علاج فعّال لتسوس أسنان الأطفال

الباحثون تابعوا أكثر من 4000 طالب في المدارس الابتدائية بمدينة نيويورك (جامعة نيويورك)
الباحثون تابعوا أكثر من 4000 طالب في المدارس الابتدائية بمدينة نيويورك (جامعة نيويورك)
TT

علاج فعّال لتسوس أسنان الأطفال

الباحثون تابعوا أكثر من 4000 طالب في المدارس الابتدائية بمدينة نيويورك (جامعة نيويورك)
الباحثون تابعوا أكثر من 4000 طالب في المدارس الابتدائية بمدينة نيويورك (جامعة نيويورك)

وجدت دراسة أميركية أن دواءً موضعياً أثبت أنه علاج فعّال لمواجهة تسوس الأسنان الذي يعد من أكثر الأمراض انتشاراً بين الأطفال، ويمكن أن يؤدي إلى آلام تتسبب في الغياب عن المدرسة أو انخفاض مستوى التحصيل الدراسي.

وأوضح الباحثون، في الدراسة التي نُشرت نتائجها، الاثنين، بدورية «غاما بدرياتكس» أن «سيلفر ديامين فلوريد» (SDF) وهو عبارة عن سائل غير مكلف، يحتوي على عنصري الفضة والفلوريد، ومقاوم للتجويف، ويستخدم للحفاظ على الأسنان، يمكن أن يزيد من الوصول إلى الحفاظ على الأسنان مع تقليل التكاليف.

وبرز استخدام هذا الدواء علاجاً واعداً بديلاً لمكافحة التسوس، ووافقت عليه في الأصل هيئة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج حساسية الأسنان، ويجري وضع المحلول على سطح الأسنان، ما يؤدي إلى قتل البكتيريا المسببة للتسوس، ويمنع مزيداً من التسوس.

ولمنع تسوس الأسنان، خصوصاً بين الأطفال، تدعم المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) حملات يقوم خلالها أطباء بزيارة المدارس، لوضع طبقة رقيقة واقية من هذا السائل على سطح الأسنان، تعمل على تصلب الأسنان، وحمايتها من التسوس.

وأجرى الفريق دراسة طويلة الأمد، شملت متابعة أكثر من 4 آلاف طالب في المدارس الابتدائية بمدينة نيويورك، وكان أكثر من رُبع الأطفال يعانون من تسوس الأسنان غير المُعالج في بداية الدراسة.

ووجد الباحثون أن العلاج باستخدام «سيلفر ديامين فلوريد» منع 80 في المائة من التجاويف، وحافظ على 50 في المائة من التجاويف الموجودة، ومنعها من التدهور، ما أدى لتقليل خطر تسوس الأسنان، بعد متابعة الأطفال مدة 4 سنوات.

ومن جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة نيويورك، الدكتور يان ريتشارد روف: «يمكن لبرامج الوقاية من تسوس الأسنان في المدارس أن تقلل من خطر التسوس، لكن تعوقها أحياناً التكاليف الباهظة أو نقص الأطباء المدربين لتنفيذها، وقد أثبتت دراستنا أن (سيلفر ديامين فلوريد) يعد علاجاً بديلاً للتسوس، وهو فعّال سريرياً ومنخفض التكلفة وسهل التطبيق».

وأضاف: «تشير دراستنا إلى أن دمج هذا العلاج في برامج الوقاية من تسوس الأسنان فعّال بشكل مماثل، مقارنة بموانع تسرب الأسنان الأخرى، ما قد يدعم فرص الوصول إلى أدوية الفم الأساسية للأطفال الأكثر عرضة للخطر».

وأوضح أن «المواد المانعة لتسرب الأسنان هي طبقات رقيقة يمكن عند طلائها على أسطح الأسنان أن تمنع التسوس سنوات كثيرة، وتعمل تلك المواد على حماية أسطح الأسنان من التجاويف عن طريق تغطيتها بدرع واقية تمنع تراكم الجراثيم والطعام».

وأشار إلى أن الفريق يستكشف الخطوات اللازمة للتنفيذ المستدام للوقاية من تسوس الأسنان في المدارس باستخدام «سيلفر ديامين فلوريد»، بالتوازي مع رصد تأثير الوقاية من تسوس الأسنان في مرحلة الطفولة المبكرة على تحسن النجاح التعليمي في المستقبل.


