«الخلايا الجذعية» تظهر «نتائج واعدة» في علاج «التصلب المتعدد»

التصلب المتعدد يمكن أن يفقد بعض المصابين القدرة على المشي (جامعة أريزونا)
التصلب المتعدد يمكن أن يفقد بعض المصابين القدرة على المشي (جامعة أريزونا)
TT

«الخلايا الجذعية» تظهر «نتائج واعدة» في علاج «التصلب المتعدد»

التصلب المتعدد يمكن أن يفقد بعض المصابين القدرة على المشي (جامعة أريزونا)
التصلب المتعدد يمكن أن يفقد بعض المصابين القدرة على المشي (جامعة أريزونا)

أظهرت دراسة حديثة أن حقن نوع من الخلايا الجذعية في أدمغة المرضى الذين يعانون من التصلب المتعدد يحقق نتائج واعدة، ويمكن أن يحمي الدماغ من أضرار المرض.

وتعدّ الدراسة التي نشرها باحثون من بريطانيا وإيطاليا، الاثنين، بدورية «الخلية الجذعية» خطوة نحو تطوير علاج متقدم بالخلايا الجذعية لمرض التصلب المتعدد، وهو مرض يسبب إعاقة، وبعض المصابين يفقدون القدرة على المشي وحدهم أو المشي عموماً.

ويتعايش مع مرض التصلب المتعدد أكثر من مليوني شخص حول العالم، ويحدث بسبب تدمير جهاز المناعة في الجسم لـ«المايلين»، وهو الغلاف الواقي المحيط بالألياف العصبية حول الدماغ والحبل الشوكي، ما يؤدي لمشكلات في الاتصال بين الدماغ وبقية الجسم.

وكشفت التطورات البحثية الأخيرة عن أن علاجات الخلايا الجذعية قد تساعد في تخفيف هذا الضرر، عن طريق حقن أو زرع الخلايا الجذعية «الرئيسية» في الجسم، والتي يمكن برمجتها لتتطور إلى أي نوع من الخلايا تقريباً داخل الجسم.

وبعد دراسة سابقة ناجحة أجراها الباحثون على الفئران لاختبار هذا النهج، استكملوا دراستهم الجديدة على البشر، حيث حُقنت الخلايا الجذعية العصبية مباشرة في أدمغة 15 مريضاً بالتصلب المتعدد في إيطاليا.

واستُخلصت الخلايا الجذعية من خلايا مأخوذة من أنسجة المخ لأحد الأجنة، وتابع الباحثون المرضى على مدى 12 شهراً، وخلال هذه الفترة لم تحدث وفيات مرتبطة بالعلاج أو آثار سلبية خطيرة.

وفي بداية التجربة، أظهر جميع المرضى مستويات عالية من الإعاقة، حيث احتاج معظمهم إلى كرسي متحرك.

لكن خلال فترة المتابعة البالغة 12 شهراً، لم تظهر على أيّ منهم زيادة في الإعاقة أو تفاقم الأعراض، ولم يبلغ أي من المرضى عن أعراض تشير إلى الانتكاس، ولم تتدهور وظائفهم الإدراكية بشكل ملحوظ أثناء فترة الدراسة، ما عدّه الباحثون يشير إلى استقرار كبير للمرض، دون ظهور علامات تقدم.

وقام الباحثون بتقييم مجموعة فرعية من المرضى لمعرفة التغيرات في حجم أنسجة المخ المرتبطة بتطور المرض، ووجدوا أنه كلما زادت جرعة الخلايا الجذعية المحقونة، قل الانخفاض في حجم الدماغ بمرور الوقت.

يقول الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة كامبريدج البريطانية، البروفيسور ستيفانو بلوتشينو: «إن هذه الدراسة تعد مرحلة أولى من التجارب السريرية على البشر لتقييم جدوى وسلامة وتحمًّل حقن الخلايا الجذعية العصبية لدى مرضى التصلب المتعدد».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «النجاح الذي حققه الفريق خلال هذه المرحلة يعد شرطاً أساسياً لتطوير دراسات الفاعلية، التي ستكون الخطوة التالية للفريق البحثي»، لافتاً إلى «إجراء التجارب على عدد أكبر من المرضى لرصد التأثيرات العلاجية لهذا النهج بشكل أفضل».


