كيف تحمي أمعاءك عند تناول المضادات الحيوية؟

كيف تحمي أمعاءك عند تناول المضادات الحيوية؟
TT

كيف تحمي أمعاءك عند تناول المضادات الحيوية؟

كيف تحمي أمعاءك عند تناول المضادات الحيوية؟

على الرغم من أن المضادات الحيوية ضرورية ومنقذة للحياة في بعض الحالات، إلا أنها يمكن أن تلحق الضرر بصحة الأمعاء عن طريق قتل البكتيريا الجيدة والسيئة.

ولحسن الحظ، يمكن للعديد من التغييرات الغذائية المدعومة علميًا أن تساعد في دعم صحة الأمعاء أثناء وبعد تناول المضادات الحيوية.

وفيما يلي الخطوات التي تتخذها اختصاصية التغذية مولي كنودسن ماجستير في التدخلات التغذوية والتواصل وتغيير السلوك بجامعة تافتس، لتقليل الأضرار التي قد تلحق بأمعائها خلال الأسابيع القليلة التي تناولت فيها المضادات الحيوية، وفق ما ينقل عنها موقع «MPGHhealth» الطبي المتخصص.

1. تناول البروبيوتيك

البروبيوتيك أربع سلالات مستهدفة للتغلب على الانتفاخ ودعم صحة الأمعاء. فإذا لم تكن تتناول بالفعل البروبيوتيك يوميًا (وهو ما ينبغي أن يفعله معظم الناس بالمناسبة) فهذا هو الوقت المناسب للبدء. البروبيوتيك هي ميكروبات حية مفيدة تقيم في أمعائك. ومن المؤكد أنني توقفت عن روتين البروبيوتيك الخاص بي في العام الماضي، لذا كانت هذه المضادات الحيوية هي الدافع الذي أحتاجه لاستعادة تلك العادة الصحية مرة أخرى. ولحسن الحظ، إحدى حيل تناول البروبيوتيك إلى جانب المضادات الحيوية هي أنك لا تريد أن يقتل المضاد الحيوي على الفور جميع البكتيريا الجيدة التي تتناولها. لذلك اتبعت توصية دكتور فينسنت بيدري خبير صحة الأمعاء، والآن أتناول البروبيوتيك (الذي يضم مجموعة متنوعة من سلالات البكتيريا) بشكل منفصل عن المضادات الحيوية. بالنسبة لي، هذا يعني تناوله على معدة فارغة قبل الغداء. ومن المؤكد أن هذا البروبيوتيك وجد مكانًا دائمًا في روتيني اليومي، ولكنه مهم بشكل خاص الآن وفي الأسابيع والأشهر المقبلة حيث تتعافى أمعائي.

2. تناول الكثير من الأطعمة المخمرة

تحتوي الأطعمة المخمرة أيضًا على مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة المفيدة. إنها مكمل رائع للبروبيوتيك (التي تقدم سلالات مستهدفة بجرعات مدعومة علميًا) لأنها يمكن أن تساعد أيضًا في توسيع نطاق تنوع البكتيريا الجيدة في أمعائي.

فالأطعمة المخمرة التي أتناولها في أغلب الأحيان هي الزبادي والكفير. ومن السهل جدًا دمجها في وجبات الإفطار (مثل وعاء الزبادي الذي أتناوله) أو العصائر التي أتناولها الآن يوميًا. لقد أضفت أيضًا التيمبه (منتج الصويا المخمر) إلى دورتي الأسبوعية. سأستخدمه بدلاً من البروتينات الحيوانية في البطاطا المقلية أو الممزوجة بالسلطات. إنه يقوم بواجب مزدوج ليس فقط في تقديم البروبيوتيك ولكن أيضًا يقدم كمية صحية من البروتين النباتي في كل حصة تبلغ ثلاثة أوقيات (16 غرامًا).

3.إعطاء الأولوية للبريبايوتك والألياف بشكل عام

تساعد البروبيوتيك والأطعمة المخمرة على إضافة البكتيريا الجيدة إلى الأمعاء، كما أن ألياف البريبايوتك ضرورية لتغذية البكتيريا الجيدة الموجودة بالفعل في أمعائك وإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة.

وتحتوي الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والعدس على ألياف، لكنها لا تتمتع جميعها بقدرات البريبايوتك. ومع ذلك، فإن بذور الشيا والشوفان تفعل ذلك، لذلك قمت بإعداد وصفة الشوفان هذه التي تحتوي على ما يقرب من 20 غرامًا من الألياف! ولأول مرة على الإطلاق، لجأت أيضًا إلى مكمل ألياف متخصص (مليء بالبريبايوتكس) للحصول على مزيد من الدعم.

