البلع بشكل صحيح يمكن أن ينقذ حياتك... هل تفعل ذلك بالطريقة السليمة؟

يدرب إخصائيو أمراض النطق واللغة الأطفال والبالغين على التمهل عند تناول الأطعمة الصلبة (بكساباي)
يدرب إخصائيو أمراض النطق واللغة الأطفال والبالغين على التمهل عند تناول الأطعمة الصلبة (بكساباي)
TT

البلع بشكل صحيح يمكن أن ينقذ حياتك... هل تفعل ذلك بالطريقة السليمة؟

يدرب إخصائيو أمراض النطق واللغة الأطفال والبالغين على التمهل عند تناول الأطعمة الصلبة (بكساباي)
يدرب إخصائيو أمراض النطق واللغة الأطفال والبالغين على التمهل عند تناول الأطعمة الصلبة (بكساباي)

غالباً ما يفترض الناس أن البلع عملية تلقائية، ولا يمكن أن تتعثر، لكن هناك طرقاً بسيطة لحماية صحة آليات البلع.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «الغارديان»، تقول إخصائية الأنف والأذن والحنجرة الدكتورة لورا دومينغيز: «قد تختلف الطريقة الصحيحة وما يبدو طبيعياً بعض الشيء من شخص لآخر». وتضيف: «من الأمور الأساسية التي يجب تذكرها تناول لقيمات بحجم مناسب، والمضغ جيداً، وشرب الماء أو بعض السوائل أثناء الوجبات».

يدرب إخصائيو أمراض النطق واللغة الأطفال والبالغين على التمهل عند تناول الأطعمة الصلبة، وخاصة الأطعمة الجافة مثل الشطائر والسوشي واللحوم. ويقولون إنه عندما نميل رؤوسنا للخلف ونتناول كميات كبيرة من السوائل بسرعة، تُصعّب الجاذبية عمل أعضاء الحلق، ما يزيد من خطر الاستنشاق أو دخول شيء ما إلى مجرى الهواء. بدلاً من ذلك، يُفضّل إمالة الرأس قليلاً عند الشرب ما يسمح للجاذبية بدعم عملية البلع.

ما الذي يُسبب اضطراب البلع؟

تقول دومينغيز: «يمكن أن تحدث صعوبة البلع مع أي حدث يُسبب التهاباً أو تهيجاً في الحلق. قد يكون هذا قصير الأمد، كما هو الحال بعد عدوى الجهاز التنفسي العلوي، أو أطول مدة، كما هو الحال بعد العلاج الإشعاعي لجراحة الرقبة أو العمود الفقري».

بالنسبة للأطفال، «تندرج اضطرابات البلع تحت مظلة اضطراب التغذية لدى الأطفال. وقد أظهرت الأبحاث أن واحداً من كل 3 أطفال تقريباً دون سن الخامسة يُصاب باضطراب البلع»، كما قالت آمي زيمبريسكي، إخصائية أمراض النطق واللغة. وأوضحت أن اضطرابات البلع لدى الأطفال أو البالغين يمكن أن تكون ناجمة عن القلق، أو الحساسية تجاه الملمس، أو تشخيصات طبية كامنة مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، أو الاضطرابات العصبية، أو الحساسية الغذائية. في بعض الأحيان، يكون السبب غير معروف. وأضافت زيمبريسكي أن «عملية البلع تستخدم أكثر من 30 عضلة في أجسامنا، والعديد من الأعصاب القحفية، والتنسيق السريع من أجل نقل الأطعمة والسوائل التي نستهلكها بأمان من أفواهنا إلى معدتنا».

