دعوات برلمانية وإعلامية مصرية لمنع مشاركة «الوحوش» في عروض السيرك

بعد تكرار وقائع الافتراس وأحدثها في طنطا

حادث السيرك في طنطا بدلتا مصر (فيسبوك)
حادث السيرك في طنطا بدلتا مصر (فيسبوك)
TT

دعوات برلمانية وإعلامية مصرية لمنع مشاركة «الوحوش» في عروض السيرك

حادث السيرك في طنطا بدلتا مصر (فيسبوك)
حادث السيرك في طنطا بدلتا مصر (فيسبوك)

تواصلت تداعيات حادث السيرك في مدينة طنطا (دلتا مصر)، الذي شهد هجوم نمر على مساعد للمدرب مما أدى إلى بتر ذراعه، وقدَّمت نائبة في البرلمان المصري اقتراحاً لحظر الحيوانات المفترسة «الوحوش» في فقرات السيرك، كما تصدرت «الترند» على «إكس»، السبت، مطالبات إعلامية بتدخل الدولة والتعامل «بجدية» مع هذا الأمر.

وقالت عضو مجلس النواب المصري، الدكتورة آيات الحداد، إنها تقدمت باقتراح برغبة لرئيس مجلس النواب في حظر استخدام الحيوانات المفترسة في العروض الترفيهية، في ظل تزايد المخاطر المرتبطة باستخدامها، وما تشهده مصر وبعض الدول المهتمة بهذا النوع من العروض من حوادث كارثية نتيجة هروب هذه الحيوانات أو مهاجمتها للمدربين والجمهور، مطالبة بضرورة «إعادة النظر في استخدام الحيوانات المفترسة داخل فقرات السيرك في مصر».

وأضافت النائبة آيات الحداد لـ«الشرق الأوسط»، أنها أوضحت في اقتراحها القرارات الصارمة التي اتخذتها دول كثيرة بحظر هذه الممارسات، لما لها من آثار سلبية على السلامة العامة، والحياة الفطرية، وحقوق الحيوان.

عضو مجلس النواب المصري آيات الحداد (الشرق الأوسط)

وعدّت اقتراحها بمنزلة «رؤية حديثة ومتكاملة لإلغاء استخدام الحيوانات المفترسة في السيرك المصري، بما يحقق التوازن بين الترفيه الآمن، وحماية البيئة، وضمان عدم وقوع كوارث مستقبلية».

وكانت مدينة طنطا قد شهدت حادثاً مروعاً خلال أيام العيد، حيث هجم نمر أبيض بنغالي على مساعد للمدربة أنوسة كوتة، المتخصصة في «تدريب وترويض الوحوش»، كان يحاول ربط النمر من خارج القفص، والتهم النمر جزءاً من ذراعه ما أدى إلى بترها، وأجريت تحقيقات موسعة في الواقعة مع فحص الحيوانات، وانتشر مقطع الفيديو بشكل كبير على «السوشيال ميديا».

وأوصت النائبة المصرية بإنشاء صندوق لدعم السيرك الحديث، لمساعدة العروض التقليدية على تبني تقنيات متطورة مثل السيرك الرقمي والعروض الثلاثية الأبعاد، وكذلك تنظيم مهرجانات وطنية للسيرك الحديث، لدعم الابتكار وتشجيع العروض الخالية من استغلال الحيوانات، والاستفادة من تجارب الدول الرائدة في تطوير صناعة السيرك بشكل مسؤول ومستدام.

وأبدى عمرو أديب الإعلامي المصري استنكاره للواقعة، واستضاف في برنامجه، الجمعة، محمد إبراهيم البسطويسي، ضحية الحادث الذي وقع في السيرك بطنطا، مُلحّاً عليه بالسؤال عما يمكن فعله لمساعدته على تجاوز هذه الأزمة، مشدداً على ضرورة التعامل بجدية شديدة مع هذا الأمر بتدخل من الدولة، وتساءل إن كان هذا السيرك خاصاً أم تابعاً لوزارة الثقافة، لافتاً إلى أنه كان يمكن أن تقع مأساة لو خرجت هذه الحيوانات.

وتداولت وسائل إعلام محلية أخباراً عن «إخلاء وإزالة سيرك طنطا» عقب الحادث، وتتابعت تعليقات تطالب بحظر استخدام الحيوانات المفترسة «الوحوش» ضمن ألعاب السيرك.

