القوات العراقية تحرر مناطق جديدة في الموصل

قتلت 31 من «داعش»

قوات عراقية تشتبك مع مقاتلي «داعش» في شمال غربي الموصل (رويترز)
قوات عراقية تشتبك مع مقاتلي «داعش» في شمال غربي الموصل (رويترز)
TT

القوات العراقية تحرر مناطق جديدة في الموصل

قوات عراقية تشتبك مع مقاتلي «داعش» في شمال غربي الموصل (رويترز)
قوات عراقية تشتبك مع مقاتلي «داعش» في شمال غربي الموصل (رويترز)

قال قائد عسكري عراقي، اليوم (الجمعة): إن القوات العراقية تمكنت من تحرير مناطق جديدة في قاطع العمليات العسكرية في الساحل الأيمن من الموصل (400 كيلومتر شمالي بغداد).
وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، في بيان صحافي إن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش العراقي حررت حي مشيرفة الثانية بالكامل ومنطقة الكنيسة ودير ميخائيل في الساحل الأيمن من الموصل، وترفع العلم العراقي».
وكان الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية في العراق، قد قال في بيان صحافي في وقت سابق: إن قوات الشرطة الاتحادية استعادت السيطرة على ثلاث قرى وقتلت 31 من عناصر «داعش» في عمليات تحرير مناطق شمال غربي مدينة الموصل، التي انطلقت أمس (الخميس).
وقال: «قطعات الشرطة الاتحادية في محور شمال غربي الموصل حررت خمسة كيلومترات مربعة، واستعادت السيطرة على ثلاث قرى، وقتلت 23 إرهابيا، وتحاصر منطقة الهرمات، وتقترب مسافة أربعة كيلومترات من مناطق الجسر الخامس».
وأضاف: إن «قطعات أخرى في محور جنوب غربي المدينة القديمة استهدفت ما تسمى مقرات السفر والأمنية في منطقة الزنجيلي، وقتلت قياديا في (داعش)».
وتشهد مناطق متفرقة من العراق في الموصل، والأنبار، وصلاح الدين، وكركوك عمليات عسكرية متفرقة لاستهداف تجمعات عناصر تنظيم داعش، التي تشكل خطرا على القوات الأمنية والعسكرية والمدنيين، حيث تشن طائرات التحالف الدولي والعراقي غارات جوية متفرقة في هذه المناطق، وقرب الحدود العراقية السورية لإغلاق منافذ تدفق المسلحين من سوريا.
ولا تزال القوات العراق تحاصر أحياء الموصل القديمة منذ أسابيع، وتحاول فتح منافذ للانقضاض على عناصر «داعش» المتحصنين بالأحياء القديمة المكتظة بالسكان.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن تواجد أعداد كبيرة من المدنيين وكثرة المركبات والأبنية المفخخة تقف عائقا أمام سرعة حسم المعركة في أحياء الموصل القديمة.
وأظهرت صور اطلعت عليها «رويترز» التقطتها طائرة من دون طيار تابعة للفرقة المدرعة التاسعة، وحلقت فوق ضاحية مشيرفة بشمال غربي الموصل دفاعات قليلة للمتطرفين على عكس أجزاء أخرى من الموصل، حيث تسد العربات والحواجز المضادة للدبابات الشوارع.
وقال العميد الركن وليد خليفة نائب، قائد الفرقة المدرعة التاسعة، لـ«رويترز» في حليلة الواقعة غربي مشيرفة: «ما واجهناه في خلال هذه العملية محاولة عناصر التنظيم عرقلة القطاعات بالعجلات المفخخة ومفارق تعويق».
وقال العميد يحيي رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة لـ«رويترز»: إن المتشددين «لم يكن لديهم الوقت لإقامة حواجز، والتقدم يسير على نحو جيد منذ أمس».
ويهدف موطئ القدم الجديد للقوات العراقية لفتح ممرات هرب لمئات الآلاف من المدنيين المحاصرين وراء خطوط «داعش»، وبالتالي مساعدة القوات على التقدم.
وتسعى الفرقة المدرعة التاسعة وقوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية للوصول إلى ضفة نهر الفرات من أجل استكمال تطويق المدينة القديمة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.
ومن شأن تقدم هذه القوات أن يعين قوات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية التي تتقدم بشق الأنفس من ناحية الجنوب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.