«تدريب حاسة الشم»... مفتاح تمتعك بصحة نفسية وإدراكية أفضل

ترتبط حاسة الشم لدينا ارتباطاً وثيقاً بالمزاج والإدراك والرفاهية العامة (أ.ف.ب)
ترتبط حاسة الشم لدينا ارتباطاً وثيقاً بالمزاج والإدراك والرفاهية العامة (أ.ف.ب)
TT

«تدريب حاسة الشم»... مفتاح تمتعك بصحة نفسية وإدراكية أفضل

ترتبط حاسة الشم لدينا ارتباطاً وثيقاً بالمزاج والإدراك والرفاهية العامة (أ.ف.ب)
ترتبط حاسة الشم لدينا ارتباطاً وثيقاً بالمزاج والإدراك والرفاهية العامة (أ.ف.ب)

مع تقدمنا في السن، وإصابتنا ببعض الأمراض، يمكن أن تتدهور حواسنا. ولكن في حين أن الضعف الذي يصيب السمع أو البصر يظهر بسرعة، فإن تدهور حاسة الشم قد يستغرق أشهراً، أو حتى سنوات، قبل أن يصبح واضحاً.

وتكمن خطورة هذا الأمر في ارتباط قوة حاسة الشم لدينا ارتباطاً وثيقاً بالمزاج والإدراك والرفاهية العامة، وفقاً لما أكدته دراسات عدة أُجريت في السنوات الأخيرة، وهو أمر لا يدركه كثير من الأشخاص، حسبما نقلته صحيفة «التلغراف» البريطانية.

عدم تقدير قيمة حاسة الشم

في عام 2022، سأل باحثون مجموعة من 407 طلاب أميركيين سؤالاً: إذا اضطررتم للتخلي عن إحدى حواسكم، فأي حاسة ستختارون العيش من دونها؟

وقد كان الأمر المثير للدهشة والاهتمام بالنسبة للباحثين، هو أن أكثر من 8 من كل 10 طلاب أشاروا إلى أنهم يميلون إلى التخلي عن حاسة الشم. لم يُقدِّروا هذه الوظيفة كثيراً، لدرجة أن ربع المشاركين أخبروا الباحثين أنهم سيفقدونها إذا ما خُيِّروا بين ذلك وبين الاحتفاظ بهواتفهم الذكية.

وعبَّر البروفسور باري سميث، المدير المؤسس لمركز دراسة الحواس بجامعة لندن، عن دهشته الشديدة من هذا الأمر، وقال: «أظهرت دراسة نُشرت في المجلة الدولية لعلوم الأعصاب، أن الأشخاص الذين فقدوا حاسة الشم يُصابون بالاكتئاب أكثر من الذين فقدوا بصرهم. فقدان حاسة الشم قد يكون له تأثير مدمر على حياتنا، وقد يؤثر سلباً على صحتنا، وهذا الأمر لا يدركه كثيرون».

وهناك أدلة متزايدة تُظهر أن كلّاً من مزاجنا وإدراكنا وصحتنا العامة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى قدرتنا على استشعار بيئتنا من خلال مستقبلاتنا الشمِّية.

ويقول سميث: «مع أننا قد لا نركز عليها بوعي، فإن حاسة الشم لدينا هي أكثر ما يثير فينا الذكريات. حتى بعد عقود، يمكن لرائحة معينة أن تُعيد إلى ذهنك ذكريات بعينها. وهذا الأمر لا يحدث بالقوة نفسها مع الحواس الأخرى».

كيف تساعد حاسة الشم على حفظ الذكريات؟

تحتوي أنوفنا على مئات من مستقبلات الروائح، كل منها مُهيأ للتفاعل مع جزيئات مُحددة. عندما تدخل هذه الجزيئات أنفك وترتبط بمستقبلاتها، تُطلق الخلايا العصبية الحسية إشارات كهربائية تنتقل بسرعة إلى أجزاء مُختلفة من دماغك، مثل القشرة الشمِّية التي تُميز الروائح، واللوزة الدماغية التي تُشارك في توليد الانفعالات، والحُصين الذي يُخزن ويُنظم الذكريات.