يُشخَّص واحد من كل 17 بالغاً فوق سن 45 عاماً بعسر البلع. تقول إخصائية أمراض النطق واللغة ستيفاني غيريت: «غالباً ما ينتج عسر البلع لدى البالغين عن حالات عصبية مثل السكتة الدماغية أو مرض باركنسون أو الخرف، ويمكن أن يحدث أيضاً كجزء طبيعي من التقدم في السن. تضعف العضلات المسؤولة عن البلع بمرور الوقت، تماماً مثل عضلات الجسم الأخرى». قد تكون لعسر البلع جذور نفسية، أو قد يحدث نتيجة لاضطرابات الجهاز الهضمي (مثل مرض الارتجاع المعدي المريئي، وارتجاع الحمض، وما شابه)، وهو مرض آخذ في الازدياد لدى البالغين في جميع الأعمار بسبب استخدام مُنَبِّهات «GLP-1» مثل «أوزيمبيك».

كيف هي الحياة مع عسر البلع؟

بعض حالات عسر البلع قصيرة الأمد، ويمكن أن تختفي بالعلاج، ولكن في بعض الأحيان، قد تستمر هذه الاضطرابات لأشهر أو سنوات.

تقول غيريت: «قد يكون العيش مع عسر البلع أمراً صعباً للغاية». قد يحتاج بعض الأفراد إلى أنبوب تغذية، بينما يتعين على آخرين تجنب بعض أنواع الطعام أو السوائل ذات القوام السائل لتناول الطعام والشراب بأمان. قد تكون تعديلات النظام الغذائي، مثل الأطعمة المهروسة أو السوائل المكثفة، ضرورية «لمنع دخول الطعام أو السوائل إلى مجرى الهواء والتسبب في مضاعفات تنفسية».

قالت زيمبريسكي إن اضطرابات التغذية والبلع «يمكن أن تؤثر بشكل كبير على ثقة الطفل العامة وقدرته على التواصل مع الآخرين أثناء تناول الطعام». قد يعاني الأطفال الذين يعانون من عسر البلع من قلق أعلى أو تفضيلات غذائية صارمة، وقد يفوتون المناسبات الاجتماعية.

وأضافت: «قد تكون أوقات تناول الطعام مرهقة ومربكة، وكأنها مغامرة صعبة». قد يشعر مقدمو الرعاية بالفشل لأن أطفالهم قد لا يحصلون على تغذية كافية، أو أنهم لا يأكلون سوى حفنة من الطعام، أو قد يخبرهم أفراد الأسرة والأصدقاء ذوو النية الحسنة أنهم «سيتخلصون من هذا مع التقدم في السن» أو «عليكم إجبارهم على تناول الطعام».

يمكن أن يكون عسر البلع لدى البالغين حاداً عند حدوث التهاب مفاجئ في الحلق أو انسداد في مجرى الطعام. كما يمكن أن يكون متكرراً أو مزمناً. أصيب عالم الطب الحيوي جون بول أندرسن باضطراب في البلع عندما أصبح بالغاً. وقال: «ظهرت معاناتي من عسر البلع لأول مرة عندما كنت في الثلاثين من عمري. كنت أتناول شريحة لحم وأدركت فجأة أنها عالقة، ولا يمكن لأي شيء أن يتغلب عليها، - ولا اللعاب. أضطر الآن إلى تناول جميع وجباتي بوعي، وهو أمر مزعج للغاية، لكنني تعلمت التعايش معه».

قالت غيريت: «عسر البلع أكثر انتشاراً مما يدركه كثيرون، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة». التشخيص والتدخل المبكران أساسيان للحد من المخاطر الصحية، ومساعدة الأفراد على تناول الطعام والشراب بأمان وثقة وكرامة أكبر.


