كيف تعالج الخلايا الجذعية أمراض المناعة الذاتية ؟

كيف تعالج الخلايا الجذعية أمراض المناعة الذاتية ؟
TT

كيف تعالج الخلايا الجذعية أمراض المناعة الذاتية ؟

كيف تعالج الخلايا الجذعية أمراض المناعة الذاتية ؟

تحدث أمراض المناعة الذاتية عندما يتعطل نظام الدفاع في الجسم ويبدأ بمهاجمة أنسجته بدلاً من حمايتها. ويؤدي هذا إلى الالتهاب وتلف الأنسجة ومجموعة كاملة من الأعراض التي يمكن أن تتراوح من المزعجة إلى الخطيرة حقًا.

يقول الدكتور براديب ماهاجان باحث الطب التجديدي مؤسس مستشفى ومركز أبحاث StemRx «إن حالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المتعدد والذئبة والسكري من النوع الأول ليست سوى أمثلة قليلة على أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الكثير من الأشخاص بجميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أننا أحرزنا تقدمًا في علاجها بالأدوية، إلا أن الكثير من الأشخاص ما زالوا يكافحون من أجل السيطرة على أعراضهم ومنع حالاتهم من التفاقم».

الخلايا الجذعية واعدة

الخلايا الجذعية مميزة لأنها تستطيع عمل نسخ من نفسها والتحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا في الجسم.

ووفق ماهاجان «تبيّن أنها قد تكون المفتاح لعلاج أمراض المناعة الذاتية؛ إذ ان أحد أنواع الخلايا الجذعية التي تسمى الخلايا الجذعية الوسيطة (MSCs) تحظى بالكثير من الاهتمام لأنها يمكن أن تساعد في تهدئة جهاز المناعة ومنعه من الدخول في حالة من النشاط الزائد. حيث يمكن أخذ هذه الخلايا متعددة الاستخدامات من أجزاء مختلفة من الجسم مثل نخاع العظم، أو الأنسجة الدهنية، أو دم الحبل السري، ما يمنح الأطباء خيارات مختلفة لكيفية استخدامها في العلاج».

آليات العمل:

كيف تساعد الخلايا الجذعية في علاج أمراض المناعة الذاتية؟

وأوضح هاجان ان «الأمر معقد نوعًا ما، ولكن في الأساس، تتمتع الخلايا الجذعية السرطانية بهذه القوى المضادة للالتهابات التي يمكن أن تساعد في تثبيط جهاز المناعة عندما يعمل في أمراض المناعة الذاتية. يمكنها أيضًا مساعدة الجسم على إصلاح وشفاء الأنسجة التالفة الناجمة عن كل هذا الالتهاب. بالإضافة إلى ذلك، فهي جيدة حقًا في إخبار الخلايا الأخرى في الجسم بالهدوء والتوقف عن مهاجمة نفسها، وهو أمر مفيد للغاية في حالات المناعة الذاتية». وذلك وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

التطبيقات والأدلة السريرية

لقد أجرى العلماء دراسات لمعرفة ما إذا كان العلاج بالخلايا الجذعية فعالًا بالفعل في علاج أمراض المناعة الذاتية، وحتى الآن تبدو النتائج واعدة جدًا. ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين علينا اكتشافه، مثل كمية الخلايا الجذعية التي يجب منحها، ومتى يتم منحها، وأي المرضى سيستفيدون أكثر.

ففي أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المتعدد، كانت هناك بعض العلامات المشجعة حقًا على أن العلاج بالخلايا الجذعية يمكن أن يساعد في تحسين الأعراض ونوعية الحياة للمرضى.