وإذا اعتقد الحُصين أن الرائحة مُهمة أو مُرتبطة بلحظة عاطفية مُحددة، فيُمكنه «حفظ» المعلومات وتخزينها إلى أجل غير مُسمى.

فقدان حاسة الشم قد يشير إلى إصابتك بمرض خطير

في السنوات القليلة الماضية، ظهرت أدلة متزايدة تشير إلى أن فقدان حاسة الشم هو أحد أعراض مرض خطير أو إصابة.

ويقول البروفسور سميث: «قد تفقد حاسة الشم بعد إصابة في الرأس، عندما تنقطع الأعصاب المؤدية إلى الدماغ».

ويضيف: «يمكن أن يُسبب التهاب الجيوب الأنفية، أو فيروس ما، فقدان حاسة الشم أيضاً. وقد أظهرت البحوث أن فقدان حاسة الشم التدريجي يمكن أن يكون بمنزلة إنذار مُسبق لاحتمالية الإصابة بمشكلات، مثل الخرف أو مرض باركنسون».

حاسة الشم والقدرات العقلية

في دراسة أُجريت عام 2014 في لايبزيغ بألمانيا، خضع 7 آلاف مشارك لاختبارات حول حساسيتهم للروائح المختلفة، وقدرتهم على التمييز بينها، وقدراتهم العقلية.

وكان أداء من يتمتعون بحاسة شم قوية أفضل في الاختبارات المعرفية. في المقابل، كلما ضعفت حاسة الشم تراجعت درجات المشاركين في الطلاقة اللفظية والحفظ ومدى الانتباه.

ووجدت دراسة أجريت عام 2021 في جامعة ولاية سان دييغو بكاليفورنيا، أن أداء الأشخاص في اختبارات حساسية الروائح بدا وكأنه يتنبأ بمن سيُصاب بضعف إدراكي خفيف، ومن سيُصاب بمرض ألزهايمر. وقد اعتُبرت هذه الاختبارات مؤشراً أفضل لتحديد مدى تطور الحالة من فحص الحالة العقلية الذي يستخدمه الأطباء العامون وأطباء الأعصاب.

حاسة الشم والاكتئاب

وجد العلماء أيضاً روابط بين ضعف حاسة الشم والاكتئاب. فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة دريسدن للتكنولوجيا في ألمانيا عام 2022، وجود علاقة بين قدرة المرضى على الشم وأعراض الاكتئاب؛ فكلما تحسنت وظيفة حاسة الشم لديهم، تحسنت حالتهم المزاجية.

ويبدو أن فحوصات الدماغ تؤكد صحة هذا الأمر، إذ يصاحب ضعف حاسة الشم فقدان المادة الرمادية وتقلص الحُصين، وهي تغيرات مرتبطة بالتدهور المعرفي والاكتئاب.

هل يمكننا تدريب حاسة الشم لدينا على إبطاء الخرف أو الوقاية منه؟

هناك شبه إجماع بين العلماء على أن تعزيز حاسة الشم يمكن أن يزيد من استمتاع الشخص بالحياة، وربما يعزز مهاراته الإدراكية.

ويؤمن البروفسور سميث بهذا؛ مشيراً إلى عدد من الدراسات التي تُظهر أن تدريب حاسة الشم يمكن أن يُبقيك أكثر نشاطاً إدراكياً.

ويقول: «تابعت إحدى الدراسات أشخاصاً في السبعينات من عمرهم، بعضهم لعبوا لعبة سودوكو، وآخرون مارسوا تدريباً يومياً على الشم لمدة 3 أشهر. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين دربوا حاسة الشم لديهم كانوا أكثر قدرة على التذكر، مقارنة بالأشخاص الذين لعبوا السودوكو».

وهناك دراسة نُشرت عام 2016 في مجلة «Frontiers of Neuroscience» تشير إلى أن صانعي العطور لديهم مادة رمادية في الدماغ أكثر من الأشخاص في المهن الأخرى، وهذا يشير إلى أن تدريب حاسة الشم يعزز المخ والإدراك والذاكرة.

