الأمم المتحدة: الصراع الإقليمي تسبب في مخاطر إضافية على اليمن

17.6 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي

عناصر البحرية الأميركية يتدربون على عمليات لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن (الجيش الأميركي)
عناصر البحرية الأميركية يتدربون على عمليات لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن (الجيش الأميركي)
TT

الأمم المتحدة: الصراع الإقليمي تسبب في مخاطر إضافية على اليمن

عناصر البحرية الأميركية يتدربون على عمليات لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن (الجيش الأميركي)
عناصر البحرية الأميركية يتدربون على عمليات لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن (الجيش الأميركي)

أكدت الأمم المتحدة وشركاؤها أن الصراع الإقليمي تسبب في إيجاد مخاطر إضافية على الوضع في اليمن الذي يواجه أكثر من 17 مليوناً من سكانه مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال العام الجاري، في إشارة إلى التصعيد المستمر في البحر الأحمر وخليج عدن.

وقالت المنظمة الأممية إنها بحاجة إلى 2.7 مليار دولار لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية، كما طالبت بمبلغ 1.3 مليار دولار لتمويل برامج التنمية المستدامة.

يعتمد ملايين اليمنيين على المساعدات الإنسانية المقدمة من الوكالات الأممية والدولية (رويترز)

وذكرت الأمم المتحدة في تقرير الاحتياجات الإنسانية في اليمن وخطة الاستجابة الإنسانية خلال عام 2024، أنها تسعى للوصول إلى ملايين الأشخاص ذوي الاحتياجات لتوفير خدمات المساعدة والحماية.

وأوضحت أنه ونظراً للاحتياجات الحرجة، دعت ومعها 219 شريكاً في المجال الإنساني إلى تقديم دعم عاجل لأكثر من 18.2 مليون شخص من النساء والفتيات والفتيان والرجال، الذين يواجهون معاناة هائلة يومياً منذ أكثر من تسع سنوات بسبب الصراع والتدهور الاقتصادي والتعطيل الشديد للبنية التحتية العامة الخدمات، وكذلك تغير المناخ.

وقال بيتر هوكينز، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية: «إن الخطة تظهر الجهود الجماعية والمنسقة لإنقاذ الأرواح وتقليل المخاطر ودعم الصمود، وتتطلب خطة الاستجابة الإنسانية مبلغ 2.7 مليار دولار لتعزيز الاستجابة الإنسانية واستهدافها وتحديد الأولويات، من خلال نهج واعٍ بالمخاطر من القاعدة إلى القمة.

ووفق المسؤول الأممي تستند الخطة إلى مشاورات مكثفة في جميع أنحاء البلاد مع الأشخاص المتضررين والسلطات والمؤسسات والجهات الإنسانية الفاعلة، وشركاء التنمية على المستويين المحلي والوطني، وتعهد بأن يعمل مجتمع العمل الإنساني على تكييف استجابته في ضوء التمويل المحدود والقيود المفروضة على الوصول.

يشهد اليمن واحداً من أعلى معدلات سوء التغذية على الإطلاق (الأمم المتحدة)

وأكد هوكينز أن اليمن يواجه منعطفاً حرجاً، وأمامه فرصة فريدة لاتخاذ خطوة حاسمة بعيداً عن الأزمة الإنسانية من خلال معالجة دوافع هذه الأزمة، وأقر بأن ديناميكيات الصراع الإقليمي أدت إلى مخاطر إضافية،، ومع ذلك أفاد بأن المجتمع الإنساني لا يزال ملتزماً بالبقاء وتقديم الخدمات.

وفي حين تؤكد الخطة الأممية التعاون مع شركاء التنمية لدعم سبل العيش والخدمات الأساسية، والظروف الاقتصادية لبناء حلول طويلة الأجل، شدد هوكينز على وجوب ألا يدير المجتمع الدولي ظهره للشعب اليمني، وناشد المانحين أن يواصلوا جهودهم بدعم عاجل لإنقاذ الأرواح، وبناء القدرة على الصمود، وكذلك لتمويل التدخلات المستدامة.