ويخلص ماهاجان الى القول «يمكن للخلايا الجذعية أن تغير قواعد اللعبة لأنها يمكن أن تساعد الجسم على تهدئة جهاز المناعة وإصلاح الأنسجة التالفة». مؤكدا «يمكن أن يغير العلاج بالخلايا الجذعية قواعد اللعبة عندما يتعلق الأمر بمعالجة أمراض المناعة الذاتية ومنح المرضى نوعية حياة أفضل. لكن لا يزال هناك الكثير مما نحتاج إلى تعلمه. غير ان هناك إمكانية للخلايا الجذعية لإحداث ثورة في كيفية تعاملنا مع هذه الحالات؛ فمن خلال تسخير قوة الخلايا الجذعية للشفاء وتهدئة الجهاز المناعي يمكن أن نكون على حافة حقبة جديدة تمامًا من طب أمراض المناعة الذاتية».


مقالات ذات صلة

«ترند» صودا الخبز لإنقاص الوزن: هل هي فعالة وآمنة؟

صحتك الخبراء يحذرون من أن الجرعات العالية من صودا الخبز قد تشكل مخاطر صحية كبيرة (موقع ميديكال نيوز توداي)

«ترند» صودا الخبز لإنقاص الوزن: هل هي فعالة وآمنة؟

تنتشر عبر تطبيق «تيك توك» فيديوهات تزعم أن إضافة ملعقة صغيرة من صودا الخبز إلى كوب من الماء  يمكن أن تقلل من ارتداد الحمض، وتحسن الطاقة وتمنع أمراض الكلى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أكل اللحوم بشكل صارم ومتكرر قد يسبّب الشيخوخة والالتهابات (أرشيفية - فوربس)

قد يتسبّب بـ«الخرف ومشكلات في القلب»... تحذير من نظام غذائي منتشر يعتمد على البروتين

أحدث نظام غذائي يعتمد على تناول اللحوم فقط، الذي يتضمّن تناول المنتجات الحيوانية الثانوية مثل: اللحوم، والبيض، ومنتجات الألبان، ضجة كبيرة على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نفعله ونأكله ونشربه يمكن أن يؤثر بشكل كبير في ضغط الدم والكوليسترول ومعدل ضربات القلب (أرشيفية - رويترز)

7 عادات خفية قد تسبب مشكلات في القلب

كثير من العادات اليومية التي لا نفكر فيها حقاً يمكن أن تؤثر أيضاً في صحة قلوبنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك العلماء توصلوا إلى طريقة لتطوير خلايا جذعية دموية بشرية في المختبر (أرشيف - رويترز)

تطوير خلايا جذعية للدم في المختبر لأول مرة

تمت زراعة خلايا جذعية للدم في المختبر لأول مرة في اختراق قد ينهي الحاجة إلى متبرعين بنخاع العظام.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك أدوية الحساسية تسبب التشنجات

أدوية الحساسية تسبب التشنجات

من المعروف أن أدوية الحساسية لها استخدامات متعددة، أشهرها على الإطلاق تقليل الإحساس بالحكة والرغبة في الهرش عند الأطفال.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

أدوية الحساسية تسبب التشنجات

أدوية الحساسية تسبب التشنجات
TT

أدوية الحساسية تسبب التشنجات

أدوية الحساسية تسبب التشنجات

كشفت أحدث دراسة نُشرت في نهاية شهر أغسطس (آب) من العام الحالي، في مجلة الرابطة الطبية الأميركية (JAMA Network Open)، عن احتمالية أن تتسبب الأدوية المضادة للهيستامين من الجيل الأول (first-generation- antihistamine) في حدوث تشنجات للأطفال بنسبة كبيرة؛ خصوصاً إذا كانت سنيُّهم أقل من عامين، ولكن بنسبة أقل حتى سن السادسة.

استخدامات مضادات الهيستامين

من المعروف أن هذه الأدوية لها استخدامات متعددة، أشهرها على الإطلاق تقليل الإحساس بالحكة والرغبة في الهرش عند الأطفال. وهي تدخل كذلك في علاج أعراض البرد الشائعة، مثل الرشح والسعال. وهذه الأدوية تمر عبر حاجز الدم في المخ (blood-brain barrier) ولذلك يمكنها التأثير على نشاط الموجات العصبية في المخ.