4. تضمين مادة البوليفينول

البوليفينول هي فئة من المغذيات النباتية (مركبات مفيدة موجودة في النباتات) لها أهمية خاصة لصحة الأمعاء. لا تعمل هذه البوليفينول كمضادات للأكسدة في الجسم فقط (تساعد على تهدئة الالتهاب)، ولكنها أيضًا تعزز نمو البكتيريا الجيدة في الأمعاء وتتفاعل مع الميكروبات لإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة.


مقالات ذات صلة

ما عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان في كل مرحلة عمرية؟

صحتك سيدة لديها أرق (رويترز)

ما عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الإنسان في كل مرحلة عمرية؟

يُعد النوم أمراً أساسياً وحيوياً في حياة كل إنسان، ومع الانتقال من مرحلة عمرية لأخرى يختلف عدد ساعات النوم التي يحصل عليها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك للقهوة فوائد كبيرة على بكتيريا الأمعاء المفيدة (إ.ب.أ)

القهوة قد تساعد في حماية العضلات مع التقدم في العمر

قد يؤدي تناول القهوة إلى حماية العضلات مع التقدم في العمر، وتقليل احتمالات التعرض لإصابات من السقوط، وقد يُبقي الإنسان قادراً على الحركة لفترة أطول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 7 حقائق عن صيوان الأذن الخارجي

7 حقائق عن صيوان الأذن الخارجي

الأذن البشرية سمة مميزة للوجه. وعند وصف الجزء المنحني بالطيات والظاهر للعيان من الأذن، فإننا نتحدث عن «صيوان الأذن» Auricula أو Pinna.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك المضادات الحيوية تنقذ أطفال أفريقيا

المضادات الحيوية تنقذ أطفال أفريقيا

رغم المخاوف التي تجتاح الأوساط الطبية في العالم كله بسبب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، لكن لا يوجد جدال حول أهميتها الطبية في إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك صورة لقلب مصاب باعتلال عضلته (إلى اليمين) وقلب سليم

أمراض القلب والأوعية الدموية للصغار والكبار

تقام خلال شهر سبتمبر (أيلول) احتفالات مختلفة لعدد من المناسبات الصحية، هدفها رفع مستوى الوعي حول مواضيع تلك المناسبات، ومنها الرجفان الأذيني

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

المضادات الحيوية تنقذ أطفال أفريقيا

المضادات الحيوية تنقذ أطفال أفريقيا
TT

المضادات الحيوية تنقذ أطفال أفريقيا

المضادات الحيوية تنقذ أطفال أفريقيا

رغم المخاوف التي تجتاح الأوساط الطبية في العالم كله بسبب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، لكن لا يوجد جدال حول أهميتها الطبية في إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح، بشرط أن يتم إعطاؤها بجرعات معينة في حالات محددة للإصابات البكتيرية.

وحسب أحدث بحث أجراه علماء من جامعة كاليفورنيا California University بالولايات المتحدة ونشر في نهاية شهر أغسطس (آب) من العام الحالي في مجلة «نيو إنغلاند» الطبية New England Journal of Medicine يمكن للعلاج بالمضاد الحيوي إنقاذ حياة آلاف الأطفال.

وفيات الأطفال الصغار

تمثل وفيات الأطفال تحت عمر الخامسة مشكلة طبية كبيرة في جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا، ويكفي أن نعرف أن عدد وفيات الأطفال في عام 2022 فقط كان نحو 2.8 مليون طفل معظمهم توفوا نتيجة للإصابة بالالتهابات البكتيرية التي يمكن علاجها في البداية بسهولة باستخدام المضادات الحيوية.

وتشمل الإصابات الالتهاب الرئوي أو النزلات المعوية (التي تُعد القاتل الأساسي للأطفال في أفريقيا) أو الإصابة بالملاريا. وحسب الدراسة الجديدة يمكن أن يساهم المضاد في تقليل الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة كبيرة جداً تصل إلى 14 في المائة.

أوضح الباحثون أن علاج الأطفال في عمر أقل من عام عند الإصابة بالالتهابات فقط ليس كافياً لحمايتهم، ولكن يجب إعطاء المضاد الحيوي لجميع الأطفال المحيطين بهم حتى سن 5 سنوات؛ وذلك لتحقيق فائدته الكاملة وخصوصاً في هذه المنطقة التي يموت فيها طفل واحد من كل 10 أطفال قبل بلوغهم سن الخامسة، نتيجة لحدوث مضاعفات خطيرة بعد الالتهابات البسيطة، لأن المنطقة كلها تعاني من التلوث ونقص وسائل الحماية الطبية وأبسط طرق التعقيم. والمضاد الحيوي في هذه الحالة أشبه ما يكون نوعاً من اللقاح الذي يضمن القضاء على الميكروب من البيئة المحيطة كلها.