الملايين بحاجة للدعم

بحسب الأمم المتحدة، فإنه وبعد أكثر من تسع سنوات من الصراع، يحتاج 18.2 مليون شخص في اليمن إلى الدعم، من بينهم 17.6 مليون شخص من المتوقع أن يواجهوا انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال هذا العام.

وبينت أنه وخلال عام 2023، تحسنت معدلات وفيات الأطفال بشكل طفيف بعد سنوات من المساعدات الإنسانية المستمرة، وقالت إنه ومع ذلك، يشهد اليمن بعضاً من أعلى المعدلات سوء التغذية على الإطلاق، حيث يعاني ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية المعتدل إلى التقزم الشديد.

تزايد خطر الإصابة بالأمراض المعدية في اليمن نتيجة انعدام مياه الشرب النظيفة (الأمم المتحدة)

وطبقاً للبيانات الأممية، استمر الوضع الإنساني في التدهور، حيث يعيش ما يقدر بنحو 6.7 مليون شخص في ملاجئ غير ملائمة، ولا تزال محدودية الوصول إلى الخدمات الحيوية تفاقم الظروف بالنسبة لمعظم الناس خاصة الفئات الضعيفة، بمن في ذلك النساء والأطفال، كما يفتقر 12.4 مليون شخص إلى الوصول الكافي إلى مياه الشرب، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية.

ووفق البيانات الحديثة للأمم المتحدة، فإن هناك أكثر من 4.5 مليون طفل أعمارهم بين 5 و17 سنة، فيما يقدر عدد النازحين بأكثر من أربعة ملايين شخص، وقد نزح ثلثهم أكثر من مرة، مما أدى إلى تآكل قدرتهم على التكيف.

وإلى جانب مطالبة الأمم المتحدة بمبلغ 2.7 مليار دولار لتغطية خطة الجانب الإغاثي، فإن صندوق الأمم المتحدة للتنمية المستدامة يطالب بمبلغ 1.3 مليار دولار سيتم تخصيصها لدعم برامج التنمية المستدامة.


مقالات ذات صلة

تدمير 4 طائرات حوثية من دون طيار بنيران أميركية وأوروبية

العالم العربي مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

تدمير 4 طائرات حوثية من دون طيار بنيران أميركية وأوروبية

أعلن الجيش الأميركي تدمير أربع طائرات مسيّرة حوثية مع شركائه الأوروبيين، في سياق عمليات التصدي الدفاعية لهجمات الجماعة المستمرة ضد السفن للشهر الثامن.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يستخدمون التعليم منصة للتعبئة الطائفية والقتالية (فيسبوك)

انقلابيو اليمن يمنعون مبادرات خيرية لعون طلبة المدارس

أوقفت جماعة الحوثيين مبادرات خيرية لدعم طلبة المدارس بصنعاء وريفها وصادرت لوازم مدرسية كانت مخصصة لمئات الطلبة وذلك في سياق إعاقة الأعمال الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

زعيم الحوثيين يتوعد بالمزيد من الاعتقالات بتهم «التجسس»

توعد زعيم الحوثيين بالمزيد من الاعتقالات في مناطق سيطرته في اليمن بتهم التجسس لمصلحة الولايات المتحدة، في حين دعت منظمات دولية إلى سرعة إطلاق المعتقلين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي المهمة الأوروبية البحرية أسهمت في مرافقة 17 سفينة تجارية بالبحر الأحمر (إكس)

خطورة هجمات الحوثيين تتراجع و«أسبيدس» الأوروبية تدمر مسيرتين

وسط تراجع في خطورة هجمات الحوثيين خلال الأسبوع الأخير أعلنت مهمة الاتحاد الأوروبي العسكرية لحماية السفن (أسبيدس) تدمير طائرتين من دون طيار فوق خليج عدن.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي النساء اللائي يعانين من سوء التغذية في اليمن معرضات بشكل كبير لمخاطر الحمل والولادة (الأمم المتحدة)