مقالات ذات صلة

انهيار مبانٍ على رؤوس قاطنيها... أحد جوانب حرب غزة القاتمة

المشرق العربي عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني يزيلون ركام منزل في خان يونس خلال عمليات البحث عن جثامين ضحايا الحرب على غزة يوم السبت (إ.ب.أ)

انهيار مبانٍ على رؤوس قاطنيها... أحد جوانب حرب غزة القاتمة

انهار 20 مبنى ومنزلاً على الأقل بمدينة غزة في غضون 10 أيام؛ ما تسبب بوفاة ما لا يقل عن 15 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)

«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

كشفت دراسة جديدة أن «المواد الكيميائية الأبدية» قد تتسبب في الإصابة بمرض خطير قد يستمر مدى الحياة وهو مرض التصلب المتعدد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج البروستاتا (رويترز)

دور الفلفل الحار في التهاب البروستاتا

يلعب النظام الغذائي دوراً أساسياً في الوقاية من أمراض غدة البروستاتا، أو زيادة مخاطرها، ويسهم بعض الأطعمة في التهاب أو تضخم البروستاتا، ومنها الفلفل الحار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا وزيرة سويسرية تقول إنه تجب حماية الأطفال من خطر منصات التواصل الاجتماعي (أ.ف.ب)

وزيرة سويسرية منفتحة على حظر دخول الأطفال إلى منصات التواصل الاجتماعي

نقلت صحيفة، الأحد، عن وزيرة الداخلية السويسرية إليزابيث بوم - ​شنايدر قولها إنه يتعين على بلادها بذل مزيد من الجهود لحماية الأطفال من مخاطر منصات التواصل.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
صحتك الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)

للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

كشفت دراسة جديدة أن هناك مشروباً رائجاً لطالما اشتهر بدعمه لصحة الأمعاء قد يُساعد أيضاً في الوقاية من بعض علامات الشيخوخة أو حتى عكسها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
TT

«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)

لطالما تحدثت الدراسات والأبحاث السابقة عن مخاطر «المواد الكيميائية الأبدية» على الصحة، حيث عرفت هذه المواد بتسببها في السرطان ومشكلات الكبد والغدة الدرقية، والعيوب الخلقية، وأمراض الكلى، وانخفاض المناعة، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة.

والمواد الكيميائية الأبدية هي مواد لا تتحلل بسهولة في البيئة، وتوجد في كثير من المنتجات، مثل مستحضرات التجميل، وأواني الطهي غير اللاصقة، والهواتف الجوالة، كما تستخدم في تغليف المواد الغذائية لجعل الأغلفة مقاومة للشحوم والماء.

وقد كشفت دراسة جديدة أن هذه المواد قد تتسبب أيضاً في الإصابة بمرض خطير قد يستمر مدى الحياة وهو مرض التصلب المتعدد، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

والتصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي، مما يعطل التواصل بين الدماغ وبقية الجسم. ويتسبب ذلك في مجموعة واسعة من الأعراض المحتملة، بما في ذلك مشكلات في الرؤية أو حركة الذراع أو الساق أو الإحساس أو التوازن أو الإدراك.

وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل عينات دم من 900 شخص في السويد تم تشخيص إصابتهم بالتصلب المتعدد مؤخراً، وقارنوها بعينات من أشخاص غير مصابين بالمرض.

وقام الباحثون بقياس مستويات المواد الكيميائية الأبدية في كل مجموعة، ثم استخدموا نماذج إحصائية لمعرفة مدى ارتباط التعرض للمواد الكيميائية باحتمالية الإصابة بالتصلب المتعدد.

ونظراً لأن الأشخاص يتعرضون عادةً لعدة مواد كيميائية في آنٍ واحد، فقد بحث الفريق أيضاً في كيفية تأثير التعرض لأكثر من مادة على خطر الإصابة.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتعرضون لاثنين من أخطر أنواع «المواد الكيميائية الأبدية»، وهما حمض البيرفلوروكتان سلفونيك (PFOS) وثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs) - هم أكثر عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد بنحو مرتين، مقارنة بغيرهم الذين لم يتعرضوا لهاتين المادتين.

وأشار الفريق إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى حقيقة أن «المواد الكيميائية الأبدية» قد تتداخل مع الجهاز المناعي، إما بإضعافه أو بتحفيزه بشكل مفرط.

وهذا الخلل المناعي قد يتسبب في أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد.

