جهاز جديد لتقييم مخاطر السكتة الدماغية

الجهاز الجديد يقيس تدفق الدم إلى الدماغ بشكل غير جراحي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الجهاز الجديد يقيس تدفق الدم إلى الدماغ بشكل غير جراحي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

جهاز جديد لتقييم مخاطر السكتة الدماغية

الجهاز الجديد يقيس تدفق الدم إلى الدماغ بشكل غير جراحي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الجهاز الجديد يقيس تدفق الدم إلى الدماغ بشكل غير جراحي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

طوّر باحثون بجامعة جنوب كاليفورنيا الأميركية جهازاً جديداً، يعتمد على تقنية الليزر، يمكنه قياس تدفق الدم وحجمه في الدماغ بشكل غير جراحي؛ مما يساعد في تقييم مخاطر السكتة الدماغية.

وأوضح الباحثون أن هذا الجهاز يُعد أول وسيلة محمولة وميسورة التكلفة تتيح للأطباء التمييز بين حالات المرضى ذوي المخاطر العالية والمنخفضة للسكتة الدماغية، استناداً إلى ظروفهم الفسيولوجية، بحسب النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية «Biomedical Optics Express».

وتؤثر السكتة الدماغية على نحو 800 ألف شخص سنوياً في الولايات المتحدة، مما يجعلها السبب الرئيسي للإعاقة طويلة الأمد. وتحدث السكتة الدماغية نتيجة انسداد أو تمزق في أحد شرايين الدماغ؛ مما يؤدي إلى نقص تدفق الدم وحرمان خلايا الدماغ من الأكسجين.

وبفضل الجهاز الجديد، يمكن للأطباء لأول مرة استخدام قياسات فسيولوجية دقيقة لتحديد ما إذا كان خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المريض كبيراً أم ضئيلاً.

ويعمل الجهاز باستخدام إحدى تقنيات التحليل الطيفي، من خلال تسليط ضوء ليزر بالأشعة تحت الحمراء عبر الجمجمة إلى الدماغ، حيث تقوم بقياس تدفق الدم في الأوعية الدموية، كما تقيس كيفية تشتت الضوء لتحديد سرعة تدفق الدم.

وأجريت دراسة شملت 50 مشاركاً، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، وفقاً لمقياس خطر السكتة الدماغية. وخلال التجربة، طُلب من المشاركين حبس أنفاسهم، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ.

ويعتمد قياس المخاطر على مدى استجابة الأوعية الدموية عند قيام المشاركين في الدراسة بحبس أنفاسهم، حيث تزداد تدفقات الدم في الدماغ لمواجهة نقص الأكسجين.

ووجد الباحثون اختلافات ملحوظة بين المجموعتين في كيفية تحرك الدم خلال الأوعية.

كما وجدوا أدلة واضحة على اختلاف استجابة تدفق الدم وحجمه بين المرضى ذوي المخاطر العالية والمنخفضة للإصابة بالسكتة الدماغية، حيث يتميز المرضى الأكثر عرضة للسكتة بزيادة أكبر في تدفق الدم، ولكن بزيادة أقل في حجم الدم أثناء حبس النفس، مما يشير إلى تصلب الأوعية الدموية وارتفاع احتمال تعرضها للتمزق.

وذكر الباحثون أن الجهاز قد يُحدث ثورة في طرق تقييم مخاطر السكتة الدماغية، ويساعد الأطباء في تحديد إذا كان خطر الإصابة بالسكتة في حالة استقرار أو تدهور.

ويعمل الفريق حالياً على جمع مزيد من البيانات من المرضى، كما يخططون لإدماج تقنيات التعلم الآلي في عملية جمع البيانات، وإجراء تجارب سريرية تشمل تتبع المرضى على مدى أكثر من عامين.

ويأمل الباحثون في أن يتم استخدام هذا الجهاز على نطاق واسع، ليس فقط لتقييم مخاطر السكتة الدماغية، بل أيضاً للمساعدة في تحديد مكان حدوث السكتة داخل الدماغ.


