4 أندية سعودية في «مونديال 2029»... إنجاز «مستطاع» أم حلم «بعيد المنال»؟

الهلال كتب العنوان العريض خلال النسخة الموسعة... ونهوض «كرة آسيا» يجب أخذه بالحسبان

الأهلي سيشارك رسميا في مونديال الأندية 2029 بصفته بطلا للنخبة الآسيوية 2025 (رويترز)
الأهلي سيشارك رسميا في مونديال الأندية 2029 بصفته بطلا للنخبة الآسيوية 2025 (رويترز)
TT

4 أندية سعودية في «مونديال 2029»... إنجاز «مستطاع» أم حلم «بعيد المنال»؟

الأهلي سيشارك رسميا في مونديال الأندية 2029 بصفته بطلا للنخبة الآسيوية 2025 (رويترز)
الأهلي سيشارك رسميا في مونديال الأندية 2029 بصفته بطلا للنخبة الآسيوية 2025 (رويترز)

بعد أن أُسدل الستار الأحد في نيوجيرسي على بطولة كأس العالم للأندية بشكلها الجديد، يبرز سؤال مشروع وطموح في أروقة كرة القدم السعودية: هل تستطيع الأندية المحلية أن تحقق إنجازاً تاريخياً، بحجز 4 مقاعد في نسخة 2029 من البطولة؟

وحتى يحدث ذلك، لا تبدو المهمة سهلة بطبيعة الحال، لكنها على الأقل ممكنة إلى حد معقول «نظرياً»، بعد أن ضمنت السعودية مقعداً مبكراً في نسخة 2029 بفضل تتويج الأهلي السعودي بلقب دوري أبطال النخبة الآسيوي في 2025. وللوصول إلى مشاركة رباعية، يتعين على أندية المملكة الفوز بالبطولات القارية في الأعوام المقبلة 2026، و2027، و2028.

انفانتينو رئيس الفيفا (أ.ف.ب)

هذا الطموح يصطدم بكثير من التحديات والصعوبات التي لا يمكن إغفالها، خصوصاً أن المنافسين في شرق القارة وغربها يبدون متحفزين أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى قمة آسيا والظفر ببطاقات التأهل المقبلة.

تحديات محلية وصعوبات قارية

أول التحديات التي تواجه الأندية السعودية هو الحفاظ على مستوى تنافسي مرتفع على مدى 4 أعوام متتالية. صحيح أن الاستثمار الكبير في اللاعبين والمدربين والبنية التحتية منح الأندية السعودية أفضلية نسبية في النسخ الأخيرة، لكن الحفاظ على هذه الهيمنة يتطلب عملاً مؤسساتياً على أعلى مستوى مع الاستمرارية في التخطيط والاستثمار، إلى جانب اتساع قاعدة المواهب المحلية.

كما أن الحمل البدني والذهني الناتج عن المشاركة في الدوري المحلي، وكأس الملك، وكأس السوبر السعودي، والبطولات الإقليمية والقارية والعالمية، سيشكل عبئاً كبيراً على اللاعبين، ما لم تنجح الأندية في إدارة أحمالها وإعداد دكة بدلاء قوية قادرة على تعويض الغيابات والإصابات.

على الصعيد القاري، تنتظر الأندية السعودية منافسين شرسين من شرق القارة، أبرزهم الفرق الكورية واليابانية، وغربها أمثال الإماراتية والقطرية والإيرانية.

في النسخة التي اختتمت الأحد بالولايات المتحدة، شاهدنا أولسان هيونداي الكوري الجنوبي، الذي تأهل بصفته بطل 2020، والهلال السعودي بطلاً لعام 2021، وأوراوا ريد دياموندز الياباني بطل 2022، والعين الإماراتي بطل 2023.

هذه الفرق أثبتت أن التفوق السعودي ليس مضموناً، وأن الأندية الآسيوية الأخرى لا تزال تملك أدوات قوية وخبرة كبيرة تجعل مهمة الفوز عليها كل عام تحدياً حقيقياً.

