حتى عند أصحاب الوزن المثالي... مخاطر صحية خطيرة لدهون البطن

أكثر من واحد من كل خمسة بالغين حول العالم لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي مع دهون البطن (بيكسلز)
أكثر من واحد من كل خمسة بالغين حول العالم لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي مع دهون البطن (بيكسلز)
TT

حتى عند أصحاب الوزن المثالي... مخاطر صحية خطيرة لدهون البطن

أكثر من واحد من كل خمسة بالغين حول العالم لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي مع دهون البطن (بيكسلز)
أكثر من واحد من كل خمسة بالغين حول العالم لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي مع دهون البطن (بيكسلز)

قد لا تعرف أن تراكم الوزن الزائد في منطقة البطن، حتى لو كان وزنك الإجمالي يبدو طبيعياً، يرتبط بمخاطر على صحة القلب والأيض. دراسة حديثة تناولت سؤالاً مهماً: ما مدى انتشار هذه المشكلة؟ وما حجم المخاطر الصحية المرتبطة بها؟

تشير الأبحاث الجديدة، وفق موقع «أفريداي هيلث»، إلى أن أكثر من واحد من كل خمسة بالغين حول العالم لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) طبيعي مع دهون البطن، وهي تركيبة مرتبطة بحالات مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع الكولسترول، وارتفاع الدهون الثلاثية.

ويقول كيدير أحمد، عالم أوبئة وبيانات صحية بمعهد أبحاث الصحة الريفية في جامعة تشارلز ستورت بأستراليا: «تسلط دراستنا الضوء على أن مكان تخزين الدهون في الجسم أهم من مقدار الوزن نفسه».

دهون البطن عند أصحاب الوزن الطبيعي شائعة عالمياً

استخدم الباحثون في الدراسة بيانات مقطعية تم جمعها مرة واحدة من المشاركين، من منظمة الصحة العالمية، شملت أكثر من 471 ألف بالغ من 91 دولة.

تشير البيانات إلى أن انتشار دهون البطن عالمياً يبلغ نحو 45 في المائة مع ما يقارب 22 في المائة لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي.

بعض العوامل المرتبطة بارتفاع نسبة دهون البطن تشمل:

مستوى التعليم العالي.

البطالة.

تناول أقل من الكمية الموصى بها من الفواكه والخضراوات يومياً.

قلة النشاط البدني.

وتختلف هذه العوامل أحياناً حسب المنطقة. كما ارتبط الجمع بين مؤشر كتلة جسم طبيعي ودهون البطن الزائدة بمخاطر أعلى لعدة أمراض قلبية و أيضية:

ارتفاع ضغط الدم: 29 في المائة زيادة في المخاطر.

داء السكري من النوع الثاني: 81 في المائة.

ارتفاع الكولسترول: 39 في المائة.

ارتفاع الدهون الثلاثية: 56 في المائة.

ويقول د. أحمد: «فوجئنا بوجود عدد كبير من الأشخاص ذوي مؤشر كتلة جسم طبيعي، لكنهم في الواقع معرضون لمخاطر عالية للأمراض القلبية والأيضية بسبب تراكم دهون البطن حول الأعضاء. هذه الدراسة هي الأولى التي تثبت، باستخدام بيانات حجمها عالمي كبير، أن دهون البطن عند أصحاب الوزن الطبيعي شائعة في كل مناطق العالم، وترتبط باستمرار بمخاطر صحية كبيرة».

ويشير المؤلفون إلى أن البيانات التقطت لحظة زمنية واحدة فقط، لذا لا تثبت الدراسة أن دهون البطن تسبب هذه الحالات الصحية مباشرة، وإنما مرتبطة بها بشكل قوي.

ما دهون البطن؟ ومن هم الأكثر عرضة لها؟

يعرّف الباحثون دهون البطن بأنها الوزن الزائد الذي يتركز حول الوسط، ومنطقة البطن.

ورغم أن بعض الدهون البطنية جزء طبيعي من تكوين الجسم، فإن زيادة دهون البطن قد تكون ضارة لعدة أسباب، بحسب أحمد.

ويوضح أن «دهون البطن تحيط بالأعضاء الداخلية، وتكون نشطة أيضياً، حيث تفرز هرمونات ومواد التهابية تعطل الأيض الطبيعي. هذا قد يؤدي إلى مقاومة الإنسولين، واختلال مستويات الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب تنظيم الغلوكوز».

