العيوب الانكسارية.. السبب الرئيسي لضعف البصر

مفاهيم خاطئة حول العين والرؤية لدى الأطفال

العيوب الانكسارية.. السبب الرئيسي لضعف البصر
TT

العيوب الانكسارية.. السبب الرئيسي لضعف البصر

العيوب الانكسارية.. السبب الرئيسي لضعف البصر

وفقا لمنظمة الأمم المتحدة، يوجد عالميا 284 مليون شخص مصاب بضعف البصر والعمى، منهم قرابة 245 مليونا مصابون بضعف البصر. وتشكل العيوب الانكسارية عالميا السبب الرئيسي لضعف البصر بنسبة 43 في المائة وهي تمثل 80 في المائة من مشكلات النظر لدى الأطفال.
فما هي العيوب الانكسارية وما أنواعها وأعراضها وكيفية علاجها؟
توجهت «صحتك» بهذه الأسئلة إلى أحد المتخصصين في هذا المجال، الدكتور هاني عبد الله الرحيلي رئيس وحدة ضعف الإبصار بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز في جدة، المدير الطبي لحملة إبصار الوطنية لاكتشاف عيوب الإبصار لدى الأطفال والناشط في مجال ضعف الإبصار والإعاقة البصرية، فكانت إجاباته كالتالي:
ما هو العيب الانكساري، وكيف يحدث؟ تتم عملية الرؤية من خلال قيام قرنية وعدسة العين بتجميع الأشعة الضوئية وتركيزها على مركز الإبصار في الشبكية (جزء العين المسؤول عن التركيز) فعند حدوث خلل في شكل العين أو تكوينها لا يتركز الضوء في ذلك المركز ويحدث العيب الانكساري، وهو خلل، وليس مرضا.
العيوب الانكسارية قد تكون وراثية، وتزداد نسبة الإصابة بها إذا كان لدى الوالدين عيب انكساري، وفي أغلب الأحيان تكون مكتسبة أي إنها تأتي مع عملية النمو للطفل بسبب أن حجم عينه يكبر مع نمو جسمه، لكن تحدب العين لا ينمو مثاليا فيحدث العيب الانكساري.

* العيوب الانكسارية

أوضح د. الرحيلي أن قصر النظر وطول (أو بُعد) النظر، واللابؤرية (الانحراف)، هي العيوب الانكسارية التي تحدث بالعين، وهي مختلفة في الأعراض وما تسبب من مشكلات بالرؤية وفي طريقة علاجها. وهي كالتالي:
* قصر النظر: يحدث عندما تكون المسافة بين مقدمة ومؤخرة العين طويلة بشكل غير طبيعي، أو عندما تكون القرنية (الغشاء الشفاف الذي يغطي قزحية العين الملونة) منحنية أكثر من اللازم، فالضوء الداخل للعين من بعيد لا يتركز ولا يصل إلى مركز الإبصار بالشبكية، فيسقط الضوء أمام الشبكية. وهنا تكون الشكوى الرئيسية عدم رؤية الأجسام البعيدة بوضوح كالسبورة، كما يؤدي إلى الاقتراب الشديد من التلفزيون وتقريب الكتاب أو الأجهزة المحمولة من العين، ويلاحظ ضم العينين عند رؤية الأشياء البعيدة.
يعالج قصر النظر لدى الأطفال بالنظارات الطبية فقط وتستخدم عدسات سالبة لإعادة تركيز الضوء. قصر النظر لا يسبب الصداع أو الحول أو الكسل البصري (يحدث إذا وجد أي مسبب يمنع العين من النمو بشكل طبيعي) إلا إذا كان شديدا أعلى من (- 6). ويتأثر قصر النظر بالعمر ونمو الطفل فعادة يكون في ازدياد مع سنوات النمو لتغير حجم وشكل العين.
* طول (بُعد) النظر: هذه الحالة هي عكس قصر البصر، تحدث عندما تكون المسافة بين مقدمة ومؤخرة العين أقصر من اللازم، أو عندما لا تكون القرنية منحنية كفاية، فالضوء الداخل للعين يتركز خلف الشبكية، فالرؤية للأجسام البعيدة تكون جيدة وتكون مشوشة للأشياء القريبة كالكتب. تشمل أعراض طول النظر المشقة في إبقاء تركيز واضح على الكلمات المطبوعة والأجسام القريبة، وعادة ما يكون هناك تدميع لدى الطفل، أو صداع وإجهاد للعين والإرهاق خاصة عند الأعمال الدقيقة.
تستخدم العدسات الموجبة لإعادة وجلب الضوء من خلف مركز الإبصار باستخدام النظارات الطبية. طول النظر أحد أهم مسببات الحول والكسل البصري ونسبة وجوده بالسنوات الأولى للطفل أعلى من قصر النظر.
* اللابؤرية وهو ما يسمى طبيا (الاستغماتيزم): تمتاز العين الطبيعية بأن قوتها الانكسارية متساوية تقريبًا في جميع الاتجاهات أفقيا وعموديا، وعلى مدى 360 درجة. في هذه الحالة يكون العيب الانكساري بسبب عدم انتظام تحدب القرنية أو ميلان في وضع عدسة العين الداخلية فيتسبب في أن الضوء يسقط ويتكون في أكثر من نقطة على الشبكية أو أمامها أو خلفها. الطفل المصاب بالاستغماتيزم تكون الرؤية لديه غير دقيقة مع ظلال وتشتت خاصة الأضواء والكلمات المتراصة، وقد يرى الخطوط الأفقية أوضح من الخطوط الرأسية أو العكس. يشكو الطفل عادة من صداع بمقدمة الرأس أو حول العينين وإجهاد عند التركيز أو ألم بالعين، وقد يلاحظ عليه ضم العينين أو ميلان الرأس للأسفل أو على الجانب لتحسين الرؤية. الاستغماتيزم عادة يكون مصاحبا لقصر أو طول النظر وقد يأتي منفصلا، وهو أحد أهم مسببات الكسل البصري.
تعالج اللابؤرية بعدسات أسطوانية تؤثر على المحور المصاب بالقرنية أو العدسة الداخلية للعين.