وكان المخرج وليد طه، المشرف العام على السيرك القومي في مصر، قد أكد على إجراءات السلامة المتبعة في عروض ترويض الحيوانات المفترسة، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن تأمين هذه الفقرة يكون بإجراءات ووسائل حماية وأمان عالية جداً، يُقرها المدرب وتشرف إدارة السيرك على تنفيذها. كما أكد أن «هذه الفقرة لا تخلو من مخاطرة، لذلك يكون التأمين بقفص داخل قفص (شبكة) بمسافات ضيقة جداً، فلا يمكن بأي حال من الأحوال الضرر بالمتفرج»، وأشار إلى وجود «عدد من المساعدين مع المدرب، وعدد آخر من المنظمين يصلون إلى 7 أشخاص لإحكام التأمين في صالة الجمهور حتى لا يتحرك الأطفال أو غيرهم»، موضحاً أن «جميع الحيوانات المفترسة التي تعمل في السيرك هي ملك للمدربين، والسيرك يتعاقد معهم بشروط معينة».

وتعرَّض محمد الحلو أحد الرواد في «ترويض الوحوش» لحادث عام 1984، حين هاجمه أسد خلال تقديم المدرب التحية للجمهور، وتوفي الحلو بعد فترة قصيرة من الحادث، وأوصى أبناءه بعدم قتل الأسد الذي تسبب في الحادث.


مقالات ذات صلة

مصر: «الباعة الجائلون» يستخدمون «حناجرهم» ببراعة رغم هيمنة التكنولوجيا

يوميات الشرق أحد الأهالي يحصل على بعض المثلجات من بائع متجول في منطقة العمرانية بالجيزة (الشرق الأوسط)

مصر: «الباعة الجائلون» يستخدمون «حناجرهم» ببراعة رغم هيمنة التكنولوجيا

من شرفة منزل متواضع بمنطقة شعبية في ضاحية الهرم (محافظة الجيزة)، خرجت سيدة ثلاثينية بمجرد أن سمعت نداء «اللبن... يلاااا اللبن».

رحاب عليوة (القاهرة )
يوميات الشرق هند صبري (صفحتها على فيسبوك)

فنانون مصريون يثيرون جدلاً حول «قافلة الصمود»

أثار عدد من الفنانين في مصر جدلاً واسعاً بعد التعبير عن آرائهم حول تداعيات أزمة «قافلة الصمود»، التي أثيرت على نطاق واسع خلال اليومين الماضيين.

داليا ماهر (القاهرة )
شمال افريقيا نوال الدجوي الملقَّبة بـ«ماما نوال»... (صفحة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة على «فيسبوك»)

مصر: حفظ التحقيقات في «سرقة الدجوي»... هل يُنهي خلافات العائلة؟

قررت النيابة العامة المصرية حفظ التحقيقات في قضية سرقة أكثر من 223 مليون جنيه و15 كيلوغراماً من الذهب، من منزل رائدة التعليم نوال الدجوي.

رحاب عليوة (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من أعمال التطوير في العتبة (محافظة القاهرة)

ميادين مصرية تقاوم الزحام بخطط التطوير

تنفذ الحكومة المصرية خططاً لتطوير عدد من الميادين المزدحمة مرورياً من أجل تخفيف التكدسات التي تشهدها هذه الميادين.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الإعلامية مها الصغير (صفحتها على فيسبوك)

«الأعلى للإعلام» المصري يحقق في «انتهاكات» بحق طليقة السقا

أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، الأربعاء، تلقيه شكوى من الإعلامية مها محمد عبد المنعم، الشهيرة بـ«مها الصغير»، تفيد بتضررها من نشر «أخبار كاذبة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: «الباعة الجائلون» يستخدمون «حناجرهم» ببراعة رغم هيمنة التكنولوجيا

أحد الأهالي يحصل على بعض المثلجات من بائع متجول في منطقة العمرانية بالجيزة (الشرق الأوسط)
أحد الأهالي يحصل على بعض المثلجات من بائع متجول في منطقة العمرانية بالجيزة (الشرق الأوسط)
TT

مصر: «الباعة الجائلون» يستخدمون «حناجرهم» ببراعة رغم هيمنة التكنولوجيا

أحد الأهالي يحصل على بعض المثلجات من بائع متجول في منطقة العمرانية بالجيزة (الشرق الأوسط)
أحد الأهالي يحصل على بعض المثلجات من بائع متجول في منطقة العمرانية بالجيزة (الشرق الأوسط)

من شرفة منزل متواضع بمنطقة شعبية في ضاحية الهرم (محافظة الجيزة)، خرجت سيدة ثلاثينية بمجرد أن سمعت النداء: «اللبن... يلاااا اللبن»، بينما ينزل أولادها الثلاثة إلى الشارع بسعادة، يستقبلون البائع المتجول، ليختاروا ما يشتهون، في مشهد يوحي بـ«المكافأة اليومية».

