تقرير: إسرائيل تخطط لشن هجمات على إيران تؤدي إلى «إسقاط النظام»

القبة الحديدية الإسرائيلية تتصدى للصواريخ الإيرانية (إ.ب.أ)
القبة الحديدية الإسرائيلية تتصدى للصواريخ الإيرانية (إ.ب.أ)
TT

تقرير: إسرائيل تخطط لشن هجمات على إيران تؤدي إلى «إسقاط النظام»

القبة الحديدية الإسرائيلية تتصدى للصواريخ الإيرانية (إ.ب.أ)
القبة الحديدية الإسرائيلية تتصدى للصواريخ الإيرانية (إ.ب.أ)

قالت صحيفة «تايمز» البريطانية إن إسرائيل تتشاور مع الولايات المتحدة بشأن الرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران هذا الشهر، وحددت إسرائيل أهدافاً تابعة لـ«لحرس الثوري» وقوات «الباسيج» وأيضاً هدفاً ثالثاً غير مباشر: ألا وهو التشجيع على تغيير النظام.

وذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح إلى ذلك في كلمة مصورة، تم تقديمها على أنه خطاب إلى الشعب الإيراني، قبل أيام عدة من الهجوم الصاروخي الإيراني.

وقال نتنياهو: «لا تسمحوا لمجموعة صغيرة من رجال الدين المتعصبين بسحق آمالكم وأحلامكم... يجب أن يعرف شعب إيران أن إسرائيل تقف معكم، عندما تصبح إيران حرة أخيراً، وستأتي تلك اللحظة أسرع بكثير مما يعتقد الناس، سيكون كل شيء مختلفاً».

وقال المنتقدون إن الخطاب باللغة الإنجليزية ربما كان موجهاً إلى الدول الغربية والمعارضة الإيرانية التي تتخذ من الخارج مقراً لها.

ويأمل نتنياهو أن تساعد الغارات الجوية الإسرائيلية المستقبلية في إضعاف «الحرس الثوري» وقوات «الباسيج»، وهما دعامتان للنظام كانتا فعالتين في إخماد الاحتجاجات ضده.

وقال مسؤول غربي، هذا الأسبوع، عن خطة إسرائيل: «إنهم يخططون لضربهم بقوة»، مضيفاً أن هذا من شأنه أن يشجع المعارضة الإيرانية.

ووفقاً للصحيفة، لن يصدق نتنياهو، وهو شخص واقعي، أن موجة واحدة من الغارات الجوية، أو حتى موجات عدة، من شأنها أن تطيح بالنظام من خلال تشجيع انتفاضة شعبية.

لكن البعض في قيادة إسرائيل، بمن في ذلك وزراء الائتلاف اليميني المتطرف الذين يؤيدون اتخاذ إجراءات قاسية ضد إيران، يعتقدون أن هذه لحظة حاسمة يمكن أن تغير توازن القوى في منطقة تشعر بأنها محاصرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران و«محور المقاومة» من جهة أخرى.

وقد تعزز هذا الرأي بالإطاحة برأس «حزب الله» حسن نصر الله، أقوى وكلاء إيران الذين زرعتهم لعقود لمواجهة إسرائيل.

وقال فراس مقصد، زميل بارز في مركز أبحاث معهد الشرق الأوسط: «توصلت إدارة جو بايدن والإسرائيليون إلى تفاهم عام مفاده أن المرحلة الأولى من الرد الإسرائيلي ستقتصر على الجيش و(الحرس الثوري) و(الباسيج)، وسيبتعدون عن المنشآت النووية والنفطية، واستهداف (الباسيج) و(الحرس الثوري) الإيراني من شأنه، كما يأمل البعض، أن يزيد من الضغوط على العلاقة بينهما وبين الشعب».

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد لا تعتقد أيضاً أن النظام في إيران قد يتعرض للتهديد الفوري من قبل ثورة شعبية، فإنها ربما تكون قد تغاضت عن الفكرة لإقناع إسرائيل بعدم ضرب المنشآت النووية والنفطية.

