صوت الأم يعزز تطور اللغة في مخ الطفل الخديج

من أهم العوامل الفعالة في تحفيز النمو العصبي

صوت الأم يعزز تطور اللغة في مخ الطفل الخديج
TT

صوت الأم يعزز تطور اللغة في مخ الطفل الخديج

صوت الأم يعزز تطور اللغة في مخ الطفل الخديج

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة ستانفورد (Stanford University School Medicine) بالولايات المتحدة، ونُشرت في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي في مجلة علم الأعصاب (Frontiers in Human Neuroscience) أن سماع أصوات الأمهات يعزز من نمو مسارات اللغة في مخاخ الأطفال الرضع ناقصي النمو (الخدَّج) خلال وجودهم في الحضَّانات. وتُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تبحث في تطور اللغة في هذه الفترة المبكرة من حياة الطفل.

الخُدَّج وتأخر اللغة

أوضح الباحثون أن الأطفال الخدَّج معرضون لخطر تأخر اللغة؛ لأنهم في الأغلب يقضون أسابيع عدة في المستشفى بعد ولادتهم المبكرة، نظراً لعدم نضج أجهزة الجسم المختلفة. وخلال فترة الإقامة في المستشفى، يسمعون كلاماً أقل من حديث الأمهات، مقارنة بما كان سيحدث لو استمر نموهم الطبيعي في الرحم ووُلدوا في موعدهم، لذلك يعتقد العلماء أن انخفاض التعرض لأصوات الكلام في مرحلة مبكرة من حياتهم يساهم في هذه المشكلة.

للتأكد من هذه الفرضية، قام الباحثون بإجراء التجربة على 46 طفلاً، وجميع هؤلاء الرضَّع بلغوا من العمر 8 أسابيع، بغض النظر عن موعد ولادتهم، وانتظر الباحثون هذه الفترة قبل إجراء التجربة، لضمان النضج السمعي الكافي، لتمييز أصوات الكلام من بقية الأصوات المحيطة بهم.

تم إجراء التجارب بعد أن خرج الرضع من «وحدة الرعاية المركزة لحديثي الولادة»، وتم نقلهم إلى حضَّانة الرعاية المتوسطة، وأصبحوا مستقرين طبياً وبصحة جيدة، وكان معدل التنفس وضربات القلب طبيعيين، وجميعهم لم يُعانوا من أي مضاعفات خطيرة نتيجة للولادة المبكرة، أو من أي تشوهات خلقية.

بعد ذلك قام الباحثون بتسجيل أصوات الأمهات، وهنَّ يقرأن فصلاً من كتاب للأطفال، تُرجم إلى لغات عدة، وسجلت كل أم صوتها بلغتها الأصلية، وبعد ذلك قام العلماء بزيادة فترات تعرُّض الأطفال الخدَّج لأصوات أمهاتهم خلال إقامتهم في المستشفى، من خلال تشغيل تسجيلات لأصوات الأمهات بضعة أسابيع خلال فترة الإقامة، قبل ذهابهم لمنازلهم.

وتم تقسيم الأطفال عشوائياً إلى مجموعتين: المجموعة الأولى (استمع أطفالها إلى تسجيلات صوتية بأصوات أمهاتهم) والمجموعة الثانية استُخدمت كمجموعة ضابطة (لم يستمع أطفالها إلى أي تسجيلات). وبالنسبة لأطفال المجموعة الأولى، تم تشغيل التسجيلات خلال الليل فترات مدتها 10 دقائق، بإجمالي 160 دقيقة كل ليلة، من العاشرة مساءً إلى السادسة صباحاً، وهي فترة هدوء نسبي في وحدة الرعاية المتوسطة، لضمان قدرة الرضع على سماع التسجيلات.

وعند تشغيل التسجيلات ليلاً، منع الباحثون الوالدين من معرفة المجموعة التي ينتمي إليها أطفالهم، ما يضمن عدم تأثير سلوك الوالدين على النتائج. وأوضح الباحثون أن التسجيلات لم تؤثر على نوم الأطفال، مشيرين إلى أن الأجنة في مرحلة النمو نفسها غالباً ما ينامون بينما تكون أمهاتهم مستيقظات ويتحدثن.

دراسة المسارات العصبية «اللغوية»

بعد ذلك، خضع الأطفال لفحوصات بالرنين المغناطيسي على المخ، كجزء من الفحوصات الصحية المعتادة التي يتم إجراؤها بشكل روتيني للأطفال الخدَّج قبل خروجهم من المستشفى، وركزوا بشكل خاص على المسارات العصبية المتخصصة في معالجة اللغة.

