بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* الكالسيوم وصحة الأسنان
* يفرح كثير من الأمهات ويفخرن عند ظهور أسنان أطفالهن المولودين، مباشرة بعد الولادة أو عندما يولدون وفي فمهم سن واحدة أو اثنتان، ويرون ذلك دليلا على قوة عظام وأسنان الطفل. ومن الوجهة الطبية، فإن ذلك يعد ذلك خطأ لأن ظهور الأسنان بشكل سريع ليس علامة جيدة ولا يدل على سلامة تكوين الأسنان؛ بل هو نتيجة لضعف الكالسيوم أو لحدوث خلل في أجهزة الجسم عند الطفل.
وقد أثبتت الدراسات أن ظاهرة بزوغ أسنان الطفل قبل الأوان تدل على سوء التغذية لا عند الطفل فحسب، وإنما عند الأم أيضا، خاصة حالة ضعف مستوى الكالسيوم.
كما أن نقص عنصر الكالسيوم عند الطفل المولود يأتي نتيجة سوء التغذية عند الأم أثناء الحمل، ثم لعدم إرضاع الطفل رضاعة طبيعية من صدرها للمدة الكافية، فيؤثر ذلك على صحة الأسنان عند الطفل ويؤدي إلى الظهور المبكر للأسنان في بعض الحالات.
لقد ثبت أن نقص المعادن بأسنان الطفل بشكل عام يؤدي إلى تعرضها للنخر الذي يتمثل في ظهور تغيرات لونية في الأسنان، ثم المعاناة من الحساسية تجاه المشروبات والأطعمة الساخنة أو المثلجة، ومن ثم يزداد خطر إصابتها بالتسوس.
إن من أهم أعراض ضعف الكالسيوم عند الأطفال وجود اضطراب في حجم العظام، وحدوث خلخلة بالأسنان أو سقوط مبكر للأسنان عند الأطفال. وقد أجمعت معظم الدراسات على أن ضعف الكالسيوم عند الأطفال يؤثر على صحة أسنانهم بالدرجة الأولى، فهو يؤثر على ترسيب الكالسيوم في الأسنان، مما يعد من أسباب ظهور الأسنان بشكل سريع.
ولصحة وسلامة الأسنان عند الأطفال ووقايتها من التسوس، ننصح بالتالي:
* الحرص على التغذية الجيدة للأم الحامل خلال جميع مراحل الحمل، فهي مصدر غذاء الجنين.
* الاهتمام بتغذية الطفل جيدا منذ ولادته، فهي ضرورية جدا في المراحل الأولى من حياته.
* الرضاعة الطبيعية للأم تعمل على تغذية الطفل وتقي من ضعف الكالسيوم.
وفي المراحل المتقدمة من عمر الطفل، ومع بداية إعطائه الطعام العادي، يجب الاهتمام بالتغذية الصحية، أي تناول الأطعمة الغنية بالمعادن كالكالسيوم مثلا الذي يوجد في منتجات الألبان والبروكلي والسبانخ والمكسرات والبقوليات، وإعطاء الطفل البيض والسمك والفواكه خاصة الجوافة.
* إذا ثبت وجود ضعف الكالسيوم عند الطفل، وجب إعطاؤه أدوية تزيد من نسبة الكالسيوم في الجسم، ابتداء من المراحل المبكرة وفقا لاستشارة الطبيب.
* عدم إعطاء الطفل المشروبات الغازية التي تحتوى على حمض الفسفوريك، الذي يسبب هشاشة وذوبان العظام، خاصة في حالة وجود سوء تغذية فيحدث سقوط الأسنان.
* الإقلال من الحلوى لأن تناول كميات كبيرة منها يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الحمضية، التي تتسبب في مهاجمة الأسنان، كما أن أحماض الفاكهة لها التأثير نفسه أيضا.
* العناية بأسنان الطفل باستعمال فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد، واستعمالها بعد كل وجبة، خاصة قبل النوم.

