9 نقاط حول تناول التمر ومريض السكري

ضوابط لدرْء حصول ارتفاع كبير في نسبة السكر بالدم

9 نقاط حول تناول التمر ومريض السكري
TT

9 نقاط حول تناول التمر ومريض السكري

9 نقاط حول تناول التمر ومريض السكري

التمور مصدر جيد للكربوهيدرات، وتحتوي على كميات عالية من الألياف الصحية، وعديد من الفيتامينات والمعادن، ومع ذلك، نظراً لحلاوة المحتوى الكربوهيدراتي العالي في التمر، فإن أحد الأسئلة التي تتكرّر كل عام مع موسم جني الرطب والتمور هو: هل يمكن لمرضى السكري إضافة التمر إلى نظامهم الغذائي؟

وأساس تكرار طرح هذا السؤال هو النصيحة الطبية الفولكلورية القديمة بضرورة «تجنّب» أو «امتناع» مريض السكري عن تناول التمر أو الرطب، وأن تناول التمر أو الرطب سيتسبّب «لا محالة» باضطرابات في ضبط سكر الدم.

بضع تمرات لوجبة خفيفة

التمرة أو الرطبة ليست «قطعة» حلوى عامرة بالسكريات فقط، بل التمرة أو الرطبة هي ثمرة مكوَّنة من أجزاء، ولها مراحل في النضج، وتحتوي على مزيج من الألياف والسكريات والمعادن والفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة، ولفيف من المركبات الكيميائية الصحية، إضافةً إلى الماء. والسكريات الموجودة في التمرة أو الرطبة ليست غلوكوزاً فقط، بل ثمة أنواع أخرى من السكريات التي تأخذ مسارات منفصلة عن الغلوكوز في الهضم والامتصاص، وفي آلية تَلقّي الخلايا لها، وفي كيفية استهلاكها لإنتاج الطاقة.

هذا بالإضافة إلى أن التمور اليوم أصبحت «فاكهة عالمية»، وليست فقط «محلية»، وهي تحتاج من الباحثين الطبيّين مزيداً من الدراسات حول مكونات الأنواع المختلفة منها، وفوائدها الصحية، وكيفية الحصول على تلك الفوائد، وانتقاء أنواع منها، دون التسبّب بأي اضطرابات واضحة في ضبط سكر الدم لدى مرضى السكري.

ولذا يمكن لتوزيع تناول «بضع تمرات» خلال اليوم، أن يكون «وجبة خفيفة» آمنة ومناسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري. وبالاعتدال في تناول هذه التمرات أو الرطبات، ووفق عدة ضوابط سيتم ذكرها لاحقاً، من غير المحتمل أن يتسبّب ذلك بارتفاع كبير في نسبة السكر في الدم، أو اضطراب في ضبط معالجة حالات مرض السكري.

سكريات ومُحلّيات طبيعية

وإليك النقاط الـ9 التالية المتسلسلة في السرد، حول تناول مريض السكري للتمر أو الرطب:

1.أنواع السكريات والمُحَلّيات الطبيعية... تتوفر «سكريات طبيعية» (Natural Sugars) في أنواع مختلفة من المنتجات الغذائية الطبيعية، كالعسل والتمر وعموم الفواكه، وهنا تمتزج هذه السكريات مع حزمة أخرى من العناصر الغذائية الصحية المفيدة جداً، مثل الألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدة، ومركبات مضادة للميكروبات، ومعادن، مثل: الحديد والزنك والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم.

