مصر: واقعة «سحر اللاعب مؤمن زكريا» تجدّد الحديث عن هوس «التريند»

سبقتها تمثيلية «خطف عريس» ومباراة ملاكمة في زفاف

اللاعب المصري مؤمن زكريا (حسابه على إنستغرام)
اللاعب المصري مؤمن زكريا (حسابه على إنستغرام)
TT
20

مصر: واقعة «سحر اللاعب مؤمن زكريا» تجدّد الحديث عن هوس «التريند»

اللاعب المصري مؤمن زكريا (حسابه على إنستغرام)
اللاعب المصري مؤمن زكريا (حسابه على إنستغرام)

جدّدت واقعة «سحر اللاعب مؤمن زكريا»، لاعب النادي الأهلي المصري السابق، وما أعلنته الجهات الأمنية من قيام عامل مدافن باختلاقها بهدف تحقيق أعلى نسبة مشاهدة للتربح مادياً، الحديث حول «هوس التريند»، خصوصاً مع وقوع حوادث مماثلة في وقت سابق.

كان الحديث عن وجود «سحر» للاعب مؤمن زكريا، الذي يعاني من مرض نادر، قد شغل المصريين خلال الساعات الماضية، بعد قيام أحد اللحادين (يعمل في مجال دفن الموتى داخل المقابر) ببث مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، يزعم فيه أنه عثر على «عمل سفلي» ضد اللاعب. إلا أن وزارة الداخلية أعلنت في بيان، الأحد، أن «التُّربي - اللحاد» اعترف باختلاقه الواقعة بالاشتراك مع نجله وشخصين آخرين وسيدة، عبر إحضار صورة للاعب لعلمهم بتعرُّضه لوعكة صحية، وكتابة طلاسم وعبارات غير مفهومة عليها، كما أحضروا عروسة من القماش بها مجموعة من الدبابيس، وقاموا بدفن الصورة والطلاسم أمام مقبرة خاصة بعائلة اللاعب السابق مجدى عبد الغني، لإلصاق الواقعة به، لكونهما شخصيات رياضية مشهورة، وادعائهم بعثورهم عليها حال قيامهم بزراعة شجرة صبّار أمام المقبرة.

المتهمون في واقعة «سحر» اللاعب مؤمن زكريا (الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية)
المتهمون في واقعة «سحر» اللاعب مؤمن زكريا (الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية)

كما اعترف اللحاد، وفق البيان، بتصوير مقطع الفيديو المتداول ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي «بهدف تحقيق أعلى نسبة مشاهدة للتربح مادياً». وأشار البيان إلى أن المتهمين قاموا بتسليم اللاعب الصورة والعروسة تحت زعم كونها أعمال سحر، الذي قام بدوره بالتخلص منها، وأوضحت الوزارة أنه بمواجهة باقي المتهمين أيّدوا ذلك.

وأثارت الواقعة تفاعلاً واسعاً خصوصاً مع كشف الحقيقة، وأعادت الحديث حول الهوس بتحقيق نسب المشاهدة للتربُّح، خصوصاً أن مصر شهدت وقائع مماثلة خلال الأشهر الماضية؛ لتصدر «التريند»، منها انتشار مقطع فيديو «اختطاف عريس» يوم زفافه داخل سيارة بمحافظة الدقهلية، حيث ترجّل منها شخص ليخطف العريس ويفر هارباً، ثم تبيّن اتفاق القائم على النشر (العريس الظاهر بمقطع الفيديو) مع زوجته وشقيقته، و3 أشخاص، بتصوير مقطع الفيديو المشار إليه بشكل تمثيلي لتحقيق نسبة مشاهدات عالية والحصول على أرباح مادية.

