استراتيجيات وطنية للتصدي للأمراض المستجدة والمتجددة

مؤتمر في تبوك يناقش سبل تعزيز قوة الرعاية الأولية في مواجهتها

الفيروسات الناشئة المسجدة تهدد البشرية
الفيروسات الناشئة المسجدة تهدد البشرية
TT

استراتيجيات وطنية للتصدي للأمراض المستجدة والمتجددة

الفيروسات الناشئة المسجدة تهدد البشرية
الفيروسات الناشئة المسجدة تهدد البشرية

تُعدّ الأمراض المُعدية أحد أبرز التحديات الصحية المستمرة عالمياً، في ظل التطور المتسارع لمسبباتها وتحوّرها، والحاجة المتزايدة لتحديث البروتوكولات وتعزيز الجاهزية الصحية. وفي هذا السياق، يبرز الدور المحوري للرعاية الصحية الأولية كخط الدفاع الأول والأكثر تأثيراً في حماية صحة المجتمع. وانطلاقاً من هذا المفهوم، يأتي مؤتمر تبوك للأمراض المُعدية في الرعاية الأولية، المزمع عقده خلال يومي 8 و9 ديسمبر (كانون الأول) 2025، برعاية كريمة من الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة تبوك، ليشكل منصة علمية متخصصة تسلط الضوء على أحدث الاستراتيجيات في الوقاية والتشخيص والعلاج.

رؤية ورسالة

في تصريح خاص لملحق «صحتك»، أوضح رئيس المؤتمر الدكتور أشرف أمير – استشاري طب الأسرة – أن هذا الحدث يُعدّ الأول من نوعه على مستوى المنطقة، ويهدف إلى تطوير قدرات ممارسي الرعاية الصحية الأولية في مواجهة الأمراض المُعدية، وتعزيز مهاراتهم في التشخيص المبكر، والعلاج الفعّال، والوقاية المستدامة.

وأشار إلى أن المؤتمر يُعقد تحت مظلة الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، وبالتعاون مع وزارة الصحة – فرع منطقة تبوك، وتنظيم ملتقى الخبرات لتنظيم المعارض والمؤتمرات الطبية، وبرعاية كريمة من أمير المنطقة، تأكيداً على دعم القيادة لبرامج التعليم الطبي المستمر وتمكين الكوادر الصحية.

ويأتي هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه المملكة تحولاً محورياً في نظامها الصحي، جعل من الرعاية الأولية حجر الزاوية في حماية صحة المجتمع، والارتقاء بجودة الحياة. ويؤكد المؤتمر هذا الدور من خلال التركيز على الوقاية، ورفع جاهزية القطاع الصحي، والاستجابة الفعّالة للتفشيات الوبائية المحتملة.

شعار مؤتمر تبوك

الأمراض المُعدية المستجدة والمتجددة

يشير المؤتمر إلى أن الأمراض الناشئة والمُعاودة الظهور (Emerging and Re-emerging Infectious Diseases) تشكل تهديداً متنامياً للرعاية الأولية، في ظل سرعة انتقال مسببات العدوى عبر الحدود. ويتناول هذا المحور:

- الاتجاهات العالمية في انتقال العدوى، ومراقبة الأمراض، وأهمية التطعيم الواسع، والدروس المستفادة من جائحة «كوفيد - 19».

- عودة بعض الأمراض المنسية بسبب انخفاض معدلات التطعيم مثل الحصبة، والنكاف، والسعال الديكي، وشلل الأطفال، مما يؤكد أهمية التحصين الوطني والرقابة الوبائية.

> التطعيمات والتحديثات الوقائية. تمثل حصن المجتمع الأول، إذ تحتل التطعيمات موقعاً محورياً في منظومة الوقاية الصحية، وتشكل حجر الأساس في حماية المجتمع من الأمراض المعدية وتقليل عبء الإصابة والمضاعفات، لا سيما بين الفئات عالية الخطورة. يتناول المؤتمر هذا المحور كما يلي:

- لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): وجهود المملكة في الوقاية من سرطان عنق الرحم.

- تحديثات لقاحات الحمل والرضاعة وكبار السن: وضرورة حماية هذه الفئات الحساسة، وتقليل خطر الإصابة بالمضاعفات الشديدة.

- «كوفيد - 19» والمناعة الهجينة، وأهمية اللقاحات المحدثة واستمرار المراقبة الوبائية.

- لقاح الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) والإنفلونزا الموسمية: برامج الشتاء الوقائية والتركيز على فئات الأطفال، وكبار السن، والمرضى المثبطين مناعياً.

- لقاح الهربس النطاقي للوقاية من آلام الحزام الناري لدى كبار السن.

- لقاح المكورات السحائية الغازية (Invasive Meningococcal Disease) ودليل الرعاية الأولية للوقاية المبكرة من المرض.

> الأمراض المُعدية المزمنة والفئات الخاصة. يركز المؤتمر على إدارة الأمراض المُعدية التي تتطلب متابعة طويلة الأمد، بالإضافة إلى تقديم الرعاية للفئات السكانية ذات الاحتياجات الخاصة، ويعالج محورين مهمين:

> أولاً: العدوى المزمنة، وتشمل:

- التهاب الكبد الفيروسي (بي B وسي C)، تقديم الإرشادات حول دور الرعاية الأولية في الكشف المبكر والعلاج، والحد من الانتشار.

- البروسيلا (الحمى المالطية)، التشخيص الحديث، والعلاجات الفعالة، خاصة في المناطق ذات الانتشار المرتفع.

- السل (Tuberculosis)، التركيز على الفحص المبكر، تتبع المخالطين، والمعالجة وفق أحدث البروتوكولات.

> ثانياً: العدوى في الفئات الخاصة، وتشمل: فئة كبار السن (Geriatric infections)، استراتيجيات وقائية وعلاجية خاصة لضعف جهاز المناعة لديهم. وكذلك فئة الأمراض المُعدية في بيئة العمل (Occupational Health)، الصحة المهنية وسبل الوقاية من العدوى المرتبطة بها.

المضادات الحيوية وطب السفر

> مقاومة المضادات الحيوية - خطر قادم. تؤكد الدراسات أن مقاومة المضادات الحيوية أصبحت تهديداً وجودياً للصحة العالمية. ويرجع السبب الرئيس في تفاقمها إلى سوء استخدام المضادات الحيوية في الممارسات الطبية اليومية، سواء بالإفراط في وصفها، أو اختيار النوع غير المناسب، أو عدم التزام المرضى بإكمال الجرعات المقررة. ويبرز هنا الدور المحوري للرعاية الصحية الأولية في مواجهة هذا الخطر من خلال تطبيق برامج الترشيد في استخدام المضادات الحيوية (Antibiotic Stewardship) من خلال:

- وصف المضاد المناسب للحالة.

- الحد من الأخطاء الشائعة في الوصف التي تساهم في تسريع انتشار المقاومة الميكروبية.

- إطلاق حملات توعوية على مستوى المجتمع.

- تعزيز مكافحة العدوى وبروتوكولات السلامة في المنشآت الصحية.

> طب السفر: تحديات متنامية مع حركة البشر. مع ازدياد حركة السفر والتنقّل عالمياً، تبرز أهمية طب السفر والأمراض المنقولة بالنواقل بوصفهما محورين رئيسين لحماية المسافرين والحد من انتقال مسببات العدوى بين الدول. يتم تناول المخاطر الصحية المرتبطة بالسفر، وسبل تعزيز جاهزية الرعاية الأولية في تقديم المشورة المناسبة قبل الرحلة وبعدها. من أبرز الأمراض الشائعة المرتبطة بالسفر: الملاريا، وحمى الضنك، والعدوى الفيروسية المرتبطة بالمناخ... إضافة إلى تقييم مخاطر السفر، واللقاحات المطلوبة، ووسائل الوقاية من لسعات الحشرات، ودور الرعاية الأولية في الاستشارات الوقائية قبل وبعد السفر.

الذكاء الاصطناعي والطب الرقمي

في خطوة تُجسّد رؤية مستقبلية للرعاية الصحية، يخصّص المؤتمر محوراً مهماً لمناقشة دمج التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي في التعامل مع الأمراض المُعدية، بوصفهما ركيزة جديدة تُعيد تشكيل طرق التشخيص والوقاية والمتابعة. ويتناول:

> التشخيص والمتابعة الرقمية: يستعرض المؤتمر مستقبل المتابعة السريرية للأمراض المُعدية عبر الأدوات الرقمية، بما في ذلك التطبيقات الصحية والمنصات الافتراضية، ودورها في تسهيل الوصول للعلاج، ومراقبة الحالات، وتعزيز سرعة الاستجابة الصحية.

> الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر ومراقبة التفشيات. ويتم تناول الإمكانات الواسعة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في:

- التنبؤ بتفشّي الأمراض.

- تحليل البيانات الوبائية الضخمة.

- تسريع التشخيص واتخاذ القرار السريري. وهو ما يُعد نقلة نوعية في الجاهزية الوبائية والاستجابة السريعة للعدوى.