* التدخين والانسداد الرئوي المزمن
* ما زال كثيرون يصرون على تدخين السجائر، قليلا كان أو مفرطا، على الرغم من تسببها في الإصابة بأمراض خطيرة متعددة، منها ما ليس له علاج البتة مثل الانسداد الرئوي المزمن COPD الذي يتسم بأن الجزء الذي يفقد من الرئتين بسببه لن يعود ثانية، ويظل المرض متقدما باستمرار. ولقد أجمعت كل الأبحاث على أنه يرتبط بتدخين التبغ ارتباطا وثيقا.
يبدأ المرض عادة على صورة «التهاب بالشعب الهوائية»، ثم انتفاخ الرئة emphysema. والتهاب الشعب الهوائية المزمن هو زيادة إنتاج المخاط الناجم عن الالتهاب مصحوبا بسعال. أما انتفاخ الرئة فهو مرض يدمر الحويصلات الهوائية والممرات التنفسية الأصغر في الرئتين، أو يدمر الممرات التنفسية فقط. هذا المرض غير معدٍ وسببه الرئيس في المقام الأول التدخين على المدى الطويل، لكن ظهوره عند أكثر من فرد في عائلة بعينها يكون عن طريق العامل الوراثي بسبب وجود نقص في إنزيم «أنتي - تريبسين ألفا1» alpha one antitrypsin deficiency.
تشمل أعراض الانسداد الرئوي المزمن: ضيق في التنفس إما مع النشاط أو حتى أثناء الراحة، سعال مصحوب ببلغم أو من غيره، فقدان الوزن والشعور بالضيق. ويمكن أن يعاني المريض من الألم في عضلات الصدر بسبب السعال المستمر. وتبدأ الأعراض في الظهور عادة بعد تاريخ طويل من التدخين.
ويهدد هذا المرض حياة المريض بما يسببه من دمار تدريجي في أنسجة الرئتين يزداد مع مرور الوقت. ويمكن أن تحدث الوفاة من هذا المرض بعد المرور على جميع مراحل المرض ومنها النوبة القلبية. وتحدث الوفاة بسبب مضاعفات المرض مثل الالتهاب الرئوي الحاد penumonia أو الجلطة الرئوية pulmonary embolism.
يشخص المرض من خلال التعرف على التاريخ المرضي الدقيق للمريض، والتقييم السريري، وعمل اختبار أداء ووظائف الرئتين، حيث إن الأشعة السينية وحدها لا تكفي.
وفي الوقت نفسه يجب ألا ننسى أن الإنسان يمتلك احتياطيا يصل إلى 30 في المائة من قدرة الرئتين، يمكن الاستفادة منه بعد الإصابة بالمرض باتباع خطوات مفيدة جدا يمكنها أن تخفف أو تبطئ تطور المرض، ومنها:
* يجب على المريض أن يتابع حالته بشكل منتظم عند طبيب مختص في أمراض الصدر والرئتين.
* الإقلاع فورا عن التدخين.
* استخدام أجهزة الاستنشاق للمساعدة في تخفيف الأعراض، وأهمها: صعوبة التنفس وقلة الأكسجين، على أن تستخدم فقط عند الحاجة.
* مراقبة الأدوية على أن تؤخذ يوميا بطريقة صحيحة، ومنها موسعات القصبات الهوائية وأجهزة الاستنشاق الستيرويدية للسيطرة على الأعراض.
* ومع أن الأضرار الكامنة التي تسببها السجائر بتدمير أنسجة الرئتين لا يمكن علاجها أو إعادة بنائها، فإن هناك بصيص أمل في إمكانية تحسين حدة أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن باستخدام العلاجات المتوفرة حاليا، كما يمكن أن يجري زرع الرئة لبعض المرضى المؤهلين للزراعة، ويمكن أيضا إعطاء المريض الإنزيم المفقود من خلال الحقن في الوريد (إنزيم أنتي- تريبسين ألفا1).
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



شعبية حليب الحمير تزداد في ألبانيا لخصائصه الغذائية والجمالية

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
TT

شعبية حليب الحمير تزداد في ألبانيا لخصائصه الغذائية والجمالية

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)

تؤكد فاتيكو باشا وهي تداعب بلطف حمارتها «ليزا» قبل أن تجمع حليبها أنّ «حليب الحمير له طعم الحب»... منه تصنّع المزارعة من منطقة جيروكاستر الألبانية مصل اللبن أو اللبن الرائب أو نوعاً من الجبن هو الأغلى في العالم.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فإن فوائد حليب الحمير معروفة منذ آلاف السنين. تقول الأسطورة إن كليوباترا كانت تستحم في حوض مليء بحليب الحمير؛ للمحافظة على جمالها وشبابها.

