مصر: هجمات البحر الأحمر لم تؤثر بشكل كبير على قناة السويس

«ميرسك» تواصل جدولة رحلاتها عبر القناة

سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس أمام قوارب صغيرة تنتظر على الرصيف (من الموقع الإلكتروني لقناة السويس)
سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس أمام قوارب صغيرة تنتظر على الرصيف (من الموقع الإلكتروني لقناة السويس)
TT

مصر: هجمات البحر الأحمر لم تؤثر بشكل كبير على قناة السويس

سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس أمام قوارب صغيرة تنتظر على الرصيف (من الموقع الإلكتروني لقناة السويس)
سفينة حاويات تمر عبر قناة السويس أمام قوارب صغيرة تنتظر على الرصيف (من الموقع الإلكتروني لقناة السويس)

قللت شعبة النقل الدولي واللوجيستيات في القاهرة، من تأثير التوترات في البحر الأحمر على حركة الملاحة بقناة السويس.

وقال عمرو السمدوني، سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجيستيات بغرفة القاهرة التجارية، الثلاثاء، إن «التوترات التي حدثت في منطقة البحر الأحمر من قبل جماعة الحوثيين لم تؤثر بشكل كبير على الملاحة في قناة السويس».

وأضاف السمدوني في تصريحات صحافية، أن عمليات النقل البحري والدولي «تسير بشكل منتظم، خاصة بعد عودة شركة الشحن العالمية «ميرسك»، لاستخدام طريق البحر الأحمر لنقل الحاويات».

وأظهر جدول لرحلات الشحن لشركة «ميرسك» الدنماركية صدر في وقت متأخر من مساء الاثنين، أن الشركة أبقت على خطط لتمرير أكثر من 30 سفينة حاويات عبر قناة السويس والبحر الأحمر في الفترة المقبلة رغم هجوم في مطلع الأسبوع على إحدى سفنها في المنطقة. لكن «ميرسك» علقت أيضا خططا لمرور بعض السفن عبر طريق البحر الأحمر وسط استمرار خطر هجمات المسلحين الحوثيين في اليمن، قائلة إنها ستعلن عن خط سير لكل سفينة في وقت لاحق.

وأوقفت «ميرسك» يوم الأحد جميع رحلاتها عبر البحر الأحمر لمدة 48 ساعة بعد محاولات الحوثيين المتحالفين مع إيران الصعود على متن سفينة «ميرسك هانغتشو»، رغم أن طائرات هليكوبتر عسكرية أميركية صدت الهجوم في نهاية المطاف وقتلت عشرة مسلحين.

يعد البحر الأحمر، الطريق الوحيد المؤدي إلى قناة السويس، إذ يربط بعضاً من أكبر مستهلكي العالم للسلع القابلة للتداول في أوروبا مع كبار الموردين في آسيا.

وتستحوذ قناة السويس على نحو 12 في المائة من التجارة العالمية، وهو ما يمثل 30 في المائة من إجمالي حركة الحاويات العالمية، وأكثر من تريليون دولار من البضائع سنوياً، ويمر من خلال البحر الأحمر نحو 80 مليون طن سنوياً من الحبوب عبر قناة السويس.

ومن المتوقع أن يتسبب تغيير مسار السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول الطرف الجنوبي لأفريقيا في تكلفة إضافية للوقود تصل إلى مليون دولار لكل رحلة ذهابا وإيابا بين آسيا وشمال أوروبا.

بدأت جماعة الحوثي، التي تسيطر على أجزاء من اليمن بعد سنوات من الحرب، في نوفمبر (تشرين الثاني) مهاجمة السفن التي تعبر البحر الأحمر، قائلة إن ذلك رد على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وتوقفت شركات الشحن الكبرى، بما في ذلك عملاقتا الحاويات «ميرسك» وهاباج لويد، الشهر الماضي عن المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وغيرت مسار سفنها بدلا من ذلك إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول حول أفريقيا. لكن «ميرسك» قالت في 24 ديسمبر (كانون الأول) إنها تستعد للعودة إلى البحر الأحمر، مشيرة إلى نشر عملية عسكرية بقيادة الولايات المتحدة لحماية السفن.