* مفاهيم خاطئة

يتناقل الكثير من الناس بعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة حول النواحي الوقائية والعلاجية للعيوب الانكسارية، وهذه بعض من تلك المعتقدات الشائعة حول العين والرؤية لدى الأطفال خصوصا:
* لبس النظارة الطبية والمداومة عليها يضعف النظر تدريجيًا! يجيب د. هاني الرحيلي بأن هذا غير صحيح، إذ إن حرمان الوالدين طفلهما من التمتع بالنظر الجيد عند لبس النظارة بحجة أن لبس النظارة يضعف البصر خطأ كبير، إذ إن هذا الاعتقاد ناتج عن ملاحظة أن من يرتدي النظارة لو أبعدها عن عينيه فلن تكون الرؤية كما لو كانت قبل ارتدائها في السابق وذلك بالطبع ناتج عن الأسباب التالية:
إن العين تتأقلم مع النظارة وتحتاج إلى فترة من الزمن حتى تتكيف مع الوضع الجديد بعد إزالتها عنها. وفي كثير من الأحيان يحتاج من يستخدم النظارة إلى تغيير قوة العدسة بعد فترات قد تكون متقاربة عند الأطفال، وهذا التغير في النظر قد يحصل سواء استعمل ذلك الطفل النظارة الطبية أو لم يستعملها.
إن الطفل الذي يحتاج إلى النظارة الطبية ويرى بها الأشياء بوضوح وصفاء تام يتعود على ذلك الوضع الجيد من صفاء النظر ووضوحه، بينما تكون الرؤية سيئة عند خلع النظارة وذلك ناتج عن التحسن الكبير بالرؤية.
* لبس النظارة الطبية يخفي العيب الانكساري أو يمنعه من الزيادة! أوضح د. الرحيلي أن العيب الانكساري سببه شكل العين، وأن النظارة الطبية مهمتها أن تعيد تركيز مسار الضوء فقط للشبكية فيتحسن النظر. إذن، النظارة الطبية لن تغير شكل العين أو تحدبها فهي أداة مساعدة والعيب الانكساري سيتغير مع النمو سواء لبس الطفل النظارة أم لا.