وقبل أيام، أثار مقطع فيديو متداول على نطاق واسع في مصر موجة من الجدل، بعد أن ظهر فيه عروسان من محافظة المنيا (صعيد البلاد) وهما يمارسان رياضة الملاكمة خلال حفل زفافهما؛ حيث ظهرا في الفيديو وهما يرتديان قفازات الملاكمة ويتبادلان اللكمات داخل العرس الذي تحوّل إلى مباراة ملاكمة حقيقية.

صورة اللاعب مؤمن زكريا و«العمل السفلي» المفبرك (الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية)
صورة اللاعب مؤمن زكريا و«العمل السفلي» المفبرك (الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية)

وشهد العام الماضي امتداد هوس «التريند» إلى زعم «بلوغر» تُدعى «أم زياد» في مقطع فيديو أن «نجلها أقام علاقة جنسية مع شقيقته»، وبعد التحقيق معها تبيّن زيف الواقعة، لتوجّه لها سلطات التحقيق ارتكاب جرائم الاتّجار بالبشر باستغلال أطفالها وإظهارهم في مقاطع مرئية ونشرها على حساباتها بقصد الحصول على ربحٍ مادي.

عن تلك الوقائع، والسعي نحو «التريند»، يعلّق الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في مصر، قائلاً إن «وجود الهاتف المحمول في يد كل الناس، وانتشار منصات التواصل الاجتماعي لا سيما تطبيق (تيك توك)، الذي أتاح التربّح من المشاهدات، جعل كثيرين يسعون إلى ركوب موجة تحقيق الثراء، وفي سبيل ذلك يمكن التنازل عن أي شيء لأجل جمع المال».

وأضاف فرويز لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الاتجاه يأتي مدفوعاً بزيادة الانحدار في الأخلاق، ووجود انهيار قيمي وسلوكي، وهو الأمر الذي يجعلنا نصفه بزمن المسخ الثقافي».

ويطالب فرويز مع انتشار المحتوى غير الأخلاقي والمفبرك بـ«اتخاذ قرارات حاسمة مع تطبيق (تيك توك) في مصر، تصل إلى إمكانية منعه، لافتاً إلى أنه «إذا تحايل بعض المستخدمين على ذلك المنع والدخول على التطبيق، فلن يكونوا مؤثرين مع قلة عددهم وقتها، مقارنة بالعدد الحالي».

وتبيّن أرقام شركة «بايت دانس»، مالكة «تيك توك»، أن التطبيق كان لديه 32.94 مليون مستخدم تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر في مصر في أوائل عام 2024، حسب وسائل إعلام محلية.

من جانبه، قال الدكتور رامي عطا، أستاذ الصحافة بالمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، إن «هوس التريند يأتي من بين عادات جديدة وممارسات إعلامية غريبة فرضتها شبكات التواصل الاجتماعي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الظاهرة قديمة ترتبط بالشائعات والأخبار الكاذبة أو الزائفة، كما أنها ترتبط بغياب المسؤولية الاجتماعية، وظهور اتجاه البحث عن تكوين ثروة بطريقة سهلة، فأصبح اللجوء إلى تقديم المحتوى وظيفة سهلة لجمع المال وتكوين ثروة».

ويرى عطا أن «تقديم محتوى زائف وافتعال الأحداث سعياً وراء تحقيق نسب مشاهدات مرتفعة، هو تطور لجانب سلبي من ظاهرة (المواطن الصحافي) التي لها إيجابيات كثيرة، والتي ظهرت قبل عدة سنوات بفعل انتشار منصات التواصل والتطور التكنولوجي، وهذا الجانب نجده يتمثل في البحث عن الصيت والشهرة والنجومية، وزيادة عدد المتابعين وزيادة المرور على المواد المنشورة لتحقيق (التريند)، وهو ما قد يتطور لاحقاً عبر محتوى يتطرق إلى أمور لا أخلاقية وغير مسؤولة».

