الارتجاع الحمضي المزمن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء؟!

الارتجاع الحمضي المزمن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء؟!
TT

الارتجاع الحمضي المزمن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء؟!

الارتجاع الحمضي المزمن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء؟!

يعد سرطان المريء تحديًا صحيًا هائلاً، وغالبًا ما يمثل مخاطر وتعقيدات كبيرة للمصابين. ولا يزال المرض سببًا رئيسيًا للوفيات وعبئا للمرضى بجميع أنحاء العالم.

وعلى الصعيد العالمي، كان هناك ما يقرب من 604000 حالة جديدة و544000 حالة وفاة بسبب سرطان المريء عام 2020. ومن المتوقع أن ترتفع إلى 957000 حالة و880000 حالة وفاة سنويًا بحلول عام 2040.

من أجل ذلك يحذر الدكتور جاسكاران سينغ سيثي كبير المستشارين رئيس خدمات الجهاز الهضمي وHPB وخدمات علاج الأورام بالإشعاع لدى الأطفال بمعهد راجيف غاندي للسرطان ومركز الأبحاث (RGCIRC) من مشاكل الارتجاع الحمضي.

ويقول الدكتور سيثي ان أجسامنا عبارة عن أنظمة معقدة، يعمل كل جزء منها معًا للحفاظ على صحتنا. وان أحد العناصر الأساسية هي القناة الهضمية؛ التي تساعد في عملية الهضم.

والمريء هو عضو حيوي غالبا ما يتم تجاهله حتى تظهر المشاكل. وهو عضو أنبوبي مسؤول عن وصول الطعام والسوائل إلى المعدة. وعلى الرغم من صغر حجمه وبنيته المرنة، إلا أنه يلعب دورًا حاسمًا في عملية الهضم.

العلاقة بين الارتجاع الحمضي وسرطان المريء:

مثل أي جزء من الجسم، يكون المريء عرضة للأمراض والاضطرابات التي يمكن أن تعطل وظيفته وتشكل مخاطر صحية كبيرة. وإحدى هذه الحالات التي اكتسبت الاهتمام في السنوات الأخيرة هي مرض الجزر المعدي المريئي (GERD).

وحسب سيثي «يحدث ارتجاع المريء عندما يتدفق حمض المعدة مرة أخرى إلى المريء، ما يسبب تهيجًا والتهابًا (ظاهرة تعرف عادة باسم ارتجاع الحمض). وفي حين أن ارتجاع الحمض العرضي غالبًا ما يكون غير ضار، إلّا ان التعرض المستمر أو المزمن للحمض يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات، بما في ذلك حالة تعرف باسم مريء باريت». وذلك وفق ما نقل موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ويشرح الدكتور سيثي العلاقة بين الارتجاع الحمضي وسرطان المريء، قائلا «ان مريء باريت هو حالة ما قبل السرطان تتميز بتغيرات في الخلايا المبطنة للمريء. ومع مرور الوقت، يمكن لهذه التغييرات أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء؛ وهو مرض قد يهدد الحياة». واضاف «من الناحية النسيجية، يمكن أن يكون سرطان المريء في الغالب سرطان الخلايا الحرشفية أو سرطانًا غديًا».

عوامل خطر سرطان المريء:

ويبين سيثي «في الهند، كان سرطان الخلايا الحرشفية تاريخيًا هو النوع الأكثر انتشارًا من سرطان المريء. ومع ذلك، تشير الاتجاهات العالمية، بما في ذلك تلك الموجودة في الهند، إلى ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان الغدي، وهو تحول غالبًا ما يُعزى إلى عوامل مثل السمنة. والارتجاع المعدي المريئي (GERD). وفي حين أن التدخين واستهلاك الكحول من عوامل الخطر المؤكدة لسرطان الخلايا الحرشفية، فإن السمنة ومريء باريت يرتبطان بشكل وثيق بسرطان غدي».

الأعراض المحتملة لسرطان المريء:

يجب على الأفراد الذين يعانون من أعراض سرطان المريء طلب المشورة الطبية على الفور، وأهم هذه الأعراض:

- الحموضة المستمرة

- سوء الهضم

- تكوين الغاز المفرط

- صعوبة وألم أثناء البلع

ويمكن أن تساعد الإجراءات التشخيصية، مثل التنظير الهضمي العلوي، في تحديد أي تشوهات في المريء وبدء التدخلات في الوقت المناسب لتقليل خطر الإصابة بالسرطان.

إدارة الأعراض والوقاية:

تلعب تعديلات نمط الحياة، بما في ذلك التغييرات الغذائية وإدارة الوزن، دورًا محوريًا بإدارة ارتجاع المريء وتقليل خطر حدوث مضاعفات. كما ان تجنب الأطعمة التي تحتوي على بهارات مفرطة، والأطعمة شديدة الحموضة والمدخنة، واتباع عادات غذائية صحية يمكن أن يخفف من الأعراض ويعزز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.

