تقرير هارفارد: فقدان الذاكرة.. هل يستمر إلى الأبد؟

الذكريات تظل دفينة في أعماق الدماغ

تقرير هارفارد: فقدان الذاكرة.. هل يستمر إلى الأبد؟
TT

تقرير هارفارد: فقدان الذاكرة.. هل يستمر إلى الأبد؟

تقرير هارفارد: فقدان الذاكرة.. هل يستمر إلى الأبد؟

* س: عندما نفقد ذاكرتنا، فهل نفقدها تماما وإلى الأبد.. أخبرني أحد معارفي أن الذاكرة قد تظل موجودة في أدمغتنا؟
* ج: إن كل ما نتذكره يختزن داخل الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، وغالبا ما يتم خزنه في عدد كثير من تلك الخلايا التي تتواصل فيما بينها. وتماثل كل خلية عصبية شكل شجرة لها ساق، وأغصان، وفي النهاية لها أعداد من «الغصينات» الصغيرة (التي تسمى الأشواك spines). وهذه الأشواك في خلية عصبية ما، هي التي تتواصل مع أشواك الخلايا الأخرى، بإفرازها مواد كيميائية.
وقد ظل العلماء وحتى وقت قريب، يفترضون أن الذاكرة المفقودة نتيجة الإصابة بالخرف، تختفي من دون رجعة. إلا أن جملة من الأسباب تدعو إلى طرح التساؤلات حول صحة هذا الافتراض، لأنه يبدو أن فقدان الذاكرة يمكن أن يكون متقطعا.
ولعلكم، مثلي، قد رأيتم أشخاصا يعانون من مرض ألزهايمر الذين نسوا اسم ابنهم حتى مجيء يوم ما لينادونه باسمه. وربما فكرتم، مثلي، في أن الذاكرة ربما لم تفقد نهائيا، بل ربما إنها موجودة ودفينة في أعماق يصعب الوصول إليها.
وقد أظهرت الدراسات الحديثة على الفئران أن الأمر كذلك بالفعل؛ فقد درست فئران أصيبت بأمراض في الدماغ تماثل مرض ألزهايمر سببت لها نسيانها إمكانية تعرضها لصعقة كهربائية عند وضعها داخل قفص معين.
إلا أن العلماء أخذوا في تحفيز منطقة في الدماغ تختزن الذاكرة المرتبطة بالتعرض لصعقة كهربائية بهدف استرجاع تلك الذاكرة. وفجأة تذكرت الفئران ما حدث لها في ذلك القفص، وكان أن تجمدت أطرافها من الخوف عند نقلها نحو القفص.
وهكذا فإن الذاكرة لم تفقد، بل إنها ظلت دفينة! إلا أن هذه الدراسات تظل بعيدة عن أن تكون متماثلة مع ما يحدث لدى الإنسان. ومع ذلك، فإنها تشجعني على التفكير في أننا - أبناء الجنس البشري - أذكياء بما يكفي لكي نستطيع، وفي يوم من الأيام، أن نسترجع الذاكرة المفقودة منذ أمد بعيد.

* رئيس تحرير «رسالة هارفارد الصحية» - خدمات «تريبيون ميديا»



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.