أفلام الأسبوع

الفيلم المصري «موج»
الفيلم المصري «موج»
TT

أفلام الأسبوع

الفيلم المصري «موج»
الفيلم المصري «موج»

* موج (***)
يتناول المخرج أحمد نور في فيلمه التسجيلي هذا (يُعرض في القاهرة) أزمنة مختلطة من حياته تبدأ قبل ثورة 25 يناير (كانون الثاني) وتمر بها وتليها. كذلك هو فيلم متعدد «الفورميلات»: تسجيلي في الأساس مع وثائقيات ورسوم متحركة بعض الأحيان. حين ينظر المخرج إلى الوضع السياسي حوله لا يفصله عن ذاته القريبة من المكان (مدينة السويس) وتاريخه وتاريخها أيضًا. يسرد علينا ما في باله من دون اعتذار، حتى وإن لم يكن ما في باله مهمًا دائمًا أو مترابط مع همّ آخر يورده. النتيجة مقبولة. مع بعض الترتيب في الوارد كان يمكن أن يصبح أكثر نجاحًا.
* Fifty Shades Darker (***)
أصاب «50 ظلاً لغراي» الذي تم إنتاجه قبل عامين نجاحًا كبيرًا نجم عنه 570 مليون دولار ما شجع على إعادة الكرة في رواية أخرى مشتقة من أعمال إلكا ميتشل التي توقع رواياتها الغرامية باسم E L James. النتيجة هذا الفيلم الذي ينطلق من حيث انتهى الجزء الأول. كريستيان غراي ثائر على نفسه، لكنه يبحث عن علاقة عاطفية جديدة، والفتاة التي يلتقي بها (داكوتا جونسون) تملأها الغيرة إذ تود السيطرة على غراي (جامي دورنان) بالكامل. الإخراج هو الذي يؤدي إلى تجاوز بلاستيكية الفيلم السابق وهشاشته. المخرج هو جيمس فولي الذي يزيّن الحكاية بأسلوب عمل لا بأس به.
* A Cure for Wellness (**)
كل شيء في هذا الفيلم ليس كما يبدو من النظرة الأولى، بما في ذلك الفيلم نفسه. يقص حكاية موظف شاب ذي شأن في المؤسسة يتم إرساله إلى مصحّة سويسرية في جبال الألب لكي يبحث عن مدير المؤسسة المفقود. الموظف (داين ديهان) يعتقد أنه جاء إلى مصحّة رصينة، لكنه يكتشف أن نظرته الأولى تلك خاطئة وأنها تحتفظ بمرضاها للأبد، ويجد نفسه مهددًا بالانضمام إليهم. ربما كانت هناك فكرة تستحق الإنتاج في هذا العمل لكن النتيجة هناك غير متوازنة، والفيلم أطول بكثير مما ينبغي. إخراج غور فربينسكي.
* John Wick: Chapter 2 (***)
الجزء الأول، سنة 2014، حمل قدرًا جيدًا من شروط وعناصر الفيلم التشويقي الناجح. الجزء الثاني هذا، وتحت إدارة المخرج تشاد ستاهسكي نفسه، يحافظ عليها وينجلي عن عمل جيد آخر من بطولة كيانو ريفز في دور جون ويك، القاتل المحترف الذي سيعود إلى الساحة، فتنفيذ مهمّة في روما. ليس لذوي الرغبة في أفلام فنية، ولا هو يعد بذلك ويخلف وعده. الحكاية جيدة وإن ليست جديدة، وريفز يمثل ضمن حضوره الذي يحتفظ بوجه غير عاكس للمشاعر طوال الوقت. مناسب ولو أنه مستهلك بدوره.
* فين قلبي (*)
تصدمك بعض العناوين التي تعبّر بكلمتين أو ثلاث عن فحوى الفيلم كله. وبالنظر إلى المستوى التي تتم به الأفلام الكوميدية هذه الأيام فالعنوان يكفي ويغني عن مشاهدة الفيلم. حكاية رجل (مصطفى قمر) واقع في الحب مع فتاتين (يسرا اللوزي وشيرين عادل)، واحدة تزوّج منها لكنها ترقد في غيبوبة طويلة في المستشفى، الثانية تعرّف عليها.
محتار بينهما (مسكين) وتزداد حيرته عندما تفيق زوجته من غيبوبتها، وعليه أن يختار على نحو صحيح. إخراج إيهاب راضي.



8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.