ماذا يعني تدريب حاسة الشم وكيف يحدث؟

في عام 2009، أجرى البروفسور توماس هاميل من جامعة دريسدن دراسة للتحقق مما إذا كان التعرض المتكرر للروائح لفترة قصيرة على مدار 3 أشهر سيؤثر على القدرة الشمِّية لمجموعة من المصابين بفقدان حاسة الشم. وأُعطيت مجموعة من المتطوعين 4 زيوت عطرية، هي الورد، والأوكالبتوس، والقرنفل، والليمون، وطُلب منهم شم كل منها يومياً، صباحاً ومساءً، لمدة 10 ثوانٍ في كل مرة على مدار 12 أسبوعاً، بينما لم تُعطَ المجموعة الأخرى أي عطور.

وفي نهاية الـ12 أسبوعاً، وجد الباحثون أن 30 في المائة من المرضى الذين استنشقوا الزيوت قد شهدوا تحسناً في وظيفة الشم، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

ويقول البروفسور سميث: «تدريب الشم بالتأكيد لن يُسبب ضرراً؛ بل بالعكس قد يفيدك كثيراً. افعل هذا كل ليلة، وكل صباح، وستشعر بحيوية أكثر من أي وقت مضى».

وأشار إلى أن أفضل طريقة لتدريب حاسة الشم هي باستخدام أحد الزيوت الأربعة المستخدمة في التجربة، وهي: الورد، والأوكالبتوس، والقرنفل، والليمون؛ حيث ينبغي على الشخص وضع 3 قطرات من كل زيت عطري على قطعة من القطن وشمها.

كما قال إن رائحة القهوة أيضاً قد تحفز حاسة الشم.


مقالات ذات صلة

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

صحتك السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

يُعدّ السردين جزءاً من النظام الغذائي البشري منذ قرون. فهو ليس فقط عنصراً أساسياً في مطابخ العالم المختلفة، بل هو أيضاً خيار مستدام من المأكولات البحرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)

أطعمة تحسّن الهضم أفضل من الزنجبيل

تنويع النظام الغذائي بأطعمة غنية بالألياف والبروبيوتيك يُعزِّز الهضم ويحافظ على صحة الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

يتوقع خبراء استمرار «كوفيد-19» في 2026، مع هيمنة متحوِّرات «أوميكرون» وأعراض مألوفة، محذِّرين من التهاون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك النتائج الأولية للدراسة تشير إلى دور محتمل لاستهلاك اللحوم الحمراء في زيادة خطر سرطان البروستاتا (أرشيفية - رويترز)

ما تأثير اللحوم الحمراء على صحة البروستاتا؟

أظهرت دراسة واسعة أن تناول اللحوم الحمراء بكثرة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع (بيكساباي)

اكتشف فوائد السلمون لضغط الدم

يُعد سمك السلمون غذاء مفيدًا لصحة القلب، وقد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع بفضل محتواه الغني من أحماض أوميغا 3 الدهنية والبوتاسيوم والبروتين الخالي من الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)
السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)
TT

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)
السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)

يُعدّ السردين جزءاً من النظام الغذائي البشري منذ قرون. فهو ليس فقط عنصراً أساسياً في مطابخ العالم المختلفة، بل هو أيضاً خيار مستدام من المأكولات البحرية. يتوفر السردين غالباً معلباً، وهو غني بالعناصر الغذائية المفيدة للصحة والتي يجب على الكثيرين منا إدراجها ضمن أولوياتهم الغذائية. ولكن ما الذي يجعله مفيداً بشكل خاص لصحة العظام؟

وفقاً لموقع «سيمبوتيكا»، توفر حصة قياسية من السردين المعلب (نحو 100 غرام) مجموعة غنية من العناصر الغذائية:

الكالسيوم

يُعد السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم، وهو عنصر أساسي لصحة العظام. تحتوي الحصة الواحدة على نحو 350 ملغ من الكالسيوم، أي ما يعادل ثلث الكمية اليومية الموصى بها للبالغين.

فيتامين د

هذا الفيتامين ضروري لامتصاص الكالسيوم. يحتوي السردين على كمية كبيرة من فيتامين «د»، الذي يُساعد الجسم على الاستفادة من الكالسيوم بكفاءة.