كما أشاروا إلى أنها قد تتسبب في أمراض مناعية أخرى مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض التهاب الأمعاء.

ويقول الخبراء إن هناك خطوات يمكن اتخاذها للحد من التعرض لـ«المواد الكيميائية الأبدية» مثل ترشيح مياه الشرب وتجنب استخدام أواني الطهي غير اللاصقة وعبوات الطعام المقاومة للدهون.


دور الفلفل الحار في التهاب البروستاتا

تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج البروستاتا (رويترز)
تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج البروستاتا (رويترز)
TT

دور الفلفل الحار في التهاب البروستاتا

تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج البروستاتا (رويترز)
تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج البروستاتا (رويترز)

يُعدّ التهاب البروستاتا حالة مرضية تصيب غدة البروستاتا لدى الذكور، وغالباً ما ترتبط بظهور تورم وتهيج. وقد يسبب التهاب البروستاتا شعوراً بالألم أو صعوبة خلال التبول. كما قد يسبب ألماً في الأربية (المنطقة التشريحية عند التقاء البطن بالفخذ)، أو منطقة الحوض، أو الأعضاء التناسلية.

ويلعب النظام الغذائي دوراً أساسياً في الوقاية من أمراض غدة البروستاتا، أو زيادة مخاطرها، ويساهم بعض الأطعمة في التهاب أو تضخم البروستاتا، ومنها الفلفل الحار.

كيف يؤثر الفلفل الحار على البروستاتا؟

على الرغم من أن تناول الأطعمة الحارة قد يُعزز عملية الحرق أو الأيض، فإن الإفراط في تناولها قد تكون له آثار سلبية على صحة البروستاتا، خصوصاً لدى مَن يعانون من التهابات أو تضخم في الغدة.

ووفقاً لدراسة نُشرت في «مجلة المسالك البولية»، فإن استهلاك كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج المثانة والبروستاتا والإحليل (أنبوب تصريف البول من المثانة)، وزيادة الأعراض البولية، مثل الحرقان وتكرار الحاجة إلى التبول.

ويرى خبراء الصحة أن مركّب «الكابسيسين» الكيميائي الطبيعي الموجود في الفلفل الحار يمكن أن يسبب تحفيزاً مفرطاً للأعصاب المحيطة بالبروستاتا؛ مما يزيد من الالتهاب وعدم الارتياح في تلك المنطقة. لذلك يُنصح بالاعتدال في تناوله، لا سيما لمن لديهم تاريخ من مشكلات البروستاتا.

كيف تتناول الفلفل الحار بطريقة صحية؟

لا يعدّ تناول الفلفل الحار باعتدال ضاراً بصحة غدة البروستاتا السليمة، بل على العكس، فقد أظهر «الكابسيسين» خصائص مضادة للالتهابات، ومضادة للأكسدة، ومعدلة للمناعة... كما أنها تُنشط المستقبلات الموجودة في البروستاتا، التي تسهم في حماية الأعصاب وتقليل الإجهاد التأكسدي.

ويحتوي الفلفل الحار، كغيره من الخضراوات، أنواعاً مختلفة من فيتامينات «أ» و«ب» و«ج» و«هـ»، كما يحتوي أليافاً ومعادن ومواد متنوعة ذات خصائص مضادة للأكسدة؛ مما يجعله قادراً على مكافحة الجذور الحرة الضارة التي يصنعها الجسم باستمرار خلال عمل الخلايا، ويمكن لهذه الجزيئات غير المستقرة أن تُلحق الضرر بخلايانا وتُسبب أمراضاً، مثل السرطان، مع تقدمنا في العمر.

ويمكن تناول الفلفل الحار باعتدال بوصفه جزءاً من نظام غذائي صحي للقلب وللأوعية الدموية، كما أنه يساعد في خفض ضغط الدم.


للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
TT

للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)
الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)

كشفت دراسة جديدة أن هناك مشروباً رائجاً، لطالما اشتهر بدعمه لصحة الأمعاء، قد يُساعد أيضاً في الوقاية من بعض علامات الشيخوخة أو حتى عكسها.

وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فإن هذا المشروب هو الكفير.

والكفير هو منتَج ألبان مخمر، ينتَج من أنواع مختلفة من الحليب، بما في ذلك الأبقار والماعز والأغنام. وسبق أن أكدت الأبحاث أنه يعزز تكاثر بكتيريا الأمعاء الصحية.

وأجريت الدراسة الجديدة بواسطة فريق من جامعة شينشو اليابانية، وبحثت في الفوائد المحتملة للكفير فيما يتعلق بالتقدم في السن.

ومع تقدم العمر، يضعف جهاز المناعة وتتباطأ خلاياه، مما يعيق انقسامها بشكل سليم، كما أوضح الباحثون.

ويُحفز هذا التباطؤ التهاباً مزمناً يُسهم في انتشار كثير من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، بينما تضعف أعضاء حيوية، مثل الغدة الزعترية والكبد، تدريجياً، وتفقد وظائفها.

ولطالما عرف الباحثون أن مشروبات مثل الكفير تحتوي على بكتيريا حمض اللاكتيك، التي يُعتقد أن لها تأثيرات مضادة للميكروبات، ومضادة للالتهابات، وحتى مضادة للسرطان. مع ذلك لا تزال آلية عمل هذه الفوائد غير واضحة تماماً.

وللكشف عن ذلك، قام الفريق بتغذية فئران مسنة بسلالة معطلة حرارياً من بكتيريا حمض اللاكتيك المعزولة من الكفير - وهي بكتيريا Lentilactobacillus kefiri YRC2606 - على مدى ثمانية أسابيع، ثم قاموا بتحليل صحة جهازها المناعي.

ووجدوا أن الفئران التي أُعطيت هذه البكتيريا أظهرت تغيرات أقل مرتبطة بالتقدم في السن في أعضاء رئيسية مثل الغدة الزعترية والكبد.

كما انخفضت علامات الالتهاب، بالإضافة إلى مستويات البروتينات التي تمنع عادةً انقسام الخلايا - وهو عامل رئيسي في شيخوخة الأنسجة.

وتشير هذه النتائج، الأولى من نوعها، إلى أن البكتيريا المستخلصة من الكفير قد تساعد في الحفاظ على قوة الجهاز المناعي مع تقدم العمر، وفقاً لما أكدته المؤلفة الرئيسية للدراسة، هيروكا ساساهارا.

وقالت ساساهارا في بيان: «هذه النتائج تعني أن بكتيريا YRC2606 الموجودة في الكفير قد تكون مفيدة في علاج الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، والحفاظ على وظائف المناعة لدى كبار السن».

ويتميز الكفير بغناه بالعناصر الغذائية، إذ يُوفر كوب واحد منه حوالي 9 غرامات من البروتين، وأكثر من ثلث الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم للبالغين، وهو عنصر أساسي لعظام قوية. كما يُوفر الكفير كميات صحية من الفوسفور والمغنسيوم وفيتامينات B12 وB2 وD وK2.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الكفير غني بالبروبيوتيك، وهي كائنات دقيقة نافعة يُعتقد أنها تُعزز الصحة بطرق كثيرة، بدءاً من تحسين الهضم والتحكم في الوزن، وصولاً إلى تعزيز الصحة النفسية.

قد تُساعد البروبيوتيك أيضاً في علاج مشاكل مثل متلازمة القولون العصبي والإسهال والحساسية، بل وقد تُعزز صحة القلب عن طريق خفض الكولسترول الضار.

أظهرت الأبحاث أن أحد أنواع البروبيوتيك الموجودة في الكفير، وهو بكتيريا لاكتوباسيلوس كفيري، يُمكنه تثبيط نمو البكتيريا الضارة، بما في ذلك السالمونيلا والإشريكية القولونية.