ما فوائد عصير الشمندر للنساء؟

يحتوي عصير الشمندر على مستويات عالية من النترات المفيدة للأوعية الدموية (آي ستوك فوتو - جامعة ولاية بنسلفانيا)
يحتوي عصير الشمندر على مستويات عالية من النترات المفيدة للأوعية الدموية (آي ستوك فوتو - جامعة ولاية بنسلفانيا)
TT

ما فوائد عصير الشمندر للنساء؟

يحتوي عصير الشمندر على مستويات عالية من النترات المفيدة للأوعية الدموية (آي ستوك فوتو - جامعة ولاية بنسلفانيا)
يحتوي عصير الشمندر على مستويات عالية من النترات المفيدة للأوعية الدموية (آي ستوك فوتو - جامعة ولاية بنسلفانيا)

بعد مرور النساء بمرحلة انقطاع الطمث، يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب لديهن بشكل كبير. لهذا درس باحثون ما إذا كان عصير الشمندر يمكن أن يحسّن كيفية عمل الأوعية الدموية ودعم صحة القلب بين النساء بعد انقطاع الطمث.

وأظهرت نتائج الدراسة المنشورة، الاثنين، في مجلة «فرونتيرز إن نيوتريشين Frontiers in Nutrition» أن الاستهلاك اليومي لعصير الشمندر من قِبل النساء بعد انقطاع الطمث قد يحسّن وظيفة الأوعية الدموية بما يكفي لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب لديهن في المستقبل.

ويحتوي عصير الشمندر على مستويات عالية من النترات، يحوّلها الجسم إلى أكسيد النيتريك الذي يساعد على توسيع الأوعية الدموية؛ مما يسهل تدفق الدم عبر الدورة الدموية. ومن المعروف أن قدرة أكسيد النيتريك على توسيع الأوعية الدموية تكون مفيدة بشكل خاص خلال فترات محدودية تدفق الدم وتوصيل الأكسجين، كما هو الحال أثناء الأزمة القلبية، وفقاً للباحثين.

وقاد ديفيد بروكتور، أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية، وجوسلين ديلجادو سبيكوزا، المتخصصة في علم وظائف الأعضاء التكاملي والطبي الحيوي، في مايو (أيار) الماضي، فريقاً متعدد التخصصات من الباحثين الذين اختبروا مدى تأثير عصير الشمندر الغني بالنترات على صحة الأوعية الدموية لدى 24 امرأة في الخمسينات والستينات من العمر بعد انقطاع الطمث.

وهو ما علقت عليه ديلجادو سبيكوزا، الباحثة الأولى للدراسة، في بيان صحافي نشر على موقع الجامعة قائلة: «بعد انقطاع الطمث، تتوقف النساء عن إنتاج هرمون الإستروجين الذى يساعد في الحفاظ على معدلات أكسيد النيتريك بالجسم».

وأضافت: «يسهم التراجع في مستويات إنتاج أكسيد النيتريك في الزيادة الكبيرة من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء بعد انقطاع الطمث. لذا قمنا بدراسة الأطعمة الغنية بالنترات - وخاصة البنجر - كوسيلة طبيعية وغير دوائية لحماية القلب والأوعية الدموية».

وتضاف النترات لبعض المنتجات الغذائية الحيوانية، مثل اللحوم المصنعة. إلا أن المضافات الغذائية والمواد الحافظة مثل النترات تحتاج إلى التنظيم بشكل صارم لقدرتها على التسبب في الإصابة بالسرطان، وفقاً لديلجادو سبيكوزا.

في المقابل، فإن النباتات مثل البنجر والسبانخ والخس تتراكم فيها النترات القادمة من التربة بشكل طبيعي، ويستطيع جسم الإنسان تحويلها إلى أكسيد النيتريك، وهو ما لا يستطيع فعله مع النترات المضافة إلى اللحوم.

وفي هذه الدراسة، تم اختبار وظائف الأوعية الدموية للمشاركين في مركز الأبحاث السريرية في جامعة ولاية بنسلفانيا، ثم تناولوا زجاجتين من عصير الشمندر سعة 2.3 أونصة (تكافئ الأونصة قرابة 30 جراماً) كجرعة أولية، تليها زجاجة واحدة كل صباح لمدة أسبوع.

استهلك جميع المشاركين في التجارب عصير الشمندر المركّز، حيث توفر كل حصة كمية من النترات تعادل ثلاث حبات بنجر كبيرة. وبعد بضعة أسابيع، شرب المشاركون عصير الشمندر مع إزالة النترات.

وبعد يوم واحد من آخر جرعة، عاد المشاركون لاختبار وظائف الأوعية الدموية لديهم. وقارن الباحثون مدى اتساع الأوعية الدموية لدى كل امرأة عندما تناولت عصير الشمندر الغني بالنترات أو لم تتناوله.