المنافسون يرفعون سقف التوقعات

تواصل الكرة اليابانية ضخ المواهب الشابة؛ لأنها تتمتع بمنظومة احترافية متقدمة تجعل من أوراوا وكاشيما وكاواساكي فرونتال خصوماً خطرين للغاية. أما الأندية الكورية، مثل أولسان وبوهانغ ستيلرز وسيول، فهي تواصل الاعتماد على القوة البدنية والروح القتالية، إلى جانب تطور تقني ملحوظ. كما لا يمكن إغفال الطموحات المتجددة للأندية الصينية والإماراتية والقطرية، التي بدأت تستعيد زخمها الاستثماري وتسعى للعودة إلى الساحة الآسيوية بقوة. في ظل هذا المشهد، فإن انتزاع 3 ألقاب إضافية في 2026 و2027 و2028 يتطلب من الأندية السعودية أن تحافظ على تركيزها، وتواصل البناء على نجاحاتها، مع تجنب فترات التراجع التي قد تستغلها الفرق الأخرى.

الهلال رسم الخطوط العريضة من خلال مشاركته المونديالية في أميركا (أ.ف.ب)

دروس مونديالية ثمينة

قدمت النسخة التي اختتمت الأحد دروساً ثمينة للأندية السعودية. فالهلال، الذي شارك بصفته بطل 2021، حقق نتائج تاريخية تمثلت في تعادله مع ريال مدريد في افتتاح منافسات كأس العالم للأندية، كما حقق فوزاً سَيُدوَّن في سجلات التاريخ بإقصائه مانشستر سيتي برباعية، قبل أن يخرج النادي السعودي في ربع النهائي من أمام فلومينينسي البرازيلي 1 - 2 في لقاء كان الهلال فيه منهكاً ومتعباً من ركض استمر 11 شهراً، فضلاً عن إصابة أهم لاعبيه، مثل سالم الدوسري ومهاجمه الصربي ميتروفيتش.

من هنا، تبدو المهمة السعودية المقبلة مزدوجة، وهي مواصلة الهيمنة محلياً وضمان مقاعد التأهل القارية، مع تعزيز القدرة على التنافس عالمياً أمام أندية الصف الأول في أوروبا وأميركا الجنوبية.

ولا شك في أن تحقيق مشاركة رباعية تاريخية في «كأس العالم للأندية 2029» حلم يستحق السعي إليه، لكنه يتطلب من الأندية السعودية أن تعمل بجدية واحترافية أكبر في مواجهة منافسين يتأهبون بكل طاقتهم لانتزاع مقاعد التأهل. وستكون السنوات الأربع المقبلة حاسمة لتحديد ما إذا كان هذا الطموح ممكناً أم مجرد حلم بعيد المنال في ظل شراسة المنافسة الآسيوية.

وستكون الفرصة سانحة لأندية الهلال والنصر والاتحاد ونيوم والقادسية، لكن ذلك يتطلب عملاً تنظيمياً مميزاً، وتركيزاً عالياً، وانتقاءً سليماً؛ لتقوية الصفوف، واستقرار إداري وفني.

الاتحاد مطالب بالحفاظ على مستواه واستقراره الفني والإداري لتحقيق الزعامة الآسيوية (تصوير: علي خمج)

نسخة «شتوية» في قطر

يذكر أن النسخة المقبلة المقررة عام 2029 قد تقام في قطر، وفقاً لتقارير بريطانية أشارت إلى أنها تجري محادثات رفيعة المستوى مع مسؤولي «فيفا»؛ بهدف استضافة نسخة عام 2029 من بطولة كأس العالم للأندية، في خطوة قد تعني نقل البطولة إلى فصل الشتاء، كما حدث مع «كأس العالم 2022».