وتؤثر عوامل متعددة على تراكم دهون البطن، بما في ذلك النظام الغذائي، والنشاط البدني، والعمر، والعوامل الوراثية، وما زال الباحثون يدرسون كيفية مساهمة هذه العوامل في توزيع الوزن في الجسم.

يضيف تشيادي إ. نداميل، الحائز على دكتوراه في الطب والأبحاث، أستاذ طب القلب ومدير بحوث السمنة والأيض القلبي في جامعة جونز هوبكنز: «لا نفهم هذا تماماً، لكن هناك اختلافات بين الجنسين، وربما أيضاً اختلافات في الاستعداد الوراثي. ما نعرفه هو أن الشكل الجسدي الذي يتركز فيه التخزين الدهني في البطن يرتبط بأعلى المخاطر الأيضية والقلبية».

ورغم أنه لا يمكن تغيير شكل الجسم بشكل جذري، فإن الخبر السار هو أن دهون البطن يمكن تقليلها إلى حد ما، بحسب أدريان يوديم، دكتوراه في الطب، اختصاصية السمنة وفقدان الوزن والتغذية في بيفرلي هيلز، كاليفورنيا.

وتقول: «دهون البطن تستجيب جيداً للتدخلات الحياتية، مثل الحمية منخفضة السعرات على طريقة البحر الأبيض المتوسط، وممارسة الرياضة. ورغم أن الخلايا الدهنية لا تموت، فإن تصغير حجمها له فوائد صحية كبيرة للقلب والأيض».

لماذا الجمع بين مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر أفضل لتقييم الصحة؟

يقيس مؤشر كتلة الجسم (BMI) الوزن بالنسبة للطول، وحددت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الفئات التالية:

نقص الوزن: أقل من 18.5.

الوزن الطبيعي: 18.5 – 24.9.

زيادة الوزن: 25 – 29.9.

السمنة: 30 فأكثر.

اعتمد الأطباء تاريخياً على BMI لتصنيف الوزن، وتقييم مخاطر الأمراض المرتبطة بالسمنة. لكن مؤخراً، نصحت بعض الجهات الطبية بعدم الاعتماد على BMI وحده، لأنه لا يأخذ في الاعتبار نوع الجسم، ونسبة الدهون، ما قد يجعله غير دقيق في تقييم المخاطر الحقيقية.

هنا يأتي دور محيط الخصر، الذي يأخذ دهون البطن في الاعتبار، ويساعد على تقدير المخاطر الصحية المحتملة بشكل أفضل.

في الدراسة، تم تعريف BMI الطبيعي كما في CDC (18.5 – 24.9)، بينما تم تعريف دهون البطن الزائدة بمحيط خصر لا يقل عن 80 سم للنساء، و94 سم للرجال. وهذا يختلف عن الإرشادات الأميركية، التي تعتبر دهون البطن أكثر من 35 بوصة للنساء، و40 بوصة للرجال.

ويشير د. نداميل إلى أن هذا الاختلاف قد يكون له تأثير على النتائج، ويقول: «قد لا يكون الحد المحافظ لمحيط الخصر العالي مناسباً لجميع المناطق والسكان».

كيف تقلل الدهون الزائدة في منطقة البطن؟

يوصي الخبراء بمواجهة دهون البطن بنفس الطريقة التي يتم بها التخلص من الوزن الزائد بشكل عام: النظام الغذائي، والتمارين الرياضية.

تشير د. يوديم إلى أن دهون البطن لا يُنظر إليها دائماً على أنها عامل خطر معروف للأمراض، لذا من المهم أن تدعم الدراسات الجديدة مثل هذه أهمية محيط الخصر في صحة القلب والأيض.

وتقول: «هذه البيانات قد تؤكد المخاطر، وبالتالي تحفز الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي ولكن بوجود دهون البطن على اتباع التوصيات الحياتية بجدية أكبر».

وتضيف: «مخاطر الأمراض القلبية والأيضية تتجاوز BMI والرقم على الميزان، وكل شخص يمكنه الاستفادة صحياً عند اتباع تغييرات نمط الحياة، بما في ذلك التغذية، والنشاط البدني».