وبالمقابل هناك «مُحَلّيات طبيعية» (Natural Sweeteners)، كالسكر الأبيض (أو السكر البني) المستخلَص من القصب أو الشمندر أو غيره، ويُسمى «السكر المُضاف». والإشكالية الصحية اليوم هي في تداعيات استهلاك كميات كبيرة من «السكر المُضاف»، الذي ليس له أي فوائد غذائية؛ نظراً لخلوّه من العناصر الغذائية الصحية المرافقة، وتتفاقم الإشكالية في نفس الوقت بتدنّي تناول الفواكه الطبيعية للحصول على السكريات الطبيعية، المتوفرة مع عناصر غذائية مفيدة في العسل أو التمر أو الفواكه الأخرى، كما أن بعض مرضى السكري، وعند رفعهم لتناول الفواكه الطبيعية كالتمر، لا يُخفّضون من تناولهم للسكر الأبيض، أو للمصادر الأخرى للكربوهيدرات، كالخبز أو المعجّنات أو الأرز أو المعكرونة وغيرها.

2.تناول السكر وتأثيراته... بالنسبة للأفراد الذين يعانون من مرض السكري، تلعب الخيارات الغذائية دوراً حاسماً في الحفاظ على مستويات السكر في الدم بحالة مستقرة ومستهدفة علاجياً، ولذا فإن «ضبط» تناول «السكريات الطبيعية» و«المُحلّيات الطبيعية» أمر مهم في معالجة مَن لديهم بالفعل مرض السكري.

وبالمقابل، فإن تناول «السكريات والمُحلّيات الطبيعية» لا علاقة له بشكل «مباشر» بتعرّض الأصحاء من الناس (الذين ليس لديهم مرض السكري) للإصابة بمرض السكري، ولا يوجد أي دليل علمي وإكلينيكي على أن مرض السكري سينتج «مباشرة» عن تناول السكر، وتقول «جمعية السكري البريطانية»: «إننا نعلم أن السكر لا يسبّب مرض السكري من النوع 2 بشكل مباشر، إلا أنك أكثر عُرضةً للإصابة به إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، ويزداد وزنك عندما تتناول الأطعمة والمشروبات السكرية، المحتوية على الكثير من السعرات الحرارية». من جهتها توضّح «جمعية القلب الأميركية»: «لا تُسهم السكريات المضافة بأي مواد مُغذّية (مفيدة للجسم)، ولكن غالباً ما تحتوي على سعرات حرارية مضافة، يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن أو السمنة»، وتُوصي قائلة: «يجب الحد من السكريات المضافة بما لا يزيد عن 6 في المائة من السعرات الحرارية يومياً»، أي بالنسبة للنساء حوالي 6 ملاعق صغيرة، وللرجال حوالي 9 ملاعق صغيرة من السكر.

التمر ومرضى السكري

3.الاعتدال في تناول التمر... يمكن للتمر، بسبب محتواه العالي من السكر الطبيعي، أن يؤثر بشكل كبير على نسبة السكر في الدم. ومع ذلك فهو يوفر أيضاً عدداً من العناصر الغذائية الأساسية الصحية والألياف التي يمكن أن تخفّف من بعض الآثار السلبية لتناوله. ويظل الأساس هو فهم كيفية تأثير التمر على مستويات السكر في الدم لدى مريض السكري، وكيفية دمج تناوله في نظام غذائي مناسب لمريض السكري.

وهذا أمر بالغ الأهمية لأولئك الذين يتطلّعون إلى الاستمتاع بهذه الفاكهة دون المساس بصحتهم، ولذا عند طرح سؤال: هل يأكل مرضى السكري التمر؟ فإن الإجابة: نعم، يمكن لمرضى السكري تناول التمر، وهو صحي لهم، لكن الأمر ليس على إطلاقه، بل الاعتدال في كمية التناول هو المفتاح، ويحتاج مرضى السكري إلى مراقبة أحجام حصصهم الغذائية من التمر الذي يتناولونه، عبر دمج التمر في نظام غذائي متوازِن وفق استشارة مقدِّم الرعاية الصحية.