> مواجهة التضليل الصحي حول اللقاحات: وهناك جانب مهم يتعلق بـالتضليل الصحي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة المعلومات المغلوطة حول اللقاحات، واستعراض الآليات التي يمكن للرعاية الأولية من خلالها بناء الثقة، ودعم الرسائل العلمية الصحيحة، وتثقيف المجتمع بمخاطر المعلومات غير الدقيقة.

> التغلب على التردد في التطعيم: تطرّقت الجلسات الختامية لمفهوم التردد تجاه اللقاحات وكيفية معالجة مخاوف المرضى وتعزيز القبول المجتمعي. وتم التأكيد على دور الرعاية الأولية في إزالة الحواجز السلوكية والنفسية، وتقديم المشورة المبنية على الأدلة لضمان وصول اللقاحات إلى المستحقين وتحقيق تغطية تطعيمية شاملة.

> الطب الرقمي لتحسين جودة الرعاية وتقليل عبء المنشآت الصحية: يتناول المؤتمر تطبيقات الطب الرقمي في إدارة الأمراض المُعدية، بدءاً من الاستشارات الافتراضية، مروراً بالمتابعة المنزلية للحالات، ووصولاً إلى استخدام الأدوات الذكية لتحسين جودة الرعاية وتقليل العبء على المرافق الصحية.

ومن الواضح أن مؤتمر تبوك للأمراض المُعدية يلتزم بترسيخ مكانة الرعاية الأولية كقاعدة انطلاق لمكافحة العدوى والوقاية منها، من خلال برنامج علمي شامل ومفصل يتناول التحديات الراهنة والمستقبلية، بدءاً من معركة مقاومة المضادات الحيوية، مروراً بأهمية التطعيمات للفئات الخاصة والمجتمع ككل، وصولاً إلى دمج التقنيات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي.

إن هذا الحراك العلمي المتجدد يسهم في تطوير البروتوكولات الوطنية، وتوحيد المفاهيم، وبناء وعي صحي مستدام بين أفراد المجتمع، وهو خطوة استراتيجية مهمة نحو تحسين التشخيص والعلاج، وتوحيد المعايير الوطنية، وأتمتة المتابعة عبر المنصات الرقمية. وفي نهاية المطاف، يعكس المؤتمر التزام المملكة بالارتقاء بالخدمات الصحية وتحقيق رؤية مجتمع أكثر صحة وأماناً منسجم مع مستهدفات «رؤية 2030» في تعزيز صحة المجتمع.

تعزيز قدرات مقدمي الرعاية الصحية الأولية

أوضح الدكتور غرم الله الغامدي، مدير عام فرع وزارة الصحة بمنطقة تبوك رئيس اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر، أن استضافة منطقة تبوك لهذا الحدث العلمي هي مدعاة للفخر؛ لما تتميز به من أهمية استراتيجية، وإرثٍ حضاري عريق، ودورٍ متنامٍ في الارتقاء بجودة الرعاية الصحية. كما أن هذا المؤتمر يجسّد التزامنا المشترك بتعزيز قدرات مقدمي الرعاية الصحية الأولية، من خلال أحدث المستجدات العلمية المبنية على الأدلة في مجال الأمراض المعدية.وتوجه بالشكر والتقدير للمتحدثين الكرام وللشركاء واللجان المنظمة، على ما قدّموه من جهودٍ بنّاءة أسهمت في إقامة هذا الحدث الذي يعدّ تجربة علمية ثرية وناجحة.

