هل يمكن لمريض السكري تناول الكربوهيدرات؟!

هل يمكن لمريض السكري تناول الكربوهيدرات؟!
TT

هل يمكن لمريض السكري تناول الكربوهيدرات؟!

هل يمكن لمريض السكري تناول الكربوهيدرات؟!

مرض السكري هو حالة مزمنة تؤثر على عدد كبير من الناس.فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يعاني حوالى 42.2 كرور (وحدة في نظام الترقيم جنوب آسيا تساوي عشرة ملايين 10.000.000) من مرض السكري في جميع أنحاء العالم. وفي الهند، هناك ما يقدر بـ 7.7 كرور شخص فوق سن 18 عامًا مصابون بمرض السكري وحوالى 2.5 كرور شخص يعانون من مقدمات السكري، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية. إذ غالبًا ما تشير البيانات الى الهند باسم «عاصمة مرض السكري في العالم».

وعندما يتعلق الأمر بالوقاية من مرض السكري وإدارته، تلعب عوامل نمط الحياة، وخاصة النظام الغذائي، دورًا رئيسيًا. لذا يجب على مرضى السكري الحد من الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة بما في ذلك الأطعمة المكررة عالية الكربوهيدرات المصنعة، إلى جانب الأطعمة المضاف إليها السكر. لكن التخلص من الكربوهيدرات من النظام الغذائي ليس أمرًا محتملاً ، لأنها توفر الوقود للجسم.

وفي هذا الاطار، يجيب الدكتور أنوراغ أجروال استشاري الطب الباطني بمستشفى فورتيس إسكورتس بفريد آباد ما إذا كان من الآمن لمرضى السكري تناول الكربوهيدرات، وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

هل يمكن لمرضى السكر تناول الكربوهيدرات؟

الكربوهيدرات هي نوع من المغذيات الكبيرة الموجودة في بعض الأطعمة. إنه مزيج من السكريات والنشويات والألياف الغذائية التي تساعد على تزويد الجسم بالغلوكوز والذي يتحول بدوره إلى طاقة.

ووفقًا لدراسة نُشرت بالمجلة الهندية للبحوث الطبية، يمكن أن يكون الاستهلاك الزائد للكربوهيدرات ضارًا لمرضى السكر ويرتبط بكل من القابلية للإصابة بمرض السكري من النوع 2 وضعف التحكم في الحالة.

ومع ذلك، يقول الدكتور أجروال إن الاستهلاك المعتدل للكربوهيدرات المعقدة آمن لمرضى السكري. موضحا «يمكن للأفراد المصابين بداء السكري تضمين الكربوهيدرات في نظامهم الغذائي، نظرًا لاختيارهم الكربوهيدرات المعقدة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف ولها تأثير أقل على مستويات السكر في الدم؛ فبعض هذه الأطعمة تشمل الحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات والفواكه». وحسب الطبيب، فإن المفتاح هو إدارة أحجام الحصص وتوزيع كمية الكربوهيدرات على مدار اليوم بدلاً من تناول كمية كبيرة في وجبة واحدة. مبينا «أن تناول الكربوهيدرات المثالي يعتمد على عوامل فردية مثل العمر والوزن ومستوى النشاط وأهداف إدارة مرض السكري.

عادات نمط حياتية يجب على مرضى السكري تبنيها:

تتضمن بعض عادات نمط الحياة الصحي لمرضى السكر ما يلي:

- الأكل الصحي

وفقًا للدكتور أجروال، يجب على المرء التركيز على استهلاك الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية.

كما يجب على مريض السكري أن يحد من تناول الكربوهيدرات المكررة والأطعمة السكرية والدهون المشبعة أو المتحولة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التحكم في الحصص الغذائية هو المفتاح ليس فقط للتحكم بأعراض مرض السكري ولكن أيضًا في الحفاظ على وزن صحي. لذا يوصي الطبيب أيضًا بتعلم حساب الكربوهيدرات ومطابقة جرعات الأنسولين أو الأدوية وفقًا لذلك.

- النشاط البدني المنتظم

يقول الدكتور أجروال إن الشخص المصاب بداء السكري يجب أن يمارس الرياضة بانتظام. لذلك استهدف ممارسة التمارين الهوائية متوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا، مثل المشي السريع أو السباحة أو ركوب الدراجات أو الرقص. أيضا مارس تمارين القوة مرتين على الأقل في الأسبوع.

ويحذر الطبيب من الجلوس لفترات طويلة أو سلوكيات الخمول من خلال دمج المزيد من الحركة في الروتين اليومي، كصعود الدرج بدلاً من المصعد أو الذهاب في نزهات قصيرة بعد الوجبات.