الفوسفور

معدن آخر مهم لصحة العظام، يعمل الفوسفور بالتنسيق مع الكالسيوم لبناء عظام قوية والحفاظ عليها.

ما فوائد تناول فيتامين «د» بشكل يومي؟

أحماض أوميغا 3 الدهنية

السردين غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تتميز بخصائص مضادة للالتهابات وتُعزز صحة العظام بشكل عام.

هذه العناصر الغذائية تجعل السردين غذاءً غنياً بالعناصر الغذائية، خاصةً لمن يهتمون بصحة عظامهم.

تعرف على دور الكالسيوم في تحسين صحة العظام

كيف يدعم السردين صحة العظام؟

1. التآزر بين الكالسيوم وفيتامين «د»

يُعتبر الكالسيوم المعدن الأساسي لصحة العظام، لكن فاعليته تعتمد على وجود فيتامين «د». يُسهّل فيتامين «د» امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، مما يضمن استفادة الجسم من هذا المعدن الحيوي. كما يُوفّر السردين، الغني بالكالسيوم وفيتامين «د»، تأثيراً تآزرياً يُحسّن كثافة العظام.

2. تقوية العظام بالفوسفور

يلعب الفوسفور دوراً مهماً في صحة العظام أيضاً. فهو يُساعد في تكوين المركب المعدني الذي يُقوّي العظام. ويُساهم الفوسفور، جنباً إلى جنب مع الكالسيوم، في السلامة الهيكلية لأنسجة العظام، مما يجعل السردين خياراً غذائياً ممتازاً للحفاظ على كثافة العظام.

متى يكون الموز مناسباً صحياً للأكل؟

3. فوائد أوميغا 3 المضادة للالتهابات

يُعدّ الالتهاب المزمن عامل خطر معروفاً لفقدان العظام. تتمتع أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في السردين بخصائص مضادة للالتهابات تُساعد في تخفيف هذا الخطر. من خلال تقليل الالتهاب، قد تساهم أحماض أوميغا 3 في بيئة عظام أكثر صحة، مما قد يبطئ عملية تدهور العظام المرتبطة غالباً بالشيخوخة.


أطعمة تحسّن الهضم أفضل من الزنجبيل

الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
TT

أطعمة تحسّن الهضم أفضل من الزنجبيل

الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)

لطالما عُرف الزنجبيل بوصفه خياراً طبيعياً شائعاً للتخفيف من مشكلات الهضم مثل الغثيان واضطراب المعدة. ورغم فوائده المؤكدة، تشير أبحاث حديثة إلى أن هناك أطعمة أخرى قد تكون أكثر فاعلية في دعم صحة الجهاز الهضمي وتحسين وظائف الأمعاء.

ورغم الشعبية الكبيرة للزنجبيل، تؤكد الأدلة أن تنويع النظام الغذائي بأطعمة غنية بالألياف والإنزيمات والبروبيوتيك قد يكون أكثر فاعلية في دعم الهضم وصحة الأمعاء على المدى الطويل.

فيما يلي قائمة بـ10 أطعمة تُظهر أدلة علمية على دورها المميز في تعزيز الهضم، وفق موقع «فيري ويل هيلث» الطبي:

الكفير

يُعد الكفير مشروباً مخمّراً غنياً بسلالات متنوعة من البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) التي تساعد على تحسين الهضم وتقليل الغازات ودعم توازن ميكروبيوم الأمعاء. ويمكن تحضيره من الحليب الحيواني أو من بدائل نباتية مثل جوز الهند أو الشوفان أو اللوز.

ويُسهم الكفير في تفكيك الطعام بكفاءة أكبر وإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة تحمي بطانة الأمعاء. ويمكن تناوله مشروباً صباحياً أو بإضافته إلى العصائر.

الزبادي

الزبادي من الأطعمة المخمّرة التي تساعد على إعادة توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، مما قد يخفف الإمساك أو الإسهال. ويمكن تناوله بمفرده، مع الفاكهة، أو وجبة متكاملة مع الحبوب والبذور.

