«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

ساعات حاسمة في مؤتمر المناخ لرفع حجم التمويل للدول النامية

رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)
رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)
TT

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)
رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

فيما عاد المفاوضون في محادثات المناخ السنوية للأمم المتحدة (كوب 29) يوم الأربعاء إلى محاولات لإيجاد اتفاق لتوفير مزيد من الأموال للدول النامية للتكيُّف مع التغيرات المناخية مقارنة بالدول الأكثر ثراءً، مع اقتراب مؤتمر المناخ من نهايته، أعلن الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، هيثم الغيص، أن التحول المتوازن في مجال الطاقة هو مفتاح الاستدامة العالمية، وأن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تُركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

الأمين العام لمنظمة «أوبك» يتحدث خلال مؤتمر «كوب 29» (رويترز)

وذكر الغيص في كلمة ألقاها في المؤتمر، الذي تستضيفه باكو، عاصمة أذربيجان، «أن النفط والغاز في الواقع هبة من الله». وأضاف: «تؤثر هذه الموارد في كيفية إنتاج الطعام وتعبئته ونقله، وكذلك في إجراء الأبحاث الطبية وتصنيع وتوزيع المستلزمات الطبية. يمكنني الاستمرار في ذكر عدد لا نهائي من الأمثلة».

وأشار إلى أن حكومات العالم، التي حددت سقفاً لارتفاع حرارة الكوكب خلال قمة باريس عام 2015 لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستوى ما قبل الثورة الصناعية، يمكنها تحقيق أهدافها المناخية دون التحول بعيداً عن النفط.

وذكر الغيص: «اتفاقية باريس تُركز على خفض الانبعاثات، وليس على اختيار مصادر الطاقة». وتقول «أوبك»: «إن تقنيات مثل التقاط الكربون يمكن أن تعالج تداعيات تغير المناخ الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري».

الساعات الحاسمة

مع اقتراب مؤتمر المناخ من نهايته، عاد المفاوضون في محادثات المناخ السنوية للأمم المتحدة، يوم الأربعاء، إلى محاولات لإيجاد اتفاق لتوفير مزيد من الأموال للدول النامية، للتكيف مع التغيرات المناخية مقارنة بالدول الأكثر ثراءً.

وتسعى الدول النامية إلى الحصول على 1.3 تريليون دولار للتعامل مع الأضرار الناجمة عن تغيُّر المناخ والتكيف معه، بما في ذلك بناء أنظمة الطاقة النظيفة الخاصة بها.

ويتفق الخبراء على أن المبلغ المطلوب هو تريليون دولار على الأقل، لكن كلا الرقمين أكبر بكثير مما عرضته الدول المتقدمة حتى الآن.

ومن المقرر أن تنتهي المحادثات، التي بدأت في الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الأول)، يوم الجمعة في الساعة 1400 بتوقيت غرينتش، لكن قمم مؤتمر الأطراف لها تاريخ من الاستمرار لفترة طويلة.

نقاط الخلاف

يقاتل المفاوضون حول 3 بنود رئيسة: حجم المبالغ، ومقدار المنح أو القروض، ومن سيسهم. وذلك بعد أن أمضى المسؤولون، وفق نصوص مسودة أولية، خلال الأسبوع الأول في محاولة الاتفاق على صفقات حول مجموعة من القضايا المختلفة، بما في ذلك التمويل وأسواق الكربون ومستقبل الوقود الأحفوري والجهود الرامية إلى التخفيف من ارتفاع درجات الحرارة العالمية.

والآن، تم تسليم البنود المتبقية إلى الوزراء حتى يتمكنوا من استخدام نفوذهم السياسي لمحاولة التوصل إلى اتفاقات. أما الخطوات التالية فتتعلق بمحاولة تقليص النصوص الأولية التي تحتوي على مجموعة ضخمة من خيارات الصياغة إلى وثيقة نهائية يمكن اعتمادها بالإجماع في نهاية القمة. وستقوم الرئاسة الأذربيجانية بنشر النصوص الأولية بشكل دوري، مع التركيز على صفقة مقبولة للجميع.

هدف تمويل المناخ

الهدف الأساسي لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، هو الاتفاق على هدف جديد لحجم الأموال التي يجب توفيرها للدول النامية، لمساعدتها على التكيف مع الكوارث الجوية التي تغذيها التغيرات المناخية والانتقال إلى أنظمة طاقة أكثر نظافة. والمستهدف السابق كان يتمثل في توفير 100 مليار دولار سنوياً في عام 2025. ويجب أن يكون الهدف الجديد تريليون دولار سنوياً بحلول نهاية العقد، وفقاً للخبراء.