مقالات ذات صلة

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

صحتك الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

يمكن لنوعية الطعام الذي نتناوله قبل النوم أن يلعب دوراً حاسماً في تحسين جودة النوم ومدته، في وقت يعاني فيه ملايين الأشخاص حول العالم من قلة النوم واضطراباته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)

واقٍ شمسي طبيعي مستخلص من البكتيريا

كشف فريق بحثي دولي عن مركّب طبيعي جديد مستخلص من البكتريا، يتمتع بقدرة عالية على الحماية من الأشعة فوق البنفسجية دون التسبب في آثار جانبية ضارة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني يزيلون ركام منزل في خان يونس خلال عمليات البحث عن جثامين ضحايا الحرب على غزة يوم السبت (إ.ب.أ)

انهيار مبانٍ على رؤوس قاطنيها... أحد جوانب حرب غزة القاتمة

انهار 20 مبنى ومنزلاً على الأقل بمدينة غزة في غضون 10 أيام؛ ما تسبب بوفاة ما لا يقل عن 15 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)

«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

كشفت دراسة جديدة أن «المواد الكيميائية الأبدية» قد تتسبب في الإصابة بمرض خطير قد يستمر مدى الحياة وهو مرض التصلب المتعدد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج البروستاتا (رويترز)

دور الفلفل الحار في التهاب البروستاتا

يلعب النظام الغذائي دوراً أساسياً في الوقاية من أمراض غدة البروستاتا، أو زيادة مخاطرها، ويسهم بعض الأطعمة في التهاب أو تضخم البروستاتا، ومنها الفلفل الحار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)
الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)
TT

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)
الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)

يمكن لنوعية الطعام الذي نتناوله قبل النوم أن يلعب دوراً حاسماً في تحسين جودة النوم ومدته، في وقت يعاني فيه ملايين الأشخاص حول العالم من قلة النوم واضطراباته.

فوفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، لا يحصل ما يقرب من ثلث البالغين على عدد الساعات الموصى بها من النوم، التي تتراوح بين 7 و9 ساعات يومياً.

ولا يقتصر تأثير قلة النوم على الشعور بالإرهاق فقط، بل يمتد ليضعف جهاز المناعة، ويزيد خطر الإصابات أثناء التمارين الرياضية، كما يؤثر سلباً على الهرمونات المنظمة للشهية، ما يؤدي إلى زيادة الإحساس بالجوع والرغبة في تناول أطعمة غير صحية.

وحسب خبراء التغذية، فإن تبني عادات غذائية ذكية قبل النوم يمكن أن يساعد الجسم على الاسترخاء والدخول في نوم أعمق وأكثر جودة، بفضل عناصر غذائية تعزز إفراز هرمونات النوم وتقلل التوتر، حسب مجلة «Real Simple» الأميركية.

وفيما يلي أبرز 10 أطعمة ينصح خبراء التغذية بتناولها قبل النوم:

اللوز

حفنة واحدة من اللوز توفر نحو 25 في المائة من الاحتياج اليومي للمغنسيوم لدى النساء، وهو معدن أساسي يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحسين جودة النوم، خاصة لدى من يعانون الأرق.

الخضراوات الورقية

مثل السبانخ والجرجير والكرنب، وهي غنية بالمغنسيوم وفيتامين «سي»، الذي يساهم في تقليل التوتر، ما يساعد على النوم المتواصل، خاصة لمن يستيقظون ليلاً ويصعب عليهم العودة للنوم.

الكيوي

فاكهة صغيرة لكنها غنية بالسيروتونين، وهو ناقل عصبي ينظم النوم. وأظهرت دراسات أن تناول حبة أو اثنتين من الكيوي قبل النوم قد يحسّن سرعة الدخول في النوم ومدته وكفاءته.

الحمص

يعد مصدراً نباتياً للتريبتوفان، وهو حمض أميني يساعد على زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ، ما يجعله خياراً مثالياً كوجبة خفيفة مسائية، مثل الحمص المهروس (الحمص بطحينة).

الكرز الحامض

يتميز باحتوائه على نسبة مرتفعة من هرمون الميلاتونين المنظم لدورة النوم والاستيقاظ. وتشير دراسات إلى أن تناوله قد يزيد مدة النوم ويحسّن جودته، خصوصاً لدى المصابين بالأرق.