الأول اختار حلوى «الأرز باللبن»، والأخرى «الجُبن»، وثالثهم «اللبن»، والأم تدير حواراً مع البائع وأولادها من شرفتها. كان ذلك في الفترة بين صلاتي المغرب والعشاء، حين يكون الأربعيني هاني محمد، في منتصف رحلته اليومية لبيع منتجاته، وهو يقطع طريقه ببطء، متفحصاً النوافذ؛ لعل أحداً يطلّ.

يتجول هاني، بدراجة هوائية، يحمل على جانبيها قِدر الألبان وفي وسطها صندوق لحمل الجُبن والأرز باللبن، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنه يعمل بائعاً متجولاً منذ 25 عاماً، ومن دخل هذا العمل ربّى أولاده.

بائع الألبان المتجول واحد ضمن عشرات الباعة ممن يجوبون المنطقة ليل نهار، بعضهم يبيع الخضروات والفاكهة، مطلقين نداءات مثل «مجنونة يا أوطة (طماطم)»، أو يتغزلون في فاكهتهم: «يا بلح ولا تين ولا عنب زيك». وآخرون يبيعون المثلجات و«غزل البنات»، بخلاف «البليلة»، وهي وجبة تُعدّ من القمح، سجل أحد الباعة أغنية للدعاية لها، ونسخها الباقون.

@shroukagag

شاب مصري عامل اغنية للبليلة #بليلة #kenzysala @Shroukagag

♬ الصوت الأصلي - Shroukagag

نوع آخر من المتجولين، هم المنادون على «الروبابيكيا» و«الزيوت المستعملة»، ممن يشترونها مقابل بيعها فيما بعد لآخرين.

اللافت استمرار ظاهرة الباعة المتجولين الذين يعتمدون على النداء المباشر بأصواتهم الجهورية، رغم التطور التكنولوجي وما أحدثه من تغيرات في حركة البيع والشراء، حتى جاوز حجم التجارة عبر الإنترنت في مصر عام 2022 نحو 121 مليار جنيه (الدولار يساوي 49.5 جنيه)، بزيادة 30 في المائة عن عام 2021، وفق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.

ويرجع الباحث في الإنثروبولوجيا، وليد محمود، استمرار هذه الظاهرة إلى «طبيعة زبائنهم»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «زبائنهم لا يتحملون دفع 50 جنيهاً (نحو دولار) لتوصيل السلع».

ربما حمل ذلك مبرراً لوجودهم بكثرة في المناطق «الشعبية» و«الريفية» أو بعض «المدن الجديدة»، لكنهم يتمددون أيضاً إلى مناطق مرفهة. ففي منطقة المهندسين (تبعد نحو 5 كيلو مترات عن وسط القاهرة)، يتجول باعة باستمرار، معلنين عن بضاعتهم بحناجرهم القوية، مزاحمين كبار المحال التجارية صاحبة «البرندات».

تداخل إنساني

فسر الباحث في علم الاجتماع والإنثروبولوجي، عصام فوزي، أسباب توغل الباعة الجائلين بـ«العلاقة الإنسانية التي تنشأ بينهم وبين أهالي المناطق التي يتجولون فيها»، ووصفها بـ«العلاقة الملتبسة، أحياناً ينزعجون منهم ومن أصواتهم العالية، وأخرى يمازحونهم ويشترون منهم وينتظرونهم».

بعدما اختار أبناء سيدة الشرفة ما يشتهونه، تفاجأت الأم بأن طلبات أبنائها جاوزت الـ100 جنيه التي أعطتها لهم، فطلبت من البائع أن تدفع الباقي في اليوم التالي عند مروره، ووافق دون تردد.

ويرجع البائع موقفه إلى «العلاقة الإنسانية» بينه وبين زبائنه، قائلاً: «لا بد أن أشعر بالناس، فأنا أبيع اللبن منذ كان سعره 180 قرشاً للكيلو، والآن أصبح بـ40 جنيهاً».

باعة في منطقة العتبة لا يتجولون لكن لا يستقرون في محال تجارية أيضاً (الشرق الأوسط)

اللحن المميز

يسود الصمت عادةً في منطقة حدائق أكتوبر (تبعد نحو 36 كيلومتراً عن وسط القاهرة) إلا من أصوات الباعة الجائلين، مرة يبيعون أسطوانات الغاز، وأداتهم النقر على الأسطوانة، أو الفواكه مستخدمين عبارات مبتكرة.

والأكثر وجوداً من بينهم في هذه المنطقة هم جامعو «الروبابيكيا»؛ يطلق أحدهم الكلمة «بيكيااااااا»، والآخر «روبابيكيا بيكياااا» ثم يزيد «أيّ كراكيب قديمة... أيّ كتب مدارس... أيّ تلاجات أيّ غسلات»، مستخدمين مكبرات صوت، لينفذ نداؤهم إلى الأدوار المرتفعة، وبعضهم يستخدم تسجيلاً.