سوء التغذية الحاد يرتفع بين الأمهات والأطفال اليمنيين

كشفت مصادر صحية يمنية عن ارتفاع مستوى سوء التغذية الحاد بمختلف أشكاله في أوساط الأمهات والأطفال دون الخامسة في مناطق عدة واقعة تحت سيطرة الحوثيين.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

تقارير: العثور على جثث 3 رجال مكبلي الأيدي بعد احتجازهم في إسرائيل

والدة كامل غباين من أمام مستشفى ناصر في خان يونس (رويترز)
والدة كامل غباين من أمام مستشفى ناصر في خان يونس (رويترز)
TT

تقارير: العثور على جثث 3 رجال مكبلي الأيدي بعد احتجازهم في إسرائيل

والدة كامل غباين من أمام مستشفى ناصر في خان يونس (رويترز)
والدة كامل غباين من أمام مستشفى ناصر في خان يونس (رويترز)

أفاد عم أحد ثلاثة رجال فلسطينيين أطلقت إسرائيل سراحهم بعد فترة من الاحتجاز، وشاهد آخر، بالعثور على جثث الثلاثة وهم مكبلو الأيدي بالقرب من حدود غزة مع إسرائيل، إذ قالا إن القوات الإسرائيلية هاجمتهم بعد الإفراج عنهم بقليل.

وحسب «رويترز»، قال عبد الهادي غباين، عم المعتقَل كامل غباين، إنه خرج في الخامسة من صباح الأحد، للبحث عن ابن أخيه بعدما اعتقلته القوات الإسرائيلية يوم السبت.

وأضاف غباين: «لقيته على الأرض مرمي... هو وكمان اتنين شُهدا مشلحين (من دون ملابس) وإيديهم فيهم مرابط بلاستيك من الجيش... الجيش طلعهم بره السلك ولما ساروا في منطقة العرب طخّوهم، رموا عليهم قذايف، وفي شاب تاني مقطع».

وذكر أنه عُثر على الجثث قرب السياج الحدودي مع إسرائيل يوم الأحد، في محيط معبر كرم أبو سالم، جنوب قطاع غزة.

ولم يتسنَّ لـ«رويترز» التأكد على نحو مستقل مما حدث للرجال الثلاثة أو سبب اعتقالهم. ولم يردّ الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق.

وأضاف غباين أن أحد الرجال فقد ساقه وكان جسده ممزقاً بعد ما قال إنه هجوم شنته القوات الإسرائيلية بعد الإفراج عنهم بقليل.

وقال إن الإسرائيليين بدأوا إطلاق النار عليه عندما حاول استعادة ساق الرجل المبتورة فتوقف عن المحاولة ثم حمل جثث الثلاثة على شاحنته إلى مستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع.

وذكر الشاهد محمود أبو طه أن الثلاثة، وهم كامل غباين ومحمد عوض رمضان أبو حجازي ورمضان عوض رمضان أبو حجازي، من بين عدة فلسطينيين اعتُقلوا يوم السبت واحتُجزوا للاستجواب. وقال إنهم تعرضوا لإطلاق النار بعد الإفراج عنهم بقليل.

وأضاف: «قوّمونا ورمونا وين؟ في المعبر... بعد ما رمونا وصلنا وين؟ وصلنا شارع الكركار... بعد 10 دقايق وصلنا هناك إلا بتنزل إيش؟ قنبلة على الشباب اللي كانوا معايا... الحمد لله أنا كنت قدام، نزل الصاروخ ست أو سبع أنفار استُشهدوا كانوا معانا جوه محبسين، والحمد لله طلع فينا حياة».

واندلعت الحرب بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.

وقال مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 38 ألف فلسطيني قُتلوا في الحملة العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ ذلك الحين.