أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، اليوم (الأربعاء)، أن ترحيل السكان من الأراضي المحتلة «محظور تماماً»، بعد اقتراح الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أن تسيطر بلاده على غزة ويُرحَّل سكانها.
وقال تورك، في بيان، إن «الحق في تقرير المصير مبدأ أساسي في القانون الدولي، ويجب أن تصونه جميع الدول، وهو ما أعادت محكمة العدل الدولية مؤخراً التأكيد عليه. أيّ نقل قسري أو ترحيل للسكان من الأراضي المحتلة محظور تماماً»، مشدداً على أن «القانون الدولي واضح جداً»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأكد ترمب، الثلاثاء، خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في واشنطن، أنه يريد «السيطرة» على قطاع غزة المدمر جراء الحرب، مكرراً أنه يمكن لسكانه الانتقال إلى الأردن أو مصر، على الرغم من معارضة الدولتين والفلسطينيين أنفسهم.
وعدّ تورك في بيانه أنه «من المهم أن ننتقل إلى المرحلة التالية من وقف إطلاق النار، لإطلاق سراح جميع الرهائن والمعتقلين المحتجزين تعسفياً، وإنهاء الحرب وإعادة بناء غزة، مع الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي». وكتب المسؤول الأممي الكبير: «شهد سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل معاناة لا تطاق». وأضاف أن «الفلسطينيين والإسرائيليين يحتاجون إلى السلام والأمن؛ بكرامة تامة ومساواة».
«غير مسؤول على الإطلاق»
ومن كوبنهاغن، عدّت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرنشيسكا ألبانيزي، أن اقتراح الرئيس الأميركي «غير قانوني» و«غير مقبول». ورأت ألبانيزي، المعيّنة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لكنّها لا تتحدث باسم هذه المنظمة، أن الاقتراح «غير مسؤول على الإطلاق؛ لأنه سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإقليمية». وأكدت ألبانيزي، التي تتهم إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية»، أن تصريحات ترمب «تحرّض على تنفيذ تهجير قسري، مما يشكل جريمة دولية». وأكدت ألبانيزي أنه «في إطار الإبادة الجماعية... من شأن (الاقتراح) أن يعزز التواطؤ في الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل خلال الأشهر الـ15 الماضية وما قبلها»، فيما تبثّ الهدنة إلى جانب الإفراج عن الرهائن «شعاعاً من الأمل».
«مفاجئ»
وأعرب المفوض الأممي السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، عن تفاجئه باقتراح ترمب. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، خلال زيارة إلى بروكسل: «إنه أمر مفاجئ جداً، لكن يتعين علينا أن نرى بشكل ملموس ما يعنيه ذلك». ولم يقدّم ترمب تفاصيل بشأن كيفية ترحيل نحو مليوني فلسطيني أو كيفية السيطرة على غزة.