كيف يؤثر التدخين على وزن الجنين خلال الحمل؟

التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)
التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)
TT

كيف يؤثر التدخين على وزن الجنين خلال الحمل؟

التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)
التدخين أثناء الحمل يضر بصحة الأم والجنين (رويترز)

ذكرت دراسة نرويجية أن التدخين أثناء الحمل يؤثر على المشيمة ومرتبط بانخفاض وزن المواليد. وأوضح الباحثون بجامعة هوكلاند النرويجية، أن الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل يعود بفوائد كبيرة على صحة الأم والجنين، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية (BMC Pregnancy and Childbirth).

وانخفاض وزن المشيمة أثناء الحمل، المعروف أيضاً باسم قصور المشيمة، هو حالة قد تؤثر على صحة الجنين والأم. وفي هذه الحالة، تكون المشيمة التي تنقل العناصر الغذائية والأكسجين من الأم إلى الجنين، أرق وأصغر من المعتاد.

ويمكن أن يكون لانخفاض وزن المشيمة عدد من المخاطر؛ منها تأخر نمو الجنين والولادة المبكرة وانفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل الأوان، ما قد يؤدي إلى نزيف حاد وخطر على حياة الأم والجنين. وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي انخفاض وزن المشيمة إلى موت الجنين.

وقد أظهرت الأبحاث السابقة وجود علاقة واضحة بين التدخين وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى ضعف وظيفة المشيمة الناتجة عن التدخين.

ومع ذلك، فإن تأثير التدخين على وزن المشيمة كان أمراً مثيراً للجدل والنقاش بين المتخصصين. وأجرى فريق البحث دراسة جديدة لمعرفة تأثير التدخين على وزن المشيمة خلال الحمل.

ووجد الباحثون زيادة في وزن المشيمة بمقدار 182 غراماً عند الأمهات اللاتي واصلن التدخين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، و202 غرام للأمهات اللاتي واصلن التدخين حتى نهاية الحمل، مقارنة باللاتي أقلعن عن التدخين.

وعلى الرغم من أن المشيمة الأكبر حجماً تُعد عادة مؤشراً على الحمل الصحي، فإن الباحثين وجدوا أن التدخين يؤدي إلى ولادة أطفال بوزن أقل مما يعد طبيعياً. وقد تكون هذه الزيادة في وزن المشيمة محاولة لتعويض الآثار الضارة للتدخين على الجنين، وفقاً للنتائج.

وأشار الباحثون إلى أن وجود خلل في المشيمة يؤدي إلى تقييد نمو الجنين، ويعد أمراً خطيراً يمكن أن يسبب عواقب صحية طويلة المدى للأم والطفل. وأضافوا أن دراستهم تقدم أدلة قوية على أن التدخين يضر بصحة الجنين بشكل مباشر. ومن النقاط المشجعة، أن الإقلاع عن التدخين أثناء الحمل يحسّن التوازن بين وزن المشيمة ووزن الجنين.


مقالات ذات صلة

علاجات «الخصوبة الذاتية»... الفوائد والمحاذير

علوم علاجات منزلية للخصوبة سهلة وبكلفة زهيدة (أدوبي ستوك)

علاجات «الخصوبة الذاتية»... الفوائد والمحاذير

في سن 32، كانت تيسا ميلز وزوجها يواجهان صعوبة في الإنجاب. فقد أمضيا عامين في المحاولة وخضعا لسلسلة من الفحوصات.

شالين غوبتا (واشنطن)
علوم تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

تحديد 6 مناطق وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس

حددت دراسة جديدة أجرتها جامعة شرق فنلندا بالتعاون مع شركاء دوليين، متغيرات وراثية جديدة مرتبطة باستسقاء الرأس ذي الضغط الطبيعي.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
يوميات الشرق التوتر يشكل جزءاً من حياتنا اليومية (جامعة ستانفورد)

جهاز منزلي لقياس التوتر

طوّر باحثون من الصين والمملكة المتحدة جهازاً جديداً للكشف عن مستويات التوتر في الدم من المنزل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك قد يعرضك ارتفاع ضغط الدم لخطر السكتات الدماغية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أربعة أطعمة على مرضى ضغط الدم المرتفع تجنبها

يرصد التقرير بعض الأطعمة التي تؤثر في ارتفاع ضغط الدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها

«الشرق الأوسط» (لندن)

«أوزمبيك» يتجاوز التوقعات... دواء إنقاص الوزن الشهير «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

«أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)
«أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)
TT

«أوزمبيك» يتجاوز التوقعات... دواء إنقاص الوزن الشهير «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

«أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)
«أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً، بحسب تقرير لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

ولحظت دراسات متعددة أن عقار «سيماغلوتيد» (المتوفر تحت الأسماء التجارية «ويغوفي» و«أوزمبيك») يقلل من خطر الوفاة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن والذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية من دون أن يكونوا مصابين بمرض السكري.