وأوضح السمدوني، أن توقف شركة «ميرسك» عن المرور في قناة السويس «لم يستغرق إلا أيام قليلة جدا وفي هذه الفترة لم تدخل حاويات لمصر، وبالتالي لم تتأثر السلع التي تستوردها مصر بتداعيات الأزمة». مؤكدا أنه «حتى الآن لم تتأثر قناة السويس بشكل كبير بتغيير مسار حركة الملاحة الدولية، إثر التهديدات الأمنية في البحر الأحمر... الأمور جيدة، ولم يحدث تأثير كبير، وعدد السفن التي غيرت مسارها قليل».

ودعا المستوردون في مصر إلى «لا يجب رفع أسعار السلع المستوردة، واستغلال الأزمة من قبل البعض».

وأوضح سكرتير عام شعبة النقل الدولي واللوجيستيات بغرفة القاهرة التجارية، أن عدد السفن التي حولت مسارها بالفعل للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة، بلغ نحو 76 سفينة، مشيرا إلى أنها نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة قناة السويس خلال هذه الفترة نفسها.

وأكد أن «ما يحدث في البحر الأحمر لن يتسبب في أي أضرار على الدولة المصرية، حيث إن كمية البضائع التي تتنقل من شرق آسيا عبر قناة السويس ستتجمع بالموانئ وتمر عن طريق قناة السويس ولن يكون هناك تأثير على الممر الملاحي في مصر».


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق البنايات تتداخل مع الرموز والأفكار والتاريخ في معرض «وسط البلد» (الشرق الأوسط)

«وسط البلد»... معرض يُحاكي زحمة القاهرة وأحوال أهلها

تظل منطقة وسط البلد في القاهرة المكان الأكثر زخماً بتفاصيلها العمرانية ونماذجها البشرية، ما يظهر في أعمال فنانين تشبَّعوا بروح المكان، وأفاضوا في إعادة صياغته.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مقر كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان (إدارة الكلية)

منشآت على «نيل القاهرة» مهدَّدة بالإزالة بعد إلغاء حق الانتفاع

اتّسعت دائرة المنشآت الموجودة على «نيل القاهرة» المهدَّدة بالإزالة بعد أيام من إعلان بعض الفنانين عن مخطّط لإزالة «المسرح العائم» بجزيرة الروضة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تابوت «إيدي» بأسيوط (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف حجرة دفن ابنة حاكم أسيوط خلال عصر سنوسرت الأول

اكتشفت البعثة الأثرية المصرية - الألمانية المشتركة بين جامعتَي سوهاج وبرلين، حجرة الدفن الخاصة بسيدة تدعى «إيدي» التي كانت الابنة الوحيدة لحاكم إقليم أسيوط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الخبز أحد أهم السلع المدعومة في مصر (وزارة التموين)

«الحوار الوطني» المصري يناقش إعادة هيكلة الدعم الحكومي

يعتزم «الحوار الوطني» المصري، خلال الأيام المقبلة، مناقشة قضية الدعم الحكومي المقدم للمواطنين، في ضوء قرار الحكومة بإعادة هيكلته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
TT

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً غنية أخرى، خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035. وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر مطلعة.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة، لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد المقبل. ولا بد من حدوث توافق بين المفاوضين من أجل اعتماد أي اتفاق.

جاء هذا التحول في المواقف بعد أن رفضت الدول النامية يوم الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول النامية في مؤتمر (كوب29) قد أُبلغت بالموقف الجديد للدول الغنية، ولم يتضح كذلك ما إذا كان الموقف كافياً للفوز بدعم الدول النامية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات المغلقة إن الاتحاد الأوروبي أبدى موافقته على قبول المبلغ الأعلى. وذكر مصدران أن الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وافقت أيضاً.

وأحجم المتحدثان باسم المفوضية الأوروبية والحكومة الأسترالية عن التعليق على المفاوضات. ولم يرد وفد الولايات المتحدة في المؤتمر أو وزارة الطاقة البريطانية بعد على طلب للتعليق.

وتترقب الوفود المشاركة في (كوب29) في باكو بأذربيجان مسودة جديدة لاتفاق عالمي بشأن تمويل المناخ يوم السبت، بعد أن واصل المفاوضون العمل خلال ساعات الليل.

وكشفت محادثات (كوب29) عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتطورة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.