كندا تدرس التصعيد الجمركي ضد الصين

إسبانيا تدعو أوروبا لإعادة النظر... والنأي عن حرب تجارية مع بكين

رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز يتحدث للصحافيين في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ب)
رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز يتحدث للصحافيين في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ب)
TT

كندا تدرس التصعيد الجمركي ضد الصين

رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز يتحدث للصحافيين في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ب)
رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز يتحدث للصحافيين في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ب)

أشارت كندا، الثلاثاء، إلى أنها قد تفرض رسوماً جمركية إضافية قريباً على البطاريات ومنتجات التكنولوجيا والمعادن الحيوية الصينية.

وجاءت الإشارة إلى احتمال فرض رسوم إضافية، خلال إعلان عن مشاورات عامة مدتها 30 يوماً، حول الإجراءات المقترحة عقب فرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المائة على واردات السيارات الكهربائية الصينية، التي من المقرّر أن تصبح سارية المفعول في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقالت نائبة رئيس الوزراء، كريستيا فريلاند، في مؤتمر صحافي بنانايمو في مقاطعة بريتيش كولومبيا، حيث يجتمع أعضاء الحزب الليبرالي الحاكم: «أُعلن عن مشاورات مدتها 30 يوماً حول واردات كندا من البطاريات، وأجزاء البطاريات، وأشباه الموصلات والمعادن الحيوية ومنتجات الطاقة الشمسية من الصين».

وفي بيان، اتّهم مكتبها الصينَ بالمنافسة غير العادلة في هذه المجالات التي «تهدّد العمال والشركات الكندية».

وتتوافق الرسوم الجمركية الكندية على المركبات الكهربائية الصينية التي أُعلنت في أواخر أغسطس (آب) الماضي، مع الإجراءات الأميركية التي تسعى للحد من تدفق السيارات الصينية المدعومة من الدولة إلى أميركا الشمالية.

وأعلنت أوتاوا وقتها أيضاً فرض ضريبة إضافية على واردات منتجات الصلب والألومنيوم من الصين. وفي رد انتقامي قالت الصين إنها ستبدأ تحقيقاً في مكافحة الإغراق بمنتجات الكانولا الكندية والمنتجات الكيميائية.

وتُعَدُّ كندا من أكبر منتِجي الكانولا في العالم، وهو محصول بذور زيتية يُستخدم لصنع زيت الطهو وعلف الحيوانات ووقود الديزل الحيوي، وكانت الصين أحد أكبر عملائها.

وبالتوازي مع التصعيد في أميركا الشمالية، قال رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، إنه على الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في خطته لفرض رسوم إضافية تصل إلى 36 في المائة على وارداته من السيارات الكهربائية الصينية، مضيفاً أن الاتحاد لا يحتاج إلى حرب تجارية مع بكين.

وقال سانشيز للصحافيين، في مدينة كونشان الصينية، بعد زيارة استمرت 4 أيام، التقى خلالها مع الرئيس الصيني شي جين بينغ: «يجب أن أكون صريحاً وواضحاً معكم بأننا نحتاج جميعاً - ليست فقط الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولكن المفوضية الأوروبية أيضاً - إلى إعادة النظر في موقفنا تجاه هذه الخطوة»، في إشارة إلى قرار المفوضية فرض رسوم إضافية على السيارات الكهربائية الواردة من الصين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن رئيس الوزراء الإسباني القول: «لا نحتاج إلى حرب أخرى، في هذه الحالة حرب تجارية... أعتقد أننا نحتاج إلى بناء الجسور بين الاتحاد الأوروبي والصين، ومن جانب إسبانيا سنبذل كل ما في وسعنا لكي يكون دورنا بنّاءً، ونحاول إيجاد حل، والوصول إلى حل وسط بين الصين والمفوضية الأوروبية».

وفي الشهر الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 9 في المائة على سيارات تسلا المستورَدة من الصين، كما أخطر شركات صناعة السيارات بمسودة خطة للمُضي قُدماً في فرض رسوم جمركية طويلة الأجل على السيارات الكهربائية المشحونة من تلك الدولة، حسبما أفادت وكالة «بلومبرغ».

وكشف الاتحاد للمسؤولين عن أحدث تحركاته لمحاولة مواجهة الدعم الذي تقدّمه بكين للصناعة، وقال مسؤولون إنهم سيواصلون التشاور مع الشركات المصنِّعة قبل تصويت الدول الأعضاء على الرسوم الجمركية، المقرَّر أن تبدأ بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وتم تعديل الرسوم الجمركية المقترحة على كلٍّ من شركة شنغهاي لصناعة السيارات (سايك)، المصنِّعة لسيارات «إم جي»، وشركة «جيلي» الأم لشركة «فولفو كار»، وشركة «بي واي دي»، حيث ستواجه كل منها رسوماً جمركية إضافية بنسبة 36.3، و19.3، و17 في المائة على التوالي، وجميعها أقل قليلاً مما أُعلن عن فرضه سابقاً.

وفي سياق منفصل، أظهرت ورقة موقف نشرتها الغرفة الأوروبية للتجارة، يوم الأربعاء، أن السوق الصيني أصبح أقل جاذبيةً للشركات الأوروبية، بسبب الإصلاحات التي لم يتم تطبيقها، والتحديات المتزايدة.

وأوضحت الورقة التي تصدر سنوياً أنه بالنسبة لبعض الشركات، بدأت مخاطر الاستثمار في الصين تتجاوز المزايا، وأكّدت الغرفة التي تمثِّل أكثر من 1700 شركة، الحاجة إلى اتخاذ إجراء حاسم للتعامل مع المخاوف الرئيسية للشركات.