المنظور العلمي للمؤتمر ودوره في بناء وعي صحي شامل

وأوضحت الدكتورة مرام المحمدي، المشرفة العامة على فرع الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بمنطقة تبوك، رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر، أن مؤتمر تبوك للأمراض المعدية يمثل منصة علمية متجددة تُجسّد روح التكامل بين الخبرات الوطنية والدولية، وتسهم في رسم خريطة طريق واضحة لمواجهة التحديات الصحية المستقبلية. وأضافت أن المؤتمر يناقش في محاوره المختلفة طيفاً واسعاً من الموضوعات الحيوية، بدءاً من الأمراض الناشئة والمستجدة، مروراً بأحدث التطورات في اللقاحات والعلاجات المضادة للميكروبات، حيث إن كل لقاح هو قصة نجاح جديدة، وكل جرعة حماية تمتد أثرها إلى المجتمع بأسره. وأشارت إلى أن الوقاية تبدأ من الرعاية الأولية، وأن المؤتمر يركز على كيفية تحويل هذا المفهوم إلى واقع مستدام يعزز سلامة المجتمع.وتابعت الدكتورة المحمدي أن المؤتمر يستعرض تجارب محلية ودولية ملهمة في مكافحة الأوبئة، ويحتفي بجهود الممارسين الصحيين الذين كان لهم دور محوري في التصدي للأمراض المعدية، مؤكدة أن مكافحة العدوى ليست مسؤولية فردية، بل واجبٌ مجتمعيٌّ مشتركٌ من الجميع. كما شددت على أهمية تطبيق أفضل ممارسات مكافحة العدوى داخل المرافق الصحية، من نظافة اليدين، إلى تعزيز سلامة المرضى، ورفع وعي الممارسين.كما تناولت الدكتورة المحمدي أهمية التحول الرقمي في مراقبة الأمراض، موضحة أن التقنيات الحديثة، من الذكاء الاصطناعي إلى تحليل البيانات الضخمة، أصبحت تتقدم بخطوة على العدوى، وتوفر أدوات دقيقة للرصد المبكر والاستجابة الذكية. وأكّدت كذلك على دور طب السفر في الحدّ من انتقال الأمراض عبر المسافرين، وأهمية الوعي الصحي قبل السفر والالتزام بالتطعيمات الموصى بها حسب الوجهة.أما فيما يتعلق بالتطعيمات، فقد شددت على أنها تمثل استثماراً في المستقبل، وليست مجرد إجراء روتيني، داعية إلى تعزيز ثقة المجتمع باللقاحات وفهم السلوكيات التي تؤثر في معدلات التطعيم، لضمان حماية المجتمع واستدامة الصحة العامة.واختتمت الدكتورة مرام المحمدي تصريحها بقولها إن هذا المؤتمر، المنعقد في تبوك الحالمة، يجسد التزاماً راسخاً بنشر المعرفة وتعزيز الوقاية، ويسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً وقدرة على مواجهة التحديات الصحية، اليوم وفي المستقبل.

* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

10 أطعمة لتقوية جهاز المناعة

صحتك فيتامين «د» يدعم صحة المناعة ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات (بيكسلز)

10 أطعمة لتقوية جهاز المناعة

تقدم الحمضيات فيتامين «سي» الضروري لوظيفة المناعة. كما يمكن أن يساعد تناول الفلفل الأحمر والزبادي والخضراوات الورقية في مكافحة العدوى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تناول البروكلي يُمكن أن يُساعد في تقليل خطر الإصابة بألزهايمر (رويترز)

فوائد مذهلة للهرمونات جراء تناول البروكلي

يحتوي البروكلي على مركبات نباتية فعّالة قد تدعم توازن الهرمونات، وخاصة هرمون الإستروجين، وهو هرمون أساسي لعمليات الأيض والوظائف التناسلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك البرتقال مصدر ممتاز لفيتامين «سي» ويلعب دوراً حاسماً في دعم جهاز المناعة (بيكسلز)

ما فوائد فيتامين «سي» لصحتك وجسمك؟

على الرغم من أن فيتامين «سي» مفيد بشكل كبير لدعم وظائف واستجابات الجهاز المناعي، فإنه يُساعد في مجموعة واسعة من المسارات والأنظمة الفسيولوجية اليومية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الفاكهة الطازجة والمجففة من أفضل الوجبات الخفيفة للسفر (رويترز)

أفضل الوجبات الخفيفة والصحية أثناء السفر

قد تُشكل عطلة نهاية العام فترة مرهقة من السنة، لا سيما مع استغلال البعض لها للتخطيط لرحلات السفر، وما يصاحب ذلك من صعوبة في اختيار الطعام الصحي المناسب للطريق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك أوراق السبانخ وغيرها من الخضراوات الورقية الغنية بالبوتاسيوم ومعادن أساسية أخرى (بيكسلز)

7 أسباب تجعل السبانخ واحدة من أكثر الخضراوات الورقية الصحية

تعد السبانخ من أكثر الخضراوات الورقية كثافة بالعناصر الغذائية وتنوعاً في الاستخدام. فهي غنية بالفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية الوقائية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

دراسة: الكلاب تغير ميكروبات الأمعاء بما يفيد الصحة النفسية

الأطفال الذين ينشأون مع الكلاب أقل عرضة للإصابة بالربو (رويترز)
الأطفال الذين ينشأون مع الكلاب أقل عرضة للإصابة بالربو (رويترز)
TT

دراسة: الكلاب تغير ميكروبات الأمعاء بما يفيد الصحة النفسية

الأطفال الذين ينشأون مع الكلاب أقل عرضة للإصابة بالربو (رويترز)
الأطفال الذين ينشأون مع الكلاب أقل عرضة للإصابة بالربو (رويترز)

أشارت دراسة جديدة إلى أن التأثيرات المفيدة للكلاب على الصحة النفسية للبشر قد ترجع، في جزء منها، إلى تبادل الكائنات ​المجهرية الدقيقة.