وفي جلسة نقل فيها المفاوضون تقدمهم يوم الأربعاء، قال وزير المناخ الأسترالي كريس بوين، أحد الوزراء الذين يقودون المحادثات بشأن هدف الأموال، إنه سمع مقترحات مختلفة حول مقدار النقد الذي يجب أن يكون. وقال إنه إضافة إلى 1.3 تريليون دولار التي اقترحتها البلدان النامية، اقترحت الدول أرقاماً تبلغ 900 مليار دولار و600 مليار دولار و440 مليار دولار. ومن بين القضايا التي يتعين حلها ما إذا كان ينبغي اعتبار بلدان مثل الصين من بين المانحين الأساسيين الأكثر ثراءً، ومدى قدرتها على توفير التمويل في شكل منح أو قروض. ومن المقرر نشر نص الاتفاق مساء الأربعاء.

وفي الوقت نفسه، وعلى بُعد نصف العالم في ريو دي جانيرو بالبرازيل، حيث اختتمت قمة مجموعة العشرين يوم الثلاثاء، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لمجموعة أكبر اقتصادات العالم: «إن نجاح مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين في أيديكم إلى حد كبير». وأضاف أن «هذا الهدف (الهدف المالي) يجب أن يلبي احتياجات البلدان النامية».

ويرى رئيس البرازيل، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أن الدول المتقدمة يجب أن تفكر في نقل أهداف انبعاثات عام 2050 إلى عام 2040 أو 2045.


مقالات ذات صلة

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

الاقتصاد استطاع «كوب 16 - الرياض» تأسيس مسارات عالمية جديدة لمكافحة التصحر والجفاف (الشرق الأوسط)

«مؤتمر الأطراف الـ16» في الرياض يضع أسساً لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً

وضع «مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب 16)» لـ«اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر»، الذي اختتم أعماله مؤخراً بالرياض، أسساً جديدة لمواجهة التصحر والجفاف عالمياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد مقر انعقاد مؤتمر «أطراف الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر (كوب 16)» في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية... قمة «الكوكب الواحد» تحدد مسارات تعزز قرارات الاستثمار المناخي

حددت القمة السنوية السابعة لرؤساء «مجموعة العمل الدولية لصناديق الثروة السيادية (الكوكب الواحد)»، المقامة في الرياض اليوم الثلاثاء، مسارات عمل رئيسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد انطلق اليوم الأول من «كوب 16» بالرياض بحضور لافت ومميز من صناع السياسات ورواد الأعمال (كوب)

الاتحاد الأوروبي: التصحر وتدهور الأراضي والجفاف تحديات عالمية تتطلب تحركاً عاجلاً

أوضح الاتحاد الأوروبي أن التصحر وتدهور الأراضي والجفاف تُمثل تحديات عالمية تتطلب تحركاً عاجلاً ورفع مستوى الحلول العملية، لمواجهة تلك الظواهر التي تؤدي إلى…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس عبد الرحمن الفضلي خلال كلمته الافتتاحية في «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:41

السعودية تطلق «شراكة الرياض العالمية» بـ150 مليون دولار للتصدي للجفاف

أعلنت السعودية إطلاق «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف» بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة لدعم هذه الجهود.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية للطاقة والاتصالات والمعارض لدعم إعادة إعمار اليمن

مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)
مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)
TT

تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية للطاقة والاتصالات والمعارض لدعم إعادة إعمار اليمن

مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)
مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)

أعلن مجلس الأعمال السعودي - اليمني التابع لاتحاد الغرف السعودية، خلال اجتماعه في مكة المكرمة، عن إطلاق 6 مبادرات نوعية لتعزيز التبادل التجاري ودعم جهود التنمية الاقتصادية في اليمن، حيث أسفر الاجتماع الذي شهد مشاركة أكثر من 300 مستثمر سعودي ويمني، عن اتفاق على تأسيس 3 شركات استراتيجية، تسهم في إعادة إعمار اليمن ودعم بنيته التحتية.

وتتضمن المبادرات التي تم إعلانها تطوير المعابر الحدودية بين السعودية واليمن، من خلال تطوير اللبنية التحتية والخدمات اللوجيستية لزيادة حجم التبادل التجاري، الذي يبلغ حالياً 6.3 مليار ريال (1.6 مليار دولار)، تشكل الواردات اليمنية منها فقط 655 مليون ريال (174.6 مليون دولار) رغم إمكانات اليمن بقطاعات التعدين والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية.