لاحظ العلماء وجود اختلافات ظاهرة جداً في نمو مسارات اللغة بمخاخ الأطفال الذين استمعوا للتسجيلات، على الرغم من أن الفترة التي تعرَّضوا فيها لأصوات الأمهات كانت قصيرة نسبياً، ولكن مع ذلك أحدثت فرقاً كبيراً في تطور لغتهم.

ومن المعروف أن تطور سمع الجنين يبدأ في الأسبوع الرابع والعشرين من فترة الحمل تقريباً. وفي المراحل المتأخرة من الحمل، تسمح التغيرات الفسيولوجية والتشريحية في جسم الأم (مثل رقة سُمك جدران الرحم وتوسع التجويف الأمنيوسي تدريجياً)، بوصول مزيد من الأصوات الخارجية، بما في ذلك كلام الأم نفسها إلى الجنين.

وقد أظهرت بحوث سابقة أن المواليد الذين يولدون في موعدهم المحدد يتعرَّفون على أصوات أمهاتهم، ويستجيبون لها بشكل مختلف عن بقية الأصوات، بالإضافة إلى تمييز الخصائص الصوتية للغة الأم، ما يشير إلى أن التعرض السمعي قبل الولادة يُشكل تفضيلات الأطفال اللغوية المبكرة، ويجعلهم يفضلون أصوات لغة والديهم على اللغات الأخرى.

وأوضح الباحثون أن سماع صوت الأم يساهم بشكل فعال في نضج مخ الرضيع، في النصف الثاني من الحمل الكامل؛ لأن الجسم يقوم بما يشبه البرمجة المبكرة للمخ، ليكون مستعداً لتمييز الأصوات التي يسمعها مع التطوير التدريجي لحاسة السمع، لذلك حاول الباحثون تعزيز الأصوات التي يسمعها الأطفال الخدَّج في المستشفى، بحيث تشبه ما كانوا يسمعونه خلال وجودهم في الرحم، مما يساعد على تحسين نمو المخ في هذه المرحلة المبكرة.

وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة تشير إلى أن سماع الأصوات البشرية وصوت الأم على وجه التحديد في حديثي الولادة ليس مجرد تجربة حسية سلبية، ولكن يعد من أهم العوامل الفعالة في تحفيز النمو العصبي بشكل عام، وتحسين تكوين شبكة التوصيلات العصبية في المخ بشكل خاص خلال فترة نمو حيوية جداً في سن مبكرة.

وقال الباحثون إن هذه الطريقة يجب أن يتم تعميمها في المستقبل القريب للتعامل مع الأطفال الخدَّج، ليس فقط لتعزيز نمو اللغة بشكل أفضل، ولكن أيضاً بسبب فوائدها النفسية والعاطفية؛ لأن الإجراء يُتيح فرصة للآباء للمساهمة بشكل إيجابي في نمو مخاخ أطفالهم، كما أن سماع الرضيع صوت الأم باستمرار -حتى من خلال التسجيلات الصوتية- يُعزز الارتباط العاطفي بين الوالدين ورضيعهما.

* استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

5 أطعمة ومشروبات تضاعف مستويات القلق

صحتك الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)

5 أطعمة ومشروبات تضاعف مستويات القلق

قد تعتقد أن التوتر يأتي فقط من ضغوط العمل أو المشكلات اليومية والعلاقات المتعبة، ولكن خبراء التغذية يحذِّرون من بعض الأطعمة والمشروبات الشائعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك آلام المفاصل المزمنة تؤثر بشكل مباشر في القدرة على الحركة (جامعة إيموري)

بديل آمن للأفيونات لعلاج آلام المفاصل المزمنة

كشفت شركة أميركية ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية عن بيانات جديدة لعلاج مبتكر غير أفيوني يهدف إلى معالجة آلام المفاصل المزمنة والحفاظ على أنسجة المفاصل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك قطع من الشوكولاتة الداكنة (د.ب.أ)

للتصدي للشيخوخة... تناول الشوكولاتة الداكنة

كشفت دراسة جديدة أن تناول الشوكولاتة الداكنة يمكن أن يتصدى للشيخوخة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأطفال النباتيون قد لا يحصلون على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها من نظامهم الغذائي (رويترز)

دراسة تحذر من اتباع الأطفال نظاماً غذائياً نباتياً

أفاد فريق من الباحثين الدوليين بأن الأطفال النباتيين قد لا يحصلون على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها من نظامهم الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 5 فواكه غنية بالبوتاسيوم تساعد في دعم ضغط الدم الصحي (أ.ف.ب)

