أنقرة تستعد للسيطرة على عين العرب بعد فشل وساطة مع «قسد»

اتفاق تركي أوروبي على دعم إدارة سوريا

سوري يتسلم أوراق مغادرته إلى بلاده من جندي تركي بقوات الدرك على الحدود مع سوريا (أ.ب)
سوري يتسلم أوراق مغادرته إلى بلاده من جندي تركي بقوات الدرك على الحدود مع سوريا (أ.ب)
TT

أنقرة تستعد للسيطرة على عين العرب بعد فشل وساطة مع «قسد»

سوري يتسلم أوراق مغادرته إلى بلاده من جندي تركي بقوات الدرك على الحدود مع سوريا (أ.ب)
سوري يتسلم أوراق مغادرته إلى بلاده من جندي تركي بقوات الدرك على الحدود مع سوريا (أ.ب)

أكد الاتحاد الأوروبي وتركيا ضرورة عدم السماح للتنظيمات الإرهابية أن تجد لها مكاناً في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وأنه يجب العمل على ضمان الوحدة الوطنية وحماية الأقليات واحترام حقوقها وضمان العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين. وبالموازاة تجمعت بوادر على تحضير تركيا وفصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لها، لعملية للسيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) في شرق الفرات.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده باعتبارها دولة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا يمكن أن تقبل ببقاء المنظمات الإرهابية في سوريا سواء «داعش» أو «العمال الكردستاني» وذراعه السورية (وحدات حماية الشعب الكردية)، وإنه من الضروري أن نخرج سوريا من وحل الإرهابيين لتصل إلى مرحلة الاستقرار.

وأضاف إردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية، إرسولا فون دير لاين، عقب مباحثاتهما في أنقرة الثلاثاء: «تباحثنا حول معظم المواضيع المتعلقة بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، واتفقنا على ضرورة نقل سوريا إلى (مرحلة النور بعد مرحلة الظلام) التي استمرت 61 عاماً ونحن قمنا بالمرحلة الأولى لتطوير الاستقرار في سوريا وأعدنا فتح سفارتنا في دمشق، وستواصل تركيا الوقوف إلى جانب أشقائها السوريين».

جانب من مباحثات إردوغان ودير لاين في أنقرة الثلاثاء (الرئاسة التركية)

وأكد الرئيس التركي أنه لا يمكن للشعب السوري أن يتحمل وحده هذا العبء الثقيل، مضيفا: «للأسف، لم يقدم المجتمع الدولي الدعم الكافي للشعب السوري منذ 13 عاماً والتعويض يجب أن يكون دعم بناء وتطوير سوريا».

دعم دولي لبلد مفلس

وتابع: «نحن أمام مشهد مروع في سوريا، بعد إفلاس وسقوط نظام البعث، الذي قتل مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري، ولا يمكن أن تنهض سوريا من هذا الوضع إلا بدعم كامل من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية».

وتابع: «ناقشنا إمكانيات التعاون بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لدعم (سوريا الجديدة) في المرحلة المقبلة»، لافتاً إلى أن تركيا عملت، بشكل دؤوب، في شمال سوريا إلى جانب الشعب السوري، ومستعدة لتوسيع دعمها له.

إردوغان وفون دير لاين خلال لقائهما في أنقرة اليوم (إ.ب.أ)

بدورها، أكدت فون دير لاين أن انهيار نظام الأسد يعطي أملاً للشعب السوري، لكن لا تزال هناك مخاطر ولا يزال الوضع الأمني متقلباً، مشددة على أن «الوحدة الوطنية في سوريا يجب أن تحترم ويجب أن يتم ضمان حماية الأقليات، كما يجب أن نقوم بدورنا في دعم سوريا في هذا المفترق الحرج».

وقالت إن «الدبلوماسيين الأوروبيين سوف يعودون إلى دمشق، وسبق أن حافظنا على حضورنا في سوريا لدعم من كان بحاجة لدعمنا هناك، ولكن دون تواصل أو تنسيق مع نظام الأسد، والآن يجب أن ندعم البنية التحتية السورية. وقد أطلقنا جسراً جوياً للمساعدات، ونتوقع أن تصل أولى الشحنات إلى سوريا هذا الأسبوع».