التوت الأحمر

مصدر ممتاز للألياف؛ إذ يحتوي الكوب الواحد على 8 غرامات من الألياف. وقد ربطت دراسات بين الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف وتراجع النوم العميق، في حين ارتبطت زيادة الألياف بنوم أكثر جودة.

أسماك السلمون

تجمع بين أحماض «أوميغا-3» الدهنية وفيتامين «د»، وهما عنصران يساعدان على تعزيز إنتاج السيروتونين وتقليل هرمونات التوتر، ما ينعكس إيجاباً على جودة النوم.

الشوفان

كشفت دراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات الصحية قد تقلل اضطرابات النوم مقارنة بالأنظمة المرتفعة بالبروتين أو الدهون. ويعد الشوفان مصدراً جيداً للكربوهيدرات المعقدة والمغنسيوم.

الزبادي

يلعب الزبادي دوراً مهماً في دعم صحة الأمعاء، التي ترتبط بشكل وثيق بإيقاع النوم والمزاج. فالزبادي الغني بالبروبيوتيك يعزز تنوع البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما قد يسهم في تحسين إيقاع النوم وجودته.

الفواكه الحمضية

مثل البرتقال والجريب فروت والليمون، وهي غنية بفيتامين «سي»، الذي يساعد على خفض مستويات هرمونات التوتر في الجسم، مما يسهل الاستغراق في النوم والاستمرار فيه.

ويؤكد خبراء التغذية أن تحسين النوم لا يعتمد فقط على عدد الساعات، بل على جودة النوم أيضاً، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مزيج من التغذية المتوازنة، والنشاط البدني المنتظم، وعادات الاسترخاء اليومية.


واقٍ شمسي طبيعي مستخلص من البكتيريا

واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)
واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)
TT

واقٍ شمسي طبيعي مستخلص من البكتيريا

واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)
واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)

كشف فريق بحثي دولي عن مركّب طبيعي جديد مستخلص من البكتيريا، يتمتع بقدرة عالية على الحماية من الأشعة فوق البنفسجية دون التسبب في آثار جانبية ضارة.

وأوضح الباحثون من جامعة ميجو اليابانية وجامعة شولالونغكورن التايلاندية في النتائج التي نُشرت، النتائج، الجمعة بدورية «Science of The Total Environment» أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة واعدة نحو تطوير واقيات شمس صديقة للبيئة وأكثر أماناً للاستخدام البشري.

وتُعد واقيات الشمس من أهم وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية؛ إذ تقلّل مخاطر حروق الجلد والشيخوخة المبكرة وسرطان الجلد. ومع اعتماد معظم المنتجات الحالية على مرشحات كيميائية أو معدنية قد تسبب تهيجاً جلدياً أو أضراراً بيئية، يتجه البحث العلمي نحو تطوير واقيات شمس طبيعية أكثر أماناً وفعالية باستخدام مركبات حيوية.

ونجح الباحثون في اكتشاف المركّب الجديد الذي تنتجه البكتيريا الزرقاء المحبة للحرارة، المعروفة باسم «سيانوبكتيريا»، التي تعيش في البيئات القاسية مثل الينابيع الساخنة في تايلاند.

وتُعد السيانوبكتيريا من أقدم الكائنات الحية القادرة على البناء الضوئي وإنتاج الأكسجين، وتشتهر بقدرتها على البقاء في ظروف بيئية قاسية مثل الحرارة المرتفعة والملوحة العالية والإشعاع الشديد. وللتكيّف مع هذه الظروف، تنتج هذه الكائنات مجموعة واسعة من المركبات الحيوية المعروفة بدورها الطبيعي في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية والعمل كمضادات أكسدة.

وينتمي المركّب، الذي أُطلق عليه اسم «GlcHMS326»، إلى فئة الأحماض الأمينية، ويتميز بتركيبته الكيميائية الفريدة التي تمنحه خصائص استثنائية، تجعل منه فعالاً كواقٍ طبيعي من الأشعة فوق البنفسجية ومضاداً للأكسدة في الوقت نفسه.

وبحسب نتائج الدراسة، يعمل المركب الجديد عن طريق امتصاص الأشعة فوق البنفسجية من نوعي «UV-A» و«UV-B»، ما يحمي الخلايا من التلف الناتج عن الأشعة الضارة.

