دراسة: تغيرات خلايا بيتا قد تكون مفاتيح التحكم بمرض السكري

دراسة: تغيرات خلايا بيتا قد تكون مفاتيح التحكم بمرض السكري
TT
20

دراسة: تغيرات خلايا بيتا قد تكون مفاتيح التحكم بمرض السكري

دراسة: تغيرات خلايا بيتا قد تكون مفاتيح التحكم بمرض السكري

يعيش حوالى ثمانية ملايين شخص مع مرض السكري من النوع الأول (T1D) في جميع أنحاء العالم، وهو حالة من أمراض المناعة الذاتية المزمنة؛ الذي يهاجم الجسم ويدمر خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، ما يؤدي إلى نقص الأنسولين ونقص السكر في الدم.

ومن غير المعروف لماذا ينظر الجسم فجأة إلى خلايا بيتا الخاصة به على أنها عدو؛ حيث تشير بعض الأدلة إلى أن العوامل البيئية مثل الالتهابات الفيروسية قد تؤدي إلى ظهور مرض السكري من النوع الأول، بينما يشير البعض الآخر إلى أن الجينات قد تلعب أيضًا دورًا ما.

وفي هذا الاطار، يلقي بحث رائد أجراه باحثون بمركز «جوسلين» للسكري ضوءًا جديدًا على التغييرات المحددة التي تمر بها خلايا بيتا ببداية مرض السكري من النوع الأول. فيما توفر النتائج المنشورة بمجلة «Nature Cell Biology» التي تم التوصل لها، طرقًا جديدة للتدخلات المستهدفة لحالة المناعة الذاتية المزمنة. وذلك وفق ما نقل موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قالت الدكتورة مارغريت أ. كونغليتون الأستاذة بكلية الطب بجامعة هارفارد المشاركة بقسم البيولوجيا التجديدية بمركز جوسلين للسكري المؤلفة الرئيسية للدراسة «في مجال مرض السكري من النوع الأول، ركزت الأبحاث إلى حد كبير على فهم المكون المناعي، لكن دراستنا تقول ان خلية بيتا لها دور مهم». مضيفة «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن خلية بيتا يمكن أن تبدأ أحداثًا رئيسية تؤدي بعد ذلك إلى تعزيز آلية المناعة الذاتية للانحراف. إنه نهج تغيير النموذج».

وفي سلسلة من التجارب على خلايا بيتا مأخوذة من نموذج فأر لمرض T1D، وكذلك من البشر المصابين بمرض T1D، اكتشف الفريق سلسلة معقدة من الخطوات البيوكيميائية تسمى «مسار الإشارة» الذي يتحكم في الاستجابة المناعية الفطرية في البداية. محددا مسارًا واحدًا يؤثر على الخصائص المناعية لخلايا بيتا، حيث يعمل كمفاتيح تحكم تحددها كصديق أو عدو للجسم.

ويمكن تخيل مفاتيح التحكم هذه كعلامات صغيرة؛ تلعب إحدى العلامات المحددة التي ركز عليها الباحثون - والتي تسمى N6-methyladenosine (m6A) - دورًا حيويًا في استجابة خلايا β أثناء بداية T1D.

ومن خلال ضبط مفاتيح التحكم هذه، تمكن الباحثون من التأثير على مستويات البروتين المهم على طول هذا المسار، ما أدى إلى تأخير ملحوظ في تطور المرض بنموذج الفأر لمرض T1D.

من جانبه، حدد داريو إف دي جيسوس الأستاذ بكليةالطب بجامعة هارفارد المؤلف الرئيسي للدراسة الباحث المشارك بمختبر كولكارني «الإنزيم الرئيسي METTL3 باعتباره ضروريًا لتنظيم الدفاعات المضادة للفيروسات لخلايا بيتا. في المراحل المتأخرة من T1D، عندما كانت مستويات METTL3 منخفضة». وأشار ذلك إلى أن «مستويات METTL3 الأعلى تحمي خلايا بيتا من الخلل الوظيفي». ومن خلال تعزيز إنتاج METTL3 بنموذج الفأر، نجح الفريق في تأخير تطور المرض.

من أجل ذلك يعلق دي جيسوس على ذلك قائلا «يشير هذا الاكتشاف إلى أن التدخلات لتعزيز مستويات METTL3 هي استراتيجية محتملة لحماية خلايا بيتا وإبطاء تطور مرض السكري من النوع الأول». مؤكدا «ترسم هذه الأدلة العديدة مجتمعة صورة أوضح للأحداث المناعية المحيطة بالبداية الغامضة لمرض T1D، بما في ذلك الآلية الجديدة التي يمكن تسخيرها لحماية خلايا بيتا؛ فلقد أثبت الباحثون أيضًا أن إنزيم METTL3 لديه القدرة على تعزيز بقاء خلايا بيتا ووظيفتها أثناء تطور المرض». وخلص فريق البحث الى انه «من الجدير بالملاحظة أن هذا المسار يحتوي على مركبات متاحة تجاريًا تم استخدامها في سياق أمراض أخرى. وعلى الرغم من أنه هدف مختلف، إلا أنه نهج أثبت نجاحه. ومن بين خطواتنا التالية، سنركز على تحديد جزيئات ومسارات محددة يمكن تسخيرها لتعزيز حماية خلايا بيتا».