وأفاد باحثون في مجلة «آي ساينس» بأن تربية الكلاب تؤدي إلى زيادة ميكروبات على أجسام أصحابها وداخلها تكون لها علاقة بالصحة النفسية، وفقاً لوكالة «رويترز»

ووجد فريق الباحثين في دراسات سابقة أن الأشخاص الذين ينشأون مع الكلاب منذ الصغر، ويستمرون في تربيتها في وقت لاحق من الحياة، يسجلون ‌درجات أعلى ‌في مقاييس التعاطف وحب ‌الدعم الاجتماعي.

وأظهرت ​دراسات أخرى ‌أن أصحاب الكلاب لديهم اختلافات في تجمع كائنات مجهرية مفيدة تعيش في أمعائهم تسمى ميكروبيوم الأمعاء، مقارنة بهؤلاء الذين لا يقتنون كلاباً.

وفي الدراسة الجديدة، حلل الباحثون عينات الميكروبيوم الفموي التي جرى جمعها من أشخاص يبلغون من العمر 13 عاماً ولديهم كلاب في منازلهم، وآخرين ليس لديهم كلاب. ووجد الباحثون تنوعاً ‌وثراء متشابهين في الأنواع بين المجموعتين. لكن بنية الميكروبيوم احتوت على اختلافات، ما يشير إلى أن امتلاك كلب أحدث تغييراً في وفرة بكتيريا فموية معينة.

وعندما عالج الباحثون فئراناً بميكروبيوم من مراهقين يملكون كلاباً لمعرفة ما إذا كان ذلك سيؤثر على سلوكهم الاجتماعي وكيف يؤثر، ​وجدوا أن الفئران التي تلقت ميكروبيوم ممن يربون كلاباً قضت وقتاً أطول في التقرب من أقرانها، وأظهرت «سلوكاً اجتماعياً إيجابياً» بدرجة أكبر.

وقال مدير الدراسة تاكيفومي كيكوسوي من جامعة «أزابو» في اليابان، في بيان: «النتيجة الأكثر إثارة للاهتمام من هذه الدراسة هي أن البكتيريا التي تعزز السلوك الاجتماعي الإيجابي أو التعاطف، جرى اكتشافها في ميكروبيوم الأطفال الذين يربون الكلاب».

ويقول مؤلفو الدراسة إنه رغم الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث، تشير النتائج إلى أن وجود كلب داخل المنزل يمكن ‌أن يغير الميكروبيوم بطرق تدعم الصحة النفسية والتعاطف والسلوك الاجتماعي الإيجابي.


10 أطعمة لتقوية جهاز المناعة

فيتامين «د» يدعم صحة المناعة ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات (بيكسلز)
فيتامين «د» يدعم صحة المناعة ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات (بيكسلز)
TT

10 أطعمة لتقوية جهاز المناعة

فيتامين «د» يدعم صحة المناعة ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات (بيكسلز)
فيتامين «د» يدعم صحة المناعة ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات (بيكسلز)

تقدم الحمضيات فيتامين «سي» الضروري لوظيفة المناعة. كما يمكن أن يساعد تناول الفلفل الأحمر والزبادي والخضراوات الورقية في مكافحة العدوى، وفقاً لموقع «هيلث».

الحمضيات

تُشيد الدراسات بالحمضيات المعروفة بمحتواها من فيتامين «سي» لدورها في دعم وظيفة المناعة. فيتامين «سي»، أو حمض الأسكوربيك، هو فيتامين قابل للذوبان في الماء أساسي لنمو الأنسجة وإصلاحها. وكمضاد للأكسدة، يحارب فيتامين «سي» الجذور الحرة، مما يساعد في الوقاية من بعض أنواع السرطان وأمراض القلب والمشكلات الصحية المزمنة الأخرى.

يحتاج الشخص البالغ في المتوسط إلى 75 - 90 ملليغراماً من فيتامين «سي» يومياً. ومع ذلك، لا يستطيع الجسم إنتاج فيتامين «سي»، لذا يجب الحصول عليه من خلال النظام الغذائي.