مخلل الملفوف

مخلل الملفوف غني بالبروبيوتيك والألياف، وقد ثبتت فاعليته في دعم صحة الأمعاء عبر إنتاج أحماض دهنية مفيدة. وتشمل الخيارات الأخرى الكيمتشي، والجزر، والفاصوليا الخضراء المخمّرة. ويمكن إضافته إلى الساندويتشات، والسلطات، أو الأطباق الساخنة.

النعناع

يُستخدم النعناع تقليدياً لتخفيف الانتفاخ والغازات وتشنجات المعدة، بفضل مركبات المنتول التي تُرخي عضلات الجهاز الهضمي. ويُعدُّ شاي النعناع هو الخيار الأسهل والأكثر شيوعاً.

بذور الشيا

رغم صغر حجمها، تحتوي بذور الشيا على كميات كبيرة من الألياف القابلة للذوبان، التي تمتص الماء وتساعد على تنظيم حركة الأمعاء والتخلص من الفضلات. وتمتص هذه البذور ما يصل إلى 10 - 12 ضعف وزنها من السوائل. ويمكن رشّها على السلطات، أو إضافتها إلى العصائر.

الكيوي

تتميز الكيوي باحتوائها على إنزيم «أكتينيدين» الذي يُساعد على هضم البروتين. وأظهرت دراسات أن تناول ثمرتين يومياً قد يخفف الإمساك ويحسّن انتظام الإخراج.

البابايا

تحتوي البابايا على إنزيم «باباين» المعروف بدوره في تفكيك البروتينات ودعم الهضم، وقد يخفف بعض حالات عسر الهضم وحرقة المعدة الخفيفة.

الشمر

يحتوي الشمر، على مركبات تساعد على إرخاء الجهاز الهضمي وتقليل الانتفاخ، كما يتميز بتأثير مُدرّ خفيف للبول. ويمكن تناوله بإضافة بذوره إلى الأطعمة المطهية أو شرب شاي الشمر.

الأناناس

يحتوي الأناناس على إنزيم «بروميلين» الذي يُسهم في هضم البروتينات وقد يساعد على تقليل الالتهابات المعوية.

الشوفان

يُعد الشوفان من الحبوب اللطيفة على المعدة والخالية من الغلوتين، ويحتوي على ألياف «بيتا-غلوكان» المعروفة بدعمها للهضم وتقليل الالتهاب وخفض الكوليسترول. ويمكن تناوله وجبة إفطار دافئة، أو شوفان منقوع طوال الليل، أو إضافته إلى العصائر.


كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
TT

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

بعد نحو 6 أعوام على إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس «كوفيد-19» جائحة عالمية في عام 2020، لم يعد المرض يُصنَّف كحالة طوارئ صحية عامة، غير أن ذلك لا يعني اختفاء خطره. فالخبراء يؤكدون أن الفيروس لا يزال قادراً على التسبب في مضاعفات صحية خطيرة، ولا سيما لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر. وفقاً لمجلة «نيوزويك».

ومع تسجيل ارتفاع موسمي في أعداد الإصابات خلال أشهر الشتاء، وهو نمط بات مألوفاً، تساءلت المجلة الأميركية عن مآلات الفيروس في عام 2026: كيف سيتحوَّر؟ وما طبيعة الأعراض المتوقعة؟ وهل ما زال هناك ما يدعو للقلق؟

مرض مستمر وتأثيرات بعيدة المدى

ورغم أن شريحة واسعة من المصابين تعاني أعراضاً خفيفة، فإن فئات أخرى قد تواجه مضاعفات حادة تصل إلى دخول المستشفى أو الوفاة. كما يظل «كوفيد طويل الأمد» أحد أبرز التحديات الصحية، بعد أن أصبح من أكثر الحالات المزمنة شيوعاً بين الأطفال في الولايات المتحدة.

ووفق تقديرات سابقة لـ«مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (CDC)، تراوح عدد الإصابات بين أكتوبر (تشرين الأول) 2024 وسبتمبر (أيلول) 2025 ما بين 14.1 و20.7 مليون حالة، في حين بلغ عدد حالات الدخول إلى المستشفيات بين 390 ألفاً و550 ألفاً، إضافة إلى ما بين 45 ألفاً و64 ألف وفاة. وحتى يونيو (حزيران) 2024، تجاوز عدد الوفيات الإجمالي في الولايات المتحدة 1.2 مليون شخص.