وقال رئيس الغرفة ينس إسكيلوند، إنه تم الوصول لـ«نقطة تحوّل»، حيث يقوم المستثمرون بفحص عملياتهم في الصين بصورة أكثر قرباً، في الوقت الذي بدأت فيه تحديات العمل بالصين تتجاوز مميزاته. وأضاف: «على الرغم من أن الصين ما زالت تحظى بإمكانات كبيرة، فإن هذا الوضع يتطلَّب من الحكومة الصينية اتخاذ إجراءات عاجلة، وليس المزيد من خطط العمل».

وتقدِّم ورقة الموقف أكثر من 1000 توصية للحكومة الصينية، و«برنامج عمل» لإعادة بناء الثقة، وأوضحت الغرفة أنها لا ترى الشركات الأعضاء بها يريدون الانسحاب بالكامل من الصين، حيث إنها ما تزال تُعدّ موقعاً مهماً للصناعات، مثل السيارات وصناعة الكيماويات، حسبما قال إسكيلوند.


مقالات ذات صلة

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

الاقتصاد ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية، ستواجه العديد من الشركات التي لديها حضور تصنيعي في المكسيك تحديات جديدة، وخاصة تلك التي تصدر إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (عواصم )
الاقتصاد مخطط لمؤشر أسعار الأسهم الألمانية داكس في بورصة فرانكفورت (رويترز)

قطاع السيارات يقود تراجع الأسهم الأوروبية وسط تصاعد التوترات التجارية

افتتحت الأسهم الأوروبية على انخفاض يوم الثلاثاء متأثرة بتراجع أسهم شركات السيارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)

تعهدات ترمب بفرض تعريفات جمركية تدفع الدولار للارتفاع

ارتفع الدولار الأميركي بعد أن أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن خطط لفرض تعريفات جمركية على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

سيفرض الرئيس الأميركي المنتخب -فور تسلّمه السلطة- رسوماً جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10% الرسوم المفروضة على الواردات من الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

الصين تتأهب لاضطرابات تجارية مع تهديدات ترمب الجمركية

أعلنت وزارة التجارة الصينية، يوم الخميس، سلسلةً من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد.

«الشرق الأوسط» (بكين)

ارتفاع طفيف في عائدات السندات الحكومية بمنطقة اليورو قبيل بيانات التضخم

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
TT

ارتفاع طفيف في عائدات السندات الحكومية بمنطقة اليورو قبيل بيانات التضخم

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

شهدت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو ارتفاعاً طفيفاً يوم الثلاثاء، بعد أن سجلت أدنى مستوياتها في عدة أسابيع في الجلسة السابقة، مع انتظار المستثمرين لبيانات التضخم المنتظرة هذا الأسبوع والتي قد توفر إشارات حول مسار السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي.

وارتفع عائد السندات الألمانية لمدة 10 سنوات، التي تعد المعيار الرئيس في منطقة اليورو، بمقدار نقطة أساس واحدة ليصل إلى 2.218 في المائة. وكان قد سجل يوم الاثنين أدنى مستوى له في أربعة أسابيع عند 2.197 في المائة، متأثراً بتراجع عائدات سندات الخزانة الأميركية بعد أن رشح الرئيس المنتخب دونالد ترمب مدير صندوق التحوط سكوت بيسنت ليشغل منصب وزير الخزانة الأميركية، مما عزز الآمال في تحسين الانضباط المالي، وفق «رويترز».

وفي ألمانيا، تحسنت المعنويات بشكل طفيف في قطاع التصدير خلال نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث انتظرت الشركات مزيداً من التفاصيل حول سياسات ترمب التجارية، وفقاً لمسح معهد «إيفو» الاقتصادي الذي نُشر يوم الثلاثاء.

وكان ترمب قد أعلن يوم الاثنين عن خطط لزيادة الرسوم الجمركية بشكل كبير على الواردات من كندا والمكسيك والصين، كما كان قد صرح أثناء حملته الانتخابية بأنه ينوي فرض رسوم عالية على السلع المقبلة من الاتحاد الأوروبي.

وقد أثار احتمال فرض رسوم جمركية أعلى في وقت تتدهور فيه البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو توقعات بأن يتحرك البنك المركزي الأوروبي نحو سياسة تيسير نقدي أكثر عدوانية.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين إن البنك المركزي لا ينبغي أن يواصل سياسته النقدية المتشددة لفترة طويلة وإلا فإن التضخم قد ينخفض ​​إلى ما دون الهدف.

يُشار إلى أن مؤشر التضخم طويل الأجل في منطقة اليورو، وهو مقياس لتوقعات السوق بشأن التضخم، انخفض بشكل حاد هذا الشهر إلى مستويات لم تشهدها المنطقة منذ يوليو (تموز) 2022، ليقترب بذلك من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة.

من المتوقع أن تُنشر بيانات التضخم لمنطقة اليورو لشهر نوفمبر يوم الجمعة المقبل.

وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عامين، وهي أكثر حساسية لتوقعات أسعار الفائدة، نقطتي أساس إلى 2.03 في المائة.

كما ارتفع الفارق بين عوائد السندات الفرنسية والألمانية، وهو مقياس للعلاوة التي يطلبها المستثمرون لحيازة ديون فرنسا، ليصل إلى 81.4 نقطة أساس بعد أن اتسع يوم الاثنين إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 83.1 نقطة أساس.

في هذه الأثناء، هددت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان يوم الاثنين بإسقاط الحكومة الائتلافية في فرنسا، بعد أن فشلت المحادثات مع رئيس الوزراء ميشيل بارنييه في تلبية مطالب حزبها بتقديم تنازلات في الموازنة.