إعادة الإعمار واللاجئين

ولفتت دير لاين إلى أن «أوروبا من أكثر الداعمين لسوريا، وسنركز على إعادة الإعمار، وسنبدأ حواراً حول تخفيف العقوبات، ولكن هذا لن يتم إلا عندما نرى انتقالاً سلمياً في الميدان». وأكدت أن عودة اللاجئين السوريين يجب أن تكون بشكل طوعي وآمن، لافتة إلى أن المفوضية الأوروبية تنسق مع مفوضية شؤون اللاجئين بالأمم المتحدة في هذا الأمر.

وذكرت أن تركيا استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين من سوريا، وأن الاتحاد الأوروبي دعم تركيا في هذا الملف، ومنذ عام 2011 قدم لتركيا أكثر من 11 مليار يورو لدعم اللاجئين.

وأضافت أن «الرئيس إردوغان ساهم بالاستقرار في سوريا، وأن المخاوف الأمنية التركية يجب أن تؤخذ بالاعتبار، ولا يجب أن تسيطر المنظمات الإرهابية على مناطق في سوريا». وزادت: «نتابع انتشار عناصر (داعش) في شرق سوريا، ولن نسمح بوجود الإرهاب».

تحرك في عين العرب

في الأثناء، تجمعت بوادر على تحضير تركيا وفصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لها، لعملية للسيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) في شرق الفرات.

ودفعت تركيا تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة الحدودية المحاذية للمدينة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية غالبية قوامها، تضمنت أسلحة ثقيلة وعربات مصفحة، وتم رفع حالة التأهب في الوحدات العسكرية المتمركزة بالمنطقة.

فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج شمال شرقي سوريا (إعلام تركي)

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بانتهاء الهدنة المؤقتة بين «الجيش الوطني»، الموالي لتركيا، و«قسد» التي كانت قد أقرت بوساطة أميركية، دون التوصل لاتفاق تسوية شامل في شرق حلب، إذ رفض «الجيش الوطني» نقل الأسرى ومقاتلي «مجلس منبج العسكري»، التابع لـ«قسد»، والمدنيين في مدينة منبج الرافضين للبقاء، إلى مناطق آمنة. وكذلك حل مسألة نقل ضريح «سليمان شاه» (جد مؤسس الدولة العثمانية السلطان عثمان الأول بن أرطغرول) ورفاته إلى مكانه السابق، الذي نقل منه عام 2016 إلى بلدة آشمه في غرب عين العرب.

مراسم عسكرية أثناء نقل الجيش التركي ضريح سليمان شاه إلى آشمه في 2015 (الدفاع التركية- أرشيفية)

وأكد قائد «قسد»، مظلوم عبدي، الاثنين، الالتزام بإعادة الضريح إلى موقعه القديم، قرب جسر قوره قوزاق جنوب عين العرب، وإبقاء الطريق إلى موقعه مفتوحاً وتقديم جميع التسهيلات لعبور الجسر، استناداً إلى الاتفاقيات الدولية.

ولفت عبدي من قبل إلى أنه «خلال التهديد الذي شكله تنظيم «داعش» عام 2015، ساهمنا في حماية رفات سليمان شاه عبر تسهيل نقله إلى منطقة آشمه، من منطلق الالتزام بالحفاظ على المواقع التاريخية مع الاستعداد للتنسيق مع جميع الأطراف المعنية لتيسير إعادة رفاته إلى موقع المزار الأصلي، بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية السابقة وباحترام كامل للتراث الثقافي».

هذا وتنقل ضريح سليمان شاه بين 3 مواقع مختلفة، إذ كان بالأصل قرب قلعة جعبر في الرقة حتى عام 1973 عندما تم نقله إلى ضفاف نهر الفرات في محافظة حلب، على بعد 27 كيلومتراً من الحدود التركية، لتجنب الفيضانات. ثم قامت الحكومة التركية بنقل الضريح إلى آشمه غرب مدينة عين العرب على الحدود السورية التركية في عام 2015.

فشل الوساطة الأميركية

في شأن آخر، ذكر المرصد السوري أن الفصائل الموالية لتركيا رفضت دخول قوافل تابعة للهلال الأحمر الكردي و«الإدارة الذاتية»، لإجلاء الرافضين بالبقاء في منبج والأسرى وجثامين القتلى، وفق اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات التركية والفصائل الموالية لتركيا من جهة، و«قسد» من جهة أخرى، بوساطة أميركية حيث اجتمعت مع وفد من الفصائل الموالية لتركيا، الاثنين، دون التوصل لحل، وبخاصة مع إلحاح تركيا على إنشاء قاعدة تركية في سد قره قوزاق الواقع بين مدينتي عين العرب (كوباني) ومنبج شرق حلب، التي سيطرت عليها الفصائل الموالية لتركيا مؤخراً ضمن عملية «فجر الحرية».

