دراسة: بروتين قد يساعد في كشف لغز مرض ألزهايمر!؟

دراسة: بروتين قد يساعد في كشف لغز مرض ألزهايمر!؟
TT

دراسة: بروتين قد يساعد في كشف لغز مرض ألزهايمر!؟

دراسة: بروتين قد يساعد في كشف لغز مرض ألزهايمر!؟

هناك الكثير من الأجزاء البيولوجية المترابطة والمتحركة بأدمغتنا، ما يجعل دراسة أمراض الدماغ صعبة بشكل خاص. من أجل ذلك سلط بحث جديد الضوء على عملية الدماغ الرئيسية التي يحتمل أن تكون مرتبطة بمرض ألزهايمر.

ويركز البحث الجديد على بروتين Contactin-4 (CNTN4) (الذي يُعتقد أنه يلعب دورًا في تكوين الشبكة العصبية وعلاقته ببروتين سلائف الأميلويد (APP)؛ وهو البروتين المسؤول عن إنتاج ببتيدات أميلويد بيتا، التي تجمع في كتل تسمى لويحات بأدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر.

وفي الاختبارات التي أجريت على الفئران، رأى الفريق الدولي من الباحثين الذين أجروا الدراسة الجديدة أن تفاعل CNTN4 وAPP كان حيويًا لعملية الاستطالة العصبية؛ التي تعتمد عليها الخلايا العصبية لتنمو بشكل صحيح وتتواصل معًا.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قالت عالمة الأعصاب روزماري بامفورد بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة «كان من الرائع اكتشاف أن الجين CNTN4، وهو الجين المرتبط بعمليات النمو، يلعب أيضًا دورًا في تعديل العوامل المرتبطة بمرض ألزهايمر؛ فلقد ثبت سابقًا أن CNTN4 مرتبط بمرض التوحد، الأمر الذي لفت انتباه الباحثين في البداية. لقد أرادوا أن ينظروا عن كثب إلى وظائف البروتين في الدماغ، وارتباطاته المحتملة بالأمراض التنكسية العصبية؛ فعندما تم تعطيل الجين الذي ينتج CNTN4 في القشرة الحركية لأدمغة الفئران (القشرة الحركية هي مركز رئيسي للتخطيط والتحريض على الحركات التطوعية) لاحظ الباحثون أن الخلايا العصبية في تلك المنطقة لم تتطور بشكل طبيعي بسبب تعطل الاستطالة العصبية. وعلاوة على ذلك، يبدو أن CNTN4 يعمل مع APP للتحكم في الاستطالة العصبية». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «Royal Society Open Biology» العلمية.

وفي هذا الاطار، أظهر المزيد من البحث باستخدام الخلايا البشرية المزروعة في المختبر علاقة معقدة؛ حيث أدى تعطيل إنتاج CNTN4 إلى خفض مستويات APP، ولكن ليس تمامًا إلى الصفر. والتفكير هو أنها قد تعوض بعضها البعض إلى حد ما.

وتضيف بامفورد «ان هذا التقاطع بين المسارات التنموية والتنكسية العصبية يقدم رؤى جديدة ومثيرة حول الآثار الأوسع لهذه البروتينات». مبينة انه «في كل مرة يتمكن فيها العلماء من فهم عملية بيولوجية أخرى مرتبطة بمرض ألزهايمر، فإن ذلك يقدم طريقة أخرى قد نتمكن في النهاية من علاجه أو الوقاية منه؛ إنه يشبه إلى حد ما محاولة تجميع لغز ضخم حول كيفية عمل مرض ألزهايمر. إذ يعد الاتصال بين CNTN4 وAPP جزءًا آخر من هذا اللغز». مؤكدة «حتى لو كانت الصورة الأكبر لا تزال غير واضحة تمامًا؛ إلّا انه في البحث المستقبلي يريد الفريق الذي يقف وراء الدراسة التعمق في علاقة CNTN4-APP لمعرفة كيف تتفاعل جزيئاتها مع بعضها البعض بالضبط. وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على مرض ألزهايمر والتوحد».

بدوره، يخلص عالم الأعصاب أسامي أوجورو أندو بجامعة إكستر الى القول «تتضمن خطواتنا التالية توضيح كيفية تأثير تفاعل CNTN4-APP على النشاط العصبي. لأن فهم هذا التفاعل أمر بالغ الأهمية ويمثل خطوة أساسية نحو فهم شامل لاضطرابات النمو العصبي والتنكس العصبي».