وهو الأمر الذي يتفق معه استشاري الطب النفسي، مبيناً أن «الحل أيضاً لمواجهة هوس (التريند) الزائف يكون بتطبيق وتفعيل القوانين»، محذراً من أن «عدم المواجهة يمكنها أن تدفع الأمور إلى أسوأ مما نتخيل، بوجود محتوى إباحي، وترويج للانحرافات السلوكية والجنسية»، على حد وصفه.


مقالات ذات صلة

قرود وغوريلا وفهود «ورقية» من أفريقيا إلى القطب الشمالي

يوميات الشرق علَّ الصرخة تصل (أ.ب)

قرود وغوريلا وفهود «ورقية» من أفريقيا إلى القطب الشمالي

هذه الحيوانات ستُجبر على مغادرة موائلها الطبيعية بسبب الاحتباس الحراري، وستنزح نحو الشمال، حيث تمرُّ عبر مدن عدّة في طريقها وتنضم إليها حيوانات أخرى.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)
شمال افريقيا شهدت المواقف إجراءات تفتيش مكثفة (محافظة أسوان)

زيادة أسعار الوقود تفاقم تكلفة المواصلات في مصر

في رحلتها الأسبوعية من المنصورة في دلتا مصر إلى العاصمة القاهرة، تستقل هالة مصطفى، السيارة الأجرة بسعر 60 جنيها قبل الزيادة الأخيرة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حادث السيرك في طنطا بدلتا مصر (فيسبوك)

دعوات برلمانية وإعلامية مصرية لمنع مشاركة «الوحوش» في عروض السيرك

تواصلت تداعيات حادث السيرك في مدينة طنطا (دلتا مصر) الذي شهد هجوم نمر على مساعد للمدرب مما أدى إلى بتر ذراعه.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق اختبار للحياة تجرؤ عليه قلّة فقط (سيرج تشوبوريان من اليمين وغسان حجار)

لبنانيان يركضان 250 كيلومتراً في صحراء المغرب لإنقاذ مُحارِب سرطان

هذه حكاية مختلفة. فهما يركضان تلك المسافات الرهيبة من أجل شاب يُحارب السرطان، ويتحمّل الوجع بعناد. اسمه علي معركش، لبناني عمره 14 عاماً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

ملف سري: كائنات فضائية اشتبكت مع جنود سوفيات وحولتهم حجارة

لقطة من مقطع فيديو نشره «البنتاغون» لأجسام طائرة مجهولة رصدتها الطائرات الأميركية (سي إن إن)
لقطة من مقطع فيديو نشره «البنتاغون» لأجسام طائرة مجهولة رصدتها الطائرات الأميركية (سي إن إن)
TT
20

ملف سري: كائنات فضائية اشتبكت مع جنود سوفيات وحولتهم حجارة

لقطة من مقطع فيديو نشره «البنتاغون» لأجسام طائرة مجهولة رصدتها الطائرات الأميركية (سي إن إن)
لقطة من مقطع فيديو نشره «البنتاغون» لأجسام طائرة مجهولة رصدتها الطائرات الأميركية (سي إن إن)

انتشر ملفٌ من حقبة الحرب الباردة رُفعت عنه السرية من قِبل «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية يغطي اشتباكاً مفترضاً بين جنود سوفيات وجسم فضائي غريب، قيل إن ركابه حوّلوا الجنود حجارةً قبل أن ينطلقوا.

وعقب انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، حصلت «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية على تقرير من 250 صفحة من «جهاز المخابرات السوفياتي (كي جي بي)» يروي الأحداث التي وقعت بعد أن أطلقت فصيلة النار على طبق طائر فوق أوكرانيا، وفقاً لموقع «نيويورك بوست».

تضمن التقرير روايات شهود العيان وصوراً لما حدث بعد ذلك وصفها أحد العملاء الأميركيين بأنها «صورة مروعة للانتقام من جانب مخلوقات من خارج كوكب الأرض... صورة تجعل الدم يتجمد في العروق».