مقالات ذات صلة

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

صحتك السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)

دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

كشفت دراسة دولية عن أن فئة من الأدوية المستخدمة لعلاج السمنة والسكري يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالفشل الكلوي وتوقف تدهور وظائف الكلى لدى مرضى الكلى المزمن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)
تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)
TT

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)
تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

أكد طبيب أميركي أن النظام الغذائي السيئ هو المحرك الرئيسي لـ«مرض الكبد الدهني»، وأن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة ورقائق البطاطس والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في تفاقم المشكلة خلال السنوات الأخيرة.

ويعد مرض الكبد الدهني أكثر أمراض الكبد شيوعاً على مستوى العالم. وقديما كان يفترض الكثير من العلماء أنه يرجع في الأساس إلى استهلاك الكحول.

إلا أن الدكتور بين غالاردت، المتخصص في الطب الوظيفي في مدينة فورت كولينز بولاية كولورادو، أكد لموقع «نيوزويك» أن العديد من مرضاه المصابين بمرض الكبد الدهني هم من القصر الذين لا يشربون الكحول على الإطلاق، الأمر الذي دفعه للبحث في النظام الغذائي والصحي لأولئك المرضى جنبا إلى جنب مع النظر في نتاج الدراسات السابقة لمعرفة السبب الرئيسي وراء هذا المرض.

وقامت إحدى هذه الدراسات بتحليل بيانات من أكثر من 4600 مراهق وشاب بالغ تتراوح أعمارهم بين 12 و29 عاماً، تم جمعها بين عامي 2007 و2016. وكشفت نتائجها أن حوالي 18.5 في المائة من هذه المجموعة مصابون بمرض الكبد الدهني وأن العامل المشترك بينهم هو وجود خلل بالتمثيل الغذائي لديهم نتيجة اتباع نظام غذائي غير صحي وارتفاع نسبة السكر في دمائهم.

وقال الدكتور غالاردت: «مرض الكبد الدهني هو مرض مرتبط بخلل في التمثيل الغذائي. وهذا يؤكد على فكرة أنه مرض قائم على سكر الدم».

ولفت إلى أن الأمر الذي زاد من انتشار هذا المرض في السنوات الأخيرة هو سهولة الوصول إلى الأطعمة غير الصحية عالية الدهون والسكر، وخاصة في المناطق ذات الدخل المنخفض.

وأوضح غالاردت، الذي يمارس الطب الوظيفي منذ 25 عاماً: «أصبح الأطفال وصغار السن يصابون بمرض الكبد الدهني بمعدل متزايد بسبب الخيارات الغذائية السيئة. وتؤدي المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة ورقائق البطاطس والأطعمة شديدة المعالجة إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم ثم انخفاضها لاحقاً. وهذا يدفع الجسم إلى تخزين الغلوكوز في الكبد وإطلاقه لاحقاً حسب الحاجة».

ويُعرف مرض الكبد الدهني بأنه مرض صامت مع أعراض قليلة أو معدومة، وقد يكون من الصعب اكتشافه.

وقال غالاردت: «الطريقة الصحيحة الوحيدة لتشخيص الإصابة بمرض الكبد الدهني هي الموجات فوق الصوتية».

وتقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية، بدءا من إزالة السموم من المواد الضارة واستقلاب العناصر الغذائية إلى إنتاج الصفراء للهضم.

وقد يؤدي مرض الكبد الدهني إلى خلل في هذه الوظائف وضعف إزالة السموم، الأمر الذي قد يتسبب بمشاكل صحية خطيرة وقد يهدد الحياة.

وأشار غالاردت إلى أن أول شيء يمكن للناس القيام به من أجل منع مرض الكبد الدهني هو الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم قدر الإمكان.

وأكد إمكانية تحقيق ذلك من خلال الحفاظ على نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والبقاء رطباً عن طريق شرب الكثير من الماء، وتقليل المشروبات السكرية والتأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم.