مع التوقيت الشتوي، وحلول المساء في وقت مبكر من اليوم، يضطر كثير منا إلى الذهاب للعمل والعودة في الظلام، وأحياناً يكون مزاجنا سيئاً...
قد نشعر بتعب أكبر من المعتاد، أو نفتقر إلى الطاقة، أو نواجه صعوبة في التركيز.
وفقاً لـ«هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، يمكن أن يُصيب «الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)»، أو «اكتئاب الشتاء»، أي شخص. بالنسبة
إلى من يعانون من أعراض خفيفة، إليكم 3 طرق لمساعدتكم على إدارة الأيام المظلمة، بل حتى تقبلها.
1- ركزوا على ما يمكنكم فعله
تقول عالمة النفس كاري ليبوفيتز إن نشأتها في الولايات المتحدة ببلدة صيفية جعلتها تعدّ الشتاء مُقيِّداً وغير مريح، لكن السفر إلى النرويج، حيث لا يكاد ينعم بعض الأماكن بضوء النهار في ذروة الشتاء، غيّر نظرتها.
وجدت أنه بدلاً من أن يستسلم الناس لمزاجهم الكئيب، فإنهم يتقبلون ظروفهم، ويجدون هوايات مختلفة؛ من الرياضات الثلجية إلى الحياكة والطبخ. وتقول: «إنهم ينظرون إلى الشتاء على أنه وقت من السنة مليء بالفرص».
وأضافت كاري أن ذلك علّمها أن تغيير نهجك للتركيز على ما يمكنك فعله خلال هذا الوقت، بدلاً مما لا يمكنك فعله، كان فعالاً بشكل مدهش... «كثيراً ما نركز فقط على الأشياء التي يصعب القيام بها في الشتاء، بينما في الواقع، هناك عالم كامل من الأنشطة الموسمية التي تُشعرك بتحسن في الطقس البارد».
2- تقبّل حاجتك لمزيد من الراحة
مع انشغالنا بالعمل والتواصل الاجتماعي كالمعتاد، قد نتساءل عن سبب شعورنا بالتعب الشديد، لكن كاري تقول إنه يجب علينا تقبّل حاجة أجسامنا إلى مزيد من الراحة في الشتاء. وتضيف: «من الطبيعي ألا تكون منتجاً أو نشيطاً كما كنتَ خلال أشهر الصيف؛ لأن أجسامنا مُبرمجة بيولوجياً على الراحة خلال الشتاء».
وكما هي الحال مع الحيوانات والنباتات، تقول إنه يجب علينا التباطؤ وتغيير سلوكنا.
تقول الدكتورة إيم ماي آرمسترونغ، الباحثة في علم النبات، إن الحل يكمن في إيجاد التوازن بين الراحة والخمول المفرط.
وتقترح ما يُسمى «الخمول النشط»؛ وهو مزيج من نمط حياة هادئ وبطيء مع أنشطة تُبقينا منشغلين ذهنياً.
3- ضع خططاً
مع أن الراحة الزائدة أمر طبيعي أحياناً، إلا إنه من المهم تخصيص وقت للأشياء التي تُسعدنا والاختلاط بالآخرين، وفقاً للطبيب العام جافين فرنسيس... «نحن كائنات اجتماعية جداً، حتى أكبر البشر انعزالاً لا يعيشون وحيدين تماماً. جميعنا نعتمد على الآخرين».
ويقترح فرنسيس التخطيط للأنشطة مسبقاً، والتركيز على قضاء الوقت مع من يُشعرونك بالسعادة، والأنشطة التي تُحسّن مزاجك.
يقول إن من المهم أيضاً اتباع بعض الأمور العملية البسيطة لتحسين مزاجك، مثل الحرص على الحصول على نوم هانئ ليلاً، وتجنب الكحول، أو الحفلات الليلية المتأخرة، والحفاظ على نظام غذائي صحي... «هذه الأمور ليست معقدة، لكنها أساسية للحفاظ على إيقاع يومي صحي وسليم، ووظائف فسيولوجية سليمة خلال فصل الشتاء».