ووفق مصادر صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد عبّر ممثلو قطر عن رغبتهم في تنظيم البطولة، خلال الاجتماعات التي عقدت في أثناء نسخة الولايات المتحدة، مؤكدين أنهم قادرون على استضافة نسخة «صفرية الكربون»، على عكس البطولة الحالية التي تتوزَّع مبارياتها على 11 مدينة أميركية مختلفة؛ مما يفرض ضغطاً كبيراً في التنقل والتكلفة البيئية.

ويُعَدُّ ملف قطر محاطاً بجاهزية لوجيستية مغرية لـ«فيفا»؛ إذ لا تزال الملاعب التسعة التي بُنيت لـ«مونديال 2022» في حالة ممتازة، وتُستخدم 6 منها بانتظام في دوري نجوم قطر؛ مما يقلل من تكاليف الاستضافة والتنقل للجماهير، ويعزز من جدوى استضافة البطولة من منظورَين؛ اقتصادي وبيئي.

ومن المتوقع اعتماد ديسمبر (كانون الأول) 2029 موعداً للبطولة. وكانت مباريات «نسخة أميركا 2025» عانت من ظروف جوية صعبة، مثل تأجيل لقاء تشيلسي وبنفيكا لساعتين؛ بسبب العواصف.

ومن منظور اقتصادي، قد تكون الأندية الكبرى أقل اعتراضاً. فالنسخة الحالية شهدت جوائز مالية ضخمة، وصلت إلى مليار دولار قيمةً إجماليةً. بينما تبلغ جائزة الفوز بالنهائي وحدها 40 مليون دولار. كل هذا يجعل المكاسب المالية للبطولة منافسة بقوة لعوائد دوري أبطال أوروبا، الذي حصد باريس سان جيرمان منه نحو 91 مليون جنيه إسترليني مقابل 17 مباراة، لكن التحدي سيكون في موافقة الدوريات الأوروبية على إيقاف منافساتها خلال فترة الشتاء، وهو ما كانت تعارضه كثيراً في فترات طويلة.

«فيفا»، الذي منح تنظيم «نسخة 2025» للولايات المتحدة دون أي إجراء تنافسي، من المتوقع أن يفتح باب الترشح الرسمي لـ«نسخة 2029»، في ظل ازدياد عدد الدول المهتمة.

وإلى جانب قطر، أعلنت كل من إسبانيا والمغرب عن الرغبة في تنظيم البطولة بشكل منفصل، رغم استعدادهما المشترك لاستضافة «كأس العالم 2030»، التي ستشهد أيضاً 3 مباريات في أوروغواي والأرجنتين وباراغواي. كما أعلنت البرازيل قبل أسبوعين رسمياً دخولها سباق المنافسة، عقب لقاء رئيس اتحادها الكروي، سامير شود، رئيسَ «الاتحاد الدولي» جياني إنفانتينو في ميامي.

ورغم أن «فيفا» لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن، فإن الصورة تتّضح تدريجياً: «نسخة 2029» من كأس العالم للأندية قد تكون من أعلى النسخ تنافساً على مستوى ملفات الاستضافة.


مقالات ذات صلة

الهلال لمواصلة الزحف نحو الصدارة... والاتحاد في مهمة معقدة

رياضة سعودية لاعبو الاتحاد خلال استعداداتهم لملاقاة نيوم (موقع النادي)

الهلال لمواصلة الزحف نحو الصدارة... والاتحاد في مهمة معقدة

يسعى الهلال إلى مواصلة زحفه نحو صدارة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين عندما يحل، الأربعاء، ضيفاً على نظيره الخلود في ختام الجولة الثانية عشرة، في وقت يصطدم

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية رونالدو ورفاقه في مهمة آسيوية معقدة أمام فريق صاعد بسرعة الصاروخ (تصوير: عبدالعزيز النومان)