ودعت التوصيات إلى إنشاء محاجر صحية لفحص المواشي والمنتجات الزراعية والسمكية اليمنية، بهدف زيادة الصادرات اليمنية إلى المملكة، وتأسيس مدن غذائية ذكية بالمناطق الحدودية، بهدف تعزيز الأمن الغذائي وخلق بيئة اقتصادية مستدامة للتعاون بهذا القطاع، وذلك عبر تحسين استخدام الموارد الطبيعية وتطوير تقنيات حديثة لدعم الإنتاج الغذائي المحلي، وذلك في ظل التحديات المرتبطة بضمان سلاسل الإمداد الغذائي على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأكدت التوصيات ضرورة تذليل التحديات البنكية والائتمانية التي تواجه التجار السعوديين واليمنيين في تصدير منتجاتهم، عبر معالجة وضع البنوك اليمنية وفتح قنوات للتعاون مع البنوك السعودية وتطوير قطاع الصرافة باليمن.

وتشمل المبادرات تأسيس نادي المستثمرين اليمنيين بالمملكة لزيادة حجم الاستثمارات السعودية واليمنية، والدخول بشراكات ومشروعات مشتركة، وتركزت مباحثات مجلس الأعمال السعودي - اليمني على الفرص الاستثمارية بقطاعات الطاقة المتجددة والزراعة والثروة الحيوانية والاتصالات والصادرات.

وقال الدكتور عبد الله بن محفوظ، رئيس مجلس الأعمال السعودي - اليمني، إنه تم الاتفاق على تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية. الشركة الأولى ستركز على إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، برأسمال قدره 100 مليون دولار، لتوفير حلول مستدامة تلبي احتياجات الطاقة في اليمن. الشركة الثانية ستعمل على تعزيز قطاع الاتصالات من خلال شبكة «ستارلينك» للاتصالات الفضائية، بينما ستكون الشركة الثالثة معنية بتنظيم المعارض والمؤتمرات في اليمن لتسويق المنتجات السعودية، ودعم جهود إعادة الإعمار عبر توفير منصة لتبادل الأفكار والفرص التجارية.

وأكد بن محفوظ لـ«الشرق الأوسط»، الدور الحيوي للقطاع الخاص في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في اليمن، من خلال استثماراته في المشروعات التي تدعم التنمية الاقتصادية وتوفر فرص العمل، وتحسن البنية التحتية وتطور المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تعدّ من أهم المشروعات الداعمة للتوظيف.

وشدد بن محفوظ على أهمية دعم رواد الأعمال اليمنيين وتوفير مصادر التمويل الداعمة للمشروعات، خصوصاً مشروعات إعادة إعمار اليمن، وأيضاً تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص في اليمن، ليقوم القطاع الخاص اليمني بتنفيذ مشروعات تنموية كبيرة بنظام اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﺸﻐﻴﻞ واﻟﺘﺤﻮﻳﻞ، اﻟﻤﻌﺮوف اﺧﺘﺼﺎراً ﺑﺎﺳﻢ «بي أو تي» (B.O.T)، حيث تسهم الشراكة الفعالة بين القطاعين الخاص والحكومة، في خلق بيئة اقتصادية مستقرة ومستدامة تسهم في تحقيق السلام الاجتماعي والاقتصادي.

وبيّن أن نتائج اجتماع مجلس الأعمال السعودي - اليمني، أسفرت عن توقيع اتفاقيات تعاون تجاري بين شركات سعودية ويمنية لتنفيذ مشروعات تنموية واقتصادية في كلا البلدين، وأيضاً تعزيز الاستثمارات المشتركة، خصوصاً زيادة تدفق الاستثمارات السعودية إلى اليمن في القطاعات الحيوية، مثل الطاقة والزراعة والصناعة والبنية التحتية، مما يسهم في تحفيز الاقتصاد اليمني وتوفير فرص عمل جديدة، وأيضاً دعم مشروعات إعادة إعمار اليمن، ودعم زيادة حجم الصادرات اليمنية في المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية، وتسهيل انسيابية حركة التجارة بين اليمن والسعودية، عبر تبسيط الإجراءات الجمركية في المنافذ الحدودية وتطوير الخدمات اللوجيستية والموانئ والمطارات اليمنية، وتطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وكل ذلك سوف يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي باليمن.

من جهته، أشاد رئيس الجانب اليمني في مجلس الأعمال المشترك عبد المجيد السعدي، بنظام الاستثمار السعودي الجديد، مضيفاً أن كثيراً من رؤوس الأموال اليمنية بالدول العربية بدأ يتوجه للمملكة في ظل الفرص الكبيرة، حيث تقدر الاستثمارات اليمنية في السوق السعودية بنحو 18 مليار ريال (4.8 مليار دولار)، وتحتل بذلك المرتبة الثالثة.