4.استشارة إخصائي التغذية... قبل إجراء مرضى السكري أي تغييرات كبيرة على نظامهم الغذائي، مثل الإكثار من تناول التمر، يجدر استشارة مقدّم الرعاية الصحية أو إخصائي التغذية المعتمَد، ويمكن لهؤلاء المتخصصين تقديم إرشادات وتوصيات شخصية بناءً على الاحتياجات والأهداف العلاجية الفردية، ووفق مدى انضباط حالة السكري لدى كل مريض، ومدى حصول أي ضرر من مضاعفات السكري على الأعضاء المستهدَفة بالضرر لديهم «Target Organs Damage»، كالقلب والكُلى والأعصاب وشبكية العين، أي أنه يجب على مرضى السكري أن يكونوا على دراية بكمية استهلاكهم الإجمالي للكربوهيدرات طوال اليوم، ووفق تعديل ذلك يمكنهم اتخاذ خيارات مدروسة تمكّنهم من الاستمتاع بالتمر، وإضافته في نظامهم الغذائي، هذا مع مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل منتظم، بصفته أمراً ضرورياً للأشخاص المصابين بمرض السكري، بما يسمح لهم بإجراء تعديلات في نظامهم الغذائي وأدويتهم حسب الحاجة.

تناول الطعام بوعي

5.التناول بوعي ذهني... المهم هو «تناول الطعام بوعي» (Mindful Eating)، أي يجب على مرضى السكري ممارسة تناول الطعام بوعي، خصوصاً عند تناول التمور، فبدلاً من تناول كمية كبيرة دفعة واحدة، من الأفضل تناول التمور بكميات محكومة، وهذا يساعد على منع ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مُفرِط، ويعزّز التحكم بنسبة السكر في الدم بشكل أفضل.

ولذا عندما يقول الطبيب لمريض السكري: يمكنك تناول التمر، فإن الرسالة لا تعني فتح الباب على مصراعيه، وهذا مما لا يقوله الأطباء، بل هو موجَّه لمريض سكري حريص على ضبط معدلات سكر الدم لديه، ولكنه في نفس الوقت «يشتهي» تناول «بضع» تمرات في اليوم، أي مع الحرص على الاعتدال في التناول وفق خفض متوازِن، وفي نفس الوقت يتناول أطعمة أخرى تحتوي على الكربوهيدرات. وأيضاً وفق ضبط وقت التناول، ومدى امتلاء المعدة بالطعام أو خلوّها منه.

6.توزيع تناول التمر... يبلغ حجم الحصة الغذائية النموذجية (Serving Size) من التمر حوالي 2 - 4 ثمرة، حسب الحجم والنوع. ومن الضروري لمرضى السكري أن ينتبهوا إلى حجم الحصص، وتجنّب تناول كميات كبيرة من التمر في جلسة واحدة؛ لأن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر بالدم. وللتأكيد، فبدلاً من تناول التمور دفعة واحدة، وعلى معدة خالية، وفي فترة الصباح قبل تناول الفطور، من الأفضل توزيع استهلاكها على مدار اليوم، وهذا حتماً سيساعد في منع الارتفاع السريع في مستويات السكر بالدم، وسيسمح بالتحكم في نسبة السكر في الدم بشكل أفضل، كما أن تناول التمر مع الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، يمكن أن يساعد في إبطاء امتصاص السكريات، وتعزيز التحكم في نسبة السكر بالدم، كما يوفر هذا المزيج عناصر غذائية إضافية، ويعزّز الصحة العامة.