أركاداغ... تشكيلة محلية «من دون أجانب» وفلسفة تقوم على الانضباط التكتيكي

بعد ترقب وانتظار من الجماهير النصراوية، أسفرت قرعة دور الـ16 لبطولة «دوري أبطال آسيا2» عن مواجهة مرتقبة بين الفريق السعودي ونظيره فريق أركاداغ التركمانستاني،

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية ضمك أحرز فوزه الأول بعد طول عناء (تصوير: عدنان مهدلي)

مدرب ضمك بعد فوزهم الأول: ننتظر «الشتوية»

تمنى البرتغالي أرماندو إيفانغليستا مدرب ضمك أن ينعكس الفوز الأول لهم في الدوري السعودي والذي جاء على حساب الأخدود، بشكل إيجابي على لاعبيه.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية الاتفاق أوقف رحلة انتصارات النصر بعد تعادلهما 2-2 (نادي الاتفاق)

الشهري: روح الاتفاق كانت حاضرة

أبدى سعد الشهري، مدرب فريق الاتفاق، رضاه عما قدمه فريقه في مواجهة النصر، التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2 - 2، ضمن منافسات دوري روشن السعودي.

علي القطان (الدمام )
رياضة سعودية رحلة انتصارات النصر توقفت بعد 10 مباريات (واس)

خيسوس: أسئلتكم تشعرني بالتشكيك... تعادلنا بعد سلسلة انتصارات!

أكد البرتغالي خورخي خيسوس، مدرب فريق النصر، رضاه عن الأداء الذي قدمه فريقه في مواجهة الاتفاق، التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2 - 2، ضمن منافسات دوري روشن السعودي.

علي القطان (الدمام )

الهلال لمواصلة الزحف نحو الصدارة... والاتحاد في مهمة معقدة

لاعبو الاتحاد خلال استعداداتهم لملاقاة نيوم (موقع النادي)
لاعبو الاتحاد خلال استعداداتهم لملاقاة نيوم (موقع النادي)
TT

الهلال لمواصلة الزحف نحو الصدارة... والاتحاد في مهمة معقدة

لاعبو الاتحاد خلال استعداداتهم لملاقاة نيوم (موقع النادي)
لاعبو الاتحاد خلال استعداداتهم لملاقاة نيوم (موقع النادي)

يسعى الهلال إلى مواصلة زحفه نحو صدارة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين عندما يحل، الأربعاء، ضيفاً على نظيره الخلود في ختام الجولة الثانية عشرة، في وقت يصطدم الاتحاد بنظيره نيوم على ملعب مدينة الملك خالد الرياضية بتبوك، وعلى ملعب مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية بالرياض يستقبل الشباب نظيره القادسية.

كان الهلال تراجع بصورة مؤقتة نحو المركز الثالث في لائحة الترتيب بعد أن فاز التعاون في ذات الجولة، ويحاول العودة إلى وصافة الترتيب من أجل الضغط على المتصدر النصر والبحث عن أي تعثر يصعد من خلاله إلى صدارة الترتيب.

ويملك الهلال 26 نقطة في رصيده وارتقى إلى وصافة الترتيب منذ عدة جولات، وبعد أن تمكن من إكمال رحلة انتصاراته بفوزه الثمين على الخليج المباراة الأخيرة يتطلع لتجاوز مُضيفه فريق الخلود حينما يلتقيان في مدينة الملك عبد الله الرياضية ببريدة.

الأزرق العاصمي تقدم بثلاثية في مباراته الأخيرة أمام الخليج وكان يقدم أداءً لافتاً على الصعيد الهجومي، إلا أنه في الجزء الأخير من المواجهة كاد أن يفقد نقاط الفوز بعد أن قلص الخليج النتيجة وسجل هدفين لتنتهي المواجهة بنتيجة 3-2، وهو أمر أشار له سيموني إنزاغي بتراجع في الجانب البدني، موضحاً: «كنّا نسيّر المباراة كما ينبغي، ولكن بعد تسجيل فريق الخليج هدفه الأول قلّ الجانب البدني للاعبينا، واستغله المنافس وسجل هدفه الثاني بعد ذلك».