ووجد الباحثون أن المشاركين الذين تناولوا دواء «أوزمبيك» أو «ويغوفي» (سيماغلوتيد) ماتوا بمعدل أقل من جميع الأسباب، وكذلك من أسباب القلب والأوعية الدموية و«كوفيد-19».

ورداً على بحث نُشر في «JACC»، المجلة الرائدة للكلية الأميركية لأمراض القلب، قال البروفيسور هارلان إم كرومولز من كلية الطب بجامعة «ييل»: «ربما يكون عقار (سيماغلوتيد)، من خلال تحسين صحة القلب والأيض، له فوائد بعيدة المدى تتجاوز ما تخيلناه في البداية».

وأضاف: «هذه الأدوية الرائدة على استعداد لإحداث ثورة في رعاية القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن تعزز بشكل كبير صحة القلب والأوعية الدموية».

كما نقلت تقارير متعددة عن البروفيسور كرومولز قوله: «هل هو نافورة الشباب؟».

وأضاف: «تحسين صحة القلب والأيض لدى شخصٍ ما بشكل كبير، يعني أنك تضعه في وضع يسمح له بالعيش لفترة أطول وبصورة أفضل».

وأوضح أن «الأمر لا يتعلق فقط بتجنب النوبات القلبية. فهذه عوامل تعزز الصحة. ولن يفاجئني أن تحسين صحة الناس بهذه الطريقة يؤدي في الواقع إلى إبطاء عملية الشيخوخة».

وقد تم إنتاج الدراسات، التي عُرضت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب لعام 2024 في لندن، من تجربة «Select» التي درست 17604 أشخاص تبلغ أعمارهم 45 عاماً أو أكثر، ويعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ولديهم أمراض القلب والأوعية الدموية ولكن ليس مرض السكري.

وقد تلقوا 2.4 مجم من «السيماغلوتيد» أو دواء وهمي، وتم تتبعهم لأكثر من ثلاث سنوات.

وتُوفي ما مجموعه 833 مشاركاً أثناء الدراسة، وكانت 5 في المائة من الوفيات مرتبطة بأسباب القلب والأوعية الدموية، و42 في المائة من أسباب أخرى.

وكانت العدوى هي السبب الأكثر شيوعاً للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، ولكنها حدثت بمعدل أقل في مجموعة «السيماغلوتيد» مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي.

وكان الأشخاص الذين يستخدمون عقار إنقاص الوزن أكثر عرضة للإصابة بـ«كوفيد-19»، لكنهم كانوا أقل عرضة للوفاة بسببه؛ 2.6 في المائة يموتون بين أولئك الذين تناولوا «السيماغلوتيد» مقابل 3.1 في المائة من الذين تناولوا الدواء الوهمي.

كما وجد الباحثون أن النساء عانين من عدد أقل من النكسات القلبية الوعائية الضارة الكبرى، لكن «السيماغلوتيد قلّل باستمرار من خطر» النتائج القلبية الوعائية الضارة بغض النظر عن الجنس.

وقال الدكتور بنيامين سيريكا، المؤلف الرئيسي لإحدى الدراسات وأستاذ طب القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة «هارفارد»: «كان الانخفاض القوي في الوفيات غير القلبية الوعائية، وخاصة الوفيات الناجمة عن العدوى، مفاجئاً وربما لا يمكن اكتشافه إلا بسبب الارتفاع المرتبط بـ(كوفيد-19) في الوفيات غير القلبية الوعائية».

وأوضح أن «هذه النتائج تعزز أن زيادة الوزن والسمنة تزيد من خطر الوفاة بسبب العديد من الأسباب، والتي يمكن تعديلها بعلاجات قوية تعتمد على الإنكريتين مثل (السيماغلوتيد)».