علاج واعد لسرطان الكبد لدى الأطفال الصغار

تركيبة دوائية أظهرت تحسناً في علاج المرض

علاج واعد لسرطان الكبد لدى الأطفال الصغار
TT

علاج واعد لسرطان الكبد لدى الأطفال الصغار

علاج واعد لسرطان الكبد لدى الأطفال الصغار

نجح العلماء في كلية بايلور للطب Baylor College of Medicine بالولايات المتحدة، في التوصل إلى استراتيجية علاج جديدة أظهرت نتائج مُبشّرة ضد نوع معروف من سرطان الكبد المسمى «الورم الأرومي الكبدي (Hepatoblastoma)» يُعد الأكثر شيوعاً في إصابة الأطفال تحت عمر الـ3 سنوات.

وأفادوا بأن بروتوكول العلاج الجديد له أهمية خاصة جداً في الوقت الحالي؛ لأن العقد الماضي شهد ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة بالمرض في جميع أنحاء العالم، إذ كانت نسبة الزيادة الأسرع انتشاراً بين جميع الأورام الصلبة لدى الأطفال. ونُشرت نتائج البحث في مجلة الكبد «Journal of Hepatology» في منتصف شهر فبراير (شباط) من العام الحالي.

أعراض الورم الكبدي

الأعراض في البداية تكون بسيطة مثل الانتفاخ، وآلام في البطن، وارتفاع في درجات الحرارة، ثم يحدث فقدان للشهية يتسبب في خسارة كبيرة للوزن، وقيء، وآلام في أجزاء متفرقة من الجسم أبرزها في الظهر. ويحدث بعد ذلك خلل كبير في عديد من أجهزة الجسم وبشكل خاص في الكليتين؛ مما يؤدي إلى فشل وظائفهما، وعدم انتظام البول، ويلاحظ الآباء أن الطفل لا يتبول إلا نادراً.

اكتشاف المرض

ويتم اكتشاف المرض عن طريق إجراء فحص بالأشعة التلفزيونية للبطن، أو أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي لرصد الورم، ويمكن عمل تحليل في الدم لدلالات الأورام الخاصة بالكبد alpha-fetoprotein (AFP). ولتأكيد التشخيص يمكن أخذ عينة من الورم. وتبعاً لانتشار المرض في الجسم يتم تقسيمه إلى مراحل عدة، تتدرج في العلاج تبعاً لوجوده، ولكن يُعد العلاج الأساسي هو العلاج الكيميائي حتى الآن، وفي بعض الأحيان النادرة تتم زراعة الكبد ولكن النتائج غير مُبّشرة.

علاج دوائي مركب

في الدراسة الحالية، توصّل الباحثون إلى استخدام علاج مركب من أدوية عدة؛ لمكافحة الأورام، وأحد من هذه الأدوية مثبط لإنزيم معين ضروري لمساعدة خلايا السرطان على النمو. وعن طريق تثبيط هذا الإنزيم يفقد الورم قدرته على التكاثر، وبالتالي يتمتع هذا الدواء المثبط بقدرة كبيرة على قتل الخلايا السرطانية، وهو الأمر الذي تأكد عند استخدامه ضد الخلايا التي تم زرعها في المختبر ومشتقة من نسيج الورم.

قام الفريق البحثي بعمل تجارب للتأكد من إذا كانت إضافة مثبط الإنزيم إلى نظام العلاج الكيميائي الحالي من شأنها تحسين استجابة الورم من عدمه. وفحصوا أثر التركيبة الجديدة على عينات من الورم البشري. وأظهرت النتائج أن إضافة مثبط الإنزيم «بانوبينوستات (panobinostat)» إلى العلاج المركب الذي يتضمن مضادات الأورام المعتادة مثل دواءي «فينكريستين (vincristine)»، و«إرينوتيكان (irinotecan)» تمكّنت من القضاء على أكبر عدد ممكن من الخلايا السرطانية مقارنة بأي من المجموعات العلاجية الأخرى.

