«الكرش المتدلي»... أسبابه وأضراره

تجنُّب السعرات الحرارية العالية يحميك منها

«الكرش المتدلي»... أسبابه وأضراره
TT

«الكرش المتدلي»... أسبابه وأضراره

«الكرش المتدلي»... أسبابه وأضراره

س: يبدو أن مزيداً من الرجال يظهر لديهم «الكرش» أو ما يسمى اصطلاحاً في الغرب «بطن البيرة» مع تقدمهم في العمر، بمن فيهم أنا. فما الذي يُسبب ذلك؟ وهل هي مجرد مشكلة تجميلية؟

الكرش المتدلي

ج: من غير الواضح متى نشأ مصطلح «بطن البيرة beer belly» ولكن في الماضي البعيد، كانت البطن التي تأخذ شكل البرميل غير شائعة. وتميل إلى الحدوث في الرجال الذين يشربون بكثرة؛ لا سيما الأنواع عالية السعرات الحرارية.

اليوم، لا يزال الإفراط في تناولها يلعب دوراً في اتساع محيط جسد الرجال. ومع ذلك، فإن معظم الرجال الذين لديهم «بطن البيرة» لا يفرطون في تناول الكحول. إذن لماذا يحدث هذا؟

يعتقد الخبراء أن السببين الرئيسيين لها هما نتائج التبعات غير المقصودة للتوجهات الصحية العامة القديمة، وكذلك وسائل المعيشة الحديثة.

الكربوهيدرات سبب السمنة

منذ عقود من الزمان، أكد مناصرو الصحة العامة أهمية خفض استهلاك الدهون الغذائية، للمساعدة في السيطرة على ارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن مع القليل من التركيز، أو عدم التركيز، على اختيار الدهون الصحية في مقابل الدهون غير الصحية.

رداً على ذلك، انتقلت شركات الأغذية إلى المنتجات التي «لا» تحتوي على الدهون، أو المحتوية على دهون «منخفضة»؛ لكن بدلاً من ذلك، صنعوا منتجات بكميات أكبر من الكربوهيدرات البسيطة، لا سيما السكريات المُضافة. ويعتقد كثير من الخبراء أن هذا هو السبب الرئيسي لارتفاع مشكلة السمنة.

خلال الوقت نفسه، أدت وسائل الراحة في الحياة العصرية إلى الإقلال من النشاط الجسدي اليومي. وكثير من الرجال لم يخصصوا وقتاً لـ150 دقيقة في الأسبوع، الموصى بها من التمارين متوسطة الشدة.

مشكلة «جمال» أم صحة؟

فيما يتعلق بكون «بطن البيرة» من المشكلات التجميلية مقابل الصحية، من المهم معرفة موضع ترسيب الدهون في الجسم.

تقع «الدهون تحت الجلد Subcutaneous fat» أسفل الجلد مباشرة. والدهون التي تتراكم حول أعضائنا داخل البطن تُسمى «الدهون الحشوية visceral fat» أو «دهون البطن belly fat»، ويمكن أن تؤدي أي دهون زائدة في الجسم إلى زيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية، مثل التهاب المفاصل في الركبة والورك. ومع ذلك، فإن الدهون الحشوية الزائدة أكثر خطورة؛ لأنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بفرصة أكبر للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.

هناك سبب آخر أقل شيوعاً، ولكنه مهم لظهور البطن المستديرة، وهو تراكم السوائل داخل البطن، المعروف باسم «الاستسقاء ascites». يحدث الاستسقاء غالباً عند الأشخاص المصابين بتليف الكبد. ولكن يمكن أن يشير أيضاً إلى قصور القلب أو (نادراً) السرطان.

البطون والدهون لها أنواع

على الرغم من عدم دقتها، فإن إحدى طرق تحديد ما إذا كانت «بطن البيرة» تتكون بشكل أساسي من الدهون تحت الجلد، أو الدهون الحشوية، أو الاستسقاء، هي كيفية تحرك الدهون والشعور بها.

الدهون الطرية والمهتزة تكون أكثر احتمالاً تحت الجلد مباشرة، بينما تميل البطن الأكثر صلابة إلى الإشارة إلى وجود دهون حشوية أكثر، أو ربما استسقاء.

إذا كان حجم خصرك عند السرة بمقاس 40 بوصة (نحو متر واحد) أو أكثر، فمن الأفضل أن تدع طبيبك يساعد في تحديد سبب «بطن البيرة». ما لم يكن ذلك بسبب الاستسقاء، ربما أنت تعرف بالفعل ما سينصحك به طبيبك: تناول سعرات حرارية أقل، وخفض الكربوهيدرات البسيطة، وتحديد وقت لممارسة التمارين اليومية. وبالطبع، الإقلال من شرب البيرة.

