تعرف على ما تفعله حبوب الإفطار في جسمك

مجموعة من حبوب الإفطار بمتجر في كوينز بمدينة نيويورك (رويترز)
مجموعة من حبوب الإفطار بمتجر في كوينز بمدينة نيويورك (رويترز)
TT

تعرف على ما تفعله حبوب الإفطار في جسمك

مجموعة من حبوب الإفطار بمتجر في كوينز بمدينة نيويورك (رويترز)
مجموعة من حبوب الإفطار بمتجر في كوينز بمدينة نيويورك (رويترز)

يعتمد الكثيرون في نظامهم الغذائي على بعض الأطعمة التي تشكل مع الاستخدام المستمر العديد من الأضرار.

ويلاحظ أطباء التغذية أن هناك العديد من المرضى تختلف طاقتهم وحالاتهم المزاجية عندما يستبعدون الأطعمة شديدة المعالجة من وجباتهم الغذائية مستعينين ببدائل غير معالجة وغنية بالعناصر الغذائية.

وتقول أوما نايدو مدير قسم التغذية ونمط الحياة والطب النفسي الأيضي في جامعة هارفارد: «أرى المرضى يخففون من أعراض اضطرابات المزاج، ويخفضون من إجهادهم، ويعززون طاقتهم ويخففون من ضعف الإدراك عندما يستغنون عن الأطعمة المصنعة».

يمكن أن تكون الأطعمة شديدة المعالجة ضارة بصحتنا الجسدية والعقلية. ومع ذلك، فهي تمثل الآن أكثر من نصف السعرات الحرارية في النظام الغذائي الأمريكي القياسي، وفقاً لما ذكره تقرير لشبكة «سي إن بي س» الأميركية.

لماذا الأطعمة المصنعة مضرة وخطيرة؟

الأطعمة فائقة المعالجة أو المصنعة هي أصناف يتم إنتاجها صناعياً ومشتقة من محاصيل مزروعة على نطاق واسع ومعدلة وراثياً مثل الذرة وفول الصويا والسكر. تميل هذه الأطعمة إلى أن تكون رخيصة الإنتاج، ومريحة للشراء والاستهلاك، ولذيذة للغاية.

لسوء الحظ، غالباً ما تجرد خطوات الإنتاج المختلفة هذه الأطعمة من الفيتامينات والمعادن والألياف الطبيعية.

تتمتع هذه الأطعمة بعمر تخزين طويل، والذي يتحقق عادةً من خلال إضافة المواد الحافظة والمواد الكيميائية والنكهات الاصطناعية والمحليات والألوان، وغالباً ما تكون عالية بشكل غير طبيعي في أحماض أوميغا 6 الدهنية ومنخفضة في أحماض أوميغا 3 الدهنية.

هذا المزيج من المكونات الاصطناعية والسكر ونسبة أوميغا 6 إلى أوميغا 3 العالية والمحتوى الغذائي المنخفض يجعل الأطعمة فائقة المعالجة مسببة للالتهابات وضارة بالميكروبيوم.

وعندما تتناول الأطعمة المصنعة باستمرار بمرور الوقت، يمكن أن تساهم في مجموعة من المضاعفات الصحية الجسدية والعقلية، مثل مرض السكري والسمنة وصولاً إلى الاكتئاب والقلق.

بعض الأطعمة المصنعة الأكثر شيوعاً واستهلاكاً هي حبوب الإفطار والوجبات الخفيفة مثل رقائق البطاطس والكعك والمقرمشات وصلصة السلطة والعديد من التوابل والمشروبات المحلاة بالسكر ووجبات العشاء المجمدة.

أصبحت كل هذه الأطعمة من العناصر الأساسية في النظام الغذائي الأميركي على مدار العقود القليلة الماضية. والأسوأ من ذلك أنها غالباً ما يتم تسويقها كأطعمة صحية، على الرغم من أن استهلاكها لا يزال مرتبطاً بالالتهابات المزمنة والأضرار الصحية السيئة.

أكثر طعام مصنع عليك تجنبه

إذا دخلت إلى معظم متاجر البقالة في الولايات المتحدة، فستجد ممراً كاملاً من الحبوب للإفطار، في عبوات عليها شخصيات مرحة وشعارات ذكية تجذب انتباه المستهلكين، وخاصة الأطفال.

ولكن هل تعلم ما الذي تضعه حقاً في وعائك كل صباح، وكيف سيساعدك ذلك في الاستعداد لليوم؟

إن تناول حبوب الإفطار التي تكون في الغالب من الكربوهيدرات البسيطة كوجبة أولى في اليوم يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم مما يجعلنا نشعر بالجوع بعد بضع ساعات فقط ونميل أكثر إلى تناول وجبة خفيفة سكرية بين الوجبات.

يمكن أن يؤدي الإفطار الغني بالكربوهيدرات أيضاً إلى انخفاض الطاقة وضباب الدماغ.

ما تختاره للإفطار بدلاً من الحبوب

إن وجبة الإفطار المثالية غنية بالعناصر الغذائية وتحتوي على توازن بين الكربوهيدرات والدهون والبروتينات.

نظراً لصعوبة تحقيق ذلك من خلال الأطعمة المصنعة، فإن الخبراء يوصون بدلاً من ذلك بمزج الأطعمة النباتية الكاملة مع البروتين النظيف المفضل لديك والدهون الصحية.

ووجبة الإفطار المتوازنة مع هذه المكونات ستزود جسمك وعقلك بالطاقة طوال الصباح وتدعم اختيارات الطعام الصحية في وقت لاحق من اليوم، مثل بيض مخفوق مع بعض الخضراوات مثل السبانخ أو الطماطم والأفوكادو. أو عصير أخضر مصنوع من الخضراوات الورقية وزبدة الجوز ومسحوق بروتين جيد، إذا كنت تتناول وجبة الإفطار وأنت تتحرك سريعاً.

كيف تقلل تناول الحبوب والأطعمة المصنعة من نظامك الغذائي؟

إن تقليل تناولك للأطعمة شديدة المعالجة وزيادة كمية الأطعمة الصحية في نظامك الغذائي يمكن أن يقلل من الالتهابات المزمنة، ويقلل من خطر نقص العناصر الغذائية ويؤدي أكثر لتحسين صحة الأمعاء.

نظراً لأن الأطعمة شديدة المعالجة موجودة في كل مكان في بيئتنا، فإن إزالتها تمامًا قد تبدو شاقة.

إذا كانت هذه الأطعمة تشكل حالياً مكوناً رئيسياً في نظامك الغذائي، توصى المتخصصة نايدو بالبدء ببعض التبديلات كل يوم وتناولها ببطء.

وتضيف، أن الأمر كله يتعلق بالتوازن، لذلك حاول تناول هذه الأطعمة كجزء من نمط حياتك بنسبة 80/20، حيث يتكون 80 في المائة من نظامك الغذائي من أطعمة كاملة وكثيفة المغذيات. تترك لك نسبة 20 في المائة المتبقية مساحة للاستمتاع بتناول الأطعمة المصنعة.


مقالات ذات صلة

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.