ومن أشهر الحمضيات؛ البرتقال الذي يحتوي على 82.7 مغم من فيتامين «سي» لكل ثمرة، واليوسفي الذي يحتوي على 32 مغم من فيتامين «سي» لكل ثمرة، والليمون ويحتوي على 19.5 مغم من فيتامين «سي» لكل ثمرة، وكذلك الغريب فروت ويحتوي على 39.3 مغم من فيتامين «سي» لكل نصف ثمرة.

يحتوي الفلفل الأحمر الحلو على فيتامين «سي» أكثر من معظم الحمضيات (بيكسلز)

الفلفل الأحمر الحلو

يمكن للفلفل الحلو، خاصة الأحمر منه، أن يدعم جهاز المناعة الصحي. يحتوي الفلفل الأحمر الحلو على فيتامين «سي» أكثر من معظم الحمضيات، حيث تحتوي حبة واحدة كبيرة منه على 210 ملليغرامات من فيتامين «سي»، أي أكثر من ضعف الحصة اليومية الموصى بها.

لكن فوائد الفلفل الحلو لا تتوقف عند هذا الحد. فهو يحتوي على البيتا كاروتين، وهو مضاد قوي للأكسدة يعطي الفلفل لونه الأحمر الغني ويحارب الجذور الحرة. يشتهر البيتا كاروتين كذلك بنشاطه كطليعة لفيتامين «أ»، مما يعني أن الفلفل الحلو يمكنه أيضاً تعزيز صحة العين والجلد.

الزبادي اليوناني يمكنه تشكيل وجبة متوازنة وغنية بالألياف والبروتين (بيكسلز)

الزبادي

تُظهر الأبحاث وجود صلة بين صحة الأمعاء والصحة العامة. حيث يضم الجهاز الهضمي مجتمعاً ميكروبياً معقداً يدعم صحتك من خلال دوره في تنظيم الطاقة والاستجابة المناعية.

ومع ذلك، ليست جميع البكتيريا مفيدة لصحة الأمعاء، ومن الضروري تعزيز البكتيريا النافعة الموجودة.

يمكن لتناول أطعمة مثل الزبادي الغني بالبروبيوتيك أن يزيد من البكتيريا النافعة في ميكروبيوم الأمعاء. ويتميز الزبادي اليوناني بفوائده الخاصة للجهاز المناعي، حيث يوفر بروتينا عالي الجودة، ويساعد على تنوع سلالات البكتيريا في الأمعاء.

الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين تحافظ على صحة الدماغ (رويترز)

الأسماك الدهنية

تحتوي معظم خلايا الجهاز المناعي على مستقبلات لفيتامين «د»، مما يشير إلى أن الفيتامين يرتبط مباشرة بعمل الجهاز المناعي بشكل سليم.

تعد الأسماك الدهنية، مثل السلمون والماكريل، غنية بفيتامين «د». حيث توفر 85 غراماً من سمك السلمون المطبوخ 14.5 ميكروغراماً من فيتامين «د»، أي 97 في المائة من الحصة اليومية الموصى بها.

تعدّ الأسماك الدهنية مصادر ممتازة لأحماض «أوميغا 3» الدهنية، التي ارتبطت بانخفاض معدلات الوفاة بسبب أمراض رئيسية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، ومرض ألزهايمر.

تُظهر الأبحاث وجود صلة بين أحماض «أوميغا 3» الدهنية وانخفاض التعبير عن المؤشرات الالتهابية. من المهم الانتباه إلى حجم الحصص عند تناول الأسماك الدهنية، حيث إن الإفراط حتى في الدهون الصحية يمكن أن يكون له آثار جانبية.

يسهم تناول الدجاج في تقليل الشعور بالاكتئاب (بيكسباي)

الدواجن

تعدّ قطع الدواجن، مثل صدر الدجاج والديك الرومي، غنية بفيتامين «ب 6»، ويمكن أن تدعم جهاز مناعة صحياً.

يلعب فيتامين «ب 6» دوراً حيوياً في إنتاج الخلايا التائية (اللمفاوية التائية) والإنترلوكينات، وهي عناصر أساسية لعمل الجهاز المناعي بشكل مثالي. تظهر الأبحاث وجود صلة بين نقص فيتامين «ب 6» والالتهاب المزمن، مما يشير إلى أن الفيتامين يقلل الإجهاد التأكسدي.

توفر حصة مقدارها 113 غراماً من صدر الدجاج 0.916 ملليغرام من فيتامين «ب 6»؛ أي 54 في المائة من أعلى كمية يومية موصى بها.