5 فواكه قد تساعد في خفض ضغط الدم

لا يمكن لأي طعام بمفرده التحكم في ضغط الدم، لكن تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم قد يُحدث فرقاً ملحوظاً في هذا الأمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

5 أطعمة ومشروبات تضاعف مستويات القلق

الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)
الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)
TT

5 أطعمة ومشروبات تضاعف مستويات القلق

الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)
الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)

قد تعتقد أن التوتر يأتي فقط من ضغوط العمل أو المشكلات اليومية والعلاقات المتعبة، ولكن خبراء التغذية يحذِّرون من أن بعض الأطعمة والمشروبات الشائعة يمكن أن ترفع مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، وتجعلك تشعر بالتوتر والقلق دون أن تدرك السبب الحقيقي.

وحسب خبراء التغذية، فإن ما نأكله ونشربه يومياً يلعب دوراً مباشراً في تحفيز استجابة الجسم للتوتر، عبر التأثير على سكر الدم والجهاز العصبي ومحور «الدماغ- الأمعاء»، وفق مجلة «Real Simple» الأميركية. ويسلط الخبراء الضوء على أبرز هذه الأطعمة والمشروبات، مع بدائل مقترحة أكثر صحة:

الوجبات الخفيفة المالحة

وتشمل رقائق البطاطس، والمقرمشات المُنكَّهة، والوجبات المجمدة، والمنتجات المالحة طويلة الصلاحية. ويشير خبراء التغذية إلى أن هذه الأطعمة غنية بالكربوهيدرات البسيطة والدهون المشبعة والصوديوم، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الالتهابات، واختلال توازن بكتيريا الأمعاء، وهو ما يرفع الكورتيزول، ويحفِّز إشارات التوتر في الدماغ.

البديل الأفضل: يمكن اختيار مقرمشات مصنوعة من مكونات طبيعية، مثل: اللوز، والبذور، والمكسرات النيئة، مع الحرص على الاعتدال، وربطها بالبروتين أو الألياف لتثبيت مستوى السكر في الدم.

مشروبات الطاقة

توفر مشروبات الطاقة دفعة سريعة من النشاط، ولكنها قد تسبب توتُّراً، ورعشة، وقلقاً، وأرقاً؛ فالكافيين المرتفع فيها يحفِّز الجهاز العصبي، ويرفع مستويات الكورتيزول والأدرينالين.

البديل الأفضل: الاكتفاء بكوب أو كوبين من القهوة يومياً، أو اختيار الشاي الأخضر الذي يحتوي على كافيين أقل ومادة «إل- ثيانين» المهدئة، مع تجنب الكافيين في المساء.

الحلوى المعلبة

يسبب الإفراط في تناول الحلوى والسكاكر ارتفاعاً سريعاً في سكر الدم، يليه هبوط مفاجئ، ما ينشِّط هرمونات التوتر، ويزيد الالتهابات في الجسم على المدى الطويل.

البديل الأفضل: الاعتدال في تناول الحلوى، واستبدال خيارات صحية بها، مثل: التوت المغطى بالشوكولاتة الداكنة، وشرائح التفاح مع زبدة الفول السوداني.

المشروبات الغازية المحلاة

تسبب المشروبات الغازية المحلاة تقلبات حادة في مستويات السكر بالدم، ما يؤدي إلى ارتفاع هرمون التوتر، وتقلب المزاج، وزيادة الشعور بالقلق والإرهاق عند الاستهلاك المتكرر.

البديل الأفضل: المياه الفوارة مع الفاكهة، والمشروبات الغنية بالبروبيوتيك، وشاي الأعشاب، والشاي الأخضر الغني بمضادات الأكسدة.

مبيضات القهوة المحلاة

قد تبدو مبيضات القهوة المحلاة بسيطة وغير ضارة، ولكنها غالباً تحتوي على سكريات ومُحليات صناعية ترفع سكر الدم في الصباح، ما يؤدي إلى زيادة الكورتيزول وتهيج الجهاز الهضمي.

البديل الأفضل: استخدام الحليب الطبيعي أو حليب الشوفان، أو مبيضات قليلة السكر، مع قياس الكمية بدلاً من إضافتها عشوائياً.

ووفق خبراء التغذية، فإن تقليل هذه الأطعمة والمشروبات، واستبدال خيارات أكثر توازناً بها، قد يكون خطوة بسيطة لكنها فعالة في خفض مستويات التوتر، وتحسين المزاج والصحة العامة، دون الحاجة إلى تغييرات جذرية في نمط الحياة.