وبالإضافة إلى تغييرات نمط الحياة، تتضمن بروتوكولات علاج سرطان المريء عادةً مزيجًا من العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والجراحة؛ وهي مصممة خصيصًا لنوع ومرحلة المرض المحددة. كما يوفر التشخيص المبكر واستراتيجيات العلاج الشاملة أفضل فرصة لتحقيق نتائج إيجابية وتحسين نوعية الحياة للأفراد المصابين بسرطان المريء.


مقالات ذات صلة

صحتك ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ يمر أحد الركاب أمام لافتة تحذر من مرض «جدري القرود» في مطار سوكارنو هاتا الدولي بتانجيرانغ في 26 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسف» تطرح مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة»

طرحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة» للدول المتضررة من الأزمات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
TT

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

إذا كنت تعاني من التهاب في الحلق والزكام، فهل يعني هذا أنه يجب عليك إجراء اختبار «كوفيد-19»؟ على مر السنوات الماضية، تحول «كوفيد-19» من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً.

وعلى الرغم من أن «كوفيد-19» لا يزال «مميتاً» ويتسبب في أعراض طويلة الأمد لبعض الأشخاص، فإن معظم الناس يتعافون منه دون مضاعفات. وفي هذه المرحلة، ينظر الكثيرون إلى الفيروس على أنه مشابه للإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

ونظراً لهذا التحول في التفكير، فمن المفهوم أن نتساءل عما إذا كان يجب علينا إجراء مسحة فيروس «كورونا» في كل مرة نشعر فيها بالمرض، أو أنه بإمكاننا افتراض إصابتنا بـ«كوفيد-19» دون إجراء الاختبار والمضي قدماً في حياتنا، وما الذي يوصي به أطباء الأمراض المعدية؟

أعراض كوفيد التي يجب التنبّه لها

قبل أن نتعمق في التوصيات المتعلقة بالاختبار، من المهم أن نكون على دراية بالأعراض التي يجب الانتباه لها في البداية. ويقول ويليام شافنر، اختصاصي الأمراض المعدية والأستاذ في كلية الطب بجامعة فاندربيلت الأميركية، لمجلة «هيلث»: «إنها حقاً أعراض تشبه نزلات البرد... لكن معظم نزلات البرد لا تسبب لك حمى، أما كوفيد فيسبب الحمى».

بدوره، يقول توماس روسو، أستاذ ورئيس قسم الأمراض المعدية بجامعة بافالو في نيويورك: «مع السلالات المنتشرة الحالية، فإن التهاب الحلق شائع جداً، إلى جانب احتقان الجيوب الأنفية، كما سيصاب بعض الأشخاص بالسعال».

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية، تشمل أعراض كوفيد الشائعة الأخرى ما يلي: فقدان حاسة التذوق أو الشم، الإرهاق وآلام العضلات أو الجسم، الصداع، الغثيان أو القيء، الإسهال، وقد يعاني الأشخاص الذين يصابون بحالات أكثر شدة من أعراض مثل صعوبة التنفس أو الألم المستمر أو الارتباك أو صعوبة البقاء مستيقظاً.

هل لا يزال الاختبار أمراً يوصى به؟

أصبح موقف مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشأن الاختبار أكثر ليونة مما كان عليه في السابق، وفقاً لموقع «هيلث». وفي حين حثت الهيئة ذات يوم بإلزامية إجراء الاختبار، فإنها توصي الآن بإجراء الاختبار «للمساعدة في معرفة ما إذا كنت مصاباً بكوفيد أم لا حتى تتمكن من تحديد ما يجب عليك فعله بعد ذلك، مثل الحصول على العلاج لتقليل خطر الإصابة بنسخة أشد من الفيروس» دون إشارة لإلزامية إجراء الاختبار.

وكان الأطباء الذين تحدث إليهم موقع «هيلث» منقسمين حول هذا الموضوع. فبينما يذهب شافنر لعدم إلزامية إجراء الاختبار، يوصي روسو عموماً بأن يختبر الناس أنفسهم «لمعرفة ما يتعاملون معه»، ويقول: «لا يزال كوفيد أكثر فتكاً من الإنفلونزا».

من يجب أن يخضع لاختبار كوفيد؟

يرى شافنر أن بعض الأشخاص، على وجه الخصوص، يجب أن يخضعوا للاختبار إذا ظهرت عليهم أعراض كوفيد، ​​ويشمل ذلك الأشخاص المعرضين للخطر مثل كبار السن، وأولئك الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، والأشخاص الذين يعانون من حالات مثل الربو والسكري والسمنة والحمل.

ويوصي الأشخاص الذين يتعاملون مع الأفراد المعرضين للخطر، مثل أولئك الذين يعملون أو يعيشون مع كبار السن أو الأشخاص الذين لديهم أحباء مصابون بالسرطان، بأن يختبروا أنفسهم أيضاً إذا ظهرت عليهم أعراض.