بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

اختلاف العمر البيولوجي والزمني للإنسان
* ما العلاقة بين عمر الشخص الحقيقي وعمره البيولوجي الذي يعكس الواقع الصحي الذي يعيشه ذلك الشخص؟ فكم من شاب بدا لناظريه شيخا مسنا، وكم من مسن تفوق على الشباب فكرا وعملا!
استطاع العلماء الإجابة على هذا السؤال بعد أن قاموا بالفعل بقياس العمرين بطرق علمية مبتكرة، ووجدوا أن هناك اختلافات كبيرة بين العمر الحقيقي والعمر البيولوجي للإنسان، وذلك وفقا لدراسة أميركية نشرت في 1 يونيو (حزيران) 2015 في مجلة «أعمال الأكاديمية الوطنية للعلوم» Proceedings of the National Academy of Sciences، PNAS. ومع هذه النتائج، يأمل العلماء أن يستطيعوا قريبا من التدخل في عملية الشيخوخة ومنع بعض الأمراض المزمنة المرتبطة بها.
أجريت هذه الدراسة «دراسة دنيدن Dunedin study» على 1037 مشاركا في نيوزيلندا كانوا يخضعون لفحوص منتظمة جسديا ونفسيا. وفي سياق هذه الدراسة، طور الباحثون طريقة لقياس ومقارنة معدل الشيخوخة بالنسبة لأجهزة الجسم الحيوية للمرضى. واستخدم عدد 18 مؤشرا حيويا مختلفا، مثل وظيفة الرئة والكبد ووظائف الكلى، والجهاز المناعي، حالة الحرارة، وطول التيلومير في الكروموسومات.
وعندما كان عمر المشاركين 38 سنة، قام الباحثون بقياس العمر البيولوجي لكل واحد منهم – ووجدوه يتراوح ما بين 28 و61 عاما!
وتمت مقارنة نتائج الدراسة مع بيانات المشاركين، مما أتاح لهم التعرف على عمليات الشيخوخة لكل فرد مشارك. ووفقا للباحث الرئيسي في هذه الدراسة (دان بلسكي Dan Belsky) من جامعة ديوك في دورهام (كارولينا الشمالية)، فقد وجد أن معظم المشاركين تتراوح أعمارهم بمعدل عام بيولوجي واحد لكل سنة من العمر الحقيقي الزمني. ووجد أن البعض من المشاركين تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات بيولوجية لكل سنة زمنية، في حين أن آخرين لم يشيخوا بيولوجيا على الإطلاق خلال تلك الفترة.
ومن نتائج الدراسة، أن أولئك الذين شاخوا بسرعة (كانت أعمارهم البيولوجية أكبر من السنوات الزمنية)، وأظهروا انخفاضا أكبر في معدل الذكاء IQ، وجدت لديهم مؤشرات لزيادة السكتة الدماغية وخطر الخرف المبكر، وانخفاض المهارات الحركية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين شاخوا بسرعة لم ينجحوا بطريقة جيدة في أداء اختبارات المعرفة واختبارات اللياقة البدنية لتحقيق التوازن والتنسيق وتم تصنيفهم ضمن مجموعات كبار السن مقارنة بالآخرين.
ويأمل الباحثون أن هذه النتائج سوف تساعدهم على التأثير في عملية الشيخوخة ككل بدلا من مجرد علاج الأمراض المرتبطة بتقدم العمر بشكل فردي. ومع تقدم العمر، نجد أن خطر بعض الأمراض يزداد. ولمنع أمراض متعددة في نفس الوقت، يجب أن نستهدف عملية الشيخوخة نفسها.
اختبارات الذاكرة ومرض ألزهايمر