بالإضافة إلى الخصائص الجمالية لملكة مصر، من شأن حليب الحمير أن «يشفي الأطفال، إذ هو علاج طبيعي للجهاز التنفسي والحساسية والجهاز المناعي»، على ما تقول فاتيكو.

يراقب حمار صغير كيف تنظّف فاتيكو ضرعي أمّه. ولإنتاج الحليب، ينبغي أن تكون أنثى الحمار في فترة رضاعة، ويبدأ حلبها عندما يبلغ صغيرها 3 أشهر.

زادت شهرة حليب الحمير خلال جائحة «كوفيد - 19»، فقررت فاتيكو وزوجها إحضار مجموعة صغيرة من الحمير وإناث الحمير إلى مزرعتهما، لكنّهما لم يتخيّلا أنهما سيبيعان حليب هذه الحيوانات في ألبانيا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو واليونان.

في نهاية عام 2024، بات لديهما نحو ثلاثين أنثى حمار و4 ذكور حمير، ويرغبان بدءاً من يناير (كانون الثاني) في زيادة عدد هذه الحيوانات، مستفيديْن من المراعي الطبيعية عند سفح جبال جيروكاستر الغنية بالتنوع البيولوجي.

وباتت هذه المنطقة من جنوب ألبانيا تضم 15 مزرعة للحمير.

ذهب أبيض

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي، نادراً. في يوم الحلب، يمكن جمع نصف لتر من الحليب من كل حيوان. وتُباع هذه الكمية بسعر مرتفع يراوح بين 52 و63 دولاراً للتر الواحد.

ويقول زوج فاتيكو إنّ «حليب الحمير هو ذهب أبيض».

بدأ وعائلته منذ عام بإنتاج الجبن اللذيذ والطازج والقشدي، بالإضافة إلى اللبن الرائب ومصل اللبن. ويرتفع الطلب على هذه المنتجات بشكل كبير، لدرجة أنهم يشترون الحليب من المزارعين في محيطهم.

توضح المنتجة شيكو باشا، وهي تحضّر الجبن لتوفيره لأحد المطاعم في المنطقة «إنّ جبن الحمير مطلوب جداً، ويصعب تحضيره».

يتطلّب إنتاج كيلوغرام من الجبن 25 لتراً على الأقل من حليب الحمير، وهي كمية يصل سعرها إلى 1049 دولاراً.

يباع الكيلوغرام الواحد من الجبن بأكثر من 1573 دولاراً، ويشتهر بأنه أغلى نوع جبن في العالم.

يقول جاكو ميسي، وهو طبيب بيطري ومنتج جبن حمير تقدّمه مطاعم فاخرة في تيرانا إنّ «الفرنسيين يقولون إن وجبة خالية من الجبن كامرأة جميلة من دون عين، لكنّ التفصيل الأهم في الطبق هو جبن الحمير».

يقول إليو تروكي، رئيس مطعم «أوكسهاكيت» في العاصمة إنّ «الزبائن يفضلون الجبن الطازج، أي بعد 48 ساعة من تحضيره لا أكثر»، مضيفاً أنّ «سعره مرتفع لكنه لذيذ جداً، فهو يضفي نكهة شهية على الوجبة مع نبيذ جيّد».

جمال

في مختبرها الصغير، لا تخمّر الصيدلانية الشابة فابجولا ميسي الحليب لصنع الجبن، بل لتوفير مجموعة من مستحضرات التجميل المصنوعة من حليب الحمير والتي اكتسبت شعبية أيضاً خلال السنوات الأخيرة.

تقول المرأة التي أسست ماركتها «ليفا ناتشرل» وهي تستعجل لإنهاء طلبية أخيرة تتألف من مستحضر للبشرة مخصص للنهار يوفر نعومة، «إن حليب الحمير هو سر الجمال الفعلي». وفي هذه الفترة التي تقترب فيها أعياد نهاية العام، تصف منتجاتها بأنها تتمتع بـ«رائحة الحب».

وترغب في أن تتمكن قريباً من تصدير هذه المنتجات المصنّعة من حليب الحمير، حتى تصبح معروفة في مختلف أنحاء العالم.

وتقول إنّ «مستحضر الوجه المصنوع من حليب الحمير يعزز الجمال، ويتغلغل بسرعة في البشرة، ويعطيها نعومة. رائحته الخفيفة تعطي شعوراً بالراحة والانتعاش، وبمجرد استخدامه يصعب التخلي عنه».