عناصر من فصائل الجيش الوطني السوري في منبج (إعلام تركي)

ومن ضمن بنود الهدنة، انسحاب من تبقى من عناصر قوات سوريا الديمقراطية من مدينة منبج وريفها برفقة عائلاتهم، وتسليم منطقة ضريح سليمان شاه للقوات التركية، بالإضافة إلى استمرار خدمات توزيع الكهرباء بشكل منتظم من سد تشرين وانسحاب القوات من الطرفين، والالتزام ببنود الاتفاق من قبل الجانبين.

وقامت القوات الأميركية، الأحد، برفع علم الولايات المتحدة في مدينة عين العرب (كوباني)، لضمان عدم السماح للفصائل الموالية لتركيا بشن أي عملية عسكرية.

وإلى جانب الخلافات حول القاعدة التركية، فشلت المفاوضات بشأن نقل ضريح «سليمان شاه» بوساطة أميركية.

وحمل مدير المركز الإعلامي لـ«قسد»، فرهاد شامي، فشل جهود الوساطة الأميركية في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار مع فصائل الجيش الوطني المعارضة في مدينتي منبج وعين العرب إلى النهج التركي والمراوغة في قبول نقاط الاتفاق الأساسية.

في السياق ذاته، نفت مصادر محلية لوسائل إعلام كردية ما نشرته حسابات وصفحات إخبارية عبر منصات التواصل الاجتماعي عن قيام القوات التركية بإزالة جزء من الجدار الأسمنتي الحدودي عند عين العرب، تمهيداً للتوغل البري فيها.

قواعد روسية

وكانت روسيا أعلنت، في أغسطس (آب) الماضي، إنشاء قاعدة لها في منطقة عين العرب شمال شرقي حلب، قرب الحدود التركية بالاشتراك مع جيش نظام بشار الأسد قبل سقوطه، بهدف «الرقابة على نظام وقف العمليات القتالية بين الأطراف المتنازعة».

إحدى القواعد الروسية في عين العرب (كوباني)

وأضيفت هذه القاعدة إلى قاعدتين أقامتهما القوات الروسية في قريتي بير حسو وجبل الإذاعة غرب عين العرب، في يونيو (حزيران) الماضي، وأقيمت ضمن مناطق سيطرة «قسد» التي أبرمت مع الجانب الروسي أواخر عام 2019 اتفاقاً عسكرياً يسمح للجانب الروسي بإقامة قواعد في شرق نهر الفرات، وذلك في خضم عملية «نبع السلام» التي نفذتها تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) من ذلك العام، وسيطرت خلالها على منطقتي تل أبيض في ريف الرقة الشمالي ورأس العين في شمال غربي الحسكة.

واضطرت «قسد» في حينه لتقديم تنازلات ميدانية للروس وقوات النظام السوري لإيقاف العملية العسكرية التركية عند حدود معينة، خصوصاً أن الجانب الأميركي وهو الداعم الرئيس لـ«قسد» أعطى أنقرة الضوء الأخضر للتوغل على حسابها ولكن بعيداً عن منابع النفط والغاز.

موقف واشنطن

في الإطار ذاته، أفاد مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في إحاطة صحافية ليل الاثنين – الثلاثاء، بأن «لدى تركيا مخاوف مشروعة بشأن الإرهابيين، هناك تهديد إرهابي على الحدود السورية، والمواطنون الأتراك ضحايا للأنشطة الإرهابية هذه، ولا يمكن لوم أنقرة على قلقها من هذا التهديد».

وشدد كيربي، في الوقت ذاته، على أن أولوية أميركا في سوريا هي منع عودة تنظيم «داعش» الإرهابي، وأنها تحتفظ بعلاقات مع «قسد» لتحقيق هذا الهدف، لافتاً إلى أن تركيز واشنطن و«قسد» يجب أن يبقى منصباً على «داعش»، مع استمرار الحوار مع تركيا بشأن النقاط الخلافية في هذا الخصوص.

أميركا تتمسك بدعم قسد حليفاً في الحرب على «داعش» (إعلام تركي)

بالتوازي، أعلن القيادي في حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق، مراد كارايلان، أن الحزب، (المصنف منظمة إرهابية لدى تركيا وحلفائها الغربيين)، لا علافة له بالمناطق التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب الكردية» في سوريا.