7.إضافات تعيق امتصاص السكريات... تناوُل التمر مع إضافات تُعيق أو تُبطئ امتصاص السكريات أمر مهم، ولذا ابتداءً، يُنصَح مرضى السكري وغيرهم بتناول الكربوهيدرات المعقّدة والممتزجة بالألياف، كالحبوب الكاملة في الخبز الأسمر أو الشوفان؛ لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم نتيجة لتناولها أبطأ، ولا يتسبّب بارتفاعات سريعة وعالية في نسبة سكر الدم، ولذا فإن مزج التمرة بقليل من المكسّرات (التمر المحشو باللوز مثلاً)، أو بقليل من السمسم (حبوب السمسم أو طحينة السمسم مثلاً)، أو بقليل من اللبن (لبن الزبادي أو الأقط)، أو بـ«قليل جداً» من دهون الزبدة أو السمن المباشرة (وبإضافة طحين حبوب القمح الكاملة، كما في الحيسة أو الحنيني)، يتسبّب في بطء إفراغ المعدة من الطعام، وبالتالي بطء وصول سكريات التمر إلى الأمعاء، والنتيجة بطء ارتفاع نسبة السكر في الدم جرّاء تناول التمر، وهنا يجدر حساب كميات السعرات الحرارية في تلك الإضافات الدهنية.

التمر مصدر صحي يمكن لمرضى السكري تناوله بشكل معتدل

أنواع التمور

8.اختلاف كميات السكريات... أنواع التمر ليست سواءً في حجمها، تلك حقيقة، ولكن ربما أيضاً ليست سواءً في محتواها من السكريات، وصحيح أن بعض الدراسات حول محتوى الأنواع المختلفة من التمور أفادت بأنها - وبغض النظر عن حجمها - بالفعل مختلفة في كمية السكريات، ولكن تلك الاختلافات لا تجعل من تناول التمر بالمطلق أمراً لا يتطلّب استشارة المتخصص في التغذية، أو التنبه إلى احتمالات تسبّب الإكثار من تناول التمر باضطرابات في ضبط نسبة الدم. وذكرت أيضاً دراسات أخرى أن النوع الواحد من التمور الذي له اسم محدّد، يختلف في محتواه من السكريات باختلاف المنطقة الجغرافية التي تمت زراعته فيها، ولذا يجدر مراجعة نتائج تحاليل معتمَدة حول محتوى السكريات في أنواع التمور التي توجد في المناطق المختلفة. وبناءً على ذلك يمكن للمرء في بعض الظروف أن ينتقي كمية معتدلة من الأنواع التي يُفضّل تناولها، وهذا وإن كان يجدر بمريض السكري أن يتنبه له بعناية، فإن الأصحاء أيضاً يجدر بهم ذلك.

9.ألياف التمور... أنواع التمور تختلف كذلك في كمية محتواها من الألياف، وهذا أمر مهم للغاية لمريض السكري، وإضافةً إلى دور الألياف في المحافظة على حركة طبيعية للأمعاء، وحفظ صحة جيدة للأمعاء، وتسهيل الإخراج، ودورها في خفض امتصاص الأمعاء للكوليسترول، ودورها في إطالة أمد الشعور بالشبع، والمساهمة في خفض الوزن، فإن الألياف أيضاً تُسهم في ضبط نسبة سكر الدم.

وللتوضيح، فإن أحد أضرار تناول السكريات وهي بهيئة سهلة الامتصاص، هو الارتفاع السريع في نسبة سكر الغلوكوز بالدم. وتكرار حصول هذا الأمر يضرّ بمرضى السكري، وهنا تقدّم لنا الألياف الغذائية الممزوجة بالأطعمة السكرية وسيلةً للوقاية من الارتفاع السريع في نسبة السكر بالدم، ووسيلة لوقاية البنكرياس من الإنهاك، وذلك لأن الألياف تُبطئ من عملية امتصاص الأمعاء للسكريات، وبالتالي لا يحصل الارتفاع السريع في نسبة سكر الغلوكوز بالدم، ولذا فإن انتقاء أنواع التمر أو الرطب الغني بالألياف خطوة ذكية جداً من قِبل مريض السكري، ويمكن بالبحث معرفة أنواع التمور الغنية بالألياف من بين أنواع التمور المتوفرة في محيط الشخص.