- مراقبة نسبة السكر في الدم

اتبع تكرار الاختبار الموصى به الذي ينصح به مقدم الرعاية الصحية الخاص بك واحتفظ بسجل للقراءات الخاصة بك. هذا يساعد في فهم كيف يؤثر الطعام والنشاط البدني والأدوية على مستويات السكر في الدم، وفق أجروال، الذي يتابع «تناول الأدوية الموصوفة حسب التوجيهات، بما في ذلك الأنسولين أو الأدوية الفموية أو الأدوية الأخرى القابلة للحقن. كما يجب الالتزام بجداول الأدوية أمر بالغ الأهمية للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم».

- ادارة الاجهاد والحد من التوتر

مارس تقنيات الحد من التوتر لأن التوتر المزمن يمكن أن يؤثر على مستويات السكر في الدم. لذا انخرط في أنشطة للحد من التوتر مثل التأمل الذهني أو تمارين التنفس العميق أو اليوغا أو الهوايات التي تساعدك على الاسترخاء.

- النوم الكافي

يجب أن يعطي مريض السكري الأولوية للنوم الجيد ويجب أن يهدف إلى النوم لمدة 7-8 ساعات في الليلة. إذ يمكن أن تؤثر قلة النوم على حساسية الأنسولين والصحة العامة. ضع نظام نوم منتظما واخلق بيئة نوم مريحة.

وفي الأخير يمكن أن يكون داء السكري مقلقًا. لكن طالما أنك تقوم بإجراء معدل السكر في الدم بشكل منتظم فيمكن إدارته بشكل جيد.


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«فوبيا الطعام»... أكثر رعباً مما تتخيل

يقول المتخصص في الفوبيا كريستوفر بول جونز إن فوبيا الطعام هي خوف أو قلق شديد يتم تحفيزه بواسطة أطعمة معينة (رويترز)
يقول المتخصص في الفوبيا كريستوفر بول جونز إن فوبيا الطعام هي خوف أو قلق شديد يتم تحفيزه بواسطة أطعمة معينة (رويترز)
TT

«فوبيا الطعام»... أكثر رعباً مما تتخيل

يقول المتخصص في الفوبيا كريستوفر بول جونز إن فوبيا الطعام هي خوف أو قلق شديد يتم تحفيزه بواسطة أطعمة معينة (رويترز)
يقول المتخصص في الفوبيا كريستوفر بول جونز إن فوبيا الطعام هي خوف أو قلق شديد يتم تحفيزه بواسطة أطعمة معينة (رويترز)

تشعر كلير دي بالرعب من البرتقال، لا تستطيع لمسه، أو الاقتراب منه. تقول كلير البالغة من العمر 39 عاماً، وأم لطفلين: «ليست فقط الرائحة؛ بل الأمر كله: اللب والقشرة والفصوص. أبتعد عن البرتقال ومكوناته بأي ثمن».

تستطيع كلير الاستمتاع بالليمون، إلا أنها لا تستطيع تقشير البرتقال لأطفالها الذين تتراوح سنهم بين عامين وخمسة أعوام. وزملاؤها في العمل بشركة تكنولوجيا في لندن يعرفون أنهم لا يستطيعون الجلوس على مكاتبهم وتقشير البرتقال أمامها.

يقول موقع «إندبندنت» إن كلير لم تحب البرتقال أبداً؛ لكنها تعتقد أن خوفها المرضي (الفوبيا) منه، تعود لتجربة معينة في طفولتها؛ حيث عُرضت عليها قطعة برتقال في كيس بلاستيكي شفاف، بعد مباراة كرة الشبكة في صغرها، ما جعلها تشعر بالغثيان. وتضيف: «أعلم أنه غير منطقي؛ لكن ليست لدي نية للتخلص من فوبيا البرتقال. لكن الأمر صعب؛ خصوصاً في عيد الميلاد؛ حيث تكون فاكهة البرتقال في كل مكان».

فوبيا الطعام شائعة في جميع مجالات الحياة، فالممثلة آنا ماكسويل مارتن التي شاركت في مسلسل «Line of Duty» لا تستطيع تحمل وجود سندويتشات، أو مايونيز بجوارها.

وتعاني عارضة الأزياء كيندال جينر من فوبيا الثقوب الصغيرة، المعروفة باسم «تريبو فوبيا» مثل خلايا النحل. بينما يكره الممثل إيدي ريدماين البيض، ولا يستطيع حمله.

يقول المتخصص في الفوبيا، كريستوفر بول جونز، مؤلف كتاب «واجه مخاوفك: 7 خطوات للتغلب على الفوبيا والقلق»، إن فوبيا الطعام، المعروفة أيضاً باسم «سيبوفوبيا»، هي خوف أو قلق شديد يتم تحفيزه بواسطة أطعمة معينة، موضحاً: «وقد تحدث نتيجة مشاهدة نوع الطعام أو شم رائحته، أو حتى مجرد التفكير فيه».