ومن المعروف أن منظمة الصحة العالمية WHO كانت قد أوصت بالحد من استخدام المضاد الحيوي أزيثروميسين azithromycin بسبب المخاوف من أن يؤدي الإفراط في استخدامه إلى ظهور مقاومة المضادات الحيوية، لكن البحث الحالي يظهر أن الأطفال الأصغر سناً والأكثر ضعفاً والأقل مناعة، الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، يكتسبون حماية أكبر من الالتهابات الخطيرة المحتملة في الجهاز التنفسي بشكل خاص إذا تم علاج أشقائهم الأكبر عمراً أيضاً بالمضاد الحيوي بشكل وقائي، حتى لا ينقلوا إليهم هذه الالتهابات.

شملت الدراسة الأولى التي بدأت في عام 2018 ما يقرب من 200 ألف طفل في ثلاث دول أفريقية هي النيجر وملاوي وتنزانيا، حيث تم إعطاء الأطفال جرعة واحدة من مضاد الأزيثروميسين الواسع المجال عن طريق الفم أربع مرات على مدار عامين كاملين، ما أدى إلى خفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 14 في المائة بشكل عام، وبنسبة 20 في المائة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 أشهر.

فوائد المضادات الحيوية

وفي عام 2020، قامت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع دولة النيجر فقط - وذلك لأن معدلات وفيات الأطفال لديها كانت أعلى بكثير من تنزانيا وملاوي - بإعادة التجربة نفسها وإعطاء المضاد الحيوي، لكن مع تقسيم الأطفال إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى (الرضع من عمر 1 إلى 11 شهراً يتلقون الأزيثروميسين مع الأطفال الأكبر عمراً الذين يتلقون دواءً وهمياً)، والمجموعة الثانية شملت (جميع الأطفال أقل من سن 5 سنوات يتلقون الأزيثروميسين)، والمجموعة الثالثة (جميع الأطفال أقل من سن 5 سنوات يتلقون دواءً وهمياً) لمعرفة تأثير المضاد.

وتبين أن استهداف الرضع فقط في العلاج لم يساهم بشكل كبير في خفض عدد الوفيات، بينما وجدوا أن معدل وفيات الأطفال دون عمر الخامسة انخفض بشكل كبير فقط عندما تم علاج جميع الأطفال، وانخفض معدل الوفيات بين الرضع بنسبة 17 في المائة من نحو 220 حالة وفاة سنوية لكل 10 آلاف طفل إلى 185 فقط.

وقال العلماء إن الأطفال الرضع يتعرضون لمسببات الأمراض في المنزل، حيث لاحظ الباحثون أن معظمهم لديهم أشقاء أكبر عمراً وفي الأغلب ينقل هؤلاء الإخوة العدوى أو يساهمون في زيادة حدتها؛ لأنهم يقضون وقتاً أطول خارج المنزل، ويلعبون مع أطفال آخرين، ما يزيد من احتمالية إصابة أشقائهم الأصغر سناً والأقل مناعة بالأمراض المختلفة التي لا تظهر أعراضها المختلفة على إخوتهم الكبار نتيجة لقوة مناعتهم. وبالتالي يُعد علاج هؤلاء الأشقاء الأكبر (حتى من دون شكوى) نوعاً من الحماية للرضع.

قللت الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة تصل إلى 14 %

المضادات الحيوية

وأكد الباحثون أنهم على دراية بخطورة إمكانية حدوث مقاومة للمضادات الحيوية، ولكن في حالة عمل مقارنة بين فوائد استخدام المضادات المتمثلة في إنقاذ حياة آلاف الأرواح من الأطفال من الموت المحقق وبين مخاطر حدوث المقاومة، تكون النتيجة محسومة لصالح إعطاء المضاد الحيوي، خاصة إذا كان التدخل يقتصر على مجموعة فرعية صغيرة من السكان، أي الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة، وذلك لبضع سنوات فقط، وفي حالات محددة. وليس معنى ذلك أن يتم التعامل مع المضاد باستخفاف أو استخدامه بشكل موسع.

في النهاية، أعرب الباحثون عن أملهم بأن تصدر منظمة الصحة العالمية توصيات ملزمة بضرورة إعطاء المضاد الحيوي للأطفال دون السنوات الخمس (في أفريقيا)؛ لحمايتهم من الوفاة، لأن التوصيات الحالية تسمح باستخدام المضادات الحيوية من عمر شهر إلى 11 شهراً فقط في حالة الإصابة، ولكن حسب الدراسة الجديدة يجب إعطاء الأطفال جميعهم العلاج.

* استشاري طب الأطفال