ويسير الفريق الذي يتولى قيادته الإيطالي إنزاغي بصورة مثالية على صعيد النتائج رغم الانتقادات التي تطول الأداء، إلا أن الفريق لم يتعرض للخسارة ويواصل رحلة انتصاراته جولة بعد أخرى، رغم افتقاده حالياً خدمات ياسين بونو الحارس المغربي المشارك مع منتخب بلاده في بطولة أمم أفريقيا وكذلك خاليدو كوليبالي.

وكان إنزاغي منح محمد الربيعي الحارس الاحتياطي فرصة المشاركة بديلاً لياسين بونو ولم يمنح الفرنسي ماتيو الحارس الشاب الذي يشارك مع فريق تحت 21 عاماً الفرصة، إضافة إلى تفضيل المدرب الإيطالي خدمات البرازيلي ماركوس ليوناردو كمهاجم وبدأ به المباراة بصفة أساسية مقابل بقاء داروين نونيز على مقاعد البدلاء ومشاركته في الشوط الثاني.

انزاغي يراقب لاعبي الهلال خلال التدريبات الأخيرة (موقع النادي)

أما فريق الخلود الذي تراجع في لائحة الترتيب بعد خسارته الأخيرة أمام التعاون إذ تجمد رصيده عند النقطة التاسعة في المركز الثالث عشر، فإنه يبحث عن الخروج بنتيجة إيجابية رغم صعوبة المهمة.

ويحاول الخلود بقيادة مدربه ديس باكنغهام الخروج بنتيجة إيجابية حتى نقطة التعادل ستكون بمثابة نتيجة إيجابية للفريق الذي يعيش مرحلة مختلفة بقيادة مالكه بن هاربورغ الذي يطمح لحصول الفريق على أفضل النتائج هذا الموسم، حيث يشارك الخلود في دور نصف نهائي بطولة كأس الملك للمرة الأولى في تاريخه.

وفي تبوك، يحتدم الصراع بين نيوم صاحب الأرض وضيفه الاتحاد في مواجهة ستكون مثيرة بينهما، نيوم العائد لدائرة الانتصارات يرغب استمرارها وعدم التعثر كون الفريق يمتلك 17 نقطة في رصيده ويحتل المركز السابع قبل بدء منافسات هذه الجولة.

وحقق نيوم فوزاً صعباً أمام النجمة في الجولة الماضية بثنائية منحت الفريق ثلاث نقاط ثمينة وعززت من تقدمه في لائحة الترتيب، حيث يعمل كريستوف غالتييه المدير الفني لنيوم على الظهور بصورة مثالية أمام الاتحاد المدجج بالنجوم والأسماء.

في المقابل يدخل فريق الاتحاد مباراته وهو يحمل ذات الرصيد النقطي لكنه يتقدم في لائحة الترتيب على نيوم، مما يجعل نتيجة المباراة مؤثرة في مراكز الفريقين.

الاتحاد بقيادة مدربه سيرجيو كونسيساو سيعمل على تجنب أي تعثر قد يبعد الفريق بصورة أكبر من دائرة المنافسة والحفاظ على لقبه بصورة أكبر، خاصة أن الفريق تنتظره مواجهة كبيرة أمام التعاون في الجولة المقبلة.

وسيكون هجوم فريق الاتحاد بقيادة كريم بنزيمة عاملاً مؤثراً في المباراة، وهو تحدٍّ كبير لدفاعات فريق نيوم بقيادة العائد من الإصابة مجدداً أحمد حجازي الذي سيعود مرة أخرى للقاء زملائه السابقين في الفريق.

وفي العاصمة الرياض، يحاول الشباب النهوض وإيقاف عثراته حينما يخوض لقاء صعباً أمام القادسية الباحث هو الآخر عن العودة لدائرة الانتصارات التي افتقدها في آخر جولتين.