مقالات ذات صلة

دراسة: «أوزمبيك» قد يعالج مرضاً جلدياً مزمناً

صحتك عبوة من عقار أوزمبيك في بريطانيا (رويترز)

دراسة: «أوزمبيك» قد يعالج مرضاً جلدياً مزمناً

كشفت دراسة حديثة عن فائدة جديدة لدواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك»، وهي إمكانية تصديه لمرض جلدي يُدعى «التهاب الغدد العرقية القيحي».

«الشرق الأوسط» (دبلن)
صحتك قياس السكر لأحد المرضى (أرشيفية - أ.ف.ب)

دراسة واعدة... عقار شهير لعلاج السكري يبطئ الشيخوخة

كشف باحثون من الصين والولايات المتحدة أن عقار الميتفورمين لعلاج مرض السكري يمكن أن يبطئ الشيخوخة بكثير من الأعضاء بما في ذلك الدماغ

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الاختبار يكشف عن الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالسمنة (رويترز)

اختبار دم للكشف المبكر عن مرض السكري لدى الأطفال

كشفت دراسة جديدة عن نوع جديد من اختبارات الدم قد يكون بمثابة تحذير مبكر من مرض السكري ومضاعفات أخرى مرتبطة بالسمنة لدى الأطفال

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فنجان قهوة (أ.ب)

للوقاية من أمراض القلب والسكري... كم كوباً من القهوة تحتاجه يومياً؟

كشفت دراسة علمية حديثة أن تناول 3 أكواب من القهوة يومياً قد يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك تم ربط السكريات المضافة خصوصاً المشروبات المحلّاة بالسكر بالسكتة الدماغية (د.ب.أ)

كيف يؤثر السكر الغذائي على صحة الدماغ؟

هل سمعت من قبل أن السكر سامّ وقاتل، ويضرّ بصحتك العامة؟ في الحقيقة، السكر مهم لوظائف الدماغ الصحية، لكن هناك بعض التفاصيل الدقيقة التي يجب أن تعرفها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

6 أطعمة تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية

النقانق تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة وقدر كبير من الملح (رويترز)
النقانق تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة وقدر كبير من الملح (رويترز)
TT

6 أطعمة تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية

النقانق تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة وقدر كبير من الملح (رويترز)
النقانق تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة وقدر كبير من الملح (رويترز)

يعد النظام الغذائي الصحي إحدى الطرق الرئيسية لتقليل مخاطر العرضة للإصابة بالنوبات القلبية.

ومن الجدير معرفة الأطعمة التي يجب أن تحاول تقليل تناولها للحفاظ على ضخ قلبك بكامل قوته، وفق ما ذكرته صحيفة «تليغراف» البريطانية.

رقائق البطاطس

يتناول أغلبنا رقائق البطاطس مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، ولكن لأنها تحتوي على نسبة عالية من الملح (نحو 0.3 غرام لكل عبوة 25 غراماً)، فقد تسهم في الإصابة بأمراض القلب. من المفترض ألا نتناول أكثر من 6 غرامات يومياً.

وتقول تريسي باركر، إخصائية التغذية ومسؤولة قسم التغذية في مؤسسة القلب البريطانية: «إن تناول الكثير من الملح يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم». يحدث هذا لأن الملح يجبر الجسم على الاحتفاظ بالمياه، مما يزيد من حجم الدم الذي يتم ضخه حول الجسم والضغط على جدران الأوعية الدموية.

بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم هذا إلى إتلاف جدران الشرايين، مما يسهل تراكم الرواسب الدهنية. وتوضح: «في النهاية، يؤدي تضييق الشرايين هذا إلى تقليل تدفق الدم إلى القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية».

كذلك الخبز واللحوم المصنعة والصلصات التي يتم شراؤها من المتاجر تحتوي على نسبة عالية من الملح، وتشرح باركر: «من المهم جداً التحقق من ملصقات الطعام عند التسوق لمساعدتك في اختيار المنتجات التي تحتوي على نسبة أقل من الملح».