مقالات ذات صلة

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

صحتك كيف نحصل على أكبر قدر من العناصر الغذائية؟ (رويترز)

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

من المهم جداً اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة والعناصر الغذائية، لكن كيفية تناول هذه العناصر الغذائية تلعب دوراً في الحصول على أكبر فائدة ممكنة منها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تعرف على أفضل 10 دول في العالم من حيث جودة الحياة (رويترز)

الدنمارك رقم 1 في جودة الحياة... تعرف على ترتيب أفضل 10 دول

أصدرت مجلة «U.S. News and World Report» مؤخراً تصنيفها لأفضل الدول في العالم بناءً على جودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

تُعد السمنة من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، حيث تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، وتلقي بتأثيراتها السلبية على الصحة العامة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (الخبر - المنطقة الشرقية)
صحتك فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

مع بدء العام الدراسي، سلط العلماء في جامعة فلوريدا أتلانتيك، الضوء على أهمية ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الطفل الإبداعية والفكرية في مرحلة ما قبل الدراسة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عند استخدام لغة الأرقام، فإن حالات آلام العضلات تمثل مشكلة صحية واسعة الانتشار.

د. عبير مبارك (الرياض)

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب
TT

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب

الملوثات الكيميائية مصدر قلق متزايد على صحة القلب

عادة ما يثير الاتصال بالمواد الكيميائية السامة، والتلوث الناجم عنها، المخاوف بخصوص الإصابة بالسرطان أو مشكلات عصبية. إلا أنه بجانب ذلك، ثبت تورط المواد الخطرة في البيئة كذلك في السبب الرئيس للوفاة على مستوى البلاد، أمراض القلب والأوعية الدموية.

كشف حديث لدور الملوثات

في هذا الصدد، شرح د. فيليب لاندريغان، الأستاذ المساعد للصحة البيئية في كلية تي إتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، وزميل قسم الصحة العالمية والطب الاجتماعي في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن «إدراك أن الملوثات الكيميائية يمكن أن تساهم في أمراض القلب يعدّ أمراً حديثاً، لكنه حقيقي تماماً». وأوضح أنه حتى وقت قريب، كان خطر التلوث البيئي يتوارى تحت وطأة عوامل خطر كلاسيكية أخرى مرتبطة بأمراض القلب.

وأضاف: «حقّق أطباء القلب تقدماً غير عادي في تحديد ودراسة هذه المخاطر. واليوم، تراجعت معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب أكثر مما كانت عليه في خمسينات القرن الماضي. والآن، بعد أن انخفضت أعداد المدخنين، وأصبحت لدى مزيد من الناس قدرة أفضل على السيطرة على مستويات الكوليسترول وضغط الدم، بدأت خطورة التعرض للملوثات البيئية تحظى باهتمام أكبر».

مصادر التلوث

تتضمن الملوثات الكيميائية السموم الموجودة في الهواء والماء والتربة. وهنا، أوضح د. لاندريغان أن تلوث الهواء يعد التهديد الرئيس لصحة القلب والأوعية الدموية.

من بين الملوثات الأخرى المثيرة للقلق، المعادن الثقيلة، (خاصة الرصاص)، ومواد بيرفلورو ألكيل (perfluoroalkyl) وبولي فلورو ألكيل (polyfluoroalkyl)، المعروفة باسم الفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS)، علاوة على المبيدات الحشرية، طبقاً لمقال نشرته دورية «سيركيوليشن ريسرتش» (Circulation Research).

والآن، أين توجد هذه المواد؟ وكيف يمكنها الإضرار بالقلب؟

• الرصاص. أوضح د. لاندريغان أن أي شخص ولد قبل منتصف سبعينات القرن العشرين، تعرض للرصاص عبر استنشاق عوادم السيارات، التي تعمل بالغاز المحتوي على الرصاص. علاوة على ذلك، تظل بقايا الطلاء المحتوي على الرصاص موجودة بالمنازل وغيرها من الهياكل التي بنيت قبل عام 1978.

كما يمكن أن يؤدي تآكل أنابيب الرصاص (خاصة بالمنازل التي يعود تاريخ بنائها في أميركا إلى قبل عام 1986) إلى تلويث مياه الشرب. أضف إلى ما سبق أن هوايات مثل الرسم الزيتي وصناعة الزجاج الملون، تُعرض الأفراد إلى الرصاص.