مقالات ذات صلة

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك تنتشر نزلات البرد والإنفلونزا وغيرها من الأمراض خلال فصل الشتاء (رويترز)

عادات مهمة لتحافظ على صحتك في الشتاء

أصبحت الليالي أطول، وموسم البرد والإنفلونزا يدق الأبواب، واتخاذ بعض الخطوات البسيطة والفعالة للعناية بصحتك يمكن أن يكون مفيداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك اللاصقة تعالج العدوى بطريقة خالية من الأدوية (جامعة كاليفورنيا سان دييغو)

لاصقة ذكية تُحارب العدوى البكتيرية على الجلد

طوّر باحثون في جامعتي «شيكاغو» و«كاليفورنيا سان دييغو» بالولايات المتحدة، لاصقة ذكية لمكافحة العدوى البكتيرية الجلدية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ بكتيريا الإشريكية القولونية

وفاة شخص وإصابة العشرات بأميركا جراء عدوى بكتيرية مرتبطة بـ«ماكدونالدز»

قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إن شخصا توفي وأصيب العشرات بعدوى بكتيريا الإشريكية القولونية مرتبطة بشطائر ماكدونالدز.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)
الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)
TT

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)
الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة»، وتخفِّض إلى النصف تقريباً من خطر إصابة الأمهات الجدد بالاكتئاب السريري الشديد، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

ومع ذلك، أقر الباحثون وراء الدراسة بأن إيجاد الوقت وسط كثير من المسؤوليات والتحديات الجديدة لن يكون سهلاً، ويجب إعطاء الأولوية للتعافي من الولادة.

وأضافوا أن الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف»، وهو ما يمكنهن القيام به مع أطفالهن، ثم زيادة النشاط إلى «المعتدل» عندما يكنّ مستعدات لذلك.

ويمكن أن يشمل هذا النشاط البدني المعتدل المشي السريع، أو التمارين الرياضية المائية، أو ركوب الدراجات الثابتة أو تدريبات المقاومة، وفقاً لفريق الأكاديميين في كندا.

وقال الباحثون إن الاكتئاب والقلق لدى الأمهات شائعان نسبياً بعد الولادة، ويرتبطان بانخفاض رعاية الذات ورعاية الرضيع والترابط، مما قد يؤثر بدوره على التطور المعرفي والعاطفي والاجتماعي للطفل.

تتضمن العلاجات التقليدية للاكتئاب والقلق في الأسابيع والأشهر الأولى بعد الولادة في الغالب الأدوية والاستشارة المتخصصة، التي غالباً ما ترتبط بالآثار الجانبية وضعف الالتزام، ونقص الوصول في الوقت المناسب والتكاليف.

أظهرت الأبحاث سابقاً أن النشاط البدني علاج فعال للاكتئاب والقلق بشكل عام. ولكن حتى الآن لم يكن معروفاً ما إذا كان يمكن أن يقلل من شدة الكآبة بعد الولادة في الأسابيع القليلة الأولى - أو يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد بعد الولادة بعدة أشهر.

في التحليل الذي نُشر بالمجلة البريطانية للطب الرياضي، نظر الباحثون في 35 دراسة شملت أكثر من 4 آلاف امرأة من 14 دولة مختلفة، جمع الفريق البيانات من الأدلة المتاحة حول تأثير التمرين بعد الولادة.

انخفض خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد بعد الولادة بنسبة 45 في المائة بين النساء اللواتي مارسن الرياضة مقارنة بمن لم يفعلن ذلك. وارتبط التمرين بأعراض أقل حدة للاكتئاب والقلق بعد الولادة.

ارتبط بدء التمرين قبل 12 أسبوعاً من الولادة بانخفاض أكبر في أعراض الاكتئاب مقارنة ببدئه لاحقاً. ووجد البحث أنه كلما زاد حجم التمارين الرياضية، انخفضت شدة الأعراض.

وقال الأكاديميون إنه للاستفادة من فوائد الرياضية، يتعين على النساء محاولة ممارسة تمارين متوسطة الشدة لمدة 80 دقيقة على الأقل كل أسبوع. وأضافوا أنه من الأفضل أن يحاولن ممارسة الرياضة 4 أيام على الأقل في الأسبوع.