* تأثيرات على العين

* استخدام الكومبيوتر يضر بالعينين أو يتلف البصر! يتخوف الأهل من مخاطر شاشات الكومبيوتر على أعين أطفالهم. ومن المؤكد أن الكثيرين سمعوا أن الجلوس أمام الكومبيوتر يتلف البصر، الأمر الذي يعتبر صحيحا، لكن بشكل نسبي.
ويضيف د. الرحيلي أن المهم عدم إنهاك العينين بالتركيز الشديد على شاشات الكومبيوتر، حيث يحصل نتيجة ذلك الانشغال وقلة رمش العين وبالتالي عدم توزع الطبقة الدمعية بانتظام، بعدها يحس الطفل بحرارة في عينيه واحمرار طفيف أو دموع ناتجة عن التعب والإرهاق الذي حصل في عينيه. وطمأن د. الرحيلي الأهل بأنه لا يتوجب الخوف على الطفل من أن النظر المتكرر إلى الكومبيوتر يؤدي إلى الإصابة بقصر في النظر، وأن ذلك يؤدي إلى زيادة الدرجة اللازمة في العدسة أو غيرها، فلم تسجل أي دراسة بأن متابعة شاشة الكومبيوتر يمكن أن تؤثر بهذا الشكل.
* القراءة في نور خافت تضر بالعينين وتضعف البصر! نسمعها دائما، القراءة في النور الخافت تسبب ضعف النظر. هذا صحيح إذا أدى إلى إجهاد العين، ولكن يجب ألا نقلق من هذا الأمر، لأن العلماء توصلوا بعد اختبارات كثيرة إلى نتيجة واضحة تقول إن القراءة في ظل ضوء خافت أو غير كاف لا تلحق الضرر بالعيون، غير أنها تجعل إجهاد العين أسرع، أما أن يحدث ذلك ضررًا عضويًا أو ضعفا بالبصر فإن هذا غير صحيح.
* وقد قام العالمان راشيل فيرمان وأكون كارول في عام 2007 بجمع كل الدراسات التي أجريت في هذا المجال وقارنا بين نتائجها، وتوصلا إلى نتيجة مفادها بأن القراءة في ظل ضوء خفيف يجهد العيون ويتعبها، غير أن هذا التأثير السلبي يكون مؤقتا ولا يلحق أي نوع من الضرر الدائم بها وقد تصاب العيون في ظل الضوء الخافت أيضا بالجفاف، لأن الإنسان يلقى صعوبات أكبر حين يكون الضوء قليلا، لهذا يحرك جفنيه بشكل أقل.
* الكشف بالكومبيوتر لعمل النظارات هو أحسن وأدق الطرق لعملها! أصبح الكومبيوتر يستخدم في الآونة الأخيرة في الكشف عن العيوب الانكسارية في العين ويقوم بحساب قوة العدسات التي يحتاجها الطفل. وقد أوضح د. الرحيلي أن هذه الطريقة وإن كانت سريعة إلا أنها لا تعني الدقة المتناهية في الكشف، بل هي في الحقيقة طريقة للكشف المبدئي، ومن ثم يجب أن يتم التأكد من ذلك بالكشف عن طريق دكتور البصريات أو طبيب العيون لكي يصف مقاس النظارة النهائي والمناسب للعين.
وأخيرا ما الحل؟ هل الوقاية ممكنة؟ أفاد د. هاني الرحيلي بأن العيوب الانكسارية لا يمكن الوقاية منها أو تلافيها فهي صامتة ولا نراها أو نشعر بها لدى الطفل قبل حدوثها، وعادة لا يعبر الأطفال أن هناك مشكلة بالنظر ظنا منهم أن هذا هو البصر الطبيعي.
ويستطيع الأهل أو المعلمون أو القائمون على رعاية الطفل ملاحظة أن الطفل لا يرى بشكل جيد لأنه، على سبيل المثال، إذا كان الطفل يقرّب الأشياء كثيرًا من وجهه ليتمكن من رؤيتها أولا يعير اهتماما للأشياء البعيدة فلا بد من الكشف عند طبيب أطفال العيون أو دكتور البصريات، وطبيا نستطيع قياس العيب الانكساري لأي فئة عمرية حتى وإن كان طفلا رضيعا.



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.