كيف تؤثر تقلبات البورصة على الصحة العقلية للمستثمرين؟

تقلبات سوق الأسهم لها تأثير كبير على صحة المستثمرين (رويترز)
تقلبات سوق الأسهم لها تأثير كبير على صحة المستثمرين (رويترز)
TT

كيف تؤثر تقلبات البورصة على الصحة العقلية للمستثمرين؟

تقلبات سوق الأسهم لها تأثير كبير على صحة المستثمرين (رويترز)
تقلبات سوق الأسهم لها تأثير كبير على صحة المستثمرين (رويترز)

أفادت دراسة صينية بأن تقلبات سوق الأسهم أو البورصة لها تأثيرات فورية على الصحة النفسية والبدنية، خصوصاً لدى كبار السن والذكور.

وأوضح الباحثون أن التقلبات في البورصة ارتبطت بزيادة معدلات زيارات غرف الطوارئ في المستشفيات لأسباب مرتبطة بالتوتر، بحسب النتائج التي نُشرت، الجمعة، في دورية «نيتشر مينتال هيلث».

وأدى انتشار التجارة الإلكترونية ومنصات التكنولوجيا المالية إلى جعل الاستثمار في سوق الأسهم أسهل وأكثر انتشاراً حول العالم، مما أدى إلى زيادة مشاركة الأفراد في البورصة، بما في ذلك الصين.

وبين عامي 2000 و2022، ارتفع عدد المستثمرين في سوق الأسهم في الصين من 29.3 مليون إلى 322.6 مليون. وقد يكون لتقلبات سوق الأسهم تأثير كبير على صحة المستثمرين النفسية والبدنية نتيجة للتغيرات المفاجئة في الثروة، وفق الباحثين.

وخلال الدراسة، راجع فريق من الباحثين من جامعات جينان وبكين و«سون يات سين» في الصين، العلاقة بين تقلبات سوق الأسهم وزيارات غرف الطوارئ المرتبطة بالتوتر.

وأجروا تحليلاً للبيانات التي جُمعت من أكبر المستشفيات في بكين على مدار 3 سنوات، خلا الفترة من 2009 إلى 2012. وتم تحليل هذه البيانات، التي كانت خاصة بزيارات غرف الطوارئ لأسباب محتملة مرتبطة بالتوتر، بالتزامن مع رصد اتجاهات سوق الأسهم في الصين خلال الفترة نفسها.

وأظهرت النتائج وجود اتجاه بزيادة زيارات غرف الطوارئ من قبل الأفراد الذين يعانون من مشكلات صحية نفسية مرتبطة بالتوتر خلال فترات تقلب سوق الأسهم.

ووجد الباحثون أن انخفاض نقطة مئوية واحدة في عوائد السوق اليومية (مؤشر نمو الشركات) يرتبط بزيادة حالات الأمراض القلبية الوعائية وحالات الاضطرابات النفسية في ذلك اليوم.

وإلى ذلك، ترتبط زيادة نقطة مئوية واحدة في عوائد السوق اليومية بزيادة حالات شرب الكحول في ذلك اليوم.

وبشكل عام، تشير نتائج الدراسة إلى أن صدمات سوق الأوراق المالية كانت لها تأثيرات فورية على أمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات الصحة العقلية في الفترة بين عامي 2009 و2012، حيث ارتبط التقلب في أسواق الأوراق المالية بزيادة عدد الزيارات إلى غرف الطوارئ بسبب هذه المشكلات الجسدية والعقلية المرتبطة بالتوتر.

وعلى النقيض من ذلك، فإن الأمراض التي لا ترتبط بالضغوط النفسية مثل العدوى والأمراض الطفيلية لا تتأثر بشكل كبير بتقلبات السوق.

وأشار الباحثون إلى أن هذه الدراسة تعد مقدمة لأبحاث أخرى يركز من خلالها الفريق على التكاليف الصحية المترتبة على تقلبات سوق الأوراق المالية.