الخضراوات الورقية غنية بمضادات الأكسدة والكاروتينات التي تخفّض الالتهاب وتحمي الخلايا (بيكسباي)

الخضراوات الورقية

يمكن للخضراوات الورقية مثل السبانخ والكرنب والسلق أن تؤثر إيجاباً على صحة الجهاز المناعي. فهي غنية بالمغذيات والألياف التي تدعم صحة الأمعاء وتلبي العديد من الاحتياجات الغذائية اليومية.

لكن قد يكون محتواها من مضادات الأكسدة هو الأكثر تأثيراً على المناعة، حيث يمكن للاستهلاك المنتظم للخضراوات الورقية الخضراء أن يقلل من الضرر التأكسدي والالتهابات في الجسم.

يمكن تناول الخضراوات الورقية طازجة، مصاحبة للفواكه والخضراوات والبروتينات قليلة الدسم لتحضير سلطة غنية بالمغذيات. كما يمكن طهيها وإضافتها للعديد من الوصفات الساخنة المختلفة.

يرتبط تناول المكسرات بانتظام بالعديد من الفوائد الصحية (رويترز)

المكسرات

يعد الزنك أساسياً لجهاز مناعة صحي، حيث يلعب دوراً في تنظيم مسارات الإشارات داخل الخلايا في الجهاز المناعي. توجد العديد من الأطعمة الغنية بالزنك، لكنّ قليلاً منها ينافس المكسرات من حيث سهولة الاستهلاك. تعد المكسرات مثل الكاجو واللوز والصنوبر مصادر ممتازة للزنك.

توفر حصة واحدة (نحو 28 غراماً) من الكاجو 1.64 ملليغرام من الزنك، أي 15 في المائة من أعلى كمية يومية موصى بها. وبالمثل، توفر حصة واحدة من اللوز 0.885 ملليغرام من الزنك، أو 8 في المائة من الحد الأعلى للنطاق الموصى به.

الزنجبيل غني بمضادات الأكسدة ويساعد على تهدئة اضطرابات المعدة والحرقة (بيكسباي)

الزنجبيل

ارتبط الزنجبيل، وهو نبات جذري مزهر، بتأثيرات إيجابية على الجهاز المناعي. يتميز بخصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات، مما يشير إلى قدرته على المساعدة في تقليل خطر المشاكل الصحية المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.

يعمل الزنجبيل على حجب السيتوكينات المسببة للالتهاب ويثبط الجزيئات المؤكسدة التي تسهم في الالتهاب.

الكركمين - المركب النشط الرئيسي في الكركم - يتميز بخصائص قوية مضادة للالتهابات (بيكسيلز)

الكركم

يحتوي الكركم، وهو مسحوق أصفر لامع ومر، على مركب نشط بيولوجياً يسمى الكركمين.

يعمل الكركمين مع خلايا الجهاز المناعي، مثل البلاعم والخلايا القاتلة الطبيعية، لتعزيز قدرات الدفاع في الجسم. تحجب خصائصه الوقائية للجهاز الهضمي والمضادة للالتهابات والأكسدة، المسارات الأيضية التي تحفز الالتهاب والإجهاد التأكسدي.

يحتوي الثوم على الأليسين الذي قد يعمل على خفض الكوليسترول (بيكسلز)

الثوم

لطالما استُخدم الثوم لأغراض طبية؛ لاحتوائه على مركّبات متعددة ارتبطت بوظيفة المناعة. تتمتع هذه المركبات النشطة بيولوجياً بتأثيرات مضادة للبكتيريا والالتهابات والأكسدة، بالإضافة إلى تأثيرات وقائية للأعصاب.

يمكن للثوم أن يدعم صحة الدماغ والأمعاء والقلب. كما يمكنه تعزيز الاستجابة المناعية وتقليل الالتهابات.


فوائد مذهلة للهرمونات جراء تناول البروكلي

تناول البروكلي يُمكن أن يُساعد في تقليل خطر الإصابة بألزهايمر (رويترز)
تناول البروكلي يُمكن أن يُساعد في تقليل خطر الإصابة بألزهايمر (رويترز)
TT

فوائد مذهلة للهرمونات جراء تناول البروكلي

تناول البروكلي يُمكن أن يُساعد في تقليل خطر الإصابة بألزهايمر (رويترز)
تناول البروكلي يُمكن أن يُساعد في تقليل خطر الإصابة بألزهايمر (رويترز)

يحتوي البروكلي على مركبات نباتية فعّالة قد تدعم توازن الهرمونات، وخاصة هرمون الإستروجين، وهو هرمون أساسي لعمليات الأيض والوظائف التناسلية، وفق ما ذكره موقع «فيري ويل هيلث».