وتعرض الشباب بقيادة مدربه ألغواسيل لخسارة جديدة بعد استئناف المسابقة، وذلك أمام الاتحاد في الجولة الماضية، ليتجمد رصيد الفريق عند ثماني نقاط ويتراجع بصورة كبيرة في لائحة الترتيب، إذ يحتل حالياً المركز الرابع عشر.

أما القادسية فقد فضل خلال فترة التوقف تغيير مدربه ورحيل الإسباني ميشال غونزاليس وتعيين الآيرلندي بريندان رودجرز الذي كانت بدايته في مواجهة ضمك الأخيرة والتي انتهت بتعادل إيجابي 1-1، ليواصل الفريق تراجعه ويحتل حالياً المركز الخامس برصيد 18 نقطة.


أركاداغ... تشكيلة محلية «من دون أجانب» وفلسفة تقوم على الانضباط التكتيكي

رونالدو ورفاقه في مهمة آسيوية معقدة أمام فريق صاعد بسرعة الصاروخ (تصوير: عبدالعزيز النومان)
رونالدو ورفاقه في مهمة آسيوية معقدة أمام فريق صاعد بسرعة الصاروخ (تصوير: عبدالعزيز النومان)
TT

أركاداغ... تشكيلة محلية «من دون أجانب» وفلسفة تقوم على الانضباط التكتيكي

رونالدو ورفاقه في مهمة آسيوية معقدة أمام فريق صاعد بسرعة الصاروخ (تصوير: عبدالعزيز النومان)
رونالدو ورفاقه في مهمة آسيوية معقدة أمام فريق صاعد بسرعة الصاروخ (تصوير: عبدالعزيز النومان)

بعد ترقب وانتظار من الجماهير النصراوية، أسفرت قرعة دور الـ16 لبطولة «دوري أبطال آسيا2» عن مواجهة مرتقبة بين الفريق السعودي ونظيره فريق أركاداغ التركمانستاني، بعد أن جنبه نظام القرعة الإلكترونية مواجهة مرتقبة أمام الزوراء العراقي؛ لأنهما التقيا في مرحلة المجموعات.

وأجريت القرعة في مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث سيواجه الزوراء العراقي نظيره الوصل الإماراتي، بينما يلتقي سباهان الإيراني الأهلي القطري، وسيلتقي استقلال طهران الإيراني نظيره شباب الحسين الأردني.

أما على صعيد منطقة شرق آسيا، فجاءت القرعة على النحو التالي: سيواجه بوهانغ ستليرز الكوري الجنوبي نظيره غامبا أوساكا الياباني، ويواجه راتشابوري التايلاندي يرسيب باندونغ الإندونيسي، ويلتقي بانكوك يونايتد التايلاندي نظيره ماكارثر الأسترالي، وأخيراً يواجه كونغ آن هانوي الفيتنامي تامينيز روفرز السنغافوري.

ومن المقرر أن تُقام مباريات دور الـ16 خلال شهر فبراير (شباط) 2026، حيث تُلعب مباريات منطقة الغرب أيام 10 و11 و17 و18، ومنطقة الشرق أيام 11 و12 و18 و19، تليها مباريات الدور ربع النهائي في مارس (آذار) المقبل، في أيام 3 و4 و10 و11 لمنطقة الغرب، و4 و5 و11 و12 لمنطقة الشرق، ثم ما قبل النهائي في أبريل (نيسان) المقبل، حيث تُقام مباريات الغرب يومي 7 و14، والشرق يومي 8 و15 من الشهر نفسه.

وتُختتم البطولة بإقامة المباراة النهائية من مواجهة واحدة بين بطلي الغرب والشرق، يوم 16 مايو (أيار) 2026.