* يعتقد البعض من الناس، خطأ، أن الفقدان الكلي للذاكرة هو من علامات الشيخوخة، والصواب أنه كلما كبر الشخص ودخل في مراحل الشيخوخة يبدأ ينسى بعض الأمور كأسماء الأصدقاء الجدد الذين قابلهم حديثًا، وهذا أمر طبيعي، حيث تصبح خلايا الدماغ أقل كفاءة، مثلها مثل بقية خلايا وأعضاء وأجهزة الجسم التي تضعف مع التقدم في العمر. أما الفقدان الكامل للذاكرة فهو مرض وليس مرحلة فسيولوجية طبيعية يمر بها الإنسان، يمكن أن يصيب الشخص في مراحل صغيرة من عمره في الثلاثينات أو الأربعينات وحتى الخمسينات، ولهذا فليس هناك سن معين في مأمن من الإصابة «بألزهايمر».
«ألزهايمر» هو مرض أكثر من مجرد فقدان طفيف للذاكرة، مرض حقيقي تفقد فيه خلايا المخ قدرتها على العمل وتموت تدريجيًا وتتحلل وبالتالي يمتد فقدان الذاكرة إلى نسيان الأصدقاء القدامى الذين عاش معهم عشرات السنوات. ومع الأسف، فحتى الآن، لا يوجد علاج شاف له ما عدا مجموعة من الأدوية تعالج الأعراض وتخفف من حدتها.
العلماء يعملون ليل نهار على دراسات لإيجاد مؤشرات تكشف مبكرا عن احتمال الإصابة بألزهايمر! ومنها معرفة العلاقة بين الأداء في اختبارات الإدراك القصيرة وتطور مرض ألزهايمر المشخص سريريا أو ما يعرف بالخرف قبل حدوثه بسنوات.
ووفقا لدراسة أميركية نشرت حديثا في مجلة «علم الأعصاب Neurology» وجد العلماء أن الحصول على درجات منخفضة في اختبارات الذاكرة يمكن أن يشير إلى احتمال حدوث مرض ألزهايمر قبل أن يتم تشخيص المرض بمدة تصل إلى 18 عاما.
درس العلماء في جامعة راش في شيكاغو، إلينوي Rush University in Chicago، Illinois، 2125 شخصا أميركيا من أصول أوروبية وأفريقية من شيكاغو ويبلغ متوسط أعمارهم 73 سنة في وقت الدراسة. لم يكن أي من المشاركين مصابا بمرض ألزهايمر عند بدء الدراسة، وأعطيت لهم اختبارات الذاكرة ومهارات التفكير مرة كل ثلاث سنوات لمدة 18 عاما. ظهر مرض ألزهايمر في سياق هذه الدراسة عند ما يقرب من 20 في المائة من المشاركين.
وجد العلماء أنه خلال السنة الأولى من الدراسة، كان المشاركون الذين لديهم انخفاض في درجات الاختبار عرضة للتشخيص بمرض ألزهايمر بنحو 10 مرات أكثر من الناس ذوي الدرجات العليا. وبناء على الاختبارات التي انتهت خلال 13 إلى 18 سنة قبل موعد عمليات التقييم النهائي، كان هناك انخفاض ما مقداره وحدة واحدة في مقياس اختبار الأداء المعرفي مرتبطا بزيادة خطر حدوث الخرف في المستقبل بنسبة 85 في المائة.
واستنتج رئيس فريق البحث أن ضعف الإدراك قد يظهر مبكرا وفي مرحلة ما قبل ظهور الأعراض السريرية لمرض ألزهايمر أو الخرف وأن انخفاض درجات الاختبار في 13 إلى 18 سنة لشخص ما هو دلالة على بدء انخفاضات طفيفة في الوظيفة الإدراكية له ستكون لها تأثيرات ومخاطر مستقبلية على المدى الطويل. ولمقاومة ومنع هذا المرض بنجاح ربما يتطلب الأمر جهودا كبيرة وفهما أفضل لهذه العمليات التي تحدث للشخص اعتبارا من مرحلة منتصف العمر وإيجاد حلول لمنعها أو حتى تبطيئها، وإيجاد وسائل لتعويض خلايا المخ التي يدمرها المرض ضمن برامج «الخلايا الجذعية» التي تستطيع تعويض أي خلايا في جسم الإنسان، وهذا ما يحاول الأطباء الوصول إليه لتوجيه الخلايا الجذعية لتعويض خلايا المخ الميتة. وإن غدا لناظره قريب.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



