كما ساعد العقار على تحسين تناسق الجسم (نسبة الجزء العلوي إلى السفلي)؛ ما يُسهم في تقليل الآثار النفسية والاجتماعية السلبية المرتبطة بمظهر الجسم غير المتناسب.

ويمتاز العلاج الفموي الجديد بكونه أقل إجهاداً للأطفال مقارنة بالحقن اليومية، وهو ما يجعله خياراً عملياً، خصوصاً في المناطق ذات الموارد المحدودة؛ حيث يصعب توفير الحقن التي تتطلب ظروفاً معينة.

وأشار الفريق إلى أن هذه النتائج تُعد خطوة واعدة نحو تقليل العبء الطبي والنفسي على المرضى وأسرهم، مع توفير حلول مبتكرة تُعزز فرص النمو الطبيعي للأطفال المصابين.

وبالإضافة إلى تعزيز الطول، يركز البحث المستمر على تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بالتقزم من خلال خيارات علاجية تُخفف الأعراض المصاحبة للحالة.

وأعلن الفريق البحثي عن بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، مع خطط لتوسيع الدراسات لتشمل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، ما يمكن أن يسهم في تحسين النمو وتحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل.