لماذا يسمح بعض الآباء لأبنائهم بـ«عدم احترامهم»؟

غالباً ما يشعر الآباء بالمسؤولية عن سلوك أطفالهم ورفاهيتهم حتى في مرحلة البلوغ (ياهو نيوز)
غالباً ما يشعر الآباء بالمسؤولية عن سلوك أطفالهم ورفاهيتهم حتى في مرحلة البلوغ (ياهو نيوز)
TT

لماذا يسمح بعض الآباء لأبنائهم بـ«عدم احترامهم»؟

غالباً ما يشعر الآباء بالمسؤولية عن سلوك أطفالهم ورفاهيتهم حتى في مرحلة البلوغ (ياهو نيوز)
غالباً ما يشعر الآباء بالمسؤولية عن سلوك أطفالهم ورفاهيتهم حتى في مرحلة البلوغ (ياهو نيوز)

يعترف العديد من الأطفال البالغين بأن عواطفهم تستحوذ عليهم عندما يتحدثون مع والديهم. وينتج عن ذلك قولهم والتصرف بطرق يمكن أن تكون غير مرضية للوالدين. لأن معظم الأطفال البالغين الذين يتصرفون بهذه الطريقة يعانون من داخل أنفسهم.

وعد جيفري بيرنشتاين، عالم النفس ومؤلف لسبعة كتب، منهم «10 أيام لطفل أقل تحدياً» لموقع «سيكولوجي توداي» أن الأمر يتطلب شجاعة لمعالجة الموقف المعقد والمؤلم في كثير من الأحيان المتمثل في السماح لطفل بالغ بعدم احترام أبويه. وقد يسمح الآباء بمثل هذا السلوك لأسباب مختلفة، عادة ما تكون متجذرةً في ديناميكيات عاطفية ونفسية عميقة.

غالباً ما يصف آباء الأطفال البالغين واحداً أو أكثر من 3 أسباب رئيسية التي تجعلهم يجدون أنفسهم يسمحون باستمرار عدم احترام طفلهم البالغ.

الخوف من فقدان العلاقة

أحد أهم الأسباب التي تجعل الآباء يتسامحون مع عدم احترام أطفالهم البالغين هو الخوف من فقدان العلاقة تماماً. وقد يشعر الآباء بالقلق من أن التصدي لعدم الاحترام سيؤدي إلى القطيعة أو العزلة. وينطبق هذا بشكل خاص إذا أظهر الطفل البالغ ميولاً نحو قطع الاتصال مع أهله. وعدَّ بيرنشتاين أن احتمال عدم وجود طفل في حياتهم يمكن أن يدفع الآباء إلى التسامح مع السلوك الذي لن يقبلوه لولا ذلك. وقد يتجاهل الآباء المواقف الرافضة أو العداء الصريح للحفاظ على العلاقة.

الذنب والمسؤولية

غالباً ما يشعر الآباء بالمسؤولية عن سلوك أطفالهم ورفاهيتهم، حتى في مرحلة البلوغ. يمكن أن يتفاقم هذا الشعور بالمسؤولية بسبب الشعور بالذنب تجاه قرارات الأبوة الماضية أو الظروف التي ربما ساهمت في سلوك الطفل الحالي. وقد يلوم الآباء أنفسهم على عدم احترام أطفالهم، معتقدين أن ذلك نابع من عيوبهم أو أخطائهم.

ونتيجة لذلك، قد يتسامح الآباء مع عدم الاحترام كشكل من أشكال التكفير عن الذنب. وقد يخشون أيضاً أن يؤدي فرض الحدود والمطالبة بالاحترام إلى تفاقم مشكلات أطفالهم أو حالتهم العاطفية. يمكن لهذه الديناميكية أن تدفع الآباء إلى استيعاب عدم الاحترام بشكل مستمر، على أمل أن يساعد ذلك أطفالهم على الشفاء أو التغلب على أي مشكلات أساسية تدفع سلوكهم.

الاعتماد على الذات

يمكن أن يكون التمكين أو الاعتماد المشترك من العوامل المهمة في سبب سماح الآباء بعدم احترام أطفالهم البالغين. يمكن أن ينبع هذا من الرغبة في تقديم المساعدة أو تجنب الصراع. ومع مرور الوقت، يمكن أن تصبح هذه الأنماط متأصلةً بعمق، مما يجعل من الصعب على الآباء تغيير الديناميكية.

كما أن تقدير الذات والاستقرار العاطفي لدى الوالدين يمكن أن يعتمد بشكل كبير على احتياجات طفلهما وموافقته. في مثل هذه العلاقات، قد يتسامح الآباء مع عدم الاحترام أثناء سعيهم للحصول على المصادقة أو الموافقة من طفلهم. وقد يعطون الأولوية لاحتياجات أطفالهم وعواطفهم على احتياجاتهم ومشاعرهم، مما يؤدي إلى ديناميكية يضحون فيها بكرامتهم ورفاهيتهم.

توصيات ونصائح للآباء

تعيين حدود واضحة: يشير الخبير النفسي إلى ضرورة وضع حدود فيما يتعلق بالسلوك المقبول والسلوك غير المقبول، وضرورة تطبيق هذه الحدود باستمرار لضمان الحفاظ على الاحترام.

طلب المساعدة من المتخصصين: يمكن أن يوفر التدريب أو الاستشارة واستراتيجيات قيمة لإدارة العلاقة مع طفلك البالغ. يمكن أن يساعد في التغلب على التعقيدات العاطفية وتطوير آليات التكيف الصحية.

تشجيع التواصل المفتوح: ضرورة تعزيز بيئة يتم فيها تشجيع التواصل المفتوح والصادق. وأن يتم التعامل مع المشكلات بشكل مباشر وهادئ، والاستماع إلى وجهة نظر أبنائك.

انضم إلى مجموعات الدعم: التواصل مع الآباء الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة يمكن أن يوفر الدعم العاطفي والمشورة العملية. توفر مجموعات الدعم إحساساً بالمجتمع والتفاهم، مما يقلل من مشاعر العزلة.

إعادة التقييم: قم بإعادة تقييم العلاقة باستمرار وكن على استعداد لإجراء التعديلات حسب الحاجة. العلاقات ديناميكية، وما ينجح في مرحلة ما قد يحتاج إلى تعديل مع تغير الظروف.

تمكين طفلك البالغ: شجع طفلك على تحمل مسؤولية أفعاله وسلوكه. إن تمكينهم من تطوير حلولهم الخاصة ومواجهة عواقب أفعالهم يمكن أن يعزز النضج والاحترام المتبادل.


مقالات ذات صلة

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

صحتك الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـ40 في المائة من العلاج التقليدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لا مانع من بعض العزلة للأطفال والحديث معهم عندما يكونون مستعدين لذلك (أرشيفية - وسائل إعلام أميركية)

طفلي لا يريد التحدث معي... ماذا أفعل؟

تنصح طبيبة نفسية بإعطاء الأطفال مساحتهم الخاصة عندما لا يريدون التحدث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفريق أجرى جراحة كهربائية لعلاج انسداد القنوات الصفراوية بواسطة روبوتات مصغرة (المركز الألماني لأبحاث السرطان)

روبوتات بحجم المليمتر تنفذ عمليات جراحية دقيقة

حقّق باحثون في المركز الألماني لأبحاث السرطان إنجازاً جديداً في مجال الجراحة بالمنظار، حيث طوّروا روبوتات مصغرة بحجم المليمتر قادرة على تنفيذ جراحات دقيقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

تجدد النقاش الطبي في جامعة «بريستول» حول إمكانية حماية الأطفال الخدج (المبتسرين) من المضاعفات الخطيرة للولادة المبكرة، أهمها على الإطلاق الشلل الدماغي (CP)

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 معلومات عن كيفية التعامل مع «ثبات منحنى» فقدان الوزن

6 معلومات عن كيفية التعامل مع «ثبات منحنى» فقدان الوزن

ها قد بذلتَ جهداً جادّاً وكبيراً في بدء ممارسة الرياضة بصورة يومية، ووضعتَ برنامجاً صارماً لكمية طعامك اليومي ومحتواه بصورة منخفضة جداً في السعرات الحرارية

د. عبير مبارك (الرياض)

حظر مبيعات التبغ قد يمنع 1.2 مليون وفاة بين الشباب

التدخين يُعد السبب الرئيسي للوفيات القابلة للتجنب عالمياً (رويترز)
التدخين يُعد السبب الرئيسي للوفيات القابلة للتجنب عالمياً (رويترز)
TT

حظر مبيعات التبغ قد يمنع 1.2 مليون وفاة بين الشباب

التدخين يُعد السبب الرئيسي للوفيات القابلة للتجنب عالمياً (رويترز)
التدخين يُعد السبب الرئيسي للوفيات القابلة للتجنب عالمياً (رويترز)

أفادت دراسة دولية بأن حظر مبيعات التبغ للأشخاص المولودين بين عامي 2006 و2010 قد يقي من 1.2 مليون وفاة بسبب سرطان الرئة على مستوى العالم بحلول عام 2095.

وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تعدّ الأولى من نوعها التي تُحلل آثار حظر بيع منتجات التبغ على وفيات سرطان الرئة في 185 دولة، ونشرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Lancet Public Health).

وتشير الإحصائيات إلى أن التدخين يُعد السبب الرئيسي للوفيات القابلة للتجنب على مستوى العالم، حيث يساهم في أكثر من ثلثي وفيات سرطان الرئة، أي ما يعادل نحو 1.8 مليون وفاة سنوياً.

وأجرى الباحثون في جامعة سانتياغو دي كومبوستيلا بإسبانيا، والوكالة الدولية لأبحاث السرطان، بالتعاون مع جهات عالمية، دراسة للتنبؤ بمعدلات وفيات سرطان الرئة المستقبلية، استناداً إلى بيانات تاريخية من 82 دولة مسجلة في قاعدة بيانات الوفيات التابعة لـ«منظمة الصحة العالمية».

وتم تطبيق هذه المعدلات المقدرة على بيانات إحصائيات السرطان العالمية للتنبؤ بمعدلات سرطان الرئة للأشخاص المولودين بين عامي 2006 و2010 في 185 دولة.

وتشير النتائج إلى أن حظر التدخين على الأشخاص المولودين بين عامي 2006 و2010 قد يمنع 1.2 مليون حالة وفاة بسرطان الرئة في 185 دولة، وهو ما يعادل 40.2 في المائة من إجمالي وفيات سرطان الرئة المتوقعة في هذه الفئة العمرية بحلول عام 2095.

وتُظهر نتائج أن تربية جيل خالٍ من التبغ يمكن أن تمنع ما يقرب من نصف (45.8 في المائة) وفيات سرطان الرئة المتوقعة لدى الرجال ونحو ثلث (30.9 في المائة) وفيات النساء في هذه الفئة العمرية.

ولفتت الدراسة إلى أن نحو ثلثي (65.1 في المائة) الوفيات التي يمكن تفاديها سيكون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، فيما يُتوقع أن يتم تجنب نحو 61.1 في المائة من جميع وفيات سرطان الرئة في البلدان ذات الدخل المرتفع.

وشدد الباحثون على أهمية التصدي للتدخين، خصوصاً في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تزداد نسبة الشباب، مشيرة إلى أن الجهود المبذولة لخلق جيل خالٍ من التبغ يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات إيجابية ملحوظة على الصحة العامة وتقلل من مخاطر السرطان، أبرزها إنقاذ عدد هائل من الأرواح، وتقليل الضغط على أنظمة الصحة في علاج ورعاية المرضى بشكل كبير.

ولا توجد حالياً قوانين في أي دولة تجعل بيع التبغ للشباب غير قانوني. وتم مؤخراً إلغاء تشريع في نيوزيلندا يحظر بيع منتجات التبغ لأي شخص ولد في عام 2009 أو بعده.