وتريد الولايات المتحدة تجنُّب الهجمات على هذه المنشآت خوفاً من التصعيد: إما أن تسرع طهران من تخصيب اليورانيوم لتصنيع قنبلة نووية، وإما أن تهاجم حقول النفط في المنطقة؛ ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار قبل الانتخابات الرئاسية، الشهر المقبل، وإعطاء دونالد ترمب، المرشح الجمهوري، مزيداً من الوقود لحملته.

ومن المرجح أيضاً أن يؤدي أي هجوم من قِبل إسرائيل إلى إثارة مزيد من ردود الفعل من جانب إيران.

وقال مقصد: «يجب أن نفكر في ذلك بوصفه الطلقة الأولى. سيكون هناك رد إيراني، وهذا سيجعلنا نتجاوز الانتخابات في الولايات المتحدة. عند هذه النقطة، سيكون لدى نتنياهو مزيد من المرونة للرد بطريقة أكثر اتساعاً».

إن النجاحات التي حققتها إسرائيل مؤخراً ضد «حزب الله» في لبنان، بما في ذلك الهجمات التي قللت من القوة القتالية له والضربات الجوية التي قتلت شخصيات رئيسية، مثل نصر الله قد تشجع المتشددين في الائتلاف الحاكم الذي يرأسه نتنياهو على توسيع الحرب ضد عدوهم اللدود.

وقد لا تكون أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، التي درست إيران لعقود، مقتنعة أيضاً بأن الهجمات العسكرية أو السرية يمكن أن تطيح بالمرشد على خامنئي.

وقالت سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد تشاتام هاوس: «سأكون مندهشة إذا كانت الأجهزة الأمنية على استعداد لذلك، فمن المستحيل أن تحقق إسرائيل هذا المستوى من النجاح».

ويتفوق معارضو النظام القمعي في إيران على مؤيديه المحافظين؛ فقد سجلت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية هذا العام أدنى مستوياتها على الإطلاق، ودعوات المقاطعة، بعد عامين من قمع الاحتجاجات ضد معاملة النساء.

وقد يشير هذا الاتجاه إلى اقتناع كبير بين الإيرانيين بأن تغيير النظام، وليس الإصلاح، هو المطلوب، لكن قِلة من الناس قد يرحبون بذلك بناءً على طلب قوة أجنبية، كما يقول المحللون.

وقد تتخذ إيران، التي تشعر بالتهديد، إجراءات صارمة استباقية ضد أي علامات على المعارضة.


مقالات ذات صلة

تقرير: حساب مؤيد لإيران على «تلغرام» يسرّب معلومات استخباراتية عن خطط إسرائيل

شؤون إقليمية طائرة إسرائيلية (إ.ب.أ)

تقرير: حساب مؤيد لإيران على «تلغرام» يسرّب معلومات استخباراتية عن خطط إسرائيل

قال «أكسيوس»: يشعر المسؤولون الأميركيون بقلق بالغ إزاء خرق أمني كبير محتمل بعد نشر وثيقتين استخباراتيتين أميركيتين مزعومتين حول استعدادات إسرائيل لشن هجوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو: «حزب الله» ارتكب «خطأ فادحاً» بمحاولة اغتيالي

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن جماعة «حزب الله» اللبنانية ارتكبت «خطأ فادحاً» بمحاولة اغتياله هو وزوجته، اليوم السبت، بعد استهداف منزل قضاء العطلات الخاص به.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزيرا خارجية تركيا هاكان فيدان وإيران عباس عراقجي خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول السبت (الخارجية التركية)

تركيا وإيران تحذران من مساعي إسرائيل لتوسيع الحرب

حذرت تركيا وإيران من محاولات إسرائيل إشعال المنطقة وفتح جبهات جديدة للحرب ومن أن ذلك سيكون له تداعيات خطيرة على مستوى العالم.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع «نور نيوز» الإيراني للقاء سابق بين خامنئي والسنوار

إيران تتهم أميركا بمساعدة إسرائيل على قتل السنوار

اتهمت «الخارجية الإيرانية»، السبت، الولايات المتحدة الأميركية بمساعدة إسرائيل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» يحيى السنوار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية تستعد قوات أميركية لشحن نظام «ثاد» على متن طائرة «بوينغ سي 17 غلوب ماستر» من قاعدة «فورت بليس» بولاية تكساس في فبراير 2019 (أ.ب)