بديل آمن للأفيونات لعلاج آلام المفاصل المزمنة

آلام المفاصل المزمنة تؤثر بشكل مباشر في القدرة على الحركة (جامعة إيموري)
آلام المفاصل المزمنة تؤثر بشكل مباشر في القدرة على الحركة (جامعة إيموري)
TT

بديل آمن للأفيونات لعلاج آلام المفاصل المزمنة

آلام المفاصل المزمنة تؤثر بشكل مباشر في القدرة على الحركة (جامعة إيموري)
آلام المفاصل المزمنة تؤثر بشكل مباشر في القدرة على الحركة (جامعة إيموري)

كشفت شركة أميركية ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية عن بيانات جديدة لعلاج مبتكر غير أفيوني يهدف إلى معالجة آلام المفاصل المزمنة والحفاظ على أنسجتها.

كشفت شركة أميركية ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية عن بيانات جديدة لعلاج مبتكر غير أفيوني يهدف إلى معالجة آلام المفاصل المزمنة والحفاظ على أنسجتها.

وأوضح الباحثون أن العلاج يستهدف آلام المفاصل المزمنة الناتجة عن التهاب المفاصل التنكسي (الفُصال العظمي)، مع إمكانية إيقاف تدهور الغضاريف، وعُرضت النتائج، الجمعة، خلال ندوة الجمعية الدولية لأبحاث الخلايا الجذعية (ISSCR) بالولايات المتحدة.

وتُعدّ آلام المفاصل المزمنة من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً؛ خصوصاً بين كبار السن؛ إذ تؤثر بشكل مباشر على القدرة على الحركة وجودة الحياة. وغالباً ما تعتمد العلاجات المتاحة على المسكنات الأفيونية أو علاجات الكورتيزون، التي توفر راحة مؤقتة، لكنها قد تحمل مخاطر الإدمان أو تُسهم في تسريع تدهور الغضاريف مع الاستخدام المتكرر.

ويعتمد العلاج الذي طورته شركة (SereNeuro Therapeutics)، الأميركية، على خلايا عصبية ناضجة لاستشعار الألم تُعرف باسم «المستقبلات المؤلمة» مشتقة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات (iPSC).

إسفنجة بيولوجية للألم

وصُممت هذه الخلايا لتعمل كـ«إسفنجة بيولوجية للألم»؛ حيث تمتص العوامل الالتهابية المسببة للألم داخل المفصل من دون نقل إشارات الألم إلى الدماغ؛ ما يحقق تخفيفاً فعّالاً ومستداماً للألم من دون مخاطر الإدمان المرتبطة بالمسكنات الأفيونية.

وأوضحت الشركة أن خلايا العلاج، الذي يحمل اسم (SN101)، لا تقتصر وظيفتها على تخفيف الألم فحسب، بل تُسهم أيضاً في حماية الغضاريف المفصلية وإيقاف تدهورها، عبر إفراز عوامل تجديدية مثبتة علمياً تدعم صحة المفصل وتحسن إعادة تشكيل العظام المحيطة به.

وتُظهر البيانات ما قبل السريرية أن هذا النهج قد يؤهل العلاج ليكون من فئة الأدوية المعدلة لمسار المرض، وهو ما تفتقر إليه معظم العلاجات الحالية، كما يتمتع بملف أمان مرتفع؛ إذ يعتمد على خلايا ناضجة غير منقسمة، ما يقلل مخاطر التحول الورمي المرتبطة ببعض العلاجات الخلوية.

كما بيّنت النتائج أن خلايا العلاج الجديد تعبّر عن مستقبلات الألم والبروتينات الموجودة في غشاء الخلية التي تلعب دوراً مهماً في نقل الإشارات العصبية. وهذا يسمح لها بالتعامل مع عدة مسارات للألم والالتهاب في وقت واحد، بعكس بعض العلاجات الدوائية التي تستهدف مساراً واحداً فقط.

وقال الدكتور غابسانغ لي، الشريك المؤسس العلمي لشركة «SereNeuro» أستاذ علم الأعصاب في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، عبر موقع الجمعية الدولية لأبحاث الخلايا الجذعية: «النهج الجديد يتحدى المفهوم التقليدي لعلاج الألم؛ إذ لا يعتمد على تعطيل الأعصاب أو حجب الإشارات العصبية، بل على امتصاص مسببات الألم والالتهاب مباشرة داخل المفصل».

ويرى الباحثون أن هذا التقدُّم قد يفتح الباب أمام بدائل آمنة وفعالة للأفيونات في علاج آلام المفاصل المزمن، ويمنح الأمل في تحسين جودة حياة المرضى وتقليل الحاجة إلى التدخلات الجراحية مستقبلاً، في حال أثبت العلاج فعاليته في المراحل السريرية المقبلة.