مقالات ذات صلة

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

العالم العربي المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك مكملات فيتامين «د» تساعد على خفض ضغط الدم (رويترز)

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

أظهرت دراسة دولية أن تناول مكملات فيتامين «د» قد يساعد في خفض ضغط الدم لدى كبار السن المصابين بالسمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك المكسرات أطعمة غنية بالطاقة وبالعناصر الغذائية والمركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة (أرشيفية - رويترز)

دراسة: المكسرات تقلل من خطر الإصابة بالخرف

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 50 ألف مشارك في المملكة المتحدة أن الأشخاص الذين يتناولون حفنة من المكسرات كل يوم قد يخفضون من خطر الإصابة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك توصيات بممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على وزن صحي (رويترز)

السمنة تزيد وفيات مرضى القلب في أميركا بنسبة 180 %

أظهرت دراسة أميركية أن وفيات أمراض القلب المرتبطة بالسمنة في الولايات المتحدة زادت بنسبة 180 % بين عامي 1999 و2020.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك سيدة تخضع لفحص قياس ضغط الدم باستخدام جهاز القياس التقليدي (جمعية القلب الأميركية)

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

طوّر باحثون في اليابان أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنية تصوير الفيديو لفحص ضغط الدم ومرض السكري بسرعة ودون تلامس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)
مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)
TT

تجربة لاختبار مركب كيميائي في العنب الأحمر قد يقي من سرطان الأمعاء

مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)
مزارع يقطف محصول فاكهة العنب من إحدى المزارع في منطقة الباحة (واس)

في خطوة واعدة لعلاج السرطان، أطلق علماء بريطانيون هذا الأسبوع تجربة علمية تهدف إلى تقييم فاعلية «الريسفيراترول» - وهو مركب كيميائي موجود في العنب الأحمر، والتوت الأزرق، والفول السوداني - في الوقاية من سرطان الأمعاء. يأتي هذا المركب ضمن دراسات سابقة كشفت أنه قد يسهم في إبطاء نمو الأورام، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

ويختبر العلماء اليوم تأثير جرعة منخفضة منه على المرضى الذين يعانون من السليلات القولونية، وهي نموات صغيرة قد تتحول إلى أورام سرطانية إذا لم تُعالج.

البروفسورة كارين براون، الباحثة في مجال السرطان بجامعة ليستر، والمسؤولة عن هذه التجربة التي تُدعى «كولو - بريفنت»، أكدت أهمية التجربة، قائلةً: «قد تُحدث هذه التجربة تحولاً كبيراً في كيفية الوقاية من سرطان الأمعاء».

وتستند الدراسة إلى نتائج أبحاث دامت لأكثر من 10 سنوات في مختبر براون، أثبتت خلالها قدرة «الريسفيراترول» النقي على إبطاء نمو الأورام لدى الفئران، ووصوله إلى الأمعاء دون هضم.

التجربة التي تُعدّ من الأكبر عالمياً في مجال الوقاية من السرطان، تستهدف مجموعة من المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و73 عاماً، ممن اكتشفت لديهم السليلات القولونية خلال الفحوص الدورية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية.

وسيخضع المشاركون لعملية إزالة السليلات، ثم يتم تقسيمهم لتلقي العلاج إما بواسطة الأسبرين بمفرده أو مزيج من الأسبرين ودواء السكري «الميتفورمين» لمدة 3 سنوات. بالإضافة إلى ذلك، سيتلقى جزء من المشاركين «الريسفيراترول» النقي أو دواءً وهمياً لمدة سنة، وستتم مراقبة تطور حالتهم عبر تنظير القولون لتقييم عودة النمو.

ديفيد ترسلر، أحد المشاركين في التجربة، والذي فقد والده نتيجةً لسرطان الأمعاء، عبّر عن أمله في أن تسهم هذه التجربة في تطوير العلاجات للجيل المقبل، معلقاً: «أشارك لأجل والدي، ولأجل توفير علاجات أفضل للأجيال المقبلة».

من جانبها، أشارت براون إلى أن الوقاية من سرطان الأمعاء ممكنة عبر تغيير نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على وزن صحي، وتقليل تناول اللحوم الحمراء والكحول. وتأتي هذه التجربة لتكمل جهود فحص سرطان الأمعاء عبر توفير أدوات لمنع السرطان من الانتشار منذ البداية.

ويعد سرطان الأمعاء رابع أكثر السرطانات شيوعاً في المملكة المتحدة، وثاني أكثر أسباب الوفاة المرتبطة بالسرطان. بينما يعلق الدكتور إيان فولكس، المدير التنفيذي لمنظمة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، قائلاً: «نحن أمام عهد جديد من أبحاث الوقاية من السرطان، إذ تتيح هذه التجربة فرصة للعلم لتمهيد الطريق لحياة أطول خالية من الخوف من السرطان».