إسرائيل تطلب من أميركا بطارية ثانية من نظام «ثاد» المُضاد للصواريخ

طلبت تل أبيب من واشنطن إرسال بطارية ثانية من منظومة «ثاد»، لحماية البلاد في حالة ردّ فعل إيراني على هجوم انتقامي إسرائيلي متوقع، حسبما ذكرت قناة إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

تقرير: حساب مؤيد لإيران على «تلغرام» يسرّب معلومات استخباراتية عن خطط إسرائيل

طائرة إسرائيلية (إ.ب.أ)
طائرة إسرائيلية (إ.ب.أ)
TT

تقرير: حساب مؤيد لإيران على «تلغرام» يسرّب معلومات استخباراتية عن خطط إسرائيل

طائرة إسرائيلية (إ.ب.أ)
طائرة إسرائيلية (إ.ب.أ)

قال «أكسيوس» إن المسؤولين الأميركيين يشعرون بقلق بالغ إزاء خرق أمني كبير محتمل، بعد نشر وثيقتين استخباراتيتين أميركيتين مزعومتين، حول استعدادات إسرائيل لشنّ هجوم على إيران بواسطة حساب مؤيد لإيران على تطبيق «تلغرام».

ويأتي التسريب المزعوم في الوقت الذي تكمل فيه إسرائيل أسابيع من الاستعدادات للانتقام من إيران، التي هاجمت إسرائيل بوابل من الصواريخ الباليستية في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، قد يكون التسريب محاولةً لتعطيل العملية الإسرائيلية.

ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ومكتب مديرة الاستخبارات الوطنية، التعليق على الوثائق المسرّبة، لكنهما لم يشكّكا في صحتها.

ووفقاً لما قاله حساب على «تلغرام» باسم «ميدل إيست سبكتاتور»، الجمعة، فإنه تلقّى وثائق من مصدر في الاستخبارات الأميركية حول استعدادات إسرائيل لشن هجوم على إيران.

وينشر الحساب بشكل روتيني محتوى مؤيداً لإيران، ويقول إنه يقع في إيران.

وتتضمّن الوثائق تقريراً استخباراتياً صادراً عن وكالة تابعة لوزارة الدفاع، تم توزيعه داخل مجتمع الاستخبارات الأميركي في وقت سابق من هذا الأسبوع.

طائرة مقاتِلة إسرائيلية (أرشيفية - رويترز)

ولم يتم التحقق من صحة الوثائق بشكل مستقل من قبل «أكسيوس».

ويوضح التقرير المزعوم التدابير التي تم تنفيذها في الأيام الأخيرة في عديد من قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك نقل ذخائر مخصصة لشن هجوم على إيران.

كما يذكر أنه وفقاً لإشارات الاستخبارات الأميركية، أجرى سلاح الجو الإسرائيلي تدريباً كبيراً هذا الأسبوع شمل طائرات استخباراتية وطائرات مقاتلة مدرّبة على هجوم محتمل ضد إيران.

كما ذكر التقرير الاستخباراتي المزعوم أيضاً الاستعدادات في وحدات الطائرات بدون طيار الإسرائيلية لشن هجوم ضد إيران.

وإذا كان التقرير دقيقاً، فإنه يشير إلى مراقبة دقيقة ومفصّلة للغاية من قِبل المخابرات الأميركية لاستعدادات إسرائيل لشن هجوم على إيران، بما في ذلك استخدام الأقمار الصناعية للتجسّس على العمليات التي تتم في قواعد القوات الجوية الإسرائيلية.

وقد يكون التسريب المحتمل علامة على خرق أمني خطير للغاية داخل مجتمع الاستخبارات الأميركي أدى إلى وصول معلومات سرية للغاية إلى قناة «تلغرام» تابعة لإيران.

وقال مسؤول أميركي لـ«أكسيوس» إن التسريب المزعوم مثير للقلق للغاية، لكنه لا يعتقد أنه سيؤثر على الخطط العملياتية لإسرائيل ضد إيران.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية على علم بالتسريب المزعوم، وتأخذه على محمل الجد.