وقال كارايلان لوسائل إعلام ناطقة باسم الحزب: «لا وجود لنا في منطقة روج آفا (وتعني منطقة غرب كردستان) التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، وليست لدينا روابط عضوية أو صلة مع أي قوة أو منظمة في المنطقة».

ونقلت وسائل إعلام تركية ما ورد في حديث كارايلان الذي قال: «من المعروف متى دخل حزب (العمال الكردستاني) روج آفا، ومتى خرج منها».


مقالات ذات صلة

في خطوة قد تثير غضب واشنطن... الاتحاد الأوروبي يغرم «إكس» 140 مليون دولار

الاقتصاد نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

في خطوة قد تثير غضب واشنطن... الاتحاد الأوروبي يغرم «إكس» 140 مليون دولار

فرض الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، غرامة قدرها 120 مليون يورو (140 مليون دولار) على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، المملوكة لإيلون ماسك.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المفوضية في بروكسل (رويترز)

المفوضية الأوروبية تقترح تدابير لزيادة تنافسية أسواق رأس المال

اقترحت المفوضية الأوروبية الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي الخميس تدابير تهدف إلى جعل أسواق رأس المال في الاتحاد الأوروبي أكثر تنافسية

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا جنود روس يقومون بدورية بمنطقة سودجا بإقليم كورسك (أرشيفية - أ.ب)

العديد من الأوروبيين يعتقدون أن الحرب مع روسيا ممكنة

يعتقد عدد كبير من الأوروبيين أن هناك خطرا كبيرا باندلاع حرب مع روسيا، وفق ما أظهر استطلاع للرأي أجري في تسع دول في الاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا  جماعة بريطانية معنية بالحريات المدنية وصفت التوسع في التعرف على الوجوه بأنه انتهاك خطير للخصوصية (أرشيفية)

بريطانيا للتوسع في تقنية التعرف على الوجوه لتعقب المجرمين

قالت الحكومة البريطانية، اليوم، إن الشرطة ستتوسع في استخدام تقنية التعرف على الوجوه للمساعدة في تعقب المجرمين، واقترحت إنشاء هيئة جديدة للإشراف على استخدامها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي عناصر من خفر السواحل اليمنية في البحر الأحمر (إعلام عسكري)

تشكيل لجنة دولية لتسيير الشراكة الأمنية البحرية مع اليمن

أعلن كل من السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا واليابان عن تشكيل لجنة التسيير لشراكة اليمن للأمن البحري وتعزيز خفر السواحل.

«الشرق الأوسط» (عدن)

مخاوف على حياة معتقل فلسطيني مسن بعد تحويله للاعتقال الإداري في إسرائيل

المعتقل الفلسطيني محمد أبو طير (القدس)
المعتقل الفلسطيني محمد أبو طير (القدس)
TT

مخاوف على حياة معتقل فلسطيني مسن بعد تحويله للاعتقال الإداري في إسرائيل

المعتقل الفلسطيني محمد أبو طير (القدس)
المعتقل الفلسطيني محمد أبو طير (القدس)

قالت عائلة المعتقل الفلسطيني المسن من قياديي حركة «حماس» محمد أبو طير، اليوم (الجمعة)، إنها تخشى على حياته بعد اعتقاله مجدداً قبل أيام عدة وتحويله للاعتقال الإداري، وفق ما نشرت «رويترز».

وقال مصعب نجل محمد أبو طير (75 عاماً): «داهمت قوات إسرائيلية منزل العائلة في قرية دار صلاح شرق بيت لحم قبل الفجر منذ نحو ثلاثة أسابيع واعتقلت والدي الذي أمضى ما مجموعه 44 عاماً في سجون الاحتلال».

وأضاف لـ«رويترز» عبر الهاتف: «يعاني والدي من أمراض السكري والضغط والصدفية ولا نعلم إن كان يحصل على دوائه أم لا ولا نعرف سبب اعتقاله».

وأوضح مصعب أبو طير أن تحويل والده للاعتقال الإداري لأربعة أشهر يعني أن إسرائيل لم تجد تهماً توجهها إلى والده. وقال: «هذه المرة الأوضاع في السجون الإسرائيلية صعبة جداً ووضع والدي الصحي لا يتحمل هذه الظروف».

وتستخدم إسرائيل قانوناً بريطانياً قديماً يتيح لها اعتقال الفلسطينيين من دون محاكمة بين ثلاثة وستة أشهر قابلة للتجديد بدعوى وجود ملف أمني سري للمعتقل.