وأظهرت التجارب أن إنتاج هذا المركب يزداد بشكل واضح عند تعرض البكتيريا للأشعة فوق البنفسجية، وكذلك عند التعرض للإجهاد الملحي، بينما لا يرتبط بالإجهاد الحراري، رغم أن الكائنات المنتجة له تعيش في بيئات مرتفعة الحرارة.

تقليل تلف الخلايا

كما بيّنت النتائج أن المركب يمتلك نشاطاً مضاداً للأكسدة يفوق المركبات التقليدية المستخدمة للحماية من الأشعة فوق البنفسجية، إذ أظهر قدرة أعلى على مكافحة الجذور الحرة؛ ما يساهم في تقليل تلف الخلايا وتأخير مظاهر الشيخوخة الناتجة عن التعرض للشمس.

وأكد الباحثون أن أهمية هذا الاكتشاف لا تقتصر على المجال العلمي فحسب، بل تمتد إلى التطبيقات الصناعية، حيث يمكن استخدام هذا المركب بديلاً طبيعي لبعض المرشحات الكيميائية الشائعة في واقيات الشمس، والتي ترتبط أحياناً بتهيج الجلد أو أضرار بيئية، خصوصاً على النظم البحرية.

وأشار الفريق إلى أن السيانوبكتيريا يمكن استغلالها كمصانع حيوية لإنتاج المركب على نطاق واسع بطرق مستدامة، ما يعزز فرص إدخاله في صناعات مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، إضافة إلى التطبيقات الدوائية المرتبطة بمكافحة الإجهاد التأكسدي.


«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
TT

«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)

لطالما تحدثت الدراسات والأبحاث السابقة عن مخاطر «المواد الكيميائية الأبدية» على الصحة، حيث عرفت هذه المواد بتسببها في السرطان ومشكلات الكبد والغدة الدرقية، والعيوب الخلقية، وأمراض الكلى، وانخفاض المناعة، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة.

والمواد الكيميائية الأبدية هي مواد لا تتحلل بسهولة في البيئة، وتوجد في كثير من المنتجات، مثل مستحضرات التجميل، وأواني الطهي غير اللاصقة، والهواتف الجوالة، كما تستخدم في تغليف المواد الغذائية لجعل الأغلفة مقاومة للشحوم والماء.

وقد كشفت دراسة جديدة أن هذه المواد قد تتسبب أيضاً في الإصابة بمرض خطير قد يستمر مدى الحياة وهو مرض التصلب المتعدد، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

والتصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي، مما يعطل التواصل بين الدماغ وبقية الجسم. ويتسبب ذلك في مجموعة واسعة من الأعراض المحتملة، بما في ذلك مشكلات في الرؤية أو حركة الذراع أو الساق أو الإحساس أو التوازن أو الإدراك.

وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل عينات دم من 900 شخص في السويد تم تشخيص إصابتهم بالتصلب المتعدد مؤخراً، وقارنوها بعينات من أشخاص غير مصابين بالمرض.

وقام الباحثون بقياس مستويات المواد الكيميائية الأبدية في كل مجموعة، ثم استخدموا نماذج إحصائية لمعرفة مدى ارتباط التعرض للمواد الكيميائية باحتمالية الإصابة بالتصلب المتعدد.

ونظراً لأن الأشخاص يتعرضون عادةً لعدة مواد كيميائية في آنٍ واحد، فقد بحث الفريق أيضاً في كيفية تأثير التعرض لأكثر من مادة على خطر الإصابة.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتعرضون لاثنين من أخطر أنواع «المواد الكيميائية الأبدية»، وهما حمض البيرفلوروكتان سلفونيك (PFOS) وثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs) - هم أكثر عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد بنحو مرتين، مقارنة بغيرهم الذين لم يتعرضوا لهاتين المادتين.

وأشار الفريق إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى حقيقة أن «المواد الكيميائية الأبدية» قد تتداخل مع الجهاز المناعي، إما بإضعافه أو بتحفيزه بشكل مفرط.

وهذا الخلل المناعي قد يتسبب في أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد.

كما أشاروا إلى أنها قد تتسبب في أمراض مناعية أخرى مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض التهاب الأمعاء.

ويقول الخبراء إن هناك خطوات يمكن اتخاذها للحد من التعرض لـ«المواد الكيميائية الأبدية» مثل ترشيح مياه الشرب وتجنب استخدام أواني الطهي غير اللاصقة وعبوات الطعام المقاومة للدهون.