«أوميكرون» يواصل الهيمنة

ويجمع خبراء الأمراض المعدية على أن متحوِّرات «أوميكرون» ستظل المسيطرة حتى عام 2026. ويقول الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي والباطني في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إن جميع المتحوِّرات المتداولة حالياً تنتمي إلى عائلة: «أوميكرون» التي تواصل التحوُّر منذ سنوات.

أما أحدث هذه المتحوِّرات، فيُعرف باسم «XFG» أو «ستراتوس»، وفق ما أوضحه الدكتور توماس روسو، رئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة بافالو. ويشير روسو إلى أن هذا المتحوِّر يتمتع بقدرة أكبر على التهرُّب من المناعة، سواء الناتجة عن إصابات سابقة أو عن اللقاحات، ما ساعده على الانتشار السريع.

ورغم أن «XFG» يقود موجة الإصابات الحالية، فإن الخبراء لا يستبعدون ظهور متحوِّر جديد في أي وقت، وإن كان توقيت ذلك غير محسوم.

أعراض مألوفة... ومخاطر قائمة

وتتراوح أعراض «كوفيد-19» بين الحمى والسعال وضيق التنفس، وصولاً إلى فقدان حاستَي الشم والتذوق والإرهاق وآلام الجسم، وفق بيانات مراكز السيطرة على الأمراض. ويتوقع الخبراء أن تبقى هذه الأعراض في عام 2026 على النمط ذاته، مع تفاوت حدتها تبعاً للحالة الصحية والعمر.

ويؤكد روسو أن الأطفال دون الرابعة، والحوامل، وكبار السن فوق 65 عاماً، ومرضى الأمراض المزمنة وضعيفي المناعة، يظلون الأكثر عرضة لمضاعفات خطيرة.

هل نشهد موجات جديدة؟

يتوقع شافنر استمرار تسجيل حالات خفيفة في الغالب، ولا سيما خلال الشتاء، مع بقاء حالات شديدة تستدعي التنويم. ويرى أن الزيادة الراهنة في أعداد المرضى داخل المستشفيات تمثل مؤشراً على بدء الموجة الشتوية المعتادة.

ورغم أن الفيروس يواصل تحوُّره التدريجي داخل عائلة «أوميكرون»، فإن الخبراء يطمئنون إلى عدم ظهور متحوِّر جذري ومقلق على المستوى العالمي خلال السنوات الأخيرة. غير أن روسو يحذر من أن احتمال ظهور متحوِّر أكثر عدوى أو أكثر قدرة على التهرُّب المناعي لا يزال قائماً.

اللقاحات... خط الدفاع الأهم

وتشير البيانات إلى أن اللقاحات لا تزال تلعب دوراً محورياً في الحد من المرض الشديد. ويؤكد شافنر أن معظم حالات الدخول الحالية إلى المستشفيات تعود لأشخاص لم يحصلوا على التطعيمات المحدثة.

ورغم أن اللقاح لا يمنع الإصابة بشكل كامل، فإنه يظل فعالاً في تقليل خطر المضاعفات الخطيرة والوفاة، وهو ما يدفع الخبراء إلى الدعوة لتوسيع نطاق التطعيم؛ خصوصاً بين الفئات عالية الخطورة.

تحذير من التهاون

ويجمع الخبراء على أن التراخي في التعامل مع «كوفيد-19» لا يزال غير مبرر. فإلى جانب خطر الوفاة، يظل «كوفيد طويل الأمد» تهديداً قائماً قد يصيب حتى الشباب الأصحاء.

ويخلص روسو إلى أن التطعيم السنوي، وربما نصف السنوي لبعض الفئات، يمثل الوسيلة الأكثر فاعلية لتقليل المخاطر، ولا سيما في ظل مؤشرات على احتمال عودة ارتفاع الإصابات. ويؤكد أن «الوقت الحالي هو الأنسب لحماية النفس والمحيطين بنا».