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

دراسة: عقار «أوزمبيك» يقلل خطر وفاة مرضى قصور القلب

صحتك علبة من دواء «أوزمبيك» (رويترز)

دراسة: عقار «أوزمبيك» يقلل خطر وفاة مرضى قصور القلب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تناول عقّار «أوزمبيك» الشهير لفقدان الوزن كان مرتبطاً بانخفاض في الوفيات لدى الأشخاص المصابين بقصور القلب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق توصيات بتبني استراتيجيات غذائية صحية للأطفال الذين يعانون من السمنة (جامعة موناش)

السِّمنة تُعرض الأطفال لأمراض جلدية خطيرة

كشفت دراسة أجريت بجامعة سيول الوطنية عن أن السمنة في مرحلة الطفولة قد تسهم في تطور أمراض جلدية مناعية شائعة مثل الثعلبة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك علبة من عقّار «أوزمبيك» (رويترز)

دراسة: عقّار «أوزمبيك» قد يدفعك للانتحار

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتناولون عقّار «أوزمبيك» الشهير لفقدان الوزن وعلاج مرض السكري هم أكثر عرضة للإبلاغ عن اختبارهم أفكاراً انتحارية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك رجل يعاني من السمنة (رويترز)

أطعمة لها فوائد مماثلة لـ«أوزمبيك» في إنقاص الوزن

أشارت دراسة جديدة إلى أن أحد الألياف ويسمى «بيتا غلوكان» قد تكون له فوائد مماثلة لأدوية مثل «أوزمبيك» في إنقاص الوزن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك عقار «Zepbound» من الأدوية التي تستخدم لعلاج السمنة (وسائل إعلام أميركية)

تتعاطى دواء لإنقاص وزنك... هل ستتناوله طوال حياتك؟ وماذا يحدث إذا توقفت؟

يقول المتخصصون في طب السمنة إن الأسئلة المتعلقة بأدوية علاج السمنة أصبحت شائعة مع تزايد عدد الأشخاص الذين يفقدون الوزن باستخدام الأدوية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)
يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)
TT

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)
يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

طوّر باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة قناعاً ذكياً يُستخدم لمراقبة الحالة الصحية للأفراد، وتشخيص مجموعة من الأمراض بشكل فوري من خلال التنفُّس.

وأوضحوا أنّ القناع يراقب أمراض الجهاز التنفّسي، مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وكذلك حالات ما بعد الإصابة بفيروس «كورونا»، وفق نتائج الدراسة المنشورة، الجمعة، في دورية «ساينس».

ووفق الباحثين، يختلف القناع الجديد الذي يُطلق عليه اسم «EBCare» عن الأقنعة الذكية الأخرى بإمكانية تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس بشكل فوري.

على سبيل المثال، يمكن له مراقبة مستويات «النيتريت» لدى مرضى الربو، وهو مؤشّر على التهاب مجرى الهواء.

ويهدف القناع إلى تحقيق نقلة نوعية في مراقبة أمراض الجهاز التنفّسي والأيض والطبّ الدقيق، من خلال إمكانية جمع عيّنات التنفُّس بسهولة، وتحليل الجزيئات الكيميائية في التنفُّس بالوقت الفعلي عبر استخدام الأقنعة اليومية.

ويحتوي على نظام تبريد ذاتي يحول التنفُّس إلى سائل، ثم ينقل النظام السائل لتحليله باستخدام مستشعرات دقيقة، وتُرسَل النتائج لا سلكياً إلى الأجهزة الشخصية، مثل الهواتف الجوالة. وصُمِّم القناع ليكون منخفض التكلفة، ويُقدَّر بنحو دولار واحد فقط لجهة المواد.

واختبر الباحثون الأقنعة على مرضى الربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن؛ إذ رُصدت مستويات «النيتريت» بدقّة، مما يشير إلى التهاب في مجرى الهواء.

وفي تجربة أخرى، أظهرت الأقنعة قدرتها على اكتشاف مستويات الكحول في الدم بدقة، مما يشير إلى إمكانية استخدامها في الفحص الفوري للسائقين في حالات القيادة تحت تأثير الكحول.

كما استكشفت الدراسة إمكانية استخدام الأقنعة في تقييم مستويات «اليوريا» في الدم لمراقبة أمراض الكلى.

وأظهرت أنّ الأقنعة يمكنها بدقة اكتشاف مستويات «الأمونيوم» في التنفُّس؛ مما يعكس مستويات «اليوريا» في الدم.

وأعرب المرضى المشاركون في الدراسة عن رضاهم عن راحة الأقنعة، حتى أولئك الذين يعانون مشكلات في التنفُّس؛ مما يعزّز من إمكانات استخدام القناع الذكي في مراقبة الصحة وتشخيص الأمراض.

وقال الباحثون إنّ مراقبة التنفُّس تُجرى عادةً لتقييم حالات الربو وغيره من الأمراض التنفسية، لكن ذلك يتطلّب من المريض زيارة العيادة لجمع العيّنات، ثم الانتظار للحصول على النتائج المختبرية.

وأضافوا أنه مع زيادة استخدام الأقنعة منذ جائحة «كوفيد- 19»، يمكن الاستفادة من هذه الأقنعة الذكية لمراقبة الحالة الصحية الشخصية عن بُعد، والحصول على نتائج فورية حول الصحة، سواء في المنزل أو المكتب.