مقالات ذات صلة

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العوامل المؤثرة على الأعراض الداخلية والخارجية للصدمات النفسية

العوامل المؤثرة على الأعراض الداخلية والخارجية للصدمات النفسية

تأثير الأحداث الحياتية المؤلمة في مرحلة الطفولة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة ربما يؤدي إلى السكتة الدماغية

الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة ربما يؤدي إلى السكتة الدماغية

انعدام التوافر العاطفي وتجاهل المشاعر في مرحلة الطفولة يتسببان في معاناة ومشكلات صحية عضوية خطيرة لاحقاً في البلوغ.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك هل يُمكن أن يساعد الكافيين أثناء الحمل في منع الشلل الدماغي للمواليد الجدد؟

هل يُمكن أن يساعد الكافيين أثناء الحمل في منع الشلل الدماغي للمواليد الجدد؟

يقلل خطر نقص الأكسجين لدى الأطفال

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك توصيات حديثة لوصف الأدوية الأفيونية للأطفال

توصيات حديثة لوصف الأدوية الأفيونية للأطفال

إعطاء أقل جرعة كافية لتسكين الألم لأقصر وقت ممكن لتجنب الإدمان

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
TT

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

وأوضح الباحثون في جامعة أركنسو للعلوم الطبية أن هذه النتائج تُبرز المخاطر الصحية المحتملة لاستخدام السجائر الإلكترونية على المدى القصير، ما يُثير القلق بشأن التأثيرات طويلة المدى لاستخدامها المستمر، ومن المقرر عرض النتائج، في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأشعة في أميركا الشمالية (RSNA) الأسبوع المقبل.

والسجائر الإلكترونية، أو ما يُعرف بـ«الفايب»، هي أجهزة تعمل بالبطارية تُسخّن سائلاً يحتوي عادة على نكهات ومواد كيميائية، مع أو بلا نيكوتين، لإنتاج رذاذٍ يُستنشق إلى الرئتين.

وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة تُسوّق بوصفها بديلاً أقل ضرراً للتدخين التقليدي، نظراً لاحتوائها على مواد سامة أقل وغياب عملية الاحتراق، فإن الأدلة العلمية تُشير إلى مخاطر صحية متزايدة، إذ يؤثر التدخين الإلكتروني سلباً على وظائف الأوعية الدموية والرّئة، ويزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي. كما أن انتشارها بين الشباب، بسبب النكهات الجذابة، يُثير القلق بشأن تأثيراتها على الأجيال القادمة.

وشملت الدراسة 31 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 21 و49 عاماً من مدخني السجائر التقليدية والإلكترونية.

وأُجريت فحوص بالرنين المغناطيسي لكلّ مشارك قبل وبعد استخدام السجائر التقليدية أو الإلكترونية، سواء التي تحتوي على النيكوتين أو الخالية منه. كما قُورنت النتائج ببيانات 10 أشخاص غير مدخنين تتراوح أعمارهم بين 21 و33 عاماً. وجرى قياس سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي، بالإضافة لقياس تشبع الأكسجين في الأوردة، وهو مقياس لكمية الأكسجين في الدم الذي يعود إلى القلب بعد تغذية أنسجة الجسم. كما تم قياس استجابة الأوعية الدموية في الدماغ.

وأظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي بعد استخدام السجائر الإلكترونية أو التقليدية، مع تأثير أكبر للسجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين. كما تراجع تشبع الأكسجين في الدم لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية؛ مما يشير إلى انخفاض فوري في قدرة الرئتين على امتصاص الأكسجين.

وقالت الدكتورة ماريان نبوت، الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة أركنسو للعلوم الطبية: «تُبرز هذه الدراسة التأثيرات الحادة التي يمكن أن يسبّبها التدخين التقليدي والإلكتروني على الأوعية الدموية في الجسم».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «إذا كان للاستهلاك الفوري للسجائر الإلكترونية تأثيرات واضحة على الأوعية، فمن المحتمل أن يتسبّب الاستخدام المزمن في أمراض وعائية خطيرة». وأشارت إلى أن «الرسالة الأهم للجمهور هي أن التدخين الإلكتروني ليس خالياً من الأضرار، والامتناع عنه يظلّ دائماً هو الخيار الأفضل».