مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

أتزوج ذئبة... ولا أتزوج نعجة؟

سويسرا ستكون أول دولة في العالم تمنح مواطنيها مبلغ (2500) فرنك - أي في حدود (2500) دولار شهريًا - سواء كانوا عاطلين أم يعملون، وتعتزم الحكومة طرح هذا الاقتراح على التصويت، وهي واثقة من إقراره ونجاحه، وواثقة كذلك أن من يعمل لن يتخلى عن عمله، بل إنه سوف يجتهد أكثر.
والكل يعلم أن البنوك السويسرية مكدسة برؤوس الأموال من جميع الدول في أنحاء العالم، سواء كانت هذه الأموال مشروعة أو هاربة، لأنها تظل آمن مكان في العالم لكل من أراد أن يحافظ على رأسماله، رغم أن الفوائد التي من الممكن أن يحصلوا عليها تكاد تصل بل إنها وصلت إلى (الصفر).
قد يخطر على البعض المثل الشعبي المصري القائل: (اللي عنده مال محيره، يشتري حمام ويطيره)، غير أن ذلك المثل لا ينطبق على العقلية السويسرية التي تعمل كبندول الساعة، فهم (حاسبينها) أدق الحساب.
وخطر على بالي لو أن هذا القرار عُمل به في البلاد العربية، فماذا سوف يحصل؟! فهل سوف تزداد جحافل العاطلين أم العكس؟!
***
مدام (كوبي) سيدة أميركية، من شدة فرحتها عندما تعافت من إدمان المخدرات، افتتحت مطعمًا في (فلوريدا) كان شعاره: تناول ما تشاء وادفع ما تشاء، وقالت إن مبدأها هو: (أفضل لك أن تعطي من أن تأخذ)، وكان الإقبال عليه كبيرًا.
وبعد عدة أشهر أعلن المطعم إفلاسه وأغلق.
يا ليت أحدًا في الحي الذي أقطنه، افتتح مطعمًا على هذه الشاكلة، لكنت يقينًا من زبائنه الدائمين في كل الوجبات.
وعلى ذكر المطاعم، فقد افتتح أحدهم قبل مدة مطعمًا في الرياض سماه مطعم (حاتم الطائي)، وما صدق على الله أحد رجال البادية أن عرف عن هذا المطعم حتى دخله وأكل فيه إلى أن (انفزر بطنه)، وما إن انتهى حتى رفض أن يدفع الحساب على أساس أن حاتم لا يأخذ أجرًا على كرمه.
وعندما وصلت القضية إلى الإمارة، برأوا الرجل، وأرغموا صاحب المطعم على تغيير اسمه.
***
في مدينة (صبيا) شكا زوج زوجته إلى أبيها من عدم اهتمامها به، ومن كثرة خروجها وكثرة حديثها بالتليفون، وحاول إصلاحها دون جدوى.
فما كان من والدها إلا أن خطب للرجل امرأة أخرى وزوّجها له، لكي يؤدب ابنته - انتهى. أكثر ما أعجبني حكاية عروس دخلت في نوم عميق في سيارة زفافها، فما كان من العريس عندما شاهدها تغط في سبات عميق، حتى طلب من الحضور عدم إيقاظها، وطلقها من حينه وهو يقول:
خير لي أن أتزوج ذئبة، من أن أتزوج نعجة.