اختر ملصقات الملح الخضراء حيثما أمكن، مما يعني أن هناك أقل من 0.3 غرام من الملح لكل 100 غرام.

وتقول باركر إن رقائق البطاطس تقدم قيمة غذائية قليلة، لذا «يجب اعتبارها وجبة خفيفة عرضية بدلاً من كونها جزءاً منتظماً من نظامك الغذائي».

وتنصح: «اختر رقائق البطاطس المصنوعة من زيوت أكثر صحة، مثل عباد الشمس أو بذور اللفت، وتحتوى علي نسبة أقل من الملح، والتزم بالأكياس الفردية بدلاً من تناول الطعام من الأكياس الكبيرة لتجنب الإفراط في الأكل».

وتضيف أن حفنة من المكسرات غير المملحة أو الفشار العادي يمكن أن تشكل وجبة خفيفة لذيذة أكثر صحة.

البسكويت والكعك

إن النظام الغذائي الذي يحتوي على الكثير من الأطعمة السكرية قد يؤدي إلى مشكلات في القلب.

توضح باركر: «تميل الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر إلى أن تكون أعلى في السعرات الحرارية أيضاً، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة».

يحتاج الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن إلى مزيد من الدم للتحرك في جميع أنحاء أجسامهم، مما يزيد من ضغط الدم، وهو سبب شائع للنوبات القلبية.

ومع ذلك، أظهرت الأبحاث أيضاً أن النظام الغذائي الغنيّ بالسكر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الخطر على صحة القلب، حتى في أولئك الذين يتمتعون بوزن صحي. ويُعتقد أن السبب قد يكون بسبب زيادة تحميل الكبد بالسكر، مما قد يؤدي إلى مرض الكبد الدهني ومرض السكري من النوع 2، وكلاهما يزيد من خطر الإصابة بمشكلات القلب.

لتقليل المخاطر، لا تأكل أكثر من 30 غراماً (سبع ملاعق صغيرة) يومياً من السكريات الحرة تلك المضافة إلى الطعام والشراب أو الموجودة في العسل والشراب وعصير الفاكهة، على عكس تلك الموجودة بشكل طبيعي في الفاكهة والخضراوات والحليب.

النقانق

تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة وقدر كبير من الملح -ولا يعد أيٌّ منهما مفيداً لصحة القلب. لكنها أيضاً من الأطعمة المصنعة (UPF)، والتي قد تشكل خطراً في حد ذاتها.

تشير الأبحاث إلى أن تناول الكثير من الأطعمة المصنعة (تلك التي تحتوي على مكونات لا تجدها في خزانة مطبخك، مثل المستحلبات والمواد الحافظة) قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، حتى بعد مراعاة محتواها العالي من الملح والسكر والدهون المشبعة.

وتشير باركر: «تؤكد الدراسة أهمية التركيز على الأطعمة الكاملة المصنعة بشكل بسيط، والتي تحتوي بشكل طبيعي على نسبة منخفضة من الملح والدهون والسكر، والتي نعلم أنها مفيدة لقلبنا».

وتضيف باركر أنه يمكن تضمين وجبة واحدة من النقانق أسبوعياً في نظام غذائي صحي. وتشير إلى أنه لا ينبغي شراء النقانق النباتية لمجرد أنها تبدو أكثر صحة، لأنها لا تزال معالجة ويمكن أن تحتوي على مستويات أعلى من الدهون المشبعة والملح. وبدلاً من ذلك، اختر اللحوم الخالية من الدهون مثل الدجاج أو الديك الرومي التي تحتوي على نسبة أقل من الدهون المشبعة والملح.

الحبوب البيضاء

من المفترض أن نتناول جميعاً ما بين خمس إلى سبع حصص من الكربوهيدرات يومياً، وهو ما يعادل نصف السعرات الحرارية التي نتناولها، وتعد الكربوهيدرات المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم.