ورغم أن الجسم يتخلص من بعض الرصاص عبر البول، فإن جزءاً منه يترسب في العظام، حيث يمكن أن يبقى لعقود. ومع ذلك، تعمل أنسجة العظام على إعادة تشكيل نفسها باستمرار، ما يتيح إعادة إطلاق الرصاص المخزن مرة أخرى في مجرى الدم، مع تقدم الناس في السن. وعلى ما يبدو، يزيد الرصاص خطر الإصابة بأمراض القلب عبر إضعافه لوظائف الكلى، ما يسفر بدوره عن رفع ضغط الدم.

الملوثات الأبدية والمبيدات

• الفاعلات بالسطح الفلورية (PFAS). تعرف باسم الكيميائيات الدائمة (الأبدية)، لأنها تقاوم التحلل الكيميائي والبيولوجي. ويشيع استخدام هذه المواد في حياتنا اليومية، فهي تستخدم في تغليف عبوات الأطعمة والمشروبات وغيرها من المنتجات. وتستخدم الفاعلات بالسطح الفلورية كذلك على نطاق واسع في صناعتي الطيران والسيارات وغيرهما. وتعني النفايات الصناعية الناتجة عن هذه الصناعات أن الفاعلات بالسطح الفلورية غالباً ما ينتهي بها المطاف إلى مياه الشرب وإمدادات الغذاء. وارتبطت المستويات المرتفعة من هذه المواد الكيميائية بارتفاع معدلات الكوليسترول الضار، وتراكم اللويحات داخل الشرايين.

• المبيدات الحشرية. يواجه العاملون في الصناعات الزراعية والكيميائية المستوى الأعلى من المخاطر المرتبطة بهذه المواد الكيميائية. ويمكن كذلك للأشخاص الذين يعيشون بالمناطق الزراعية الريفية أن يتأثروا بانجراف رش المبيدات الحشرية. ويمثل استخدام المبيدات الحشرية داخل المنزل، لمكافحة الأعشاب الضارة والحشرات، سبيلاً آخر محتملاً للتعرض لهذه المواد الكيميائية، وقد يستهلك البعض بقايا مبيدات حشرية في الطعام.

مساهمة الملوثات في أمراض القلب أمر حديث لكنه حقيقي تماماً

خطوات لتقليل المخاطر

يمكن للخطوات الآتية أن تسهم في تقليل المخاطر:

• تفحص مياه الشرب. يلزم القانون الجهات البلدية المعنية بتوفير مياه الشرب، بإطلاع عملائها على تقارير جودة سنوية. وفي العادة، يجري اختبار المياه قبل خروجها من الجهة المعنية بإنتاجها. ونظراً لأن الرصاص يمكن أن يتسرب إلى المياه عبر الأنابيب التي تنقل المياه إلى منزلك، فإنه ينصح بتفحص مياه الصنبور جيداً. وفي هذا الصدد، توفر وكالة حماية البيئة الأميركية إرشادات تفصيلية.

وعليك الاتصال بالوكالة الصحية أو البيئية المحلية، إذا كانت المياه التي تستهلكها تأتي من بئر خاص.

وإذا كانت مياه الشرب تحتوي معادن ثقيلة، أو الفاعلات بالسطح الفلورية، أو ملوثات أخرى، فاعتمد واحدة من العلامات التجارية الرئيسية من مرشحات المياه، واحرص على استبدال المرشح طبقاً للإرشادات.

• اختر منتجات خالية من الفاعلات بالسطح الفلورية. قد تؤدي بقايا وغبار بعض المنتجات الاستهلاكية إلى تعريض أشخاص للفاعلات بالسطح الفلورية، وتتضمن:

- السجاد والمفروشات والأقمشة الأخرى المقاومة للبقع.

- الملابس والأحذية المقاومة للماء.

- منتجات التنظيف.

- منتجات العناية الشخصية، ومستحضرات التجميل، مثل الشامبو، وخيط تنظيف الأسنان، وطلاء الأظافر، ومكياج العيون.

ـ الدهانات والورنيش والمواد المانعة للتسرب.

ابحث عن عبارة «خالٍ من فاعلات بالسطح الفلورية» على الملصقات، وتجنب المنتجات التي تحتوي على مكونات بها اسم «بيرفلورو» أو «فلورو».

• تجنب المبيدات الحشرية قدر الإمكان. ابحث عن طرق بديلة غير كيميائية لمكافحة الآفات في المنزل. وفكّر في شراء الأطعمة العضوية، خاصة الأطعمة التي تتناولها بشكل متكرر.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».