ولم يصدر بيان من الجهات الإسرائيلية ذات الصلة عن أسباب اعتقال أبو طير.

وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان: «قرار الاحتلال بنقل المعتقل الإداري المقدسي والمسنّ محمد أبو طير إلى قسم ركيفت الواقع تحت الأرض في سجن نيتسان بالرملة، هو قرار إعدام بحقه». وعاودت إسرائيل فتح ركيفت بعد الحرب للزج بمعتقلي غزة فيه.

وأضاف النادي في بيانه: «أبو طير هو نائب سابق (في المجلس التشريعي الفلسطيني)، وقد قرر الاحتلال إبعاده عن القدس إلى جانب مجموعة من النواب المقدسيين كما أقدم الاحتلال لاحقاً على سحب هويته المقدسية».

وفاز أبو طير في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في 2006، وحصلت حركة «حماس»، التي شاركت فيها للمرة الأولى، على أغلبية مقاعد المجلس.

وتشير الإحصاءات الفلسطينية الرسمية إلى أن عدد المعتقلين إدارياً من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بلغ 3368 حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وحذرت الرئاسة الفلسطينية «من خطورة ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة ووحشية، تمسّ كرامتهم الإنسانية وتهدد حياتهم بشكل مخالف وسافر للقوانين والمواثيق الدولية كافة».

واستنكرت الرئاسة في بيان لها اليوم «بشكل خاص ما يتعرض له القائد الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» من اعتداءات متواصلة وإجراءات انتقامية خطيرة، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن سلامته وسلامة جميع الأسرى في سجون الاحتلال».


«أونروا»: تمديد الأمم المتحدة عمل الوكالة يعكس تضامناً عالمياً مع اللاجئين الفلسطينيين

خيام تؤوي النازحين الفلسطينيين وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ب)
خيام تؤوي النازحين الفلسطينيين وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ب)
TT

«أونروا»: تمديد الأمم المتحدة عمل الوكالة يعكس تضامناً عالمياً مع اللاجئين الفلسطينيين

خيام تؤوي النازحين الفلسطينيين وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ب)
خيام تؤوي النازحين الفلسطينيين وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ب)

وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم (الجمعة)، على تمديد عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمدة 3 سنوات إضافية، في خطوة قال مفوض الوكالة، فيليب لازاريني، إنها تعكس تضامناً عالمياً واسعاً مع اللاجئين الفلسطينيين.

وقال لازاريني، في منشور على «إكس»، إن قرار الأمم المتحدة «هو أيضاً إقرار بمسؤولية المجتمع الدولي في دعم الاحتياجات الإنسانية والتنموية للاجئي فلسطين، إلى حين التوصُّل إلى حل عادل ودائم لمعاناتهم المستمرة منذ عقود».

وزعمت إسرائيل، أوائل العام الماضي، أن 12 من موظفي «أونروا» شاركوا في الهجوم الذي شنَّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأشعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؛ مما دفع دولاً عدة، من بينها الولايات المتحدة إلى تعليق تمويل الوكالة.

وخلصت مراجعة، صدرت في وقت لاحق من ذلك العام أجرتها مجموعة عمل أممية، إلى أن إسرائيل لم تقدِّم أدلةً على مزاعمها بأنَّ موظفين في «أونروا» أعضاء في جماعات إرهابية.

وتأسست «أونروا» في 1949 بعد إعلان قيام إسرائيل على الأراضي الفلسطينية في العام السابق، وتقدم خدمات تعليمية وصحية، ومساعدات للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.


تقرير: سفير أميركا لدى الأمم المتحدة يبدأ غداً جولة تشمل إسرائيل والأردن

السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز (أ.ف.ب)
السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز (أ.ف.ب)
TT

تقرير: سفير أميركا لدى الأمم المتحدة يبدأ غداً جولة تشمل إسرائيل والأردن

السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز (أ.ف.ب)
السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز (أ.ف.ب)

أوردت وكالة «بلومبرغ» أن السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، سيبدأ، غداً (السبت)، جولة في الشرق الأوسط تستمر أربعة أيام تشمل إسرائيل والأردن.

وقالت الوكالة إن والتز سيلتقي أثناء زيارته لإسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ.

ويلتقي أثناء زيارته للأردن بالملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية أيمن الصفدي لمناقشة دور الأردن في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.