ومع ذلك، فإن الكربوهيدرات المصنعة من الحبوب البيضاء والتي تدخل في الخبز والأرز والمعكرونة وحبوب الإفطار قد تضر بصحة القلب.

تشرح باركر: «عندما يتم تنقية الحبوب لصنع الأرز الأبيض أو الدقيق الأبيض للخبز والمعكرونة ومعظم الكعك والبسكويت والمعجنات المعبأة، يتم إزالة النخالة والبكتيريا منها». وهذا يزيل معظم العناصر الغذائية والألياف الموجودة فيها ويسرع هضمها، مما يعني أنها أقل إشباعاً، كما تقول.

وتلاحظ باركر: «لهذا السبب من المهم أن تحافظ على حبوبك (كاملة). فهي تحتوي على ألياف إضافية وفيتامينات ومعادن وبوليفينول ودهون صحية للقلب، مما يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية ومرض السكري من النوع 2».

ولتحسين صحة القلب، يُنصح باختيار الخبز والأزر والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة.

الحساء المعلب

علي الرغم من أنها تبدو كأنها وجبة صحية وخفيفة، فإن الحساء المعلب غالباً ما يكون غنياً بالملح والسكر. تحتوي علبة حساء كريمة الفطر على 2.8 غرام من الملح وحساء الطماطم يحتوي على 19.4 غرام من السكر.

قد يؤدي تناولها بشكل متكرر إلى مشكلات في القلب، إذا تسببت في تجاوزك للكميات الموصى بها من الملح والسكر.

تقول باركر: «إن التحقق من ملصقات الطعام مفيد، حتى بالنسبة للأطعمة التي يُنظر إليها على أنها صحية. الأطعمة المصنفة على أنها صحية قد تحتوي على مكونات مخفية لا تتوقعها -مستويات أعلى من السكر والملح والدهون غير الصحية أو المواد المضافة».

وتضيف: «يمكن أن يكون الحساء المعلب خياراً صحياً إذا اخترت الأنواع المناسبة -تلك التي تحتوي على نسبة منخفضة من الملح ولا تحتوي على سكر مضاف. اختر تلك التي تحتوي على كثير من الخضراوات والبروتين الخالي من الدهون والحبوب الكاملة المضافة لأنها ستوفر مزيداً من الفيتامينات والمعادن والألياف وستكون أكثر إشباعاً».

وتنصح بأن الحساء المصنوع في المنزل سيكون أكثر صحة لأنه يمكنك إضافة الخضراوات والبروتينات والحبوب الكاملة واستخدام الأعشاب والتوابل لتحسين المذاق دون إضافة الملح والسكر.

الآيس كريم

يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكر والملح، مما يجعله سيئاً بشكل خاص لصحة القلب.

تقول باركر: «إن الإفراط في تناوله يمكن أن يزيد من خطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسمنة ومرض السكري من النوع 2، وهي كلها عوامل خطر لأمراض القلب والدورة الدموية مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية».

تقول إنه يجب اعتبار الآيس كريم ترفيهاً وليس طعاماً يومياً. وتضيف: «من المهم إيجاد بدائل أكثر صحة يمكنها إشباع رغباتك في الحلويات مثل الفاكهة للحلاوة أو المكسرات غير المملحة للحصول على وجبة خفيفة مقرمشة».

وتقترح باركر أنه في المرة القادمة التي تشتهي فيها الآيس كريم، تناولْ جزءاً صغيراً، أو اختر بعض الزبادي المجمَّد مع التوت أو الموز.

وتُحذر من افتراض أن الآيس كريم المخصص للحمية أكثر صحة. على الرغم من انخفاض الدهون فيه، إلا أنه مليء بالسكر. وبالمثل، غالباً ما يكون الآيس كريم قليل الدسم أو الخالي من الدهون ولكنه مليء بالسكر المضاف للتعويض عن الدهون المنخفضة.