أفضل وقت لتناول فيتامين «د»

فيتامين «د» (أ.ف.ب)
فيتامين «د» (أ.ف.ب)
TT

أفضل وقت لتناول فيتامين «د»

فيتامين «د» (أ.ف.ب)
فيتامين «د» (أ.ف.ب)

يختلف فيتامين «د» عن الفيتامينات الأخرى؛ لأنه يُعتبر هرموناً، ويتم إنتاجه عند تعرض الجلد لأشعة الشمس. ويُعدُّ فيتامين «د» ضرورياً للصحة؛ إذ يلعب دوراً في وظائف المناعة، وصحة العظام، والوقاية من السرطان، وكثير من المشكلات الصحية الأخرى.

ووفقاً لموقع «فين ماك» الطبي، قد تصعب تلبية احتياجات الجسم من فيتامين «د» إذا لم نتعرض لأشعة الشمس بانتظام. ويُعدُّ كبار السن، والأشخاص ذوو البشرة الداكنة، والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، أو الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات أشعة شمس قليلة، أكثر عرضة لنقص فيتامين «د».

هل يُمتص فيتامين «د» بشكل أفضل مع الوجبات؟

فيتامين «د» هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، أي أنه لا يذوب في الماء، ويُمتص بشكل أفضل في الدم عند تناوله مع أطعمة غنية بالدهون. لهذا السبب، يُنصح بتناول فيتامين «د» مع الوجبات لتعزيز امتصاصه.

وفقاً لدراسة حديثة، أدى تناول فيتامين «د» مع الوجبة الرئيسية إلى زيادة مستويات فيتامين «د» في الدم بنحو 50 في المائة بعد شهرين. وفي دراسة أخرى شملت أشخاصاً من كبار السن، أدى تناول فيتامين «د» مع وجبة غنية بالدهون إلى زيادة مستويات فيتامين «د» في الدم بنسبة 32 في المائة بعد 12 ساعة، مقارنة بتناول وجبة خالية من الدهون.

ويُعدُّ كل من: الزبدة، والمكسرات، والبذور، ومنتجات الألبان كاملة الدسم، والبيض، من مصادر الدهون التي تُساعد على تعزيز امتصاص فيتامين «د».

تناول مكملات فيتامين «د» صباحاً

يُفضّل كثيرون تناول المكملات الغذائية، مثل فيتامين «د»، صباحاً. فهو ليس مريحاً فحسب؛ بل يسهل تذكُّره أيضاً. يصدق هذا الأمر بشكل خاص إذا كنت تتناول مكملات غذائية متعددة؛ إذ قد يصعب تذكُّر تناول جميع الأقراص على مدار اليوم.

لذا، يُنصح بجعل تناول فيتامين «د» مع وجبة فطور صحية عادة يومية. استخدام علبة حبوب، أو ضبط منبه، أو وضع المكملات الغذائية بالقرب من طاولة الطعام، كلها طرق بسيطة لتذكير نفسك بتناول فيتامين «د».

هل يؤثر تناول فيتامين «د» في وقت متأخر من اليوم على النوم؟

أظهرت البحوث وجود علاقة بين مستويات فيتامين «د» وجودة النوم، وأشارت بعض الدراسات إلى أن انخفاض مستويات فيتامين «د» في الدم يرتبط بزيادة خطر الإصابة باضطرابات النوم، وانخفاض كفاءة النوم، وقصر مدته.

من جهة أخرى، تشير دراسة صغيرة إلى أن ارتفاع مستويات فيتامين «د» في الدم قد يرتبط بانخفاض مستويات الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.

ما الوقت الأمثل لتناول فيتامين «د»؟

يُمكن أن يُحسِّن تناول فيتامين «د» مع الطعام امتصاصه، ويرفع مستوياته في الدم بشكلٍ أكثر فاعلية. مع ذلك، لا يوجد دليلٌ يُؤكد أن تناوله مساءً أو صباحاً أكثر فاعلية. الأهم هو تعديل جرعة فيتامين «د» وعادات تناوله، والالتزام بذلك بانتظام لضمان أقصى فائدة.

للحفاظ على صحتك العامة، يُنصح بإجراء فحص طبي شامل لتحديد ما إذا كان جسمك يعاني من نقص أو زيادة في أي من العناصر الغذائية، وما إذا كنت مُعرضاً لأي مشكلات صحية. سيُمكِّنك هذا من إجراء التعديلات اللازمة على نظامك الغذائي اليومي والتماس التدخل الطبي المبكر عند الحاجة.