بعد التجارب المختبرية قام العلماء باختبار العلاج المركب الجديد، المكون من «فينكريستين»، و«إرينوتيكان»، و«بانوبينوستات»، أو اختصاراً (VIP) على 4 نماذج حيوانية توجد بها أنواع عنيفة جداً من الورم لم تستجب لأي علاج وكانت شديدة الخطورة ومقاوِمة للطرق العادية للعلاج. وهذه الأورام الموجودة في النماذج الحيوانية حافظت على جميع الطفرات الموجودة في الأورام البشرية الأصلية، مما يعني أنها تشبه تماماً الورم في الأطفال.

نتائج واعدة

على عكس التجارب السابقة التي تم إجراؤها على نماذج صغيرة من الورم في هذه التجربة تمت تجربة البروتوكول الجديد على نماذج كبيرة لمعرفة مدى كفاءة الدواء للقضاء على الخلايا السرطانية. وأظهرت النتائج تحسناً كبيراً بعد أسبوع واحد فقط من العلاج، حيث شهدت الأورام التي عُولجت بالتركيبة الجديدة (VIP)، استجابة كبيرة للدواء.

ولكي يتأكد الباحثون من التحسن قاموا بعمل عديد من الاختبارات المختبرية لرصد دلالات الأورام التي تشير إلى مستوى حدة الحالة، وتبين حدوث انخفاض ملحوظ في مستويات بروتين معين يُعد الدلالة الأهم لسرطان الكبد هو البروتين الجنيني «ألفا (AFP)». وهذا البروتين يكون موجوداً في الجنين داخل الرحم فقط وحينما يكون موجوداً بعد الولادة بمستويات كبيرة يكون ذلك علامة على الإصابة بسرطان الكبد.

وقال الباحثون إن هذه النتائج مشجعة للغاية؛ لأنها تشير إلى أن العلاج عن طريق التركيبة الكيميائية الجديدة «VIP» قد يكون خياراً فعالاً للمرضى الذين يعانون من الأنواع الشرسة من سرطان الكبد عالية الخطورة، أو التي تعود للمريض بعد العلاج وغير القابلة للعلاج حالياً.


مقالات ذات صلة

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
TT

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضةً للوفاة المبكرة.

وكتب باحثون في «المجلة الطبية البريطانية» أن الحالتين الشائعتين بين النساء مرتبطتان بمخاطر أكبر مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، لكن تأثيرهما على احتمال الوفاة قبل سن السبعين لا يزال غير واضح، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وتتبعت الدراسة نحو 110 آلاف امرأة كانت أعمارهن تتراوح بين 25 و42 عاماً في عام 1989، ولم يكن لديهن تاريخ في استئصال الرحم أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان. وعانت حوالي 12 ألف امرأة من بطانة الرحم المهاجرة، وهي حالة مزمنة تسبب ألماً نتيجة نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، بينما عانت 21 ألفاً و600 حالة من أورام ليفية، وهي أورام غير سرطانية تتكون في جدار الرحم.

وتوفيت 4356 امرأة قبل بلوغ سن السبعين على مدى الثلاثين عاماً التالية.

وكانت المعدلات السنوية للوفاة المبكرة بأي سبب، حالتي وفاة من بين كل ألف امرأة مصابة ببطانة الرحم المهاجرة و1.4 من كل ألف امرأة لم تكن مصابة بهذه الحالة.

وبعد احتساب عوامل الخطر مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائي والنشاط البدني والتدخين، ارتبطت بطانة الرحم المهاجرة بارتفاع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 31 بالمائة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى السرطانات النسائية.

وارتبطت الأورام الليفية الرحمية بازدياد خطر الوفاة المبكرة من السرطانات النسائية، لكن ليس بمعدل أعلى من الوفاة لأي سبب.

وخلص الباحثون إلى أن «هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية أن يأخذ مقدمو الرعاية الأولية هذه الاضطرابات النسائية في الاعتبار عند تقييمهم صحة المرأة».