مقالات ذات صلة

عندما تغرق في سريرك تحت وطأة أفكارك... إليك 8 طرق لنوم هانئ

يوميات الشرق كيف نتخلص من آفة النوم الهانئ؟ (رويترز)

عندما تغرق في سريرك تحت وطأة أفكارك... إليك 8 طرق لنوم هانئ

أحياناً، تُؤرقنا الأفكار قبل النوم، تُعيد إلينا ذكريات مُحرجة من أمسيةٍ سيئة، أو تُغرقنا بمخاوف بشأن اليوم القادم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق التأمل يساعد في تخفيف التوتر وتحسين الوعي الذاتي (رويترز)

«تُخفض مستويات التوتر»... طريقة بسيطة وفعَّالة للشعور بالهدوء

ارتفعت مستويات التوتر بين الأميركيين في عام 2025، وفقاً لدراسة أُجريت في مارس (آذار)، وتفاقمت بسبب أحداث متباينة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك لقاح الإنفلونزا قد لا يُحقق التأثيرات الوقائية المتوقعة (رويترز)

دراسة: لقاح الإنفلونزا مرتبط بارتفاع معدلات الإصابة

ينصح مقدمو الرعاية الصحية بتلقي لقاح الإنفلونزا سنوياً لجميع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر وما فوق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أكثر العلامات شيوعاً التي تشير إلى ضبابية الدماغ صعوبة التركيز ونسيان المهام (رويترز)

ضباب الدماغ... ما هو؟ ولماذا يُشكل مصدر قلق صحي كبيراً؟

«ضباب الدماغ» مصطلح يُستخدم لوصف الارتباك الذهني أو عدم الوضوح، وغالباً ما يتميز بالنسيان وصعوبة التركيز والشعور بالخمول الذهني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك ما فوائد خل التفاح قبل النوم؟ (سي إن إن)

7 فوائد لشرب خل التفاح قبل النوم

يزعم البعض أن خل التفاح يُعزّز النوم أو أن تناوله قبل النوم يُقدم أفضل الفوائد الصحية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ضباب الدماغ... ما هو؟ ولماذا يُشكل مصدر قلق صحي كبيراً؟

أكثر العلامات شيوعاً التي تشير إلى ضبابية الدماغ صعوبة التركيز ونسيان المهام (رويترز)
أكثر العلامات شيوعاً التي تشير إلى ضبابية الدماغ صعوبة التركيز ونسيان المهام (رويترز)
TT
20

ضباب الدماغ... ما هو؟ ولماذا يُشكل مصدر قلق صحي كبيراً؟

أكثر العلامات شيوعاً التي تشير إلى ضبابية الدماغ صعوبة التركيز ونسيان المهام (رويترز)
أكثر العلامات شيوعاً التي تشير إلى ضبابية الدماغ صعوبة التركيز ونسيان المهام (رويترز)

«ضباب الدماغ» مصطلح يُستخدم لوصف الارتباك الذهني أو عدم الوضوح، وغالباً ما يتميز بالنسيان وصعوبة التركيز والشعور بالخمول الذهني.

قد يكون سببه عوامل، مثل قلة النوم، والتوتر، وسوء التغذية، والتغيرات الهرمونية، والأدوية، أو حالات صحية كامنة مثل متلازمة التعب المزمن أو «متلازمة ما بعد (كوفيد)». عادةً ما تتضمن إدارة ضباب الدماغ تحسين النوم، وتقليل التوتر، والحفاظ على نظام غذائي صحي، والحفاظ على رطوبة الجسم، وطلب المشورة الطبية إذا استمرت الأعراض، وفقاً لموقع «ذا هيلث سايت».

لماذا لا يزال يُمثل مشكلة صحية خطيرة؟

«ضباب الدماغ» ليس حالة طبية بحد ذاته؛ حيث إن هذا المصطلح صيغ لوصف أكثر من عرض واحد. وهو يشمل مجموعة من الأعراض المتعلقة بالوظيفة الإدراكية. وبعبارة بسيطة، يمكن وصفه بأنه عندما يحاول الشخص التفكير، وأثناء ذلك عليه أن يشق طريقه بصعوبة عبر الضباب، بينما يعمل عقله أيضاً ببطء.

من أكثر العلامات شيوعاً التي تشير إلى ضبابية الدماغ صعوبة التركيز، ونسيان المهام الأساسية، بل قد ينسى الشخص الأسماء أيضاً. غالباً ما يبدو ضباب الدماغ وكأن عقلك يعمل ببطارية ضعيفة حتى بعد أكثر من 7 ساعات من النوم. قد لا تكون هناك أي مشكلة جسدية، ولكن قد تشعر بالجمود، والإحباط، وفقدان الحافز.

وضباب الدماغ ليس مصطلحاً جديداً، ولكنك قد تسمعه باستمرار. أصبح ضباب الدماغ تأثيراً صحياً خطيراً بعد جائحة «كوفيد - 19». تشير الأبحاث إلى أن «كورونا» وتأثيرها على الصحة الإدراكية يمكن أن تستمر لأيام وسنوات، وهذا صحيح. يُبلغ العديد من الأشخاص عن شعورهم بآثار ضباب الدماغ تحديداً حتى اليوم، أي بعد 5 سنوات من الجائحة.

عوامل أخرى تؤثر على ضباب الدماغ

بينما نتحدث عن كيفية تحول ضباب الدماغ إلى مشكلة صحية خطيرة تؤثر على عدد كبير من السكان، يجب علينا أيضاً تناول العوامل المؤثرة عليه.

أحد الأسباب الرئيسية سوء التغذية: يمكن أن يؤثر سوء التغذية عليك بطرق لا تُدركها، منها إعاقة الأداء الإدراكي السليم.

سبب آخر هو قلة النوم: إذا لم تحصل على 7 ساعات من النوم يومياً، فإنك ستعاني من نوم متقطع ومضطرب، وضباب الدماغ أمر لا مفر منه.

كما قد تتغير كيمياء دماغك أيضاً بسبب الإفراط في تناول السكر والوجبات السريعة والأطعمة المصنعة واستهلاك الكحول.