حدوث نوبات عصبية

ولمعرفة إذا كان وصف الأدوية المضادة للهيستامين من الجيل الأول في السنوات الأولى من عمر الطفل، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات العصبية من عدمه، قام باحثون من كوريا الجنوبية بتحليل البيانات الخاصة بهيئة التأمين الصحي الوطني في كوريا (NHIS) للأطفال الذين وُلدوا في الفترة من بداية شهر يناير (كانون الثاني) 2002 وحتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2005، واضطروا لزيارة أقسام الطوارئ المختلفة في المستشفيات لعلاج نوبات التشنجات. وقاموا باستبعاد الأطفال الذين يعانون بالفعل من نوبات في سن أقل من 6 أشهر، وكذلك الذين لم يتلقوا علاجاً يحتوي على مضادات الهيستامين من الجيل الأول قبل حدوث النوبات.

قام العلماء بتشخيص النوبات تبعاً لتصنيف دولي معين (ICD-10) حتى يمكن الحكم على الأعراض بحيادية؛ لأن أعراض النوبات يمكن أن تختلف من سبب لآخر، وبعد ذلك أكملوا المتابعة حتى 31 ديسمبر عام 2019، وقاموا بتحليل كل هذه البيانات في الفترة من شهر يونيو (حزيران) عام 2023 وحتى شهر يناير 2024، ورصدوا تاريخ بداية أعراض النوبات في الأطفال مرتبطاً بتناول الأدوية.

قام الباحثون بتثبيت العوامل التي يمكن أن تساهم في تغيير النتيجة، مثل السن والجنس والحالة الاقتصادية للأسرة ومكان الإقامة والظروف المحيطة بولادة كل طفل، بجانب تثبيت فترة أمان قبل ظهور الأعراض، حتى يتأكدوا من أن النوبات كانت نتيجة للدواء، وليس أي سبب آخر، بحيث تم احتساب الأعراض خلال أسبوعين فقط بعد تناول مضاد الهيستامين، على أن يكون الطفل خالياً من أي تشنجات لمدة لا تقل عن شهر.

كما درسوا أيضاً الأمراض التي يمكن أن تحدث مضاعفاتها على شكل تشنجات، مثل التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب البلعوم، والتهاب البلعوم الأنفي، والتهاب اللوزتين، والتهاب الأذن الوسطى، والربو، والتهابات الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي، والتهاب الشعب الهوائية.

تشنجات بسبب العلاج

أظهرت النتائج أن ثلث الأطفال على وجه التقريب الذين أصيبوا بنوبات تشنج من الذين شملتهم الدراسة، كانوا قد تناولوا علاجاً يشمل الأدوية المضادة للهيستامين نتيجة للالتهابات العادية. وكان أكثر من نصفهم من الأطفال الذكور. وظهرت النوبات بكثرة في الأطفال الذين تتراوح سنيُّهم بين 6 أشهر وعامين، وبشكل أقل في الذين تتراوح سنيُّهم بين 25 شهراً و6 سنوات. وفي المجمل تم وصف 1476 دواءً مضاداً للهيستامين من الجيل الأول.

على الرغم من أن هذه الأدوية ليست أدوية عصبية أو تتعلق بالجهاز العصبي بشكل مباشر، فإن استخدامها يمكن أن يزيد من مخاطر تتعلق بالأعصاب، وأهمها الشعور بالنعاس والدوار في الأطفال والبالغين؛ لذلك يتم التحذير من تناول أدوية البرد التي تحتوي على مضادات الهيستامين في الصباح، وخلال القيادة.

وتبعاً للدراسة، يمكن حدوث النوبات، لذلك يفضل تجنبها في الأطفال بشكل تام تحت سن عامين، والتعامل معها بحرص، وحسب الوصفة الطبية حتى سن 6 أعوام، سواء في أدوية السعال أو أدوية البرد.

اقرأ أيضاً