كيف يدعم البروكلي توازن الهرمونات؟

ينتمي البروكلي إلى عائلة الخضراوات الصليبية، المعروفة بغناها بالألياف والعناصر الغذائية.

ومثل أقاربه من الملفوف والكرنب واللفت، يحتوي البروكلي على إندول-3-كاربينول، الذي يحوله الجسم إلى ثنائي إندوليل ميثان، وهو مركب يؤثر على كيفية تكسير الإستروجين.

ويحتوي البروكلي أيضاً على السلفورافان، وهو مضاد للأكسدة معروف بقدرته على تقليل الالتهابات، ويرتبط بالوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة وعلاجها.

وقالت لينا بيل، اختصاصية التغذية: «يساعد السلفورافان الكبد على التخلص من هرمون الإستروجين الزائد، مما يعزز تكوين نواتج أيضية أكثر فائدة للإستروجين، ويقلل من خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالهرمونات».

يتشابه البروكلي والهليون بشكل كبير في محتواهما الغذائي (بيكسباي)

ولا يؤدي البروكلي بالضرورة إلى «خفض» أو «رفع» مستويات الهرمونات، ولكنه يساعد الجسم على معالجتها والتخلص منها بشكل طبيعي أكثر كفاءة. إنه بمثابة دعم إضافي لجهاز الغدد الصماء.

ولكن الموقع ذكر أنه على الرغم من إمكانات البروكلي الواعدة، فإن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد آثاره وفاعليته على المدى الطويل.

ما هي الهرمونات المتأثرة؟

لا يقتصر تأثير هذا الخضار على هرمون الإستروجين فقط فبفضل أليافه ومضادات الأكسدة ومركباته الفريدة، يمكن للبروكلي أن يساعد في الحفاظ على توازن الهرمونات في الجسم لدى كل من الرجال والنساء.

وقالت بيل إن أهم ما يُميز الهرمونات هو توازنها وكيفية تفاعلها مع بعضها البعض.

وقد تُسبب اضطرابات هذه النسبة، كزيادة هرمون الإستروجين عن هرمون التستوستيرون، أعراضاً مزعجة كزيادة الوزن، وتقلبات المزاج، والإرهاق، لكن اتباع نظام غذائي سليم يُساعد على تحقيق توازن أفضل.

ما فوائد البروكلي؟

الإستروجين: يُساعد البروكلي على تكسير الإستروجين والتخلص منه في الكبد، مما يُساهم في الحفاظ على توازن هرموني صحي.

التستوستيرون: يُعزز البروكلي نسبة صحية بين التستوستيرون والإستروجين، مما يُحسّن المزاج ومستويات الطاقة، خاصةً مع التقدم في السن.

الإنسولين: تُساعد مركباته ومحتواه العالي من الألياف على استقرار مستوى السكر في الدم، مما يدعم تنظيم الإنسولين ويُقلل من حساسية الجسم له.

من هم أكثر المستفيدين من تناول البروكلي؟

بينما يُعد البروكلي خياراً صحياً لمعظم الناس، قد تستفيد بعض الفئات بشكل أكبر من إضافته إلى وجباتهم الأسبوعية.

فكّر في إضافة البروكلي إلى طبقكِ إذا كنتِ:

تعانين من متلازمة ما قبل الحيض أو عدم انتظام الدورة الشهرية والتغيرات الهرمونية الناتجة عن فترة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث وترغبين في دعم حساسية الإنسولين وتوازن سكر الدم.

براعم البروكلي تحتوي على مركَّب يساعد على ضبط سكر الدم (جامعة أوساكا متروبوليتان)

وأوضحت الدكتورة ليان الرحمني، اختصاصية أمراض النساء والتوليد في مركز لويولا الطبي، أنه على الرغم من دراسة بعض هذه المركبات كمكملات غذائية، فإن معظمها تم تناوله بجرعات أعلى من تلك الموجودة في الكمية المعتادة من البروكلي، ولكن من الصعب الجزم بذلك.

وتشير بعض الأدلة إلى أن هذه المركبات قد تساعد في موازنة الهرمونات، ولكن من الصعب استخلاص استنتاجات واضحة حول مدى تأثير البروكلي نفسه على حالات مثل متلازمة تكيس المبايض .

مع ذلك، يتمتع البروكلي بفوائد عديدة، بما في ذلك خصائص مضادة للالتهابات، قد تكون مفيدة ومتوفرة بسهولة في كل ساق.