ويرى فوزي أن «دخول هذه الأدوات على عمل الباعة انعكاس لتغليب الجوانب النفعية على الفنية»، موضحاً: «في الماضي كانت الجوانب الفنية أكثر وضوحاً حتى أن سيد درويش استلهم بعض ألحانه وأغنياته منهم».

جامع روبابيكيا يستخدم عجلة بصندوق فيما آخرون يستخدمون سيارات نصف نقل (الشرق الأوسط)

يسرح الباحث الاجتماعي الذي جاوز الستين عاماً بذاكرته في زمن طفولته، في مدينة الزقازيق، حين كان يمر بائع «العرقسوس» (مشروب مُثلج) مردداً مقطعاً غنائياً للترويج لمشروبه، والأطفال من حوله يرقصون على نغم الأغنية، مع الصاجات التي يستخدمها هؤلاء أداة إضافية للتنبيه، فضلاً عن ملابس خاصة تميزهم.

حسين الصياد، بائع المثلجات واحد ممن استبدل النداءات المسجلة بصوته، فقبل سنوات كان يتجول في شوارع منطقة العمرانية (جنوب العاصمة) منغماً كلمة «الطبيييييعي»، ويقصد أنه يصنع مثلجاته من فواكه طبيعية. الآن يتجول مع جهاز تسجيل ومكبر صوت يردد «بولة بولة» (وحدة تعبئته). يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «أكثر راحة له، يحافظ على جذب الانتباه وفي الوقت نفسه لا يكلف حنجرته عبء النداء».

ذاكرة للمدن وسلوكها

لا يحمل الباعة الجائلون فقط بضائعهم، لكنهم يحملون معها «ذاكرة المدن وسلوكيات قاطنيها»، وفق فوزي، قائلاً: «كل منهم قادر على رصد تفاصيلها بدقة، ويتغيرون فيعكسون تغير تلك المدن».

كان بائع الألبان هاني محمد يتجول حاملاً «زُمارة» لتنبيه زبائنه بقدومه، لكن «بسبب الأطفال الذين يتندرون عليّ، لم أعد أستخدمها، وأضطر للنداء الذي يرهق حنجرتي، خصوصاً أنني لا أستخدم مكبر صوت، حتى لا أزعج السكان». ويضيف بأسى: «الأخلاق لم تعد متوفرة مثلما كانت قديماً».

تغيُّر آخر يتمثل في حالة «الركود» التي يرصدها هاني، وكذلك بائع الخضروات شعبان رجب (30 عاماً) الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يبدأ عمله في الصباح بالتمركز في نقطة معينة، لكن مع تقدم اليوم، وركود البيع يتجول بحثاً عن الرزق».

وتواجه مصر أزمة اقتصادية منذ عام 2016، دفعت الحكومة إلى تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار أكثر من مرة، وكذلك اللجوء للاقتراض من صندوق النقد الدولي. وانعكس ذلك على مستوى معيشة الكثيرين وسط ارتفاع لنسبة التضخم، التي سجلت في مايو (أيار) الماضي، على مستوى سنوي 13.1 في المائة.

بائع الألبان هاني محمد خلال جولته بإحدى ضواحي الهرم (الشرق الأوسط)

ويقول بائع الألبان: «كنت أتجول ببضاعة 3 أضعاف الحالية، وتُباع في وقت أقل، الآن أحتاج إلى 6 ساعات حتى أتمكن من بيع بضاعتي رغم قلتها».

ويعدُّ فوزي أن «الباعة الجائلين ظاهرة تتجاوز الزمن»، إذ إنهم «موجودون منذ قرون، منذ كانوا ينادون (شكوكو بإزازة) فهؤلاء من أوائل الباعة الجائلين، كانوا يعدون لعبة بلاستيكية بسيطة على شكل الفنان الكوميدي محمود شكوكو (1912-1985)، حتى يشجعوا الأطفال على تقديم ما لديهم من زجاجات فارغة، تستخدم في عمليات إعادة التدوير».

ولا يبدي الباحث في الإنثروبولوجي وليد محمود التقدير ذاته لهم، إذ يذهب ذهنه إلى «باعة المترو ووسائل النقل» الذين وفق قوله «يبيعون بضائع غير مطابقة للمواصفات»، ويضيف: «بعضهم يمارس الشحاتة (التسول) تحت ستار البيع».

أما المتجولون في الأحياء الشعبية فيرى أنهم «يتهربون من الضرائب، ويزعجون السكان بنداءاتهم المتكررة»، على حد تعبيره.