صفحة من تقرير «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية الذي يروي اشتباكاً مميتاً بين فضائيين وجنود من الاتحاد السوفياتي خلال تدريب في أوكرانيا
صفحة من تقرير «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية الذي يروي اشتباكاً مميتاً بين فضائيين وجنود من الاتحاد السوفياتي خلال تدريب في أوكرانيا

واستعرضت الاستخبارات الأميركية تقريراً من 250 صفحة من الاتحاد السوفياتي يروي اشتباكاً مميتاً بين مخلوقات فضائية وبعض جنوده خلال تدريب في أوكرانيا. يدعي التقرير أن السوفيات، الذين كانوا يجرون تدريبات في أوكرانيا، رصدوا «سفينة فضائية على شكل طبق طائر تحلق على ارتفاع منخفض» فوق رؤوسهم.

وخلال المواجهة، أطلق أحد السوفيات صاروخ «أرض - جو» أصاب الجسم الفضائي المجهول، وأسقطه أرضاً.

ويزعم التقرير أن الطبق الطائر «سقط على الأرض على مسافة غير بعيدة، وخرج منه 5 كائنات يشبهون البشر، وقصار القامة، ولهم (رؤوس كبيرة وعيون سوداء كبيرة)».

ويروي الجنود الناجون أنه بعد هروب الكائنات الغريبة من حطام سفينتهم المدمرة، تجمعوا و«اندمجوا معاً في جسم واحد اكتسب شكلاً كروياً».

جلسة استماع أمام الكونغرس لموظفين سابقين بوزارة الدفاع بشأن «الأجسام المجهولة» يوم 26 يوليو 2023 (غيتي)
جلسة استماع أمام الكونغرس لموظفين سابقين بوزارة الدفاع بشأن «الأجسام المجهولة» يوم 26 يوليو 2023 (غيتي)

ويقول التقرير إنه «في غضون ثوانٍ قليلة، كبرت الأجسام الكروية كثيراً وانفجرت مطلقة ضوءاً ساطعاً للغاية؛ ما أدى إلى تحول 23 جندياً ممن شاهدوا الظاهرة إلى (أعمدة حجرية)».

وأضاف التقرير: «لم ينجُ سوى جنديين فقط وقفا في الظل وكانا أقل تعرضاً للانفجار المضيء».

ويعتقد أن المخابرات السوفياتية احتفظت بـ«الجنود المتحجرين» وبقايا المركبة الفضائية المدمرة، ونقلتهم إلى قاعدة سرية بالقرب من موسكو.

وجد العلماء السوفيات أنه مهما كان نوع الضوء، فقد حوّل بطريقة ما الخلايا الحية للجنود إلى مادة مطابقة للحجر الجيري.

وخلص تقرير «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية إلى أنه «إذا كان ملف المخابرات السوفياتية مطابقاً للواقع، فهذه حالة خطرة للغاية. فالفضائيون يمتلكون أسلحة وتكنولوجيا تتجاوز كل توقعاتنا، ويمكنهم الدفاع عن أنفسهم إذا تعرضوا لهجوم».

رُفعت السرية عن وثيقة «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية في عام 2000، وغطتها في الأصل صحيفة «ويكلي وورلد نيوز» الكندية وصحيفة «هولوس أوكرايني» الأوكرانية، لكنها ظلت محل اهتمام هواة الأجسام الطائرة مجهولة الهوية؛ بل وعُرضت في بودكاست «تجربة جو روجان» العام الماضي.

وقد عادت قصص مثل هذه الظواهر الغامضة والزوار الفضائيين إلى الظهور في أذهان الجمهور بعد إنشاء وزارة الدفاع الأميركية فرقة العمل المعنية بـ«الظواهر الجوية مجهولة الهوية» في عام 2020.

وأفرجت الحكومة عن عدد كبير من الملفات الجديدة بشأن الأجسام الطائرة الغامضة التي سجلتها الحكومة الفيدرالية؛ بهدف «اكتشاف وتحليل وفهرسة» الظواهر الجوية غير المعروفة والغامضة.