وبالنسبة إلى منافس النصر المقبل، ففي أقل من 3 أعوام على تأسيسه، تحوّل من مشروع رياضي مرتبط بمدينة حديثة الولادة، إلى أحد أعلى الأندية إثارة للاهتمام في القارة الآسيوية، بعدما فرض نفسه قوةً كاسحة محلياً، ونجح في تثبيت حضوره القاري بسرعة لافتة، ليجد نفسه اليوم أمام اختبار استثنائي حين يواجه النصر السعودي في الدور ثُمن النهائي من دوري «أبطال آسيا2» لموسم 2025 - 2026.

وتأسس نادي أركاداغ في أبريل 2023 بالتزامن مع افتتاح مدينة أركاداغ الجديدة، التي تحمل لقب الرئيس السابق قربان قولي بردي محمدوف، والتي أرادت الدولة أن تكون نموذجاً للحداثة في التخطيط والبنية التحتية والإدارة، ومن بينها الرياضة.

ومن هنا، لم يكن النادي مجرد فريق كرة قدم، بل هو جزء من مشروع دولة يسعى لتقديم صورة حديثة لتركمانستان؛ مما يفسّر الدعم الكبير الذي حظي به منذ انطلاقته، سواء أعَلى مستوى المنشآت، أم الاستقرار الإداري، أم استقطاب أفضل المواهب المحلية.

ووفقاً لوسائل إعلام تركمانستانية، فقد دخل أركاداغ الدوري التركمانستاني الممتاز مباشرة بعد تأسيسه، وحقق في موسمه الأول إنجازاً تاريخياً بتتويجه باللقب من دون أي خسارة، قبل أن يفرض هيمنته الكاملة في الموسم التالي بتحقيق 28 انتصاراً في 28 مباراة، مسجلاً 105 أهداف مقابل 15 فقط في مرماه.

وحتى اليوم، خاض الفريق أكثر من 75 مباراة رسمية ولم يتعرض إلا لثلاث هزائم فقط، وهو رقم يعكس مستوى الثبات الفني الذي يميّزه. يعتمد أركاداغ على تشكيلة محلية بالكامل من دون أي لاعبين أجانب، مستنداً إلى لاعبي منتخب تركمانستان، وفلسفة لعب تقوم على الاستحواذ، والضغط العالي، والانضباط التكتيكي، ضمن منظومة إدارية صارمة.

هذا التفوق المحلي تُرجم سريعاً إلى نجاح قاري؛ إذ توّج في مايو (أيار) 2025 بلقب «دوري التحدي الآسيوي لموسم 2024 - 2025» بعد فوزه في النهائي على برياه خان ريتش سفاي رينغ الكمبودي 2 - 1، وهو ثالث أهم لقب قاري للأندية في آسيا.

وفي الموسم الحالي من «دوري أبطال آسيا2»، أنهى أركاداغ دور المجموعات في المركز الثاني ضمن المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، خلف الأهلي القطري المتصدر بـ10 نقاط، ليحجز مقعده في دور الـ16 بأول مشاركة له بالبطولة، في واحدة من أسرع حالات الصعود القاري التي وصفها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بأنها «نموذج جديد لأندية تنشأ ضمن مشروعات دولة وتسعى إلى تثبيت حضورها دولياً».

القرعة التي سُحبت بمقر الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور أوقعت أركاداغ في مواجهة مباشرة مع النصر السعودي، متصدر المجموعة الرابعة، في مواجهة تُلعب ذهاباً بتركمانستان في 10 أو 11 فبراير 2026، وإياباً بالرياض في 17 أو 18 من الشهر ذاته.

وتُعدّ المواجهة اختباراً حقيقياً للمشروع التركمانستاني أمام أحد أكبر أندية القارة، المدجج بالنجوم؛ وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، والمرشح بقوة للمنافسة على اللقب.

وأفادت التقارير الإعلامية بأن أركاداغ يدخل المواجهة بأرقام استثنائية وثقة عالية، لكنه يدرك أن امتحان النصر يختلف عن كل ما واجهه سابقاً. الفوز، أو حتى الخروج المشرّف، سيكون شهادة اعتماد قارية لفريق لم يكن موجوداً قبل 3 سنوات، لكنه بات اليوم حاضراً في واحدة من أبرز مواجهات البطولة.