شعبية حليب الحمير تزداد في ألبانيا لخصائصه الغذائية والجمالية

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
TT

شعبية حليب الحمير تزداد في ألبانيا لخصائصه الغذائية والجمالية

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)

تؤكد فاتيكو باشا وهي تداعب بلطف حمارتها «ليزا» قبل أن تجمع حليبها أنّ «حليب الحمير له طعم الحب»... منه تصنّع المزارعة من منطقة جيروكاستر الألبانية مصل اللبن أو اللبن الرائب أو نوعاً من الجبن هو الأغلى في العالم.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فإن فوائد حليب الحمير معروفة منذ آلاف السنين. تقول الأسطورة إن كليوباترا كانت تستحم في حوض مليء بحليب الحمير؛ للمحافظة على جمالها وشبابها.

بالإضافة إلى الخصائص الجمالية لملكة مصر، من شأن حليب الحمير أن «يشفي الأطفال، إذ هو علاج طبيعي للجهاز التنفسي والحساسية والجهاز المناعي»، على ما تقول فاتيكو.

يراقب حمار صغير كيف تنظّف فاتيكو ضرعي أمّه. ولإنتاج الحليب، ينبغي أن تكون أنثى الحمار في فترة رضاعة، ويبدأ حلبها عندما يبلغ صغيرها 3 أشهر.

زادت شهرة حليب الحمير خلال جائحة «كوفيد - 19»، فقررت فاتيكو وزوجها إحضار مجموعة صغيرة من الحمير وإناث الحمير إلى مزرعتهما، لكنّهما لم يتخيّلا أنهما سيبيعان حليب هذه الحيوانات في ألبانيا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو واليونان.

في نهاية عام 2024، بات لديهما نحو ثلاثين أنثى حمار و4 ذكور حمير، ويرغبان بدءاً من يناير (كانون الثاني) في زيادة عدد هذه الحيوانات، مستفيديْن من المراعي الطبيعية عند سفح جبال جيروكاستر الغنية بالتنوع البيولوجي.

وباتت هذه المنطقة من جنوب ألبانيا تضم 15 مزرعة للحمير.

ذهب أبيض

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي، نادراً. في يوم الحلب، يمكن جمع نصف لتر من الحليب من كل حيوان. وتُباع هذه الكمية بسعر مرتفع يراوح بين 52 و63 دولاراً للتر الواحد.

ويقول زوج فاتيكو إنّ «حليب الحمير هو ذهب أبيض».

بدأ وعائلته منذ عام بإنتاج الجبن اللذيذ والطازج والقشدي، بالإضافة إلى اللبن الرائب ومصل اللبن. ويرتفع الطلب على هذه المنتجات بشكل كبير، لدرجة أنهم يشترون الحليب من المزارعين في محيطهم.

توضح المنتجة شيكو باشا، وهي تحضّر الجبن لتوفيره لأحد المطاعم في المنطقة «إنّ جبن الحمير مطلوب جداً، ويصعب تحضيره».

يتطلّب إنتاج كيلوغرام من الجبن 25 لتراً على الأقل من حليب الحمير، وهي كمية يصل سعرها إلى 1049 دولاراً.

يباع الكيلوغرام الواحد من الجبن بأكثر من 1573 دولاراً، ويشتهر بأنه أغلى نوع جبن في العالم.

يقول جاكو ميسي، وهو طبيب بيطري ومنتج جبن حمير تقدّمه مطاعم فاخرة في تيرانا إنّ «الفرنسيين يقولون إن وجبة خالية من الجبن كامرأة جميلة من دون عين، لكنّ التفصيل الأهم في الطبق هو جبن الحمير».

يقول إليو تروكي، رئيس مطعم «أوكسهاكيت» في العاصمة إنّ «الزبائن يفضلون الجبن الطازج، أي بعد 48 ساعة من تحضيره لا أكثر»، مضيفاً أنّ «سعره مرتفع لكنه لذيذ جداً، فهو يضفي نكهة شهية على الوجبة مع نبيذ جيّد».

جمال

في مختبرها الصغير، لا تخمّر الصيدلانية الشابة فابجولا ميسي الحليب لصنع الجبن، بل لتوفير مجموعة من مستحضرات التجميل المصنوعة من حليب الحمير والتي اكتسبت شعبية أيضاً خلال السنوات الأخيرة.

تقول المرأة التي أسست ماركتها «ليفا ناتشرل» وهي تستعجل لإنهاء طلبية أخيرة تتألف من مستحضر للبشرة مخصص للنهار يوفر نعومة، «إن حليب الحمير هو سر الجمال الفعلي». وفي هذه الفترة التي تقترب فيها أعياد نهاية العام، تصف منتجاتها بأنها تتمتع بـ«رائحة الحب».

وترغب في أن تتمكن قريباً من تصدير هذه المنتجات المصنّعة من حليب الحمير، حتى تصبح معروفة في مختلف أنحاء العالم.

وتقول إنّ «مستحضر الوجه المصنوع من حليب الحمير يعزز الجمال، ويتغلغل بسرعة في البشرة، ويعطيها نعومة. رائحته الخفيفة تعطي شعوراً بالراحة والانتعاش، وبمجرد استخدامه يصعب التخلي عنه».