ويرى جونز أن فوبيا الطعام غالباً ما تنبع من تجارب سلبية مبكرة تُعرف باسم «التكيف البافلوفي». ويمكن أن تشمل هذه التجارب السلبية: الاختناق، وردود الفعل التحسسية، أو الصدمة العاطفية المتعلقة بالطعام، مثل التعرض للإجبار في الصغر على الأكل، ثم الشعور بالمرض.

ويضيف جونز: «إذا تُركت هذه المخاوف دون علاج، يمكن أن تزيد مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى نظام غذائي مقيد بشدة يمكن أن يؤثر على صحة الشخص» المصاب بالفوبيا.

ويدَّعي جونز أنه من خلال كسر الاتصال الشعوري الذي يحفز الخوف، يمكنه حل معظم الفوبيات في جلسة واحدة إلى 4 جلسات. وأن نهجه متعدد الأبعاد يركز أكثر على التعامل مع جذور المشكلة مقارنة بالتنويم الإيحائي التقليدي.

وفقاً لخبير فوبيا الطعام فيليكس إكونوماكيس الذي يدير عيادة خاصة في لندن، فإن معظم الأشخاص الذين يعانون من فوبيا طعام شديدة سيأكلون عنصرين غذائيين فقط، مثل الدجاج والبطاطس المقلية. ومع ذلك، فقد عالج رجلاً لم يأكل سوى الخبز طوال حياته.

ويقول إكونوماكيس: «إذا اعتقد الدماغ أن الطعام يمثل خطراً، فإنه سيتجنبه؛ لكن الدماغ في الوقت نفسه يعرف أنه يحتاج إلى الطعام للبقاء على قيد الحياة، لذا سيختار ما يعده أكثر الأطعمة أماناً».

وأشار إلى أن فوبيا الطعام يمكن تشخيصها –على سبيل الخطأ- أنها فقدان الشهية العصبي، بينما هي في الواقع «عدم ثقة بالطعام. ويعاني المصابون من شعور بالخوف المرضي تجاه بعض الأطعمة؛ حيث ستبدأ أجسامهم بالرعشة، كما لو أنك وضعت عنكبوتاً» في يده.

مثلت كعكات الأرز مع الزبدة ومعجون المارميت الجزء الأكبر من نظام مارك (اسم مستعار) الغذائي لفترة طويلة. تقول والدته إنها وضعت الفيتامينات سراً تحت معجون المارميت في محاولة يائسة للحفاظ على صحته، عندما كان طفلاً. عند سن 16 عاماً، أضاف قطع الدجاج المقلي (الناغتس) والبطاطس المقلية إلى نظامه الغذائي.

ويقول مارك: «كنت أشعر بالقلق الشديد إذا كان عليَّ الذهاب إلى حفلة لأنني أشعر بالخجل؛ إذ كنت آكل فقط كعكات الأرز، 12 قطعة على الأقل يومياً».

وتابع: «لم يتم تشخيصي مطلقاً باضطراب. كنت أشعر بأنني مختلف ومعزول وخائف، ولدي قلق اجتماعي وقليل من الاكتئاب».

ويشير موقع «إندبندنت» إلى أن مارك لا يزال انتقائي للغاية بشأن الطعام؛ لكن منذ التحاقه بالجامعة دفع نفسه لتجربة العصائر؛ حيث من الأسهل تجربة المشروبات عن الأطعمة الصلبة. ويؤكد: «لا تزال كعكات الأرز طعامي الآمن. فكرة تجربة أطعمة مختلفة مخيفة جداً».

تُرجع والدة مارك فوبيا الطعام لديه، إما إلى صدمة عندما اختنق بالطعام وهو طفل، وإما لغضب عاملة الحضانة منه عندما اتسخ بالطعام.

وتقول المعالجة النفسية كيري جونز، إن فوبيا الطعام أقل شيوعاً بعض الشيء مقارنة بأنواع أخرى من اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية والشره المرضي أو اضطراب الشراهة عند تناول الطعام؛ لكنها لا تزال تؤثر على عدد كبير من الأشخاص.

وتميل هيئة الخدمات الصحية البريطانية إلى تقديم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو العلاج القائم على الأسرة لعلاج فوبيا الطعام. وتشمل التقنيات الأخرى المستخدمة «سلسلة الطعام»؛ حيث يتم إنشاء «سلاسل» بين الأطعمة التي يتناولها المصابون بفوبيا الطعام بالفعل والأطعمة الجديدة التي تشبهها في الطعم أو اللون أو القوام.