وأظهرت النتائج أن استهلاك عصير الشمندر الغني بالنترات كل يوم أدى إلى تحسن مستوى تدفق الدم مقارنة بشرب المشاركين عصير الشمندر الخالي من النترات.

وقال الباحثون إن هذا المستوى من تحسن وظيفة الأوعية الدموية - إذا أمكن الحفاظ عليه خلال سنوات ما بعد انقطاع الطمث - يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب.

وهو ما علق عليه بروكتور: «قد تحتاج النساء إلى تناول عصير الشمندر يومياً - أو على الأقل في كثير من الأحيان - لتجربة جميع الفوائد المحتملة للقلب والأوعية الدموية».

وأضاف: «ومع ذلك، يُظهر هذا البحث أن عصير الشمندر يمكن أن يكون مفيداً جداً في حماية صحة الأوعية الدموية لدى النساء في منتصف العمر خلال فترة تسارع خطر الإصابة بأمراض القلب».

وقالت ديلجادو سبيكوزا: «يوصي بعض الأطباء بالفعل بعصير الشمندر للرجال والنساء الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم».


مقالات ذات صلة

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أنتجت خلايا الغضروف البشرية المعالجة مزيداً من الكولاجين الثاني (نورث وسترن)

تقنية واعدة لتجديد الغضاريف في 3 أيام

نجحت استراتيجية علاجية جديدة وضعها باحثون من جامعة نورث وسترن الأميركية في تنشيط الجينات اللازمة لتجديد الغضاريف التالفة في 3 أيام فقط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الدكتور وونغ - كي كيم الباحث الرئيسي في الدراسة (جامعة تولين)

دواء جديد يقضي على الإيدز في خلايا الدماغ

توصلت دراسة أميركية إلى أن دواء تجريبياً قد يساعد في التخلص من فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» (HIV) من الخلايا المصابة في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان
TT

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل، وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان، حسبما أفادت به صحيفة «الغارديان».

وكشف العلماء في مستشفى «جاي وسانت توماس» وكلية «كينغز» في لندن، عن أن هذه البكتيريا تلعب دوراً حاسماً في تحسين نتائج المرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق.

وفقاً للدراسة، الأشخاص الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق ويحتوي سرطانهم على بكتيريا «الفوسوباكتيريوم»، لديهم نتائج أفضل بشكل ملحوظ.

وأوضح الدكتور ميغيل ريس فيريرا، المؤلف الرئيسي للدراسة والمستشار في سرطان الرأس والعنق، «أن وجود هذه البكتيريا داخل السرطان يمكن أن يساهم في تدمير الخلايا السرطانية».

وأشار فيريرا إلى أن الفريق كان مفاجأً بشدة لاكتشاف أن «الفوسوباكتيريوم»، الذي يوجد عادة في الفم، يمتلك القدرة على قتل بعض أنواع السرطان في مزرعة الخلايا.

وأضاف: «نكتشف حالياً الآليات البيولوجية الدقيقة وراء هذا الارتباط، ونتطلع إلى نشر ورقة بحثية جديدة قريباً».

تفاصيل الدراسة وأهميتها

قام العلماء بنمذجة لتحديد البكتيريا المثيرة للاهتمام لمزيد من التحقيق، ثم درسوا تأثير البكتيريا على الخلايا السرطانية في المختبر. كما قاموا بتحليل بيانات 155 مريضاً بسرطان الرأس والعنق من قاعدة بيانات أطلس جينوم السرطان، ووجدوا أن هناك تقليلاً بنسبة 70 في المائة إلى 99 في المائة في عدد الخلايا السرطانية القابلة للحياة بعد الإصابة ببكتيريا «الفوسوباكتيريوم».

تأثيرات إيجابية غير متوقعة

في بداية الدراسة، توقع الأكاديميون نتائج مختلفة؛ نظراً لربط «الفوسوباكتيريوم» سابقاً بتقدم سرطان الأمعاء، ولكنهم وجدوا أن وجود هذه البكتيريا في سرطانات الرأس والعنق كان مرتبطاً بتقليص بنسبة 65 في المائة من خطر الوفاة.

وقال فيريرا: «كان اكتشافاً مذهلاً عندما وجدنا أن هذه البكتيريا تقتل السرطان بسرعة كبيرة في غضون بضعة أيام».

آفاق جديدة للعلاج

يأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى توجيه العلاج وتحسينه للمرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق، وأعرب الخبراء عن أملهم في أن يساهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات جديدة وفعالة لسرطان الرأس والعنق، خصوصاً مع التقدم العلاجي المحدود في هذا المجال خلال السنوات الـ20 الماضية.

ويعد هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو فهم أفضل لعلاقة البكتيريا بالسرطان وتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة، مما يفتح آفاقاً جديدة في مكافحة هذا المرض الخطير وتحسين فرص البقاء للمرضى.