ويأتي هذا الحضور القاري تتويجاً لعام 2025 الاستثنائي للنادي؛ إذ أحرز خلاله 4 ألقاب: «دوري التحدي الآسيوي»، و«الدوري التركمانستاني»، و«كأس السوبر»، و«كأس تركمانستان»، التي توّج بها بعد فوزه المثير على آهال 2 - 1 في النهائي، في مباراة أُقيمت بمدينة أركاداغ أمام مدرجات ممتلئة بـ10 آلاف متفرج.

في تلك المباراة، قلب الفريق تأخره بهدف إلى فوز عبر ركلة جزاء وهدف رائع من ركلة حرة لشامامت حيدروف، مؤكداً تفوقه على آهال الذي سبق أن هزمه في نهائيي الكأس عامي 2023 و2024.


مدرب ضمك بعد فوزهم الأول: ننتظر «الشتوية»

ضمك أحرز فوزه الأول بعد طول عناء (تصوير: عدنان مهدلي)
ضمك أحرز فوزه الأول بعد طول عناء (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

مدرب ضمك بعد فوزهم الأول: ننتظر «الشتوية»

ضمك أحرز فوزه الأول بعد طول عناء (تصوير: عدنان مهدلي)
ضمك أحرز فوزه الأول بعد طول عناء (تصوير: عدنان مهدلي)

تمنى البرتغالي أرماندو إيفانغليستا مدرب ضمك أن ينعكس الفوز الأول لهم في الدوري السعودي الذي جاء على حساب الأخدود بشكل إيجابي على لاعبيه، كي يحررهم من الضغوطات، ويدفعهم للتقدم في سلم الترتيب.

وأضاف إيفانغليستا في المؤتمر الصحافي بعد المباراة: «كانت مباراة صعبة حققنا فيها 3 نقاط هامة جداً، وهذا أمر يعكس حجم العمل الذي قمنا به خلال الفترة الماضية، لقد دخلنا المباراة بشكل جيد ساعدنا في تسجيل هدف مبكر، لكن بعد ذلك أعتقد أن القلق أفقدنا الفاعلية، ولم نستغل المساحات التي أتيحت لنا من قبل لاعبي الأخدود، لكنني في النهاية سعيد بتحقيق الفريق فوزه الأول، وآمل أن يكون بداية الانطلاق بالنسبة لنا.

وعن فترة الانتقالات الشتوية والعمل الذي يريدون القيام به من أجل تدعيم صفوف الفريق، قال: «لدينا احتياجات فنية سنعمل على توفيرها، وسنقوم باستقطاب بعض العناصر من أجل خلق منافسة بين اللاعبين في بعض المراكز، ولن أحدد هذه المراكز الآن لأن هذا الأمر شأن داخلي للنادي».

من جانبه، أشار البرتغالي باولو سيرجيو مدرب الأخدود إلى أن الغيابات الكثيرة في صفوف فريقه لعدد من اللاعبين أثر فيهم، وكلفهم خسارة المباراة أمام ضمك، قائلاً: «نأسف لهذه الخسارة، أدينا ما علينا من حيث الأداء والاستحواذ، وخلقنا عدة فرص، لكن كان ينقصنا ترجمتها لأهداف».

وأضاف: «صحيح أنه كان هناك بعض الأخطاء، لكننا حاولنا معالجتها وتصحيحها بشكل فوري، لكن في نهاية الأمر غبنا عن التسجيل، وأكرر أن غياب 5 لاعبين مهمين بالنسبة لنا أثر فينا في المواجهة، لكننا لا نزال في الجولة 12 من الدوري، وهناك وقت كافٍ للتعويض، وسنعمل خلال الفترة المقبلة على تحسين ذهنية اللاعبين، وخلق أجواء إيجابية للحفاظ على تماسك المجموعة».