إستشارات طبية

إستشارات طبية
TT

إستشارات طبية

إستشارات طبية

هرمون الذكورة

* ما الذي يتسبب بنقص هرمون الذكورة؟ وما تأثيرات هذا النقص؟ وكيف يُعالج؟
ع.ع. - جدة.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. ولاحظ معي أن هرمون الذكورة، أو هرمون تستوستيرون، مرتبط بعدة عمليات بدنية ونفسية في جسم الرجل، وهناك تدن بطيء ومتواصل لنسبة هذا الهرمون مع التقدم في العمر، وهذا طبيعي. ولدى غالبية الرجال لا يتسبب هذا النقص الطبيعي بأي مشكلات صحية أو ظهور أي علامات مرضية، بينما لدى البعض قد يتسبب بتلك الأمور.
وتحديدًا فإن نقص هرمون الذكورة قد يتسبب بتدني حجم العضلات وتساقط شعر الجسم وضمور الخصيتين وتضخم حجم الثدي. وأيضًا يُؤثر هرمون الذكورة في قوة بناء العظم، ولذا قد يتسبب نقص هذا الهرمون في حالة هشاشة العظم. وفي غالب الأحوال لا يتسبب نقص الهرمون في اضطرابات قدرات الأداء الجنسي ولكن بعض الرجال قد تتدنى لديهم الرغبة في ممارسة العملية الجنسية وأقل قدرة على التفاعل والإثارة، وأيضًا ضعف الانتصاب. كما قد يُعاني بعض الرجال من سهولة التوتر النفسي وتقلبات المزاج نتيجة لنقص هرمون الذكورة، وربما سهولة الشعور بالتعب والإعياء وفقدان الطاقة، إضافة إلى فقر الدم واضطرابات النوم. ونظرًا لدور هرمون الذكورة في إنتاج الحيوانات المنوية، فإن نقص هذا الهرمون قد يتسبب بنقص عدد الحيوانات المنوية لدى القذف.
والتقدم في العمر هو السبب الرئيسي لتدني نسبة هرمون الذكورة بالجسم، ولكنه ليس السبب الوحيد، بل ثمة أمراض قد يُرافقها تدنيه، مثل مرض السكري، والأمراض المزمنة في الكلى أو الكبد أو الرئتين، والاضطرابات المرضية بالغدة النخامية في الدماغ، والإصابات في الخصيتين. كما قد يتسبب العلاج الكيماوي أو الإشعاعي للسرطان بتدني نسبة هرمون الذكورة، وكذا تناول أدوية الكورتيزون ومشتقاته.
ولاحظ معي أن طلب الطبيب إجراء تحليل معرفة نسبة هرمون الذكورة قد يكون حينما يشكو الرجل من ضعف الانتصاب أو تدني الرغبة الجنسية أو تدني عدد الحيوانات المنوية أو تساقط شعر الجسم أو ضمور العضلات. وتُؤخذ عينة من الدم في الصباح لهذا التحليل، لأن نسبته في الجسم تكون أعلى في الصباح الباكر، ولو لاحظ الطبيب أن ثمة نقصا فيه فإنه يُعيد إجراء التحليل للتأكد. وقد ينصح الطبيب بمعالجة نقص هرمون الذكورة عبر تعويض النقص فيه إذا ما كان المرء يشكو من أعراض النقص فيه، أي الأعراض المتقدمة الذكر. ولذا ليس كل حالات نقص هرمون الذكورة تتطلب معالجة تعويضية. والطبيب يُناقش مع المريض جدوى العلاج التعويضي ووسيلة تلقي هرمون الذكورة والآثار الجانبية المحتملة لذلك العلاج. وتحديدًا احتمالات تسبب المعالجة بهرمون الذكورة في حصول زيادة في إنتاج خلايا الدم الحمراء وتبعات ذلك، أو حصول اضطرابات التنفس أثناء النوم، أو تضخم البروستاتا وتداعيات ذلك على قدرات التبول بسهولة، أو ظهور حبّ الشباب على الوجه أو أماكن أخرى من الجسم. وهناك عدم وضوح لدى الأوساط الطبية حول التأثيرات بعيدة المدى لتلقي المعالجة بهرمون الذكورة على المدى البعيد.

فوائد الأفوكادو

* هل للأفوكادو فوائد صحية؟
ابتسام أ. - الكويت.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. تشير مصادر التغذية الطبية إلى أن ثمة قيمة غذائية عالية لتناول لب ثمار الأفوكادو. وكل مائة غرام من لب الأفوكادو يحتوي على نحو 160 كالوري سعر حراري، وتحديدًا تأتي تلك السعرات الحرارية من كمية 8 غرامات من الكربوهيدرات ونحو 15 غراما من الدهون، وكذلك كمية غرامين من البروتينات. وتبلغ نسبة الماء نحو 75 في المائة.
لاحظي أن لب ثمار الأفوكادو يحتوي على كميات متنوعة من المعادن والفيتامينات، منها ما هو بقدر ممتاز مثل فيتامين بانتوثينيك بي5، وفيتامين بي6. وفيتامين فولييت بي9. وفيتامين سي C، وفيتامين إي E، وفيتامين كيه K، وعنصر البوتاسيوم. ومنها ما هو بقدر جيد مثل مواد ليوتين وزانثين المضادتين للأكسدة، وفيتامين ثيامين بي1. وفيتامين رايبوفلافين بي2. ونياسين بي3. وعنصر المغنسيوم، وعنصر الفسفور، وعنصر الزنك، وعنصر الفلوريد. ومنها ما هو بقدر قليل نسبيًا مثل فيتامين إيه A، وعنصر الكالسيوم، وعنصر الحديد، وعنصر الصوديوم.
ولب الأفوكادو يحتوي على نسبة عالية نسبيًا من الدهون غير المشبعة، بنوعيها الدهون «الأحادية غير المشبعة» والدهون «الكثيرة غير المشبعة»، هو أحد عناصر القيمة الصحية لثمار الأفوكادو والتي تشبه مكونات ثمار الزيتون من ناحية الكمية ومن ناحية نسبة أنواع الدهون. وهذه إحدى النقاط الإيجابية الصحية المهمة في مكونات دهون الأفوكادو، لأنها غنية جدًا بالدهون النباتية الصحية، وهي الدهون الأحادية غير المشبعة، وعلى دهون أوميغا - 6 وأوميغا - 3 بكميات تنافسية مع تلك التي يحتوي عليها زيت الزيتون الصحي. وهو ما يعمل على خفض نسبة الكولسترول الخفيف الضار وخفض نسبة الكولسترول في الدم، وبالتالي حماية شرايين القلب وشرايين الدماغ من التضيقات الناجمة عن ترسبات الكولسترول، وبالمحصلة حماية القلب من الذبحة الصدرية ونوبة الجلطة القلبية والسكتة الدماغية، كما أن النوعية الصحية تلك من الدهون تعمل على خفض ارتفاع ضغط الدم.
هذا بالإضافة إلى أن الأفوكادو من الثمار النباتية عالية المحتوى من الألياف. ومعلوم لديك أن الألياف هي مكونات الأطعمة النباتية التي لا تستطيع الأمعاء هضمها، وتُساعد في خفض الكولسترول بالدم وخفض ارتفاع نسبة السكر بالدم وفي تنشيط الإخراج وتسهيل حركة الطعام خلال الأمعاء وتخفيف احتمالات الإصابة بالإمساك.

مُزيل رجفان القلب

* هل من جدوى صحية لزراعة جهاز مُقوّم نظم القلب المزيل للرجفان؟
أحمد ع. - المدينة المنورة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول نصيحة الطبيب لزراعة هذا الجهاز لوالدك. ولاحظ أن هذا الجهاز تتم زراعته تحت الجلد في أعلى الصدر، وقادر على تقويم اضطرابات نظم القلب المُهددة لسلامة الحياة، إذا ما حصلت، عبر إصدار صدمة كهربائية تعيد الانتظام في نبض القلب، أي أنه جهاز يلحظ ويكتشف تلك الاضطرابات الخطيرة على الحياة في نبض القلب ويقوم بمعالجتها في الحال. وهو أحد أفضل التطورات الطبية في مجال معالجة نوعيات معينة من اضطرابات نبض القلب. وبعبارة أخرى يعمل على منع حصول التوقف المفاجئ للقلب والناجم عن اضطرابات النبض الخطرة. وغالبية الأنواع المستخدمة طبيا حاليًا تحتوي على طاقة كافية في بطاريتها للعمل مدة قد تصل إلى عشر سنوات. وفي حالة الوالد لديك، ووفق معرفة إصابته بجلطات قلبية أدت إلى ضعف القلب لديه، وأدت أيضًا إلى حصول وارتفاع احتمالات تكرار حصول اضطرابات النبض الخطرة لديه، فإن زراعة هذا الجهاز قد يكون أمرًا علاجيًا مفيدًا له. وأنصحك بالتواصل مع طبيب القلب المتابع لوالدك وأخذ الإجابات المباشرة منه حول زراعة الجهاز لديه والمدة الزمنية للبقاء